سيناريوهان لا ثالث لهما.. كيف تؤثر توترات الشرق الأوسط على أسعار الذهب؟
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
"توترات جيوسياسية، ومخاوف من الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية، وتوقعات بتوسع الحرب"، عوامل دفعت أسعار الذهب إلى الارتفاع لتلامس "مستوى تاريخي"، بينما يكشف مختصون عن "سيناريوهين لا ثالث لهما" للسعر المستقبلي لـ"المعدن النفيس".
ارتفاع نحو "المستوى القياسي"؟الإثنين، اقتربت" أسعار الذهب" من المستوى القياسي الذي بلغته في الجلسة السابقة (يوم الجمعة الماضي) عند 2431.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 2360.70 دولارا للأوقية "الأونصة"، ويواصل "الصعود" حتى موعد نشر التقرير، وفق ما تظهره مؤشرات موقع "kitco".
وفي حديثه لموقع "الحرة"، يكشف المدير الاقليمي لشركة "غولد ايرا"، أسامة زرعي، عن وجود "حالة من الترقب" بسوق الذهب بسبب "التوترات الجيوسياسية" التي ظهرت مؤخرا بمنطقة الشرق الأوسط.
ويشير المدير الاقليمي للشركة إلى أن "الضربة الإيرانية على إسرائيل والترقب لرد الفعل الإسرائيلي هو "الداعم الأول" لارتفاع سعر الذهب بالأسواق العالمية.
ويقول:" نحن نترقب الضربة الإسرائيلية لإيران، وما سوف تسفر عنه التوترات الأخيرة بين إسرائيل وإيران".
التوترات الجيوسياسية و"الملاذ الآمن"يؤكد الباحث المختص بملف الذهب والمجوهرات، وليد فاروق، أن الضربة الإيرانية على إسرائيل قد تسببت في "ارتفاع أسعار الذهب بالأسواق العالمية".
وتساهم "شعبية الذهب كملاذ آمن وأداة لحفظ القيمة" في ارتفاع سعره خلال الحروب وال في وقت يشعر المتداولون بالقلق من "الاضطرابات والحروب والأزمات والتوترات الجيوسياسية، وفي ظل المخاوف من الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني"، وفق فاروق.
ويشير الباحث المختص بملف الذهب والمجوهرات إلى أن "المعدن النفيس" قد بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق، الجمعة، عند 2431.29 دولارا للأوقية.
والسبب في ذلك الارتفاع التاريخي هو "الأنباء المتداولة وقتها عن الضربة الإيرانية المرتقبة، وارتفاع معدلات شراء البنوك والأفراد وصناديق الاستثمار للذهب"، حسبما يوضح فاروق.
وليل السبت، أطلقت إيران "أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ كروز" باتجاه إسرائيل ما أدى إلى جرح 12 شخصا، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
والهجوم الإيراني "الأول من نوعه"، جاء ردا على قصف جوي "نُسب لإسرائيل"، وأسفر عن تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط، في الأول من أبريل الجاري.
"سيناريوهان لا ثالث لهما"توعدت إسرائيل بـ"الرد على الهجوم الإيراني"، وقال الوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، الأحد، إن بلاده لا تزال تدرس ردها و"ستحدد الثمن الذي ستدفعه إيران بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا".
ولذلك يتحدث زرعي وفاروق عن "سيناريوهين مستقبليين لا ثالث لهما" لأسعار الذهب، وكلاهما يرتبط بالرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.
ويتوقع زرعي وصول سعر الأوقية الواحدة من الذهب إلى مستويات 2480 دولارا في حال توجيه إسرائيل "ضربات لإيران أو حلفائها".
وإذا كان هناك "رد فعل إيراني على الضربة الإسرائيلية المتوقعة" فقد يصل سعر الأوقية الواحدة من الذهب إلى مستويات 2500 دولارا، وفق المدير الاقليمي لشركة "غولد ايرا".
ومن جانبه، يشدد فاروق على أن "الرد الإسرائيلي" على الضربة الإيرانية، سوف "يشعل التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا"، ولذلك فقد تصل أسعار الذهب إلى "أعلى مستوياتها التاريخية على الإطلاق".
ويتوقع الباحث المختص بملف الذهب أن يتراوح سعر الأوقية الواحدة 2700 إلى 3 آلاف دولار، في حال "ردت إسرائيل على الهجوم الإيراني".
وقد تبدأ أسعار الذهب في "الارتفاع التدريجي" بداية من اليوم في حال وجود "مؤشرات" على الرد الإسرائيلي، حسبما يوضح فاروق.
لكن إذا "لم يكن هناك رد فعل إسرائيلي"، فسوف تستقر أسعار "المعدن النفيس" لفترة مؤقتة قبل أن تبدأ في التراجع التدريجي حتى نهاية العام، وذلك بالتوازي مع توقعات السوق، مجددا بخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" أسعار الفائدة، حسبما يؤكد الباحث المختص بملف الذهب.
وتقلص أسعار الفائدة الأعلى "جاذبية حيازة الذهب الذي لا يدر فائدة"، وعلى جانب آخر، ينعكس "خفض معدلات الفائدة" إيجابا على "المعدن النفيس"، الذي لا يدر عائدات، لأنه يخفض من جاذبية الاستثمارات الأخرى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: التوترات الجیوسیاسیة على الهجوم الإیرانی الضربة الإیرانیة الرد الإسرائیلی المعدن النفیس لا ثالث لهما أسعار الذهب الذهب إلى فی حال
إقرأ أيضاً:
اعتراف بخطأ قديم.. كيف تغير أميركا تعاملها مع الشرق الأوسط؟
طرحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤية مغايرة لنهج الولايات المتحدة في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط، وذلك في إطار استراتيجية الأمن القومي الجديدة الصادرة عن البيت الأبيض، والتي جاءت في وثيقة مؤلفة من 33 صفحة، لتشكل تفسيرًا رسميًا ومتكاملاً للرؤية العالمية التي تنطلق منها سياسة ترامب الخارجية.
وخصصت استراتيجية الأمن القومي الجديدة فصلًا كاملاً لرؤية واشنطن تجاه الشرق الأوسط، والتي شهدت تحولا واضحا عن النهج الأميركي التقليدي الذي هيمن على السياسة الخارجية لعقود.
كيف ينظر ترامب للشرق الأوسط؟
أشارت الاستراتيجية إلى أن الشرق الأوسط ظل، طوال ما لا يقل عن نصف قرن، في مقدمة أولويات الولايات المتحدة، باعتباره المزود الأهم للطاقة عالميا، ومسرحا رئيسيا للحرب الباردة، ومصدرًا لصراعات كانت تهدد بالامتداد إلى خارج الإقليم.
لكن الوثيقة لفتت إلى أن اثنين من هذه العوامل لم يعودا قائمين اليوم، مع تنوع مصادر الطاقة عالميًا وعودة الولايات المتحدة كمصدر صافي للطاقة، إضافة إلى تحول التنافس الدولي من صراع القطبين إلى منافسة بين القوى الكبرى، وهي منافسة تقول الإدارة إنها تحتفظ فيها بـ"أفضل موقع ممكن" بعد إعادة إحياء تحالفاتها في الخليج ومع شركائها العرب وإسرائيل.
وأبرزت الاستراتيجية أن الصراع يبقى السمة الأكثر تعقيدًا في المنطقة، لكن حجم التهديد -وفق الوثيقة- بات أقل مما تعكسه العناوين.
واعتبرت أن إيران، التي تصفها الإدارة بأنها "القوة الأكثر زعزعة للاستقرار"، تعرضت لضعف كبير نتيجة العمليات الإسرائيلية بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، ونتيجة عملية "مطرقة منتصف الليل" التي أطلقها ترامب في يونيو 2025، والتي سببت "تدهورًا واسعًا" في برنامج طهران النووي.
كما أشارت إلى تحقيق "تقدم ملموس" على مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي بفضل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن الذي توسطت فيه واشنطن، مشيرة إلى تراجع داعمي حماس.
وفي السياق نفسه، تحدثت الاستراتيجية عن موقف سوريا، قائلة: "تبقى سوريا مصدرا محتملا للمشكلات، لكنها قد تستقر وتستعيد دورها الطبيعي كفاعل إيجابي وأساسي في المنطقة، بدعم أميركي وعربي وإسرائيلي وتركي".
وتؤكد الاستراتيجية الجديدة أن الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة تاريخيًا إلى إعطاء الأولوية للمنطقة تتراجع مع توسع الإنتاج الأميركي من الطاقة، وبدلاً من ذلك، تتوقع واشنطن أن يتحول الشرق الأوسط إلى مركز جاذب للاستثمارات الدولية في قطاعات تتجاوز النفط والغاز، لتشمل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والصناعات الدفاعية.
كما تربط الاستراتيجية بين التعاون مع دول المنطقة وتأمين سلاسل الإمداد وتعزيز أسواق "صديقة ومفتوحة" في مناطق أخرى مثل إفريقيا.
وقالت الاستراتيجية: "يُظهر شركاء الشرق الأوسط التزامًا واضحًا بمكافحة التطرف، وهي اتجاهات ينبغي للسياسة الأميركية أن تواصل تشجيعها، غير أن تحقيق ذلك يتطلب التخلي عن التجربة الأميركية الخاطئة للتعامل مع هذه الدول (...) إذ يجب أن نشجع الإصلاح ونرحب به عندما يظهر بشكل طبيعي من الداخل، دون محاولة فرضه من الخارج"، مؤكدة أن "مفتاح العلاقات الناجحة مع الشرق الأوسط هو قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، والعمل معًا في مجالات المصالح المشتركة".
وتحدد الوثيقة مجموعة من المصالح الدائمة للولايات المتحدة، أبرزها ضمان عدم وقوع إمدادات الطاقة في أيدي خصوم واشنطن، وحماية حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، ومنع تحول المنطقة إلى منصة تهدد المصالح أو الأراضي الأميركية، إضافة إلى ضمان أمن إسرائيل، كما دعت إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل مزيدًا من دول المنطقة والعالم الإسلامي.
واختتمت الوثيقة النظر لمنطقة الشرق الأوسط بالقول إن "الأيام التي كان فيها الشرق الأوسط يهيمن على السياسة الخارجية الأميركية، سواء في التخطيط الطويل المدى أو في التنفيذ اليومي، قد ولت، ليس لأن الشرق الأوسط لم يعد مهمًا، بل لأنه لم يعد مصدرًا دائمًا للمنغصات أو سببًا محتملاً لكارثة وشيكة كما كان في السابق، بل إنه يبرز اليوم كمكان للشراكة والصداقة والاستثمار وهو اتجاه ينبغي الترحيب به وتشجيعه".
أولويات أمريكية.. واعتراف بـ"خطأ"
قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موراي ستيت الأميركية وعضو الحزب الجمهوري، إحسان الخطيب، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن ما تطرحه استراتيجية الأمن القومي الجديدة يمثل "وصفًا واقعيًا ودقيقًا لطبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط كما تراها إدارة ترامب".
وأوضح أن "جوهر المقاربة الأميركية لم يعد قائمًا على النفط وحده كما كان في العقود الماضية، بل انتقل إلى تشابك اقتصادي أوسع يقوم على المنفعة المتبادلة بين واشنطن ودول المنطقة".
وأضاف "الخطيب" أن "الاستراتيجية تتضمّن اعترافًا واضحًا بأن الإدارات الأميركية السابقة أخطأت حين لم تُبد احترامًا كافيًا للثقافة المحلية في الشرق الأوسط، وتدخلت في شؤون دوله الداخلية كما حدث خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما".
وأشار عضو الحزب الجمهوري إلى أن "إدارة ترامب ترى أن المنطقة أصبحت أكثر استقرارًا بعد الضربات التي وجهت إلى إيران وأذرعها، وتؤمن بأن السلام الإبراهيمي هو المسار الأكثر قابلية لمستقبل الشرق الأوسط"، مشددا على أن الولايات المتحدة لا تعتبر الصين أو روسيا منافسين حقيقيين لها في الشرق الأوسط، والمشهد أقرب إلى "مناورات" بين الأطراف الكبرى".
وشدد الخطيب على أن "ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة لم يعد محصورًا في اعتبارات الطاقة، بل أصبح ارتباطًا اقتصاديًا واستثماريًا في المقام الأول، وتعامل الإدارة مع الشرق الأوسط، سيتركز على منع وقوع النفط في أيدي قوى معادية، وتأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر، وضمان ألا تشكل المنطقة مصدر تهديد إرهابي للمصالح أو الأراضي الأميركية، إلى جانب الحفاظ على أمن إسرائيل".