أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

قرر التنسيق التعليمي الميداني، المتكون من التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، والتنسيق الوطني القطاع التعليم، والتنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب، خوض أشكال نضالية طيلة الأسبوع الجاري، تختتم بإضراب عام وطني يوم الإثنين القادم.

وقال التنسيق في بيان معنون ب "نداء الموقوف والموقوفة"، إن الجسد التعليمي "لقي ظلما كبيرا، وما يزال منذ عقود، وامتدت الإساءة حتى بلغت التنكيل بكرامة نسانه ورجاله، فإذا كنا قد رفعنا الكرامة والإنصاف شعارا في محطاتنا الاحتجاجية السابقة، فقد أصر القائمون على شؤون وزارتنا على أننا في قطاع لا يتخذ فيه قرار حتى يزكي حيف ما سبقه، ولا مخطط حتى يفسد ما لحقه، ولا صرخة تظلم حتى يلحق صاحبها ظلم أعظم طاله.

وإن التمادي والإيغال في الأذية والتنكيل بثلة من هيئة التدريس والأطر المختصة الذين وقفوا عن العمل دون جرم يشهد به أو زلة لا تغفر ليحز في نفس كل من انتسب لهذا الجسد رئيسا ومرؤوسا".

وأضاف أن التنسيق الميداني قرر العودة للاحتجاج بسبب "التعسف والظلم الاجتماعي بإقصاء مطالب بعض الفئات التعليمية المزاولة والمتقاعدة، والحيف الذي طالهم وما ترتب عنه من قطع أرزاق عشرات من الأساتذة والأطر المختصة دون مراعاة لحقوقهم الوطنية والإنسانية والمهنية والتعسف النفسي بالعقاب الجماعي الذي لقيه كافة نساء ورجال التعليم ليفرض العودة إلى الاحتجاج والوقوف أمام هذا الظلم والحيف بنفس الحزم والعزم السابقين، خصوصا بعد صمت الوزارة، غير المفهوم وبعد تأجيل برنامجه النضالي سابقا تغليبا لمصلحة أبنائنا وبناتنا الذين يشهدون على صراع أساتذتهم مع الزمن وتضحياتهم لاستدراك ما فات في الأشهر السابقة."

وجدد التنسيق تأكيده على الدعم الكامل واللامشروط لكافة الأساتذة والأطر المختصة الموقوفين والموقوفات، كما دعى الجميع إلى إطلاق حملة إعلامية للتعريف بأسباب ودواعي استمرار البرامج النضالية الاحتجاجية، حيث أهاب بعموم الشغيلة إلى تكثيف التواصل مع كل الفئات التعليمية بالأقاليم وتجسيد البرنامج النضالي وإنجاحه.

ودعى التنسيق الحديث النشأة الموقوفين والموقوفات ونساء ورجال التعليم المزاولين والمتقاعدين إلى المشاركة الوازنة في المحطات الإقليمية والجهوية والوطنية، وهو الشأن نفسه بالنسبة لكل الإطارات المناضلة والقوى الحية التي دعاها للتضامن مع النضالات المشروعة للشغيلة التعليمية، كما حمل المسؤولية الكاملة للوزارة في استمرار الاحتقان في القطاع ونهج سياسة الهروب إلى الأمام بعدم سحب قرارات التوقيفات التعسفية وغير القانونية والإجراءات الظالمة المصاحبة لها والعمل على حل كل الملفات المطلبية العالقة والتسويف وتنفيذ كافة الاتفاقات الموقعة لكافة الفئات التعليمية المزاولة والمتقاعدة التي طالها التماطل، كما أكد رفضه التام لأي إصلاح لمنظومة التقاعد يتم على حساب نساء ورجال التعليم.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الحرب على غزة تهز أركان المؤسسة التعليمية

في غزة ، لا تُقصف المدارس فقط، بل تُقصف معها الأحلام، ويُهدم المستقبل حجرًا بعد حجر. ليست الحرب مجرد صراع مسلح؛ بل هي اجتياح ممنهج للبنية التحتية ولروح الإنسان. التعليم، ذلك الحبل الذي يتشبث به الأطفال في سبيل النجاة من واقعهم المؤلم، أصبح اليوم من أولى ضحايا هذه الحرب الطاحنة. آلاف الأطفال حُرموا من حقهم الأساسي في التعليم، ومئات المدارس تحولت من منارات للعلم إلى ركام أو ملاجئ للنازحين. ومن بين هذا الدمار، تبرز قصة سندس، رمزًا لجيل بأكمله يكافح من أجل أن يحلم… أن يتعلّم… أن يعيش.

الطالبة التي لجأت إلى مدرستها بدلًا من أن تتخرج منها


 

سندس، فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، كانت  تستعد للتخرج من المرحلة الثانوية، تحلم بأن تصبح ممرضة تسهر على راحة المرضى وتداوي جراح مجتمعها المنكوب. كانت تحضّر كتبها، تراجع دروسها، وتعدّ العدّة ليوم التخرج الذي كانت تنتظره بشوق، ولكن سرعان ما تحوّل كل ذلك إلى رماد. اندلعت الحرب، وسقطت قذائفها الثقيلة على المدرسة، على المنزل، وعلى دفتر الأحلام.

نزحت سندس مع أسرتها من حي إلى آخر، من غرفة إلى مأوى، ومن حلم إلى انتظار طويل، لكنها لم تفرّط بكتبها. حملتها كما تُحمل الذكريات العزيزة، وكل كتاب في حقيبتها المدرسية كان بمثابة وعد… وعد بالعودة، بالحياة، بالكرامة، بالمستقبل.
قالت دامعةً:
"درست سنين طويلة، وكنت متحمسة أبدأ التمريض. اليوم أنا نايمة على بلاط الصف اللي كان لازم أودّع فيه المدرسة بفرحة التخرج، مش بالبكاء على ما ضاع."
ولم تكن سندس وحدها في المعاناة. فشقيقتها الصغيرة تعاني من مرض مزمن يتطلب علاجًا عاجلًا خارج غزة، لكن المعابر مغلقة، والحصار يشتد. القلق اليومي على حياتها يضاف إلى ألم الفقد التعليمي.
"حالة أختي بتتدهور، وما في علاج في غزة. أخاف نفقدها زي ما فقدنا أشياء كثيرة، نفسي أساعدها بس حتى حلم إني أكون ممرضة صار بعيد."

طلاب آخرون… وشهادات على المعاناة المؤجلة
قصة سندس واحدة من آلاف، فلكل طالب حكاية نازفة.
يقول عمر الدحدوح، 18 عامًا، وهو طالب كان يدرس القسم العلمي: "كنت بطمح أدخل طب. لما قصفوا بيتنا، راحت الكتب، والدفاتر، وكل شي. حاولت أراجع دروسي على ضوء الشمعة، تمسكت بالأمل، بس بالأخير ما في امتحانات، ولا في جامعات."

أما هدى المدهون، فتقول بصوت خافت مليء بالإصرار والخذلان: "كنت من الأوائل، بدي أدرس حقوق، أرفع صوت المظلومين. اليوم أنا بين مدارس مليانة نازحين، ما في خصوصية، ولا هدوء، ولا قدرة أدرس. حلمي يتآكل كل يوم."

هذه القصص المتناثرة تكشف هشاشة الواقع الذي يعيشه الطلاب، حيث لا وقت للعلم وسط الركام، ولا بيئة مشجعة وسط الملاجئ. الواقع بالأرقام: كارثة تعليمية بكل المقاييس

لا يمكن فهم حجم الكارثة دون النظر إلى الأرقام القاسية التي ترصدها المؤسسات الدولية

طالب وطالبة قتلوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 حتى يونيو 2025 16800 

طالب أُصيبوا بجروح، كثير منها سبّبت إعاقات دائمة تؤثر على قدرتهم على التعلم مدى الحياة 26000

طالب انقطعوا عن الدراسة، بعضهم فقد عامًا دراسيًا كاملًا دون تعويض 625000

معلمًا ومعلمة فقدوا حياتهم، إما أثناء تأدية واجبهم، أو في بيوتهم.261 

من المدارس دُمّرت أو تضررت جزئيًا، أو أصبحت ملاجئ تؤوي نازحين  تسعون بالمئة   

وقالت منظمة اليونسكو: "إن ما يحدث في غزة ليس أزمة تعليم فحسب، بل إبادة ممنهجة لمستقبل جيل بأكمله."

أما منظمة اليونيسف فقد عبّرت عن قلقها العميق وأضافت: "الأطفال في غزة لا يواجهون فقط خطر القنابل، بل خطر الجهل، والانهيار النفسي، وحرمان طويل الأمد من التعليم.

من مدارس إلى ملاجئ… بلا تعليم ولا أمل


 

في كثير من المدارس التي نجت من القصف ، لا تُسمع أصوات القراءة والكتابة، بل صرخات الأطفال وبكاء الأمهات.
الصفوف تحوّلت إلى غرف نوم مكتظة، بلا مياه، بلا كهرباء، بلا مرافق صحية كافية، ولا مساحة للدراسة أو اللعب.

تحاول وزارة التربية والتعليم، رغم الإمكانيات المحدودة، تطبيق التعليم الطارئ، لكن التحديات كبيرة. يقول د. ماهر النجار، المتحدث باسم الوزارة:
"كيف نطلب من طفل أن ي فتح كتابه، وهو ينام على الأرض بجانب أسرته، بلا أكل ولا دواء؟ كيف نعلّم في العتمة، في غياب الأجهزة والإنترنت والدعم النفسي؟"

من أبرز العقبات:

- الانقطاع الشبه دائم للكهرباء.

- تدمير شبكات الإنترنت والاتصالات.

- نقص حاد في المدرسين المؤهلين.

- غياب الدعم النفسي والتعليمي البديل.

جيل لا يزال يحلم… وسط الأنقاض

ورغم كل هذا الخراب، لم تُطفأ جذوة الأمل في قلوب الطلاب. سندس لا تزال تحتفظ بصورة صغيرة لمعطف التمريض الأبيض، علقتها على الحائط المتهالك للصف، تراها كل صباح وكأنها تنظر إلى نافذة على المستقبل.

"يمكن السنة راحت، بس الحلم ما راح. كل يوم بتمنى أرجع أدرس، أرجع أكون مفيدة، أساعد أختي، أساعد بلدي."

العديد من الطلاب مثّلها يبحثون عن فرص تعليمية بديلة، عبر الإنترنت أو في مبادرات محلية، ولكن الدعم محدود، والوسائل شبه معدومة.

مناشدة إلى المجتمع الدولي: أنقذوا جيلًا بأكمله:

لا يكفي التعاطف، ولا يكفي الإدانة. غزة بحاجة إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ التعليم. يوصي هذا التقرير بما يلي:

- توفير حماية دولية فورية للمؤسسات التعليمية.
- منع استهداف المدارس والمعلمين تحت أي ظرف.
- دعم مشاريع التعليم الطارئ والتعليم النفسي–الاجتماعي.
- توفير أجهزة لوحية، إنترنت مجاني، وبطاريات شحن.
- الضغط الدولي لفتح المعابر أمام الطلاب والمرضى.
- إطلاق حملة عالمية لإعادة بناء المدارس وتوفير الموارد.

: التعليم حق لا يُقصف

كل دفتر تحت الأنقاض هو شهادة على الجريمة. كل حقيبة يحملها طفل نازح هي صرخة في وجه العالم: "لا تنسونا."

في قصة سندس، نرى حكاية آلاف الطلاب الذين يحلمون بحياة أفضل. لا يجب أن تُنسى هذه القصص، ولا أن تُترك بلا نهاية.
كم حلمًا يجب أن يُقصف، قبل أن يدرك العالم أن التعليم ليس رفاهية… بل هو حق لا يجوز المساس به.

ملاحظة : هذا مخرج عملي لدورة " الصحفيات والقيادة الإعلامية" التي نفذتها مؤسسة بيت الصحافة في الفترة من 22 إلى 30 يونيو 2025

المصدر : وكالة سوا - سمر سامي دلول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من تقارير خاصة الحرب على غزة... بتر وإعاقات وجحيم لا يُطاق غربة وطن... شعور سكن فينا خيام النازحين بغزة.. مأساة إنسانية تتفاقم في ظل صمت دولي الأكثر قراءة هذه هي تعديلاتنا - حماس: ننتظر موافقة إسرائيل على ردنا بشأن المقترح الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ويقتحم عدة بلدات بالمحافظة إسرائيل تقرر إرسال وفد التفاوض لقطر الأحد اعتراض صاروخين أطلقا من جنوب قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • «محفوفة بالمخاطر».. 10 أمور لا تسأل عنها شات جي بي تي
  • ضوابط التنسيق في نظام الثانوية العامة الجديد بمشروع قانون التعليم
  • الحرب على غزة تهز أركان المؤسسة التعليمية
  • مسار تقشفي رغم الأرباح.. فولفو تقرر الاستغناء عن 15% من العاملين
  • السعودية تحدث نقلة تعليمية نوعية: الذكاء الاصطناعي مادة أساسية من الصف الأول حتى التخرج
  • سنترال رمسيس يشتعل مجددا.. ورجال الحماية المدنية يحاولون السيطرة
  • محمد بن راشد يلتقي جمعاً من الأعيان ورجال الأعمال ومسؤولي الجهات الحكومية
  • ختام الثانوية العامة 2025.. أولياء أمور مصر: ارتياح بين طلاب علمي رياضة وشكاوى من صعوبة الأحياء
  • أولياء أمور مصر يرصد أراء الطلاب في امتحانات الثانوية العامة اليوم
  • مراسلة سانا بدمشق: وزارة التربية والتعليم توقع مع نظيرتها التركية بروتوكولاً للتعاون المشترك في ترميم المدارس المدمرة في سوريا، وتوسيع فرص التعليم أمام الشباب السوري، وتوطيد الروابط التعليمية والثقافية بين البلدين