سرايا - تعيش المنطقة حالة من الترقب والحذر بعد تأكيد إسرائيل أنها سترد على الهجوم الذي شنّته طهران عليها بالصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن تقديرات إسرائيلية وأميركية وضعت حدودا وشروطا لهذا الرد، يوفّر لتل أبيب "الانتقام"، ويمنع نشوب "الحرب الإقليمية".

ومِن هذه الشروط، أن يكون الرد "غير سريع"، و"مفاجئا"، و"يهز صورة النظام الإيراني الحاكم"، ولا يُفجّر حربا واسعة مباشرة، وقد يكون داخل أو خارج إيران.



وشنّت إيران مساء السبت وفجر الأحد، أوّل عملية عسكرية مباشرة تخرج من أراضيها ضد إسرائيل، باستخدام أكثر من 300 مسيّرة وصاروخ؛ ردا على الضربة المنسوبة لإسرائيل التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وأدت لقتل قيادات بالحرس الثوري الإيراني.

لكن الدفاعات الإسرائيلية وقوات حلفاء تل أبيب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، تصدّوا لـ99% من المسيّرات والصواريخ، وتم اعتباره هجوما "فاشلا"، وفي المقابل، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، أنّ الهجوم حقّق أهدافه بالكامل.

جاء في مقال نشره الصحفي رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الثلاثاء، بعنوان "الآن يجب على إيران أن تقلق.. وعلى إسرائيل أن تأخذ وقتها"، مضيفا أن إسرائيل تضع نصب أعينها 10 آلاف هدف استراتيجي داخل إيران ضمن خطة استهداف عسكري، ويجب أن يؤدي الرد لزعزعة استقرار النظام الإيراني.

أضافت المقالة أنه يجب أن يعلم قادة إيران أن مهاجمة إسرائيل سيكون لها ثمن، غير أنه يجب عدم التسرّع في الرد، وينبغي أن يكون مفاجئا، ولا يؤدّي لإشعال حرب إقليمية، ويمكن أن يشمل هجوما إلكترونيا يعطّل البنية التحتية، أو تنفيذ اغتيالات لقادة شاركوا في الهجوم على إسرائيل.

صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال وجوده، الإثنين، في قاعدة نيفاتيم الجوية التي لحقتها أضرار من الهجوم الإيراني، بأن إسرائيل سترد على الهجوم.

قال 4 مسؤولين أميركيين لشبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية، إن رد إسرائيل سيكون "محدود النطاق"، ومن المرجّح أن يستهدف وكلاء إيران في المنطقة، وقد يشمل ضربات داخل سوريا.

ذكرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أن إسرائيل بعثت برسالة إلى دول عربية، مفادها أن ردها على الهجوم الإيراني لن يعرّض بلدانها للخطر.

نقل موقع "أكسيوس" الأميركي أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أبلغ نظيره الأميركي، لويد أوستن، هاتفيا الأحد، بأن إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني؛ لأنها لا يمكنها السماح بإطلاق صواريخ باليستية على أراضيها دون رد.

تحسّبا للرد الإسرائيلي، اتخذت المليشيات الموالية لإيران في سوريا قرارا وصف بـ"الغريب" من خلال التوقف مؤقتا عن العمل، بأن منحت قيادة الحرس الثوري الإيراني إجازة لمدة أسبوع، لكل القياديين والإداريين في المقرات والمواقع العسكرية التابعة لها في مدينة دير الزور السورية وأريافها، وكذلك منح إجازة للمسؤولين عن المراكز الثقافية الإيرانية في مدن دير الزور والبوكمال والميادين وبلدة حطلة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره لندن).

قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، إن رد إيران سيكون قاسيا على أي تحرك يستهدف مصالحها.
 
إقرأ أيضاً : غرينفيلد: عضوية فلسطين الكاملة لن تساعد على إقامة دولةإقرأ أيضاً : بـ"قرار غريب" .. الحرس الثوري الإيراني يستعد للرد الإسرائيليإقرأ أيضاً : إيطاليا تدعو (إسرائيل) إلى وقف العمليات العسكرية في غزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: على الهجوم أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

خبير في الشؤون السياسية: هدوء إيران مؤقت.. وإسرائيل تجهز للضغط على غزة

بعد أسابيع من التوتر بين إيران وإسرائيل، بدأت تظهر مؤشرات على التهدئة، ورغم هذا الهدوء الظاهري، تطرح تساؤلات جديدة حول ما إذا كانت إسرائيل ستنقل المواجهة إلى قطاع غزة، خاصة بسبب تصاعد النشاط العسكري في القطاع خلال الأيام الماضية.

وسط هذه الأجواء، حذر الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، من أن غزة قد تكون الساحة التالية للتصعيد، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تستغل انشغال إيران بملفاتها الداخلية والدولية، بما يجعل القطاع هدفًا رئيسيًا في المرحلة القادمة.

قال الدكتور سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، إن مؤشرات التهدئة بدأت تظهر بين إيران وإسرائيل بعد أسابيع من التصعيد العسكري، وذلك عبر التصريحات المتبادلة والتحركات الإقليمية المكثفة، مشيرًا إلى أن الهدوء الظاهري على الجبهة الإيرانية يثير تساؤلات مقلقة حول ما إذا كانت إسرائيل ستنقل المواجهة إلى جبهة غزة.

وأوضح الزغبي أن بوادر التهدئة تتمثل في رسائل غير مباشرة وعروض وساطة إقليمية ودولية، لافتًا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت نشاطًا دبلوماسيًا ملحوظًا شمل وساطات أوروبية وخليجية، وأن بعض التقارير الإسرائيلية تحدثت عن “قنوات خلفية” أعيد فتحها عبر سلطنة عمان وسويسرا لتجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.

وأضاف أن توقف بعض الضربات الجوية وتقليص الحشود العسكرية، خاصة في القواعد الأمريكية بالخليج، يشير إلى وجود نية لدى الطرفين لإعادة ترتيب الأولويات، وهو ما يعيد غزة إلى مرمى الحسابات العسكرية.

وتابع الزغبي: “في ظل الهدوء النسبي مع إيران، هناك مؤشرات ميدانية على الأرض تؤكد أن إسرائيل قد تكثف عملياتها ضد غزة، فقد رصدت طلعات استطلاعية متزايدة، واستهدافات محدودة، كما تشير مصادر أمنية فلسطينية إلى أن إسرائيل أعادت تقييم أولوياتها، وقد تلجأ إلى تكتيك الضغط المركز على حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لا سيما بعد حصولهما على دعم لوجستي وتقني خلال فترة التصعيد الإيراني.

وفيما يتعلق بتأثير التفاهمات الإيرانية الإسرائيلية على القطاع، أشار الدكتور الزغبي إلى أن بعض المحللين يرون أن أي تقارب حتى لو غير مباشر  قد ينتج أثرًا جانبيًا على غزة، حيث قد تخفف إيران من دعمها العلني للفصائل، ما قد يدفعها بدورها إلى تهدئة مؤقتة أو تخفيض وتيرة الاشتباك لالتقاط الأنفاس.

لكنه في المقابل أشار إلى وجود سيناريو أكثر تشاؤمًا، يرى أن إسرائيل قد تستغل انشغال طهران بملفات مثل الاتفاق النووي والعلاقات مع روسيا والصين، لتوجيه ضربة استباقية لغزة، قبل أن تعيد الفصائل تنظيم صفوفها.

وكشف الزغبي عن وجود تحرك مصري قطري مشترك، بغطاء أمريكي ناعم، لإعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، في محاولة لتحريك ملف الأسرى كوسيلة للضغط، وتحقيق تقدم في التهدئة الإنسانية، وربما العودة إلى تفاهمات مارس 2025 المتعلقة بإعادة الإعمار ورفع الحصار.

واختتم الزغبي تصريحاته قائلًا السيناريوهات المطروحة أمام غزة الآن تتمثل في اتجاهين؛ الأول هو سيناريو التصعيد، من خلال عمليات إسرائيلية محدودة أو موسعة بحجة وقف تعزيز قدرات الفصائل، والثاني هو سيناريو التهدئة المشروطة، عبر تقديم تسهيلات إنسانية مؤقتة مقابل ضبط الفصائل لنشاطها العسكري.

وأضاف غزة تقف مرة أخرى على مفترق طرق حاسم، فبينما تهدأ جبهة إيران، تظل الحسابات الأمنية الإسرائيلية تجعل من القطاع ساحة اختبار دائمة، يدفع المدنيون ثمنها أولًا وأخيرًا.


 

طباعة شارك قطاع غزة إسرائيل إيران الجبهة الإيرانية القواعد الأمريكية

مقالات مشابهة

  • بعد انتهاء التصعيد الإسرائيلي الإيراني| ترامب يهاجم الإعلام الأمريكي.. وخبير: كانت تمثيلية
  • رئيس الأركان الإيراني: قواتنا أوقفت آلة الحرب الإسرائيلية وألحقت بها خسائر فادحة
  • المرشد الأعلى الإيراني: لا خضوع للضغوط الدولية.. والرد على التصعيد سيكون حاسمًا
  • خبير في الشؤون السياسية: هدوء إيران مؤقت.. وإسرائيل تجهز للضغط على غزة
  • طهران: لا يمكن الوثوق بوعود العدو الإسرائيلي وردنا سيكون حازما على أي عدوان
  • تصعيد غير مسبوق.. خسائر إسرائيل خلال الهجوم الإيراني الأكبر في تاريخ الصراع
  • لافروف: الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يكن مبررًا
  • السيسي لبزشكيان: مصر ترفض الهجوم الإيراني على قطر وتدعو لتثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • مفكر سياسي: الهجوم الإسرائيلي على إيران يعكس حالة من الغموض الشديد
  • مفكر سياسي: الرد الإيراني أهان الهيمنة الإسرائيلية رغم عشوائيته