«الرئيس» وأداء الحكومة.. والتحديات القادمة
منذ ٨ سنوات تقريبًا كتبت فى هذا المكان مقالًا إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بعنوان «البودى تعبان يا ريس» مشيرًا خلاله إلى «جسم الدولة»، ومعبرًا فيه عن قلقى من الأداء الضعيف للحكومة ممثلة فى الوزراء والمحافظين والأجهزة المحلية، وعدم تفاعلهم وتناغمهم مع حركة الرئيس وسرعته فى الإنجاز والتطوير، وبرنامجه الذى كان فى مقدمته سطر واحد هو «تحيا مصر»، أسفله تحديات كثيرة لبناء مصر القوية الجديدة.
يومها شبهت قوة وحيوية الرئيس بموتور سيارة x3 تم تركيبه داخل بودى سيارة فيات 128 وهو جسم الدولة ساعتها من حكومة ومؤسسات، فقد كان الأداء ليس كما يجب، الأمر الذى جعل الرئيس يقوم بإصدار توجيهات إلى الهيئة الهندسية وعدد من الإدارات الخدمية بالقوات المسلحة لمعاونة أجهزة الدولة فى تنفيذ المشروعات القومية، باعتبار أن أبناء المؤسسة العسكرية هم أبناء الشعب، الأمر الذى كان له أثر كبير فى تطوير البنية التحتية لمصر خلال الأعوام السابقة، ولا يزال البناء مستمرًا.
وخلال تلك السنوات من العمل الشاق فى كل شبر على أرض مصر، داخليًا، وخارجيًا، من تسليح جديد للجيش يشبه المعجزة، وجعله من أقوى جيوش العالم، وشبكات طرق، ومشاريع الإسكان الإجتماعى، وإنقاذ سكان العشوائيات، والمشروعات القومية التى تم تنفيذها لإرساء وتثبيت بناء الدولة الجديدة، والتى مرت بتضحيات عظيمة لرجال ضحوا بأرواحهم من أجل استكمال بناء الدولة القوية، وتثبيت أركانها، استطاع الرئيس أن يبنى القواعد القوية للدولة بكل ما تحمله نظرية «قوة الدولة الشاملة»، ولكن، ما زالت أيادى الفساد، والتآمر تعبث فى هذا الوطن، بخلاف التحديات الخارجية واشتعال كافة الحدود الخارجية لدولتنا، من بلاد أصبحت شبه دول بسبب التدخلات الخارجية، وحرب غزة التى تقف فيها الدولة بقوة لإنقاذ القضية الفلسطينية وتمسكها بدولة مستقلة لفلسطين فى إطار حل الدولتين، الذى اقترحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أول الأزمة وأصبح أيقونة لكل الدول بالعالم، فى التحدث عن أزمة القضية الفلسطينية حتى اصبح الحل الوحيد أمام الإدارة الأمريكية التى تساند اسرائيل، كل هذه التحديات الخارجية، انعكست على الصورة الداخلية فى طريق الإصلاح، الذى تباطأ قليلا نظرا للمتغيرات الاقتصادية الدولية، التى كانت كفيلة بإيقاف أى شىء، ولكن لأن الإرادة القوية للقيادة السياسية عملت على تماسك الدولة التى تبنى من جديد، بكل جهد يجعلها دولة قوية أمام العالم، فى وقت لا يعترف فيه العالم من حولنا الا بالدولة القوية، واستطعنا بفضل الله ان نواجه كل التحديات وما زلنا، وأمامنا تحديات عظيمة قادمة تخطط لها الدولة لتسير مصر على طريق التنمية والبناء، وهو ما كان مسار الاجتماع الاخير بين الرئيس ورئيس الوزراء لمتابعة سير المشاريع القومية، والبناء، وقبل اجراء التعديل الوزارى القادم طبقا للدستور بعد اعادة تنصيب السيد الرئيس، ورغم كل هذه التحديات القادمة، لا يزال الأداء الحكومى لا يتناسب مع سرعة وجهد الرئيس الذى لا ينام من أجل أن يرى العالم مصر الجديدة القوية، فالأيادى لا تزال مرتعشة فى معظم الوزارات، والمحسوبية، والوساطة، ما زالت هى الأداة الوحيدة لإنهاء الخدمات ومصالح المواطنين، فى الهيئات والمؤسسات الحكومية، رغم أن رؤية السيد الرئيس فى تنفيذ الاتجاه الرقمى الذكى، لأنه الطريق الوحيد للحد من هذا الفساد، الا ان هذه الاتجاه تقف امامه بعض العراقيل التى تستلزم ارادة قوية لحكومة جديدة، تضع اياديها على هذه المعوقات لحلها فورا، للحد من التعاملات اليدوية، للارتقاء بالخدمات، والقضاء على أى شبهة فساد.
إن مصر اليوم تحتاج إلى ثورة إصلاح إدارى، ومنظومة قوانين جديدة تحد من هذا العبث، للحفاظ على الصورة الجميلة، للجمهورية الجديدة، وخاصة بعد الاقتراب من ظهور بشائر الإصلاح الذى صبر عليه الشعب بجانب خطة الرئيس الطموحة لبناء مصر القوية بجيشها، وسلاحها، ومشاريعها القومية، إن الرئيس وهو يوجه اليوم باتجاه الدولة إلى النظام الرقمى الذكى، يقوم بثورة جديدة أهم أهدافها تطوير جسد الدولة، والقضاء على أى فساد، ويستلزم قواعد عمل جديدة وإمكانيات متطورة تنهى أى مركزية، والذى يحتاج خلالها إلى مجموعة وزراء ومحافظين مقاتلين، يعرفون كيف تدار دولة، وتُبنى من جديد؟!
> شكرًا مستشفى سموحة الجامعى ومنظومة جامعة الإسكندرية
التطوير والتحديث المستمر فى منظومة الصحة بجامعة الإسكندرية، لا يأتى من فراغ، ولا يأتى بالفهلوة، وإنما بنظام عمل راقٍ يشرف عليه أساتذة كبار مثل الوزير الدكتور عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية الحالى، ومحافظ الاسكندرية الأسبق، وخلية النحل التى تدار بها المنظومة بإشراف الدكتور عصام بديوى المدير التنفيذى للمستشفيات الجامعية، تؤكد أن التطوير يأتى بالإرادة التى تقدم الخدمة الصحية الراقية للمواطن أيا كان مستواه الاجتماعى، ومن هنا أتقدم بالشكر لإدارة مستشفى سموحة الجامعى برئاسة الدكتورة هند عبدالمنعم، المجمع الطبى المتطور لهذا الرقى الذى شاهدته، وينتمى إلى جيل جديد من منظومة الصحة الجديدة الراقية التى تقدم الخدمة الطبية بمستويات عالية طبقًا لتوجيهات السيد الرئيس، وأتمنى أن تقوم الدولة أيضًا بتطوير وتحديث المستشفى الميرى الجامعى القديم بالإسكندرية والذى يخدم الاسكندرية والمحافظات المجاورة، فى ظل هذه المنظومة الطبية الراقية بجامعة الاسكندرية.. شكرا منظومة الصحة بمستشفيات جامعة الاسكندرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد صلاح قلم رصاص السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى تحيا مصر السید الرئیس
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: سطور في دفتر النار
الحرب الدائرة منذ أسبوع بين إيران وإسرائيل تمثل تصعيدًا غير مسبوق تطور تدريجياً إلى مواجهات مباشرة بصواريخ مدمرة يتبادلها الطرفان فى نزق وتهور. ثمة خسائر بشرية ومادية رهيبة تتضاعف كل يوم وهناك تهديد واختراق للمعاهدات الدولية.
استمرار الحرب يبدو مرهونًا بقدرة كل طرف على الاستنزاف، ومدى تدخل الولايات المتحدة، وتوازن القوى الإقليمي. طبقاً للأحداث وتصاعدها المخيف تبدو الجهود الدبلوماسية الهزيلة كشعرة معاوية لمن يتمسك بها تفادياً لانزلاق المنطقة لحرب إقليمية أو ما هو أسوأ!
بدايات المشهد
في فجر الثالث عشر من يونيو 2025، شنت إسرائيل ما أسمته "عملية الأسد الصاعد" Operation Rising Lion" ".. ضاربةً بأعتى قواها الجوية مواقع إيرانية حيوية، في هجوم بدا أنه يحمل في طياته رسائل وجودية تتجاوز مجرد التصعيد العسكري المعهود؛ فبكل العنف شنت إسرائيل غارات استهدفت أكثر من 100 موقع في إيران بينها منشآت نووية (نطنز، أصفهان) ومواقع دفاع جوي وقواعد صاروخية، بطائرات مقاتلة متقدمة وطائرات شبح!
لقد استهدفت الضربات الإسرائيلية، بحسب تصريحات رسمية: "البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية"، أكثر من هذا أنها تمكنت من تصفية كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، بمن فيهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، فهل كان المطلوب القضاء على النظام الإيراني واستبداله؟!
هذا الهجوم المفاجئ، تم تنفيذ جزء منه من داخل الأراضي الإيرانية نفسها، إذ نفذ الموساد الإسرائيلي عمليات استطلاع وتجميع طائرات درون داخل إيران لاستهداف بطاريات صواريخ أرض-أرض، ما مكّن القصف الجوي الإسرائيلي من إلحاق أضرار عنيفة خلال الساعات الأولي من الاعتداء.
الرد الإيراني
ردًّا على الغارات، أطلقت إيران قرابة 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات بدون طيار متجهة نحو إسرائيل، وصل منها عدد كاف لإحداث دمار هائل داخل عدة مناطق فى قلب تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، لدرجة أن بعض هذه الصواريخ استطاعت اختراق ملاجئ ضمت مدنيين قتل بعضهم وأصيب آخرون. ثم جاءت أخبار غير مؤكدة أن الدفاعات الإيرانية استطاعت إسقاط طائرة أو اثنتين من الطائرات الشبحية، رغم أن الضربة الأولى المكثفة التي قامت بها إسرائيل تمكنت من هدم نحو 120 منصة صواريخ وأنظمة دفاع جوي إيرانية.
روسيا والصين وباكستان صدرت عنها تصريحات أيدت الرد الإيراني باعتبار دفاعها عن نفسها حقا تكفله القوانين الدولية تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم. وفيما دعت الصين إلى وقف التصعيد وتمكين الدبلوماسية، اجتمعت الدول السبع الكبرى لمناقشة تداعيات الحرب، وخرج منها ماكرون مدعياً أن ترامب غادر قمة السبع إلى واشنطن للسعي فى وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهو التصريح الذي نفاه ترامب، معلناً أن أمريكا تقف بجوار إسرائيل حتى تحقق أهدافها فى ضرب البنية التحتية النووية، وهو ما يعني أن الحرب مستمرة، وأن أمريكا أصبحت شريكاً فيها.
أرواح تزهق ودماء تراق
خلال العامين الماضيين بدا واضحاً أن إسرائيل تستهين أيما استهانة بسقوط المدنيين، هي لا تكترث لعدد الموتى والقتلى، فتبطش بطش الأعمى. مئات القتلى الإيرانيين سقطوا خلال الهجوم الأول لإسرائيل بينهم نساء وأطفال، كما تأكدت وفاة عدد من كبار الضباط خلال اغتيالات تزامنت مع الهجوم.
جاء الرد الإيراني محاولاً الانتقام لما حدث من هجوم مباغت أفقد إيران صوابها، فردت بعشرات الصواريخ التي أسقطت عشرات المباني، فسقط العشرات وأصيب مئات المستوطنين الإسرائيليين فى تل أبيب وميناء حيفا. وبسبب الذعر الذي عمَّ إسرائيل اندفع الإسرائيليون محاولين مغادرة البلاد فخرج التصريح الحكومي الرسمي ليمنع مغادرة الإسرائيليين للبلاد فى الوقت الحالي إلا باستثناءات قليلة، منعاً لفرار المطلوبين للتجنيد.
على الناحية الأخرى صدرت أوامر تحذيرية بإخلاء مناطق في طهران، ما دفع أكثر من مائة ألف مدني لمغادرة العاصمة الإيرانية متجهين نحو شمال البلاد ودول أخرى مثل أذربيجان وتركيا ، خاصة بعد حدوث نقص مفاجئ للمواد الغذائية والطبية بالأسواق، وانقطاع بالانترنت، تزامن مع استهداف مبنى التليفزيون بإيران.
ورغم أن منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيرًا من مخاطر صحية جراء استهداف منشآت نووية وطاقة، وسارع الهلال الأحمر بدأ فى تقديم خدماته للمساعدة المؤقتة، إلا أن الأفق لا يشي بانبلاج سحب الدخان أو توقف الحرب؛ خاصة ً بعد أن أمسك الرئيس الأمريكي بتلابيب القرار العسكري مطالباً إيران باستسلام غير مشروط، وداعياً الإيرانيين لإخلاء طهران، ومنذراً باستكمال الحرب بالاشتراك مع إسرائيل!
سيناريوهات مرعبة
توقعات المحللين تميل إلى القول بأن الحرب ستتوقف خلال أيام، منها ما جاء فى "فاينانشيال تايمز" وجمعيات أبحاث مثل: (RAND, Atlantic council) بأن استمرار القتال يعتمد أولاً على القدرة على التزود الجوي والصاروخ. وانخفاض الإطلاق الإيراني يوحي باستراتيجية انتظارية، هي طموحات وآمال أكثر منها تحليلات رصينة. الخوف أن تكون تصرحيات ترامب الداعية إلى استسلام إيران تستند فى الأساس على تحليلات الصحافة العسكرية وعلى تقارير استخباراتية أكدت أن قدرات إيران الدفاعية تهاوت أغلبها خلال الضربات الأولى منذ أيام مضت، وهو ما كذبه الرد الإيراني العنيف، والتصريحات الإيرانية التي تتوعد إسرائيل بضربات أعنف وأوسع!
الخوف الأكبر من سيناريوهات التصعيد التي تحمل مخاطر باستدعاء شركاء جدد يدعمون كلا من طرفي الحرب، الخوف الأكبر من تحول نووي أو استهداف مضاد من جانب إيران للمفاعلات الإسرائيلية، أو من امتداد الحرب وتوسعها لتشمل أطرافاً إقليمية، أو الأسوأ أن تقرر إيران غلق مضيق هرمز أو استهداف حقول نفط رئيسية ترفع أسعار الطاقة أكثر فأكثر..
تداعيات الاختراق الداخلي
أخطر ما كشفه الهجوم الإسرائيلي وجود اختراق عميق للمجتمع الإيراني النخبوي، وأن هناك قواعد عسكرية إسرائيلية سرية تم إنشاؤها داخل الأراضي الإيرانية! إذ كيف لطائرات إسرائيلية أن تنطلق من داخل إيران دون علم السلطات؟ وكيف تم تعطيل المنظومات الدفاعية الإيرانية بهذه السهولة؟
الأنباء جاءت لتكشف توصل السلطات الإيرانية لعدد من الجواسيس، وورشة لتجميع طائرات الدرون فى أطراف إيران. وقد صرحت إيران بأنها فى طريقها لتفكيك الشبكة التي ارتبطت بالجواسيس الذين تم القبض عليهم. وهي أخبار متأخرة جاءت بعد أن تم التدمير بشكل موسع لتفقد إيران جزءاً كبيراً من قدرتها على مواجهة إسرائيل، ثم مواجهة أمريكا الآن بعد أن كشف ترامب عن نيته لدخول الحرب، وهو تصريح رافقته تحركات لقطع بحرية من الأسطول الأمريكي نحو الشرق الأوسط لمساندة إسرائيل.
خمود العاصفة أم صحوة النار؟
التصعيد الحالي لا يهدد إيران وإسرائيل فحسب، بل قد يجر المنطقة كلها إلى حرب شاملة. فتصريحات نتنياهو بأن العملية مستمرة ، وتهديدات إيران بـ"رد انتقامي موجع" ، تشيران إلى أننا قد نكون على أعتاب مواجهة وجودية. بينما الموقف الدولي منقسم، فبينما أدانت روسيا الهجوم الإسرائيلي ووصفته بـ"غير المقبول"، دعت الصين إلى "ضبط النفس" ، وبدا الموقف الأمريكي الأوروبي منقسماً، فمهما كان جلهم يميل إلى تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، إلا أن ماكرون وبعض زعماء أوروبا دعوا لعدم التصعيد ووقف إطلاق النار. أما الدول العربية، فقد اكتفت بإدانة الهجوم دون أي التزام عملي بدعم إيران، باستثناء الجزائر.
إيران الآن تهدد بالانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأغلب الظن أنها ستنفذ تهديدها بخطوات أشد، وقد نفاجأ بأنها امتلكت سلاحاً نووياً بالفعل، وهو ما ينذر بحرب نووية فى المنطقة، أو على أضعف الاحتمالات تأجيج سباق التسليح النووي.
تصريحات ترامب التي تدفع ظهر إيران للحائط قد تشعل الأوضاع بدلاً من إخمادها، لكن الأمل فى قرارات الكونجرس الأمريكي والبنتاجون وكلاهما لا يميل لمشاركة أمريكا فى الحرب حتي لا تتضرر مصالح أمريكا فى المنطقة، فهناك الحوثي يتربص بمضيق باب المندب، وإيران تتربص بمضيق هرمز، والقواعد الأمريكية التي رفعت درجة تأهبها قد يتم استهدافها فى أية لحظة تقرر فيها أمريكا الهجوم ضد إيران!.