بوابة الوفد:
2025-05-20@22:55:50 GMT

قضية شريفة وراء عيد العمال

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

يوم «1» مايو عام 1886 نظم العمال فى شيكاغو ومن ثم فى تورنتو إضرابًا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثمانى ساعات عمل، ثمانى ساعات نوم، ثمانى ساعات فراغ للراحة والاستمتاع»، الأمر الذى لم يرق للسلطات وأصحاب العمل خصوصًا، وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحًا جيدًا وشلت الحركة الاقتصادية فى المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عددًا منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة فى وسط تجمع للشرطة واعتقل على أثر ذلك العديد من قادة العمل وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات متفاوتة، وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة أوجست سبايز أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابًا كتبه زوجها لابنه الصغير «جيم»: «ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابًا وتحقق أمنية عمرى ستعرف لماذا أموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك»، وقد ظهرت حقيقة الجهة التى ألقت القنبلة وهي أحد عناصر الشرطة أنفسهم.

بعد وفاة بعض العمال على أيدى الجيش الأمريكى فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأمريكى غروفى كليفلان لمصالحة مع حزب العمل، تم على أثرها بعد ستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية. بقى غروفر قلقًا من تقارب اليوم الدولى للعمال مع ذكرها بما تركت فى 4 مايو 1886، حيث قتل أكثر من 12 شخصًا حينها، وجاء إضراب شيكاغو ضمن سلسلة اضرابات نظمت فى عدد من الموتى الأمريكية يوم الأول مايو تحت شعار «من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من ثمانى ساعات» وبلغ عدد الإضرابات 5 آلاف إضراب وشارك فيها حوالى 340 ألف عامل.

تجاوزت قضية هايما ركت أسوار أمريكا وبلغ صداها عمال العام. وأصبح يوم الأول من مايو يشير إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة التى أدت إلى الأول من مايو كذكرى لإحياء النضال من أجل الثمانى ساعات فى اليوم، وفى هذا الصدد يسمى الأول من مايو بالعطلة الدولية لعيد العمال، أو عيد العمال.

فى مصر أيضاً كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال بدأ فى عام 1924، حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالات كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما «بارتيه»، حيث عقد مؤتمر ألقيت فيه الخطب: وظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات، ومع وصول جمال عبدالناصر إلى السلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلًا رسميًا وتم استيعاب المناسبة، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام القيادات النقابية.

ويحظى عمال مصر البالغ عددهم حوالى 30 مليون عامل برعاية تامة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يحرص منذ توليه المسئولية على تقديم أقصى ما يستطيع من دعم ورعاية للعمال، حيث قررنا زيادة الحد الأدنى للأجور، وأطلق وعزز برامج الحماية الاجتماعية، وقد الدعم اللازم للعمالة غير المنتظمة، وعمل على دمج ذو الاحتياجات الخاصة فى سوق العمل، وتم التوسع فى المشروعات القومية لتوفير فرص عمل لائقة، وقرر إنشاء صندوق إعانة الطوارئ للعمالة غير المنتظمة، والتأكيد على كافة منشآت القطاع الخاص والقطاع العام وقطاع الأعمال العام، بالالتزام بالنسبة المقررة قانونًا الـ5% لتشغيل الأشخاص ذوى الإعاقة، كما كلف المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى بدراسة مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب للتوافق على صيغة نهائية بما تضمن الحفاظ على حقوق العمال وضمان نسبة عمل مواتية للاستثمار. كما يوجه الرئيس السيسى لتعزيز الامتثال لمعايير العمل الدولية وضمان توافق التشريعات العمالية وطريقة تنفيذها مع اتفاقيات العمل الدولية والتى صدقت عليها مصر.

يؤمن الرئيس السيسى بأن بناء الوطن والمستقبل لا يمكن أن يحدث على النحو الأمثل، دون سواعد عمال مصر الأوفياء، ووعيهم السليم ومهاراتهم التى تتطور باستمرار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن شيكاغو الأول من مایو

إقرأ أيضاً:

حصار حوثي وراء انهيار المنظومة الصحية في عمران

تضييق مستمر تمارسه ميليشيا الحوثي الإيرانية على القطاع الصحي في اليمن، دون المبالاة لأوجاع المرضى والمحتاجين الذين يجدون صعوبة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة عبر المستشفيات الحكومية التي تقاوم للبقاء في ظل الدعم المقدمة من منظمات صحية دولية.

مستشفى "السلام" العام في مديرية خُمر بمحافظة عمران، شمال اليمن، وأحد من المرافق الصحية المهددة بالإغلاق التام ليس لعدم وجود أطباء أو أدوية أو خدمات صحية، بل بسبب التضييق والخناق وعمليات الابتزاز التي تمارسها قيادات حوثية على إدارة المستشفى ومنظمة أطباء بلا حدود التي تساعد في إدارة هذه المنشاة الطبية.

قبل نحو شهر تعرضت الطواقم الطبية العاملة في المستشفى إلى اعتداءات من قبل عناصر مسلحة تابعة للميليشيات الحوثية، حيث قامت تلك العناصر باقتحام المرفق الصحية بالسلاح وتهديد الأطباء والممرضين وتعريض حياة المرضى والمواطنين للخطر. الأمر الذي دفع بمنظمة أطباء بلا حدود إلى إيقاف نشاطها والمغادرة.

مصادر صحية في عمران قالت أن قيادات حوثية في صنعاء ضغطت على منظمة أطباء بلا حدود من أجل استئناف العمل مجددًا في المستشفى وقدمت ضمانات والتزامات بالحماية والأمن. مشيرة إلى أن المنظمة قررت السبت الماضي استئناف العمل في مستشفى السلام في مديرية خُمر، ولكن فرحة المرضى والمواطنين لم تدم طويلًا فالاعتداءات تكررت مجددًا ولكن هذه المرة تم استهداف منزل مدير المستشفى والمنسق العام للمنظمة في المديرية الدكتور فؤاد ناصر بوتج.

وأشارت المصادر إلى أن مسلحين حوثيين ألقوا قنابل على منزل الدكتور بوتج، مما أثار ذعر عائلته وألحق أضراراً مادية بالمنزل والسيارة، دون تسجيل أي إصابات بشرية.

بحسب المصادر الصحية بالمحافظة أن قيادات حوثية بارزة تطالب مدير المستشفى، منسق منظمة أطباء بلا حدود بدفع إتاوات وجبايات لأجل السماح للمنظمة بالعمل تقديم الخدمات شبه المجانية للمرضى والمحتاجين. وموضحة أن الاعتداء الذي طال مدير مستشفى السلام ومنسق المنظمة هو رسالة بأن إيقاف العمل سيكون هذه المرة نهائيًا ولن يتم السماح لهم بالعودة مالم يتم الدفع. على حد قول المصادر.

منظمة أطباء بلا حدود أكدت أن الرعاية الصحية المقدمة في مستشفى السلام بمحافظة عمران متوفرة لليمنيين كافة في المنطقة، دون أي تمييز على أساس العرق أو الدين أو العقيدة أو الانتماء السياسي".

ما جرى ما هو إلا حالة واحدة من جملة انتهاكات بشعة تتعرض لها المرافق الصحية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية. فالحرب العبثية التي تشهدها البلد تسبب في انهيار كلي للمنظمة الصحية وخروج أكثر من 400 مرفق ومنشأة صحية عن العمل في مختلف انحاء اليمن وفقًا لما ذكره وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر في إحاطة قبل أيام أمام مجلس الأمن الدولي.

حذّر فليتشر من إغلاق ما يقرب من 400 مرفق صحي - بما في ذلك 64 مستشفى- في اليمن ما سيؤثّر على ما يقرب من 7 ملايين شخص، بسبب نقص التمويل.

وقال المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني في اليمن يتدهور، وأن هناك عواقب حقيقية للغاية لنقص التمويل، إذ أن 20 مركزًا للتغذية العلاجية و2200 برنامج للتغذية العلاجية أجبروا على الإغلاق، الأمر الذي سيحرم أكثر من 350 ألف طفل وأم يعانون من سوء التغذية من علاج غذائي منقذ للحياة. كما سينفد التمويل المخصص لـ 700 قابلة.

مقالات مشابهة

  • 6 ضوابط و9 صلاحيات لمفتش العمل
  • أمين عمال حماة الوطن: قانون العمل الجديد يوفر الاستقرار الوظيفي
  • العدوان على غزة يترك تبعاته السلبية على سوق العمل الإسرائيلي
  • بهجلي: السلام في تركيا ليس طائراً بجناح واحد
  • هاني شكري وراء فشل تمديد تعاقد عبدالله السعيد مع الزمالك
  • عيد مرسال يبحث مع السفير الكيني أوضاع 50 ألف مصري يعملون ببلاده
  • خلال ساعات.. نظر محاكمة 3 متهمين فى قضية خلية الجبهة
  • حوافز وأرباح.. اتحاد العمال يكشف عن قيمة الزيادة الجديدة للأجور «فيديو»
  • الصناعات الغذائية: كلمة الرئيس السيسي تاريخية وتؤسس لسلام عادل وشامل
  • حصار حوثي وراء انهيار المنظومة الصحية في عمران