كمينتس.. مدينة النسيج والتكنولوجيا والجمال
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
مدرين المكتومية
مع إعلان سوق السفر الألماني تنظيم مهرجان استثنائي في 18 يناير 2025، احتفالًا بعاصمة الثقافة الأوروبية "كيمنتس 2025"، تلقيتُ دعوةً كريمة لحضور مراحل الاستعداد لإطلاق هذا المهرجان الذي سيتضمن تنظيم 100 مشروع و1000 حدث بمشاركة المؤسسات الثقافية الكبرى في هذه المدينة الألمانية العريقة.
ولقد تشرفتُ بقضاء أمتع الأوقات بصحبة نخبة من الصحفيين المتخصصين في السفر والسياحة على مستوى العالم، لنرصد المدينة التي تضج بالإبداع والجمال، ونشاهد العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، ونزور عددا من المواقع السياحية المخصصة للاحتفال بهذه المناسبة الكبرى. قضينا أوقاتًا مليئة بالمعرفة والثقافة؛ حيث أتاحت هذه الزيارة الفرص لي كي أتعرف على ثقافات جديدة وشعوب مثلنا لكنهم يعيشون حياة مختلفة.
ففي الصباح كنتُ استيقظُ لأجد التلال الجبلية الخضراء تُحيط بي، فيما تلوح في الأفق القريب والبعيد بحيرات زرقاء تتلألأ مياهُها ليلًا ونهارًا، في مشهد بديع وخلّاب.. في كل يوم وليلة أقفُ في شرفة الفندق، في غرفتي التي تحمل الرقم 303؛ كي أشاهد هذه المدينة من أعلى. كنتُ أستيقظ كل صباح لأجد نفسي في مكان غير الذي اعتدت عليه، إنني أمام لوحة فنية بديعة وساحرة، تتلون بألوان الطبيعة الخلّابة.
أتحدث عن مدينة "كمينتس" تلك المدينة التي تعد أحد أهم المدن الواقعة فيما كان يعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية، وكانت تعد من أبرز المدن الصناعية التي تتميز بصناعة "النسيج" في أوروبا، لكنها تدريجيًا تحوّلت إلى مركز رائد لتكنولوجيا المعلومات.
وعلى الرغم من أن الحياة في كمينتس مليئة بالتفاصيل، لكن لا يتوانى أبناؤها عن عيش حياتهم بكل تفاصيلها؛ بدءًا من الاستيقاظ صباحًا واستشعار قيمة الحياة، ثم الانتقال ليوم شاق من العمل، ثم العودة في نهاية اليوم للاسترخاء في المنزل. وبالرغم من كل الأمور التي يمكن للمرء القيام بها، إلّا أن هذه المدينة الهادئة لم تُغيِّر طبع أبنائها؛ لذلك لم يهجر الكثير منهم أعمال أجدادهم في النحت والنسيج والصناعة التي ما زالت تمثل قيمة حقيقية لهم، وما زالوا يعلمونها لأبنائهم لضمان استمرارها لفترة طويلة من الزمن دون أن تشوهها ملامح الحياة الحديثة وسرعتها.
لقد سنحت لي هذه الفرصة أن أرى مدينة أخرى جديدة ربما لم يرتدها الكثير من أبناء بلدي، أو شعوب المنطقة العربية، لكنهم حتمًا إن سنحت لهم فرصة زيارتها، أُجزِم أنهم سيجدون فيها الكثير والكثير مما فاتهم في باقي مدن ألمانيا، لكن الحقيقة يجب أن تُقال إنني كل يوم أمام اكتشاف جديد في هذا البلد الكبير جدًا.
يتوجب عليّ أن أشير إلى أن ألمانيا تعمل جاهدة على تنمية القطاع السياحي، لجعل ألمانيا من الدول المتقدمة سياحيًا والأكثر جاذبية للسياح؛ إذ يقدمون كافة التسهيلات والإجراءات السهلة، إضافة إلى الأسعار والامتيازات التي يُمكن للسائح الحصول عليها أثناء زيارته.
ليس هذا فقط؛ فألمانيا بحجمها هذا تعمل على تقييم وضعها السياحي في كل عام وتستعرضه في مؤتمر صحفي يحضره ما يقارب 400 شخص من مختلف دول العالم؛ لتريهم نقاط التقدم والتراجع، وفي كل عام يكشف المنظمون قدرة ألمانيا على التقدم وجذب أكبر عدد من السياح إليها ولمدنها التي لا يرتادها الكثير.
لم تكن هذه الزيارة الأولى لي إلى جمهورية ألمانيا، بل زرت هذا البلد المميز عدة مرات، لكنها المرة الثانية التي أتشرف بدعوة حضور فعاليات ومناشط سوق السفر الألماني والذي دائمًا يجعلنا نقف انبهارًا في كل مدينة نزورها، إذ إنني زرت سابقًا مدينتي بريمن وآسن، وكلها مدن أعتقد أن السائحين إلى ألمانيا لا يضعونها على قائمة مزاراتهم، لكن في الحقيقة هي فرصة لاكتشاف حياة مختلفة وتفاصيل لم نعتد عليها.
إلى اللقاء كيمنتس، لقد استمتعت بكل لحظة قضيتها، وحفرت في داخلي ذكرى لن تمحوها الأيام، لأنها ذكريات مليئة بالحياة والسعادة، عامرة بالمعرفة والثقافة، زاخرة بالزيارات المُمتعة والأطعمة والمشروبات الفريدة التي تعكس ثقافة وحضارة بلد كبير مثل ألمانيا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تعزيز العلاقات السياحية بين عُمان وأوزبكستان
حيدر بن عبدالرضا اللواتي
haiderdawood@hotmail.com
مع قدوم فترة الصيف، يبدأ بعض العُمانيين مثل غيرهم من الشعوب الخليجية الأخرى بالتخطيط للسفر إلى إحدى الدول السياحية الأجنبية. وفي الوقت الحالي أصبحت الأمور أكثر تيسيرًا من قبل مع وجود خطوط جوية للطيران العُماني وطيران السلام، بجانب عدد من الخطوط الجوية الخليجية المعروفة كطيران الإمارات، والقطرية والاتحاد وغيرها التي تمتلك أسطولًا كبيرًا من الطائرات التي تصل إلى مختلف عواصم العالم يوميًا.
لقد أصبح من السهل على المواطن العُماني والخليجي اليوم السفر إلى الخارج في إطار إلغاء تأشيرة الدخول للخليجيين من عدة دول أجنبية من بينها أوزبكستان، الدولة التي كانت في يوم من الأيام جزءًا من الإمبراطورية السوفيتية، حيث يمكن للعائلات زيارة معالم هذه الدولة التاريخية العريقة وأماكنها الترفيهية، وقضاء فترات جميلة في حدائقها.
ومنذ مدة مضت، أعلنت حكومة جمهورية أوزبكستان عن إعفاء مواطني سلطنة عُمان من تأشيرة الدخول إلى أراضيها، وذلك في إطار العلاقات النامية بين البلدين في وجود مؤسسات دبلوماسية تم إنشاؤها لتسهيل مهام المواطنين الراغبين بالسفر، وتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الاقتصادي والسياحي والثقافي بينهما.
وفي هذا الصدد، قال سعادة عبدالسلام خاتموف سفير جمهورية أوزبكستان لدى سلطنة عُمان لبعض وسائل الإعلام مؤخرا بأن هذا الإعفاء سيبدأ العمل به اعتبارًا من الأول من يونيو الجاري؛ حيث سيُسمح للمواطنين العُمانيين بدخول أوزبكستان دون تأشيرة دخول، ولمدة إقامة تصل إلى 30 يومًا، في الوقت الذي لا يحتاج السائح العُماني إلى أكثر من أسبوعين في مثل هذه الزيارات السياحية. ومن وجهة نظر السفير فإن هذا القرار يُعُّد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما في القطاع السياحي. والمعروف عن أوزبكستان أنها دولة مضيافة، وترحب بالزائر الأجنبي، خاصة من الدول العربية والإسلامية، وتقع جمهورية أوزبكستان في قارة آسيا وتشترك بحدودها الشمالية والغربية مع كازاخستان، ويحدّها من الجنوب كل من أفغانستان وتركمانستان، كما وتشترك بحدودها الشرقية مع كل من قرغيزستان وطاجيكستان. وتتمتع بوجود عدد من المعالم الثقافية والتاريخية الغنية، حيث إن بعضها مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
كما إن هناك العديد من الفعاليات التي تستضيفها أوزبكستان سنوياً منها المعارض السياحية والتجارية والمنتديات الاقتصادية، وغيرها من الأنشطة التي تجذب الزوار والسياح، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز التبادل التجاري والثقافي والاقتصادي مع عدد من دول العالم. ويأمل السفير بتعزيز التعاون في مجال الطيران بين عُمان وأوزبكستان خلال المرحلة المقبلة بحيث تتمكن شركات الطيران الوطنية من الوصول إلى عاصمتي البلدين وتكون هناك خطوط مباشرة لتعزيز وتنشيط الحركة التجارية بين البلدين، إضافة إلى تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات المتاحة.
ومن خلال حديث السفير الأوزبكي بمسقط يتضح أن المرحلة المقبلة سوف تشهد إطلاق فعاليات مشتركة بين البلدين تشمل إقامة معارض سياحية، ومنتديات اقتصادية، وزيارات تعريفية لوكلاء السفر والإعلاميين العُمانيين، في سبيل ترسيخ العلاقات وتعميق التبادل الثقافي والاقتصادي بين الجانبين، في الوقت الذي يؤكد فيه بأن قرار أعفاء العُمانيين من التأشيرة يُجسِّد الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز أواصر التعاون، ويُمهِّد الطريق لمزيد من المبادرات المشتركة التي تصب في مصلحة الشعبين الصديقين.
وأخيرًا نقول إنَّ إعفاء مواطني السلطنة من تأشيرات السفر السياحية سيُسهم في الحركة السياحية إلى أوزبكستان خلال السنوات المقبلة، خاصة وأنها دولة مسلمة وتتواجد بها مطاعم الأكل الحلال الذي يبحث عنه السائح العُماني والخليجي، ويمكن التعامل مع شعبها من خلال عدة لغات متداولة في هذه الدولة بسبب وجود عدة أعراق بها حيث يتحدثون اللغة الأوزبكية والروسية والكاجيكية والفارسية واللغات الأجنبية الأخرى، ويمكن للسائح أن يحظى بتجربة سياحة فريدة لهذه الدولة متى اتخذ قرار السفر إليها.
رابط مختصر