ملكة جمال الذكاء الاصطناعي.. تعرّف على أول مسابقة عالمية لفتيات أنتجها الكمبيوتر
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
أطلقت منظمة WAICAs المعنية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أول مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم، والتي ستعتمد على مجموعة من الفتيات المولدة اصطناعيا، وقدّرت الجائزة التي ستُمنح للفائز بـ20 ألف يورو.
وسيعتمد قرار لجنة التحكيم في اختيار الفائز على مجموعة عوامل:
مظهر الفتاة: وسيعتمد ذلك على جمال الفتاة المولدة بالذكاء الاصطناعي وقدرتها على الإجابة على سلسلة من الأسئلة.استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي: مهارة أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة، بما في ذلك استخدام التفاصيل المرئية حول اليدين والعينين.التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي: ستحكم اللجنة على قدرة هذه الآلات الاصطناعية على التفاعل مع المتابعين على منصات كإنستغرام.
وسيتعين على الفتيات التي سيتم توليدها بالذكاء الاصطناعي تقديم الإجابة على سلسلة من الأسئلة بما في ذلك "ما هو حلمك الوحيد لجعل العالم مكانًا أفضل؟".
وسيتم تقليص المتسابقات في مسابقة Fanvue Miss AI إلى المراكز العشرة الأولى قبل الإعلان عن الثلاثة النهائيات في حفل توزيع الجوائز عبر الإنترنت الشهر المقبل.
وقال المؤسس المشارك في الجائزة، ويل موناناج، إنه يأمل أن تصبح "جوائز الأوسكار تشمل المبدعين في مجال الذكاء الاصطناعي".
ثورة الذكاء الاصطناعي: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال؟هل سيقضي الذكاء الاصطناعي الأمريكي على الثقافة واللغات الأوروبية؟وتعد مؤرخة مسابقة ملكة جمال بريطانيا سالي آن فوسيت جزءًا من لجنة التحكيم، حيث تضم اللجنة نماذج الذكاء الاصطناعي إميلي بيليجريني (التي أصبحت "مشهورة" العام الماضي بعد أن كتب لها لاعبو كرة القدم وغيرهم من المشاهير على ما يبدو معتقدين أنها كانت حقيقية) وأيتانا لوبيز، عارضة الأزياء الإسبانية الاصطناعية ذات الشعر الوردي.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ثورة الذكاء الاصطناعي: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على عالم الأعمال؟ الأمم المتحدة تصوت على أول مشروع قرار حول الذكاء الاصطناعي شاهد: السامريون يحتفلون بعيد الفصح ويذبحون الأضاحي في نابلس تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ملكة جمال العالمالمصدر: euronews
كلمات دلالية: غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى فلسطين غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى فلسطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ملكة جمال العالم غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى مظاهرات فلسطين روسيا فرنسا قطاع غزة هجوم السياسة الأوروبية الذکاء الاصطناعی یعرض الآن Next ملکة جمال
إقرأ أيضاً:
الكادحون الجدد في مزارع الذكاء الاصطناعي
هل يساعدك الذكاء الاصطناعي على إنجاز مهامك في العمل؟ إذا كانت إجابتك نعم، فهذا يعني أن مديرك سيتوقعُ منك ما هو أكثر من اليوم فصاعدًا، أكثر مما كنت تقوم به في الأيام الخوالي يا عزيزي الكادح. مع الأسف، إنجازك السريع للتكليفات بمساعدة تشات جي بي تي لن يمنحك الرخصة للعودة إلى البيت قبل نهاية الدوام الرسمي، بل سيغري الشركة بزيادة كم التكليفات الملقاة على عاتقك، لم لا وقد أصبحت تنجزها في وقت أقل، بل وتتباهى بذلك؟! وربما سترسلك إدارة الشركة إلى دورات وورش تدريبية كي تتعلم أشغالًا جديدة لم تكن في يوم من الأيام ضمن المهام التقليدية لتعريفك الوظيفي. سيتسعُ نطاق تعريفك الوظيفي ليشمل وظائف أخرى مع تغير المعنى التقليدي للوظائف في كل القطاعات. كل ذلك لأنك أصبحت إنسانًا مُطوَرًا بنظر أرباب العمل، إنسانًا «أذكى» مما كنت عليه، ولذلك صار عليك أن تنتج أكثر مما كنت تنتجه خلال ساعات العمل المنصوص عليها في العقد.
تذكَّر، هناك من يربح أكثر لأنك تستخدم الذكاء الاصطناعي، عزيزي الكادح. أنت منذ الآن إنسان مُلحق بأدوات مساعدة، إنسان معدَّل بالآلة لصالح هذه الخدمة. سيرتفع من معدل إنتاجيتك الفردية خلال ساعات العمل بما يؤدي لرفع معدل إنتاجية الشركة في المحصلة، لكنك لن تعود إلى البيت قبل الخامسة مساءً في الغالب، يؤسفني تعكير المسرات.
باعتمادك واعتمادهم على مساعدة الذكاء الاصطناعي، والذي بات مسألة منتهيةً لا مفرَّ منها، يُقدم الكادحون الجدد حول العالم أدلة يومية من واقع العمل على أنهم أرقام زائدة يمكن الاستغناء عنها ما دام الذكاء الاصطناعي يعمل بهذا القدر من السرعة والكفاءة. ما الذي يمنع ذلك ما دام المنطقُ الرأسمالي الذي تعمل به الشركات يرى الذكاء الاصطناعي أكثر طاعة ومطواعية بخلاف البشر، فإنهم مماطلون وعنيدون، ومجبولون على حب السجال دائمًا حول كل صغيرة وكبيرة، كما أنهم يبدون استعدادًا فطريًا للمقاومة، وهذا أكثر ما يرهق العقلية السلطوية التي تُدار بها المؤسسات.
الأدلة تتزايد كل يوم على الطريقة التي يعمق بها الذكاء الاصطناعي غياب العدالة والمساواة في بيئات العمل. ننسى أحيانًا ونحن نمدح دوره في مساعدتنا على إنجاز مهام لا نتقنها، أن هناك شخصًا سهر وكابد لسنوات من أجل تعلم تلك المهارات اللازمة التي لا نملكها. بهذا المعنى فإن الذكاء الاصطناعي يضع المؤهل وغير المؤهل متساويين على خط السباق، ويعزز من إمكانية نجاح المواهب المزيفة على حساب المواهب الحقيقية المصقولة بتعب الزمن. نرى ذلك عيانًا ونعايشه في معسكرات الإنتاج الرأسمالي، المريضة من قبل بحمى التنافسية غير العادلة، وقد أصبحت اليوم بيئات أكثر عدوانية لا فرصَ فيها إلا للانتهازيين الشطَّار الذين يُفضلون الطرق المختصرة على مشقة التعليم المضني والممل.
في سياق هذا التحول المخيف تدخل الرأسمالية عصرها الجديد مع ثورة الذكاء الاصطناعي، حيث تغدو الشركات الكبرى نموذجًا للدكتاتوريات العصرية في صورة تتجاوز وتقهر حتى دكتاتورية الدولة التقليدية. لا تتوانى هذه الدكتاتوريات الرأسمالية عن تطبيق المقولة الاستعمارية المجرَّبة «فرّق تسد»، وذلك عبر إحلال الذكاء الاصطناعي محل العامل البشري، أو من خلال تسليطه رقيبًا عتيدًا على سلوك الموظفين، فيتتبع بياناتهم الخاصة ويراقب ويحلل طبيعة التواصل فيما بينهم كي يمنع أي حالة من التكتل أو الفعل الجماعي المقاوم. ففي بيئات الإنتاج المراقبة بالحسَّاسات والكاميرات الذكية يُطور الذكاء الاصطناعي آليات الرقابة على السلوك والأجساد، والتي بلغت تطبيقاتها في كبريات الشركات العالمية إلى حد تثبيت أنظمة لمراقبة الوقت خارج المهمة (Time off task) فأي شرود أو سهو عن المهمة قد يُعرض الموظف لعقوبة الخصم.
بات واضحًا أن التاريخ ينساق لصدامٍ حتمي بين الإنسان ووحش الآلة. فهل يُنذر هذا التحول بثورة عمَّالية على استبداد الذكاء الاصطناعي يمكن أن نشهدها في المستقبل؟ إعجاب الأفراد اللاواعي بمساهمة الذكاء الاصطناعي في تسهيل وتسريع أنشطتهم الوظيفية يشي بإذعانٍ متمادٍ، ويجعل من التنبؤ بثورة عمَّالية على هذا الاستبداد فرضية مكبرة. ولكن هل يمكن التفكير بأساليب مقاومة بطيئة إلى ذلك الحين؟ في بيئة سلطوية مطلقة تقوم على تفكيك العلاقات وبتر الصلات الحميمة، وعلى تفتيت الجماعة البشرية إلى أفراد معزولين ومراقبين كل على حدة، لا أرى سوى «المماطلة» خيارًا أخيرًا للمقاومة الفردية بالنسبة للكادحين الجدد.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني