أبوظبي/ وام

شكل «مجلس صناع التغيير» الذي نظمته رئاسة COP28 نقطة تحول في عملية المفاوضات، إذ حفز الأطراف للاستفادة من ثقافة الإمارات في التواصل الفعال، والتركيز على التقدم والإنجاز.

فمنذ عهد بعيد يجتمع أبناء دول الخليج العربية في «المجلس»، مدرسة الحياة، ونبع الحكمة، فيتناولون تمرهم وقهوتهم، ويتداولون أمرهم وعيشتهم، وينهلون من حكمة وخبرة كبارهم في هذا الملتقى التراثي العريق الذي كان أهم وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الخليج قبل انتشار وسائط التكنولوجيا الحديثة.

ويعكس «المجلس» ثقافة المجتمع الإماراتي؛ وفي فضائه المفتوح للحوار والنقاش، تجتمع العائلات والجيران والأصدقاء لتبادل الأحاديث والأخبار، وسماع حكاياتِ الأجدادِ، ومناقشة تجاربهم، والاستفادة من حكمتهم ونصائحهم، وبحث التحديات والصعوبات في جو من الصراحة والودّ والألفة، إلى جانب دور المجالس المهم في الحياة الاقتصادية، من خلال تعزيز العلاقات التجارية، حيث يجتمع فيها رجال الأعمال والتجار لتبادل المعلومات، وبناء الثقة، وإقامة علاقات تجارية جديدة، ما يحفز النشاط الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة.

وانطلاقاً من هذا الإرث العريق، ولدت فكرة الاستفادة من «المجلس» لدى رئاسة COP28 التي تحملت مسؤولية تحريك المياه الراكدة في ملفات مفاوضات تغير المناخ في توقيت حاسم بالنسبة لمستقبل البشرية وكوكب الأرض، واستحضرت من التراث والتقاليد الحل المناسب لتعقد المفاوضات وتضارب آراء الأطراف ومصالحهم.

وعُقد المجلس حينها في توقيت حرج كانت المفاوضات فيه متعثرة، مع تمسُّك كل من الأطراف بمواقفها والتركيز على خلافاتها، لكن هيكل «المجلس» ساعد المجتمعين على كسر الجمود والتحدث من القلب، وإجراء حوارات صريحة وعملية بعيداً عن النصوص مسبقة التحضير، مما أسهم في التوصل إلى «اتفاق الإمارات التاريخي»، الذي وضع مساراً جديداً للعمل المناخي العالمي يتماشى مع الحقائق العلمية، ويحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وساهمت روح التعاون التي سادت «مجلس صناع التغيير»، واجتماع الأطراف على قدم المساواة، في تهيئة الأجواء للحوار العملي حول متطلبات مواجهة تداعيات تغير المناخ، لذا، سعت رئاسة COP28 إلى تطبيق الهيكل ذاته خارج دولة الإمارات، واستلهام روح التعاون لإجراء محادثات صريحة وشفافة وعملية بهدف تحويل التعهدات إلى إجراءات فعالة وملموسة لتصبح من الإرث المبتكَر للمؤتمر.

وخلال فعاليات «حوار بيترسبرغ للمناخ» المقام في العاصمة الألمانية «برلين»؛ بادرت دولة الإمارات بتصدير تجربتها الناجحة في المفاوضات المناخية للعالم من خلال «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» وهي تعاون ثلاثي بموجب «اتفاق الإمارات» بين رئاسات مؤتمرات الأطراف COP28 الذي أقيم في دولة الإمارات، وCOP29 الذي سيقام في أذربيجان، وCOP30 الذي سيقام في البرازيل، حيث استضافت الترويكا مجلساً على الطريقة الإماراتية لمناقشة سُبل تحقيق انتقال مُنظَّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، ما يؤكد نجاح دولة الإمارات في تصدير مفهوم «المجلس»، لاعتماد نهج الحوار البنّاء في مواجهة أبرز التحديات العالمية.

وتستهدف رئاسة COP28 من ترسيخ مفهوم «المجلس» في المفاوضات المناخية، تعزيز التواصلِ الدوليّ في مواجهةِ التحدياتِ العالميةِ من خلال تيسير الحوار والنقاش بين ممثلي كافة الدول حول مختلف القضايا، للوصول إلى حلول مشتركة وقابلة للتطبيق، وبإمكان ذلك تحفيز الدول على تبنّي تطبيق الفكرة في مجتمعاتها، لتعزيز التعاون من أجل مستقبل أفضل للجميع.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات دولة الإمارات رئاسة COP28

إقرأ أيضاً:

انطلاق اللقاءات الجهوية حول "تنمية المداخيل الذاتية للجماعات الترابية والصفقات"

شارك عبد العزيز الدرويش رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم بمعية نور الدين الأزرق نائب الرئيس، رئيس مجلس عمالة سلا و مولود علوات نائب الرئيس، رئيس المجلس الإقليمي للعيون في انطلاق اللقاءات الجهوية المنظمة من قبل الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات حول موضوع  » تنمية المداخيل الذاتية للجماعات الترابية والصفقات العمومية بين الإصلاحات وإكراهات الممارسة » وذلك يوم الجمعة 31 مايو 2024 بمدينة العيون. وتهدف هذه اللقاءات مواكبة مجالس الجماعات في تحسين آليات الحكامة الترابية وتجويد الخدمات العمومية المحلية وتعزيز التواصل مع المدبرين الترابيين وتبادل الخبرات في مجال تدبير المالية المحلية.
اللقاء حضره عامل إقليم السمارة نيابة عن والي جهة العيون الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون وعبد الوهاب الجابري العامل المكلف بالتعاون والتوثيق بالمديرية العامة للجماعات الترابية ورؤساء مجالس الجماعات التابعة للجهات الجنوبية الثلاث.

وحسب بيان الجمعية عرف اللقاء إلقاء كلمة من قبل رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم تطرق فيها للمراحل التي قطعتها بلادنا في مجال تطوير التدبير اللامركزي وتكريس مبادئ الديمقراطية المحلية تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، » وعرج على ضرورة توفر الجماعات الترابية على الإمكانات المالية والموارد الضرورية لممارسة الاختصاصات الموكولة لها لتمكينها من تنزيل برامجها في مجال التخطيط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الى جانب الدولة. ولم تفته الفرصة للإشادة بدينامية التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة على مختلف الأصعدة بفضل الرعاية الملكية والتنويه بالنهضة التنموية التي تعرفها مدينة العيون في كافة المجالات بفعل المجهودات المبذولة من قبل السلطات الحكومية والسلطات المنتخبة وكافة مكونات الساكنة المحلية.
وقد تضمن برنامج اللقاء تقديم عرض أول حول مسألة تنمية المداخيل للجماعات الترابية ثم عرض ثاني حول الصفقات العمومية: المستجدات وإكراهات التنمية.
وعلى هامش هذا اللقاء عقد عبد العزيز الدرويش رئيس الجمعية برفقة نور الدين الأزرق نائب الرئيس لقاءا مع محمد سالم باهيا: رئيس لجنة الانتقال الطاقي بالجمعية، رئيس المجلس الإقليمي لطرفاية، واحمد خيار: رئيس لجنة الصحة بالجمعية، رئيس المجلس الإقليمي لطرفاية، ومحمد سالم البيهي: رئيس المجلس الإقليمي للسمارة تم خلاله تدارس عدد من الملفات التي تهم الإشكالات التي تصادف المجالس عند ممارسة الاختصاصات المخولة لها حيث تم التذكير بالمجهودات التي تقوم بها الجمعية لدى مختلف الجهات الحكومية المعنية للبحث عن سبل تجاوزها.

كلمات دلالية اللقاءات الجهوية جمعية رؤساء مجالس العمالات والأقاليم

مقالات مشابهة

  • البنية التحتية تعزز جهود الإمارات لريادة السياحة العالمية
  • جمعية الصحة العالمية ترسخ إنجازات COP28
  • الدورة الـ 77 لجمعية الصحة العالمية ترسخ إنجازات COP28 بشأن الصحة وتغير المناخ
  • COP28: قرار جمعية الصحة العالمية دليل على أهمية بذل الجهود لموجهة التغير المناخي
  • الدفاع الصيني: مستعدون للعمل مع جميع الأطراف لبناء نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا
  • وزير الدفاع الصيني: مستعدون للعمل مع جميع الأطراف لبناء نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا
  • الدورة الـ 77 لجمعية الصحة العالمية ترسخ إنجازات «COP28»
  • انطلاق اللقاءات الجهوية حول "تنمية المداخيل الذاتية للجماعات الترابية والصفقات"
  • الإمارات تشارك في اجتماع مجموعة «الأورو آسيوية» لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • لوريس.. «العالم بين يدي».. هكذا ضاعت ركلات الترجيح