الأونروا: نسابق الزمن لمواجهة الجوع المتفشي والمجاعة التي تلوح في الأفق في رفح
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني أن الوكالة الأممية في سباق مع الزمن لمواجهة الجوع المتفشي والمجاعة التي تلوح في الأفق وخاصة في المناطق الشمالية من القطاع، مشيرًا إلى أن هناك قلقا هائلا يسود غزة تحسبا لاحتمال وقوع هجوم عسكري في رفح جنوب القطاع.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال لازاريني: إن هناك شعورا بأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع، فإن الهجوم العسكري على رفح قد يحدث في أي وقت، مشيرًا إلى أنه لم يُطلَب من الناس بعد إخلاء رفح وأن هناك حالة مستمرة من الصدمة سائدة في غزة.
وقال المسؤول الأممي: إن هناك مزيدا من المواد الغذائية المتوافرة في السوق لكن ذلك لا يعني إمكانية الحصول على الغذاء، بسبب عدم وجود أموال نقدية متداولة على الإطلاق في الجزء الشمالي من قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من دخول مزيد من الإمدادات خلال أبريل الماضي إلى غزة، لكن هذا لايزال بعيدا عن أن يكون كافيا لتبديل الاتجاه السلبي هناك.
وأشار لازاريني إلى ما تتعرض له الأونروا من ضغوط كبيرة ودعوات لتفكيكها، مذكرا بأن الوكالة تعرضت للاستهداف خلال الأشهر السبعة الماضية في غزة، لافتًا إلى أنه منذ بداية الحرب، قُتل 182 موظفا من الأونروا حتى الآن، وتعرضت أكثر من 160 منشأة تابعة لها للاضرار أو التدمير الكامل.
ودعا الدول الأعضاء إلى التأكد من أنه بعد نهاية الحرب وبعد وقف إطلاق النار، أن يتم إجراء تحقيق مستقل للنظر في هذا التجاهل الصارخ تجاه الأمم المتحدة من أجل تجنب أن يكون ذلك عرفا جديدا في المستقبل.
وعن تقرير المراجعة المستقلة، قال لازاريني: إن التقرير أكد على حقيقة أن الوكالة لديها نظام وآلية مهمة وقوية للتعامل مع أي انتهاكات للحياد، مشيرًا إلى أن الأونروا أبلغت الدول الأعضاء بنيتها عن كيفية متابعة توصيات ذلك التقرير.
وقال: آمل بحلول منتصف مايو الجاري أن تكون لدينا أول خطة عمل أولية تتم مشاركتها، مؤكدا التزام الوكالة بتقديم تقارير على أساس منتظم حول الموقف من تلك التوصيات.
وأشار إلى تعليق بعض الدول تمويلها للأونروا، قائلاً: إن الخبر السار هو أن معظم البلدان استأنفت تمويلها للوكالة فيما لم تتبق سوى بضعة بلدان لاتزال بحاجة إلى اتخاذ قرار.
وكرر المسؤول الأممي التأكيد على أن الدعوات لتفكيك الأونروا ليست بشأن الحياد، ولكن الهدف منها هو تجريد الفلسطينيين من وضعية اللاجئ، قائلاً: نسمع دائما أن الأونروا هي جزء من المشكلة لأنها تديم وضعية اللاجئين وهنا يبدو الأمر وكأنك تقول إن الاستجابة الإنسانية للصراع تديمه مما يديم الصراع هو غياب الحل السياسي.
وأضاف لازاريني أنه إذا كان هناك التزام صادق بإعادة تفعيل حل الدولتين وإعادته إلى الطاولة فإن الأونروا يمكنها استعادة طبيعتها المؤقتة من خلال دعم المرحلة الانتقالية المؤدية إلى حل الدولتين.
اقرأ أيضاًمسؤول دولي: الاحتلال الإسرائيلي يعرقل عمل «الأونروا» لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين
«الأونروا» وأكاذيب إسرائيل
أكد زيف الادعاءات الإسرائيلية.. أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول «الأونروا»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الأونروا رفح الفلسطينية رفح فلسطين فلسطين هجوم عسكري في رفح مشیر ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الإنسان من منظور اجتماعي
منذ قديم الزمن قامت البشرية على مرتكز الإنسان وهو ما يسمى في بعض الاتجاهات العلمية( الوحدة الاجتماعية) وهذه الوحدة تتكامل مع بعضها حتى تشكل البناء الأسري ومن ثما تصل إلى البناء الاجتماعي العام وهو أعلى سقف اجتماعي للمجتمعات ولذلك يرى الكثير من علماء الاجتماع أن البناء الاجتماعي لا يمكن أن يقوم إلا على الإنسان كوحدة اجتماعية صغيرة تعمل على مبدأ التراكمية البشرية وهو ما يطلق عليه في اللفظ العام (اللبنة الأولى ) لبناء أي مجتمع.
وتُعطي الكثير من المجتمعات المتقدمة أهمية كبيرة في العناية والاهتمام بالإنسان وتولى في ذلك جُل جهودها لبناء إنسان متكامل اجتماعياً وناضج من الناحية الفكرية.
وقد اهتم المفكرين وعلماء الاجتماع في هذا الشأن أمثال المفكر ديفيد هيوم الذي يعتبر من المؤسسين للثقافة الغربية وتطرق هيوم إلى أن الإنسان هو المرتكز الأول لبناء المجتمعات وذلك في كتابة الشهير “”مبحث في الفاهمة البشرية”” ولذلك أعطى المفكر هيوم انطلاقه اساسية معاصرة في مرتكز الحياة وهو الإنسان وبالرغم أن العالم العربي عبدالرحمن ابن خلدون قد سبقه بمراحل من الزمن في دراسة الإنسان كعامل أولي في بناء المجتمعات البشرية وهو ما تطرق له في مفهوم العمران البشري في مقدمته الشهيرة حيث عرض ابن خلدون على أن قيام العمران البشري يبدأ من الإنسان .
ومن هذا المنطلق فقد تطور مفهوم المنظور الاجتماعي للإنسان مع تراكمية المعرفة خلال قرون من الزمن حتى وصل إلى تطور كبير في الجانب الاجتماعي وأصبحت التفاصيل الدقيقة للإنسان جزاء مهم في تركيبة الحياة الاجتماعية بعكس سابقاً حيث ينظر إلى الإنسان في جوانب عضوية واخلاقية فقط بعيداً عن الجانب النفسي والاجتماعي والمادي وأصبحت الفلسفة الاجتماعية للإنسان تأخذ نوعاً ذو شمولية أكثر في جميع المجالات بل أن بعض المجتمعات أصبحت جزءً من منظومتها الاجتماعية مفهوم العناية بالإنسان بعد الموت وهو ما يدخل من ضمن الأعمال الخيرية للإنسان.
ومازال الإنسان من منظور اجتماعي يأخذ منحى كبير من الأهمية في أنشاء البرامج الاجتماعية وتطويرها بطريقة احترافية وهي محاولة بشرية للوصول إلى أعلى مستوى من الرعاية الاجتماعية بالإضافة إلى الاستمرار في مشروع الدراسات والابحاث العلمية للعمل على نقل هذا المنظور إلى مستوى أعلى لتحقيق الجودة المرجوة بحيث تواكب متطلبات الإنسان مع مرور الزمن وتسعى لتحقيقها بطريقة حضارية.