ليبيا – قال الباحث السياسي الإيطالي دانيال روفينيتي إن الاتفاقات المبرمة بين إيطاليا وألمانيا ودول أوروبية أخرى مع دول شمال أفريقيا لإدارة الهجرة غير الشرعية هي اتفاقات معقدة ومتعددة الأوجه، وهي تهدف أساساً إلى التصدي للتحديات التي تفرضها طرق الهجرة غير النظامية وأنشطة شبكات التهريب.

روفينيتي وفي تصريح خاص لموقع “اندبندنت”، أضاف أن “غالباً ما تتضمن هذه الاتفاقات التعاون في إدارة الحدود ومكافحة الإتجار بالبشر والتهريب وتطوير مسارات الهجرة القانونية،وفيما يتعلق بفاعلية هذه السياسات، من المهم الإشارة إلى أنه كان لها بعض التأثير في الحد من الوافدين غير النظاميين ومواجهة شبكات التهريب”.

واستدرك أن “مع ذلك، تستمر تدفقات المهاجرين غير النظاميين، مما يشير إلى أن هذه التدابير وحدها قد لا توقف تدفق المهاجرين بصورة كاملة، وينبغي أن تكون جزءاً من استراتيجية متكاملة”.

وبيّن روفينيتي أن الاتحاد الأوروبي كان أقر بالحاجة إلى نهج شامل يتضمن منع الهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب وتشجيع الهجرة القانونية والتنقل، ولكنه يدعم أيضاً نمو البلدان الأفريقية وتنميتها وفي هذه الحالة، ربما تكون خطة ماتي الإيطالية بمثابة حل سياسي.

ونوه إلى أن انتقادات حقوق الإنسان لهذه الاتفاقات تنبع من المخاوف في شأن معاملة المهاجرين والظروف التي يواجهونها، بخاصة في بلدان العبور، فهناك تقارير عن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والحرمان من الحصول على اللجوء التي تم توثيقها من قبل منظمات مثل منظمة العفو الدولية.

وأوضح أن بعضهم يرى أن هذه الاتفاقات تعطي الأولوية لأمن أوروبا على حقوق المهاجرين، وتضع عبئاً ثقيلاً على دول شمال أفريقيا التي لا تمتلك ربما الموارد أو البنية التحتية اللازمة لإدارة أعداد كبيرة من المهاجرين بصورة فاعلة ترتكز شرعية هذه الانتقادات على القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يتطلب احترام حقوق المهاجرين بغض النظر عن وضعهم القانوني.

وختم روفينيتي بالقول إنه:”باختصار، على الرغم من أن هذه الاتفاقات قد تسهم في إدارة تدفقات الهجرة، فإن فاعليتها وتأثيرها في حقوق الإنسان تظل موضع نقاش وقلق،ونحن نعلم أن هذا التوازن الدقيق بين تأمين الحدود وضمان حقوق الأفراد وكرامتهم هو الذي لا يزال يمثل تحدياً لصناع السياسات والمدافعين عن حقوق الإنسان على حد سواء”.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: حقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

عضو «حقوق الإنسان»: دعم مصر لجنوب إفريقيا أمام «العدل الدولية» جاء في توقيت مهم

قال محمود بسيوني، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان، إن دخول مصر لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، خطوة مهمة وجاءت في توقيت مهم وحساس، ومؤثر بشكل كبير على مسار القضية، وذلك لما تمتلك مصر من أدلة ضد إسرائيل والقدرة على إثبات صحتها، والذي من شأنه أن يضع إسرائيل في حرج كبير وقد يصدر ضدها أحكام في تلك القضية. 

مصر شاهد عيان على جرائم إسرائيل 

وأوضح في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن الدولة المصرية تعرضت لإغلاق كامل لمعبر رفح البري قبل سيطرة إسرائيل على المعبر وذلك بسبب قصفها المتعدد له مما أعاق توصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. 

تحركات مصرية مدروسة 

وأشاد عضو القومي لحقوق الإنسان بالتحركات المصرية المحسوبة قائلا: «إن مصر لديها العديد من الأدلة والبراهين الجديدة التي سوف تقدمها لملف القضية أمام العدل الدولية، فهي شاهد عيان على الجرائم الاسرائيلية المرتكبة، لاسيما أن المساعدات المرسلة لم تتمكن من الدخول بسبب تعنت جيش الاحتلال فضلا عن الهلال الأحمر المصري المتواجد في خان يونس وشاهد عيان على كافة الجرائم المرتكبة»، وأكد أن الدولة المصري دائما ما تنتهج الطرق السياسية والدبلوماسية مهما كانت العقبات، إلى جانب خبرتها في الوقوف أمام محكمة العدل الدولية.

وأضاف: «مصر دائما حريصة على توظيف الآليات الدولية والاستعانة بها، ضمن سعييها لخلق نظام عالمي جديد يقوم على العدالة، وتحاول مصر تحقيق تلك العدالة من خلال الأدوات التي تمتلكها».

وتابع: «تحرك مصر للوقوف أمام العدل الدولية مع جنوب إفريقيا هو تحرك سياسي بامتياز يرد على التصعيد الإسرائيلي ويؤكد أن مصر لن تصمت على جرائم الاحتلال في غزة، ومصر لن تتنازل عن دورها في حماية حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة». 

مقالات مشابهة

  • برلماني: قانون إدارة المنشآت لن يمس حقوق المنتفعين بأحكام «التأمين الصحي»
  • الفرق بين حقوق الإنسان وحقوق الحيوان لدى النظام الأمريكي
  • القومي لحقوق الإنسان يبحث مع السفير الفرنسي بالقاهرة سبل التعاون المشترك
  • القومي لحقوق الإنسان يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة
  • الصحة العالمية تحدث قائمة البكتيريا المقاومة للأدوية الأشد خطرًا على الإنسان- تفاصيل
  • الهجرة إلى أمريكا.. عمود فقري لإسناد الاقتصاد الأكبر في العالم
  • تقرير: الهجرة محور أساسي في الخطاب الإنتخابي الأمريكي وركيزة اقتصادية
  • رغم الخطاب المناهض لها.. كيف دعمت الهجرة الاقتصاد الأميركي؟
  • عضو «حقوق الإنسان»: دعم مصر لجنوب إفريقيا أمام «العدل الدولية» جاء في توقيت مهم
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية بالامارات يناقش أهمية حقوق المؤلف