البوابة نيوز:
2025-05-25@19:23:34 GMT

آلام المسيح في سينما سكورسيزي

تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل عام مضى، وعقب العرض العالمي الأول لفيلمه "Killers of the Flower Moon" بمهرجان كان السينمائي، توجه المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، إلى الفاتيكان، لإتمام زيارة كانت قد تأخرت كثيرًا لصانع الأفلام المخضرم المعروف بنزعته الكاثوليكية في معظم أعماله. تمخضت هذه الزيارة، التي التقى خلالها البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، عن فكرة فيلم جديد عن المسيح، وهو النداء الذي استجاب له سكورسيزي بالطريقة الوحيدة التي يعرفها أي " من خلال تخيل وكتابة سيناريو فيلم عن يسوع"، حسب وصفه.

 

الإغواء الأول لسكورسيزي

إذا أردنا تتبع قصص الأفلام التي تناولت حياة المسيح في السينما منذ الميلاد وحتى القيامة، لابد أن نتوقف قليلاً عند أعمال سكورسيزي التي غلب عليها النزعة الدينية والتي حازت على مكانة خاصة في قلوب محبي السينما طوال عقود بنفس قدر إثارتها للجدل. 

ففي فيلمه "الإغواء الأخير للمسيح" المأخوذ عن رواية للكاتب نيكوس كازانتزاكيس، لم يفقد المخرج الأمريكي المخضرم مارتن سكورسيزي، الأمل طيلة السنوات الأربع التي استغرقها في إنتاج المشروع، والذي صور خلاله المسيح في صورة الإنسان الضعيف أمام شهوات الجسد. هذا التصور الإبداعي تسبب في حالة من الغضب العارم لدى بعض الجماعات المسيحية وقت عرض الفيلم، مما دفع عدد من الجماعات المسيحية بالاعتداء على دور العرض، وأقيمت دعاوى قضائية عديدة ضد الفيلم ومخرجه، كما منع من العرض في الكثير من الدول، من بينها مصر.

في الفيلم، يقدم سكورسيزي الازدواجية الشديدة داخل المسيح (ويليام دافو)، الذي عُرض عليه إمكانية عيش حياة بعيدة عن الجانب الإلهي فيها. وبالتالي "مسيح سكورسيزي" يكافح مع الجميع، ونضاله الأعظم والأشد ضراوة هو مع نفسه. صراع فضَّل "سكورسيزي" أن يبقيه في الجانب الداخلي من الروح، حيث تصبح جروح ومعاناة الجسد بمثابة مرآة تعكس آلامه الداخلية، في استعارة واضحة لمعاناة العالم.

صنف الفيلم ضمن الأعمال الأكثر جدلاً في تاريخ السينما، فهو خلق موجة من الانتقادات بسبب الزاوية الجريئة التي أعطاها سكورسيزي عن المسيح. وعلى الرغم من كونه عملاً ينتمي لأفلام السيرة الذاتية لشخصيات مقدسة، إلا أن إنطلاقة الفيلم تبدأ من شباب المسيح وليس من ولادته وطفولته، في مدة طويلة تصل إلى ساعين و44 دقيقة.

 

صمت سكورسيزي 

ورغم الهجمة الشرسة التي تعرض لها سكورسيزي وقت طرحه الفيلم عام 1988، إلا أنه وفي نفس العام كان يخطط لفيلمه الديني المقبل. حيث أبدى إعجابه برواية "الصمت" للكاتب الياباني إيندو شوساكو، والتي حازت على استحسان عالمي داخل الدوائر الأدبية إضافة إلى استنكارها من جانب الكنيسة الكاثوليكية – كحال أفلام سكورسيزي – وعزم على تحويلها إلى فيلم سينمائي. وبالفعل صدر الفيلم الذي حمل نفس عنوان الرواية لكنه لم يرى النور إلا بعد 28 عامًا على "إغواءه الأول".

في تحفة سكورسيزي الدينية لا وجود للمسيح، ولكن هذا الأمر لم يمنع وجود الكثير من الأسئلة المترامية والتي تتعلق بجوهر الإيمان والغرض منه عند سكورسيزي. قصة الفيلم تدور في عام 1633 حول مبشرَين برتغاليين يتوجهان إلى اليابان بحثاً عن معلمهما الأب اليسوعي فيريرا، الذي وصلت إلى مركز اليسوعيين بالبرتغال أنباء تفيد بأنه قد تخلى عن إيمانه في لحظة ضعف بعد أن ألقت السلطات القبض عليه وعمدت إلى تعذيبه في منطقة جبل أونزين، حيث كانت قد فقدت آثاره هناك.

وكان الأب فيريرا قد خاض رحلته إلى اليابان من أجل نشر تعاليم المسيحية، لكنه اختفى بعد أن شنت الإمبراطورية هجمة ضارية على الجماعات المسيحية، ولم يتبق منها سوى مجموعة صغيرة كانت تطلق على نفسها اسم "المسيحيون المختبئون"، الذي إذا ما وصلت أنباء عن أماكنهم إلى السلطات الحاكمة كان يتم تعذبيهم بوحشية حتى الموت، وكأنهم امتداد للرحلة المعذبة التي خاضها المسيح من أجل خلاص البشرية.

 

حياة المسيح مجددًا !

بالعودة إلى لقاء سكورسيزي مع بابا الفاتيكان، وبعد النجاح المدوي الذي حققه فيلم "الصمت" عام 2016، يستند سكورسيزي في مشروعه الجديد على رواية للكاتب الياباني إندو شوساكو أيضًا بعنوان "حياة المسيح"، وهى تحمل تصورًا بسيطًا عن حياة يسوع، حيث يتخيل شخصية المسيح وهو يمشي ويكرز ويشارك عقيدة الحب المرفوضة في النهاية فوق كل شيء. إنه يتأمل ويوضح ويسلط ضوءه الخاص على تلك الفترة من التاريخ الإنساني.

وكشف سكورسيزي في مقابلة مع صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن فيلمه الديني القادم ستدور أحداثه في الوقت الحاضر في الغالب، لكن بحسب الصحيفة، "لا يريد سكورسيزي أن يكون مقيدا بفترة معينة". بالإضافة إلى ذلك، فهو يتوقع أن تبلغ مدة الفيلم حوالي 80 دقيقة، وهو تناقض صارخ مع مدد عرض غالبية أعماله.

وقال سكورسيزي للصحيفة: "أحاول إيجاد طريقة جديدة لتسهيل الوصول إلى القصة والتخلص من العبء السلبي لما ارتبط بالصورة النمطية للدين. "في الوقت الحالي، "الدين"، أنت تقول هذه الكلمة والجميع غاضبون لأنها فشلت في نواحٍ عديدة. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الداوفع الأولي كانت خاطئة. دعونا نعود، دعونا فقط نفكر في الأمر، يمكنك رفض ذلك، لكن قد يُحدث ذلك فرقًا في الطريقة التي تعيش بها حياتك، حتى في رفضها. لا ترفض الأمر من باب الرفض فقط. هذا كل ما أتحدث عنه وأنا أقول ذلك كشخص يبلغ من العمر 81 عامًا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي الصمت

إقرأ أيضاً:

ما الذي يعنيه رفع العقوبات على الاقتصاد السوري؟

شهد مايو/أيار الحالي حدثا بارزا في تاريخ سوريا، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثناء زيارته للعاصمة السعودية الرياض، في الـ13 من هذا الشهر عن قراره رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وتبعه رفع الاتحاد الأوروبي كامل العقوبات المفروضة على دمشق في الـ20 من الشهر نفسه.

وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية في 23 مايو/أيار 2025 "الرخصة العامة رقم 25" (GL 25)، التي تسمح بإجراء معاملات مالية مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، بالإضافة إلى البنك المركزي السوري ومؤسسات الدولة.

كما أصدرت وزارة الخارجية إعفاء لمدة 180 يوما من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر، لتسهيل الاستثمارات وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

ويمثل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية فرصة حقيقية لإعادة إحياء الاقتصاد السوري وإعادة دمجه في النظام الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، يرى الخبراء أن تأثير هذا القرار لن يكون فوريا، وأن الطريق نحو التعافي الاقتصادي سيكون طويلا ومليئا بالتحديات.

وهنا لا بد أن نفرق بين نوعين من العقوبات الأميركية:

الأولى تنفيذية يمكن أن يفرضها ويرفعها الرئيس الأميركي بشكل مباشر. والنوع الثاني هي العقوبات التشريعية التي يفرضها الكونغرس وهي المتعلقة بقانون قيصر، وهو أخطر وأعقد العقوبات التي تعاني منها سوريا في الوقت الحالي، وهذا النوع من العقوبات لا يمكن أن يلغيها الرئيس بشكل مباشر، لكن باعتبار أن الكونغرس يحظى بأغلبية جمهورية فمن المتوقع بشكل كبير أن يتم تمرير رفع العقوبات المفروضة بقرار من الكونغرس. إعلان

يهدف هذا التقرير إلى قراءة الآثار المحتملة لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية على الاقتصاد السوري، من خلال مناقشة:

 القطاعات التي ستتأثر بهذا القرار. كيفية إعادة دمج سوريا في النظامين المالي والتجاري العالميين. جاذبية البلاد للمستثمرين الأجانب. تأثير هذه القرارات على جهود إعادة الإعمار. مستقبل استقرار الليرة السورية. مسار إنعاش صناعة النفط والغاز.

ما القطاعات المشمولة برفع العقوبات؟

يمثل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا نقطة تحول محورية للاقتصاد السوري، حيث من المتوقع أن تتأثر مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية بهذا القرار.

وفيما يلي نقدم إضاءة للقطاعات الرئيسية التي ستشهد تغييرات جوهرية نتيجة لرفع العقوبات:

قطاع النقل والطيران

يعد قطاع النقل والطيران من القطاعات التي ستستفيد بشكل كبير من رفع العقوبات، فقد عانت شركات الطيران السورية، وخاصة السورية للطيران، من تشغيل أسطول متقادم في ظل نقص حاد في قطع الغيار.

ويقول لينوس باور، مؤسس ومدير شركة "بي إيه إيه آند بارتنرز" الاستشارية (BAA & Partners)، إن رفع العقوبات يمكن أن يكون "لحظة فارقة" لصناعة الطيران المهملة منذ فترة طويلة، حيث سيسمح "للمرة الأولى" منذ سنوات، لهذه الناقلات بالحصول بشكل قانوني على قطع غيار معتمدة من الشركات المصنعة الأصلية من إيرباص وبوينغ ومورديها من الدرجة الأولى. وهذا يمكن أن يحسن بشكل كبير معايير السلامة والموثوقية.

القطاع المصرفي والمالي

يعد القطاع المصرفي والمالي من أكثر القطاعات تأثرا بالعقوبات الدولية، حيث عانى من عزلة شبه كاملة عن النظام المالي العالمي. ومع رفع العقوبات، يتوقع الخبراء تحسنا تدريجيا في القطاع المصرفي.

قطاع النفط والغاز

يعتبر قطاع النفط والغاز من القطاعات الحيوية للاقتصاد السوري، وقد تأثر بشكل كبير بالعقوبات الدولية التي منعت تصدير النفط السوري واستيراد المعدات اللازمة لتطوير الحقول النفطية.

قطاعا الزراعة والصناعة التحويلية

يشير الباحث في الشأن الاقتصادي السوري عبد العظيم المغربل في حديث للجزيرة نت إلى أن قطاعي الزراعة والصناعة التحويلية تضرّرا بشكل مباشر نتيجة القيود المفروضة على تدفّق مستلزمات الإنتاج والتكنولوجيا والصيانة.

إعلان

ويؤكد أنه مع رفع العقوبات، سيبدأ توفّر هذه المدخلات بالتحسّن تدريجيا، من خلال إعادة الربط مع الأسواق العالمية المزوّدة للآلات، والأسمدة، والمبيدات، والخامات الصناعية، وقطع التبديل، والتجهيزات التكنولوجية المتوسّطة والخفيفة، مما يسمح بإعادة تشغيل منشآت كانت معطّلة أو تعمل بأقلّ من طاقتها التصميمية.

قطاع الاتصالات والتكنولوجيا

عانى قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في سوريا من قيود كبيرة، بسبب العقوبات التي منعت استيراد المعدات والبرمجيات الحديثة وتقييد الوصول إلى خدمات الإنترنت العالمية. ومع رفع العقوبات، يمكن أن يشهد هذا القطاع تطورا سريعا.

استقرار الليرة السورية

شهدت الليرة السورية ارتفاعا ملحوظا في قيمتها مباشرة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفع العقوبات عن سوريا. فوفقا لوكالة الأنباء السورية، "ارتفعت الليرة السورية بشكل حاد مقابل الدولار الأميركي بعد الإعلان، حيث بلغ سعر الصرف 9.5 آلاف ليرة مقابل دولار واحد، مقارنة بـ13 ألف ليرة قبل قرار رفع العقوبات.

ويقول الخبير في الاقتصاد السوري الدكتور يحيى السيد عمر للجزيرة نت إن رفع العقوبات قد يمهد لتعافي العملة، لكن من جانب آخر قد يخفض من قيمة العملة في الوقت الحالي، لأنه اليوم أصبح بمقدور الدولة السورية طباعة العملة في أوروبا لا سيما في سويسرا والنمسا، ودخول كميات نقدية إلى السوق قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الليرة.

ويضيف أن السعر الحالي لليرة سببه نقص الكتلة النقدية في السوق، ويؤكد أن التحسن الحقيقي لليرة مرتبط في الإنتاج والتصدير، وتقليل الاستيراد، وهذا الشيء ما زال غير موجود.

ويتابع السيد عمر أنه إذا حصلت سوريا على مساعدات مالية مقيمة بالدولار أو دخول استثمارات، فمن الممكن أن تشهد العملة تحسنا.

من جهته، يؤكد المغربل أن انعكاس رفع العقوبات على سعر صرف الليرة في هذه المرحلة يفهم كمؤشر مركّب لما يُسمّى في علم الاقتصاد بتوقّعات السوق أو "توازن التوقّعات"، حيث يؤدي رفع العقوبات إلى تحوّل جذري في سلوك الفاعلين الاقتصاديين من حالة الترقب السلبي إلى الانخراط الإيجابي. وهذا الانخراط -حسب المغربل- يتجلّى بانخفاض طلب المضاربين على الدولار، وتراجع ظاهرة الاكتناز بالعملة الأجنبية، وعودة الثقة بالعملة المحلية كأداة للادخار والمعاملات.

إعلان

تأثيرات فورية وأخرى على المدى المتوسط

يقول السيد عمر إن نتائج رفع العقوبات الأوروبية والأميركية عن سوريا سيظهر بعضها بشكل فوري والآخر على المدى المتوسط.

ويؤكد أنه من المتوقع أن يشهد الاقتصاد السوري خلال سنة واحدة انتعاشا ملموسا في كافة المؤشرات.

أما المغربل، فيتوقع أن تشهد التحويلات الخارجية انتعاشا نتيجة لخفض درجة المخاطر المرتبطة بإرسال الأموال إلى سوريا، وتحسّن القدرة على استخدام القنوات المصرفية النظامية.

وهذا التدفق النقدي، وإن كان مصدره غير إنتاجي فإنه يُشكّل في هذه المرحلة عنصرا محوريا في دعم ميزان المدفوعات وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن، حسب المغربل.

سوريا أكثر جاذبية للمستثمرين والتجارة

يمثل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا نقطة تحول محتملة في جاذبية البلاد للمستثمرين الأجانب. فبعد سنوات من العزلة الاقتصادية والمخاطر العالية، تفتح هذه الخطوة الباب أمام فرص استثمارية جديدة في سوق يحتاج بشدة إلى رأس المال والخبرات الأجنبية.

ويقول إبراهيم ناجي قوشجي، الخبير الاقتصادي والمصرفي في تقرير منشور على الجزيرة نت إن "رفع العقوبات عن سوريا يمثل نقطة تحول أساسية. سينتقل الاقتصاد السوري من التفاعل مع الاقتصادات النامية إلى الاندماج مع اقتصادات أكثر تطورا، مما قد يعيد تشكيل علاقات التجارة والاستثمار بشكل كبير".

من جهته يؤكد السيد عمر أن سوريا أصبحت أكثر مرونة بشأن عمليات الاستيراد والتصدير، واستعادة الأموال المجمدة، وتشجيع الاستثمار والتجارة.

أما المغربل فيؤكد أن التجارة الخارجية لسوريا ستبدأ في التوسّع مجددا، مع التوجّه لإعادة تموضعها التجاري الإقليمي، خاصة في أسواق العراق والأردن ولبنان، وربما لاحقا الخليج وشمالي أفريقيا.

ويقول إن إزالة القيود المالية ورفع الحظر عن التعاملات البنكية سيسمح بعودة الصادرات السورية تدريجيا إلى أسواقها التقليدية، خصوصا في مجال الصناعات الغذائية والنسيجية والمنتجات الزراعية، مما يسهم في تحسين الميزان التجاري وتقليص العجز في الحساب الجاري.

إعلان

ويرى المغربل في رفع العقوبات أنها بمثابة استعادة الثقة بالاستثمار، سواء من الداخل أو من الخارج، حيث إن الانفراج في البيئة القانونية والمالية، وعودة الحوافز الاستثمارية المرتبطة بالضمانات الدولية أو التعاون مع مؤسسات مالية تنموية، سيجعل من المناخ الاستثماري في سوريا أكثر جاذبية، خصوصا ضمن قطاعات البنية التحتية، والخدمات، والطاقة.

ويتوقع المغربل أن يشهد السوق السوري تدفق شركات من الدول المجاورة ومن الجاليات السورية في الخارج، مستفيدة من فجوة العرض الكبيرة والفرص الواعدة.

ويؤكد السيد عمر أن الاستفادة من رفع العقوبات يحتاج لجهود سورية لتحديث وتطوير البيئة الاستثمارية للبلاد، من خلال تبني إجراءات مثل الإعفاءات الضريبية، لأن الشركات العالمية تبحث عن بيئة آمنة ومستقرة وحوافز وضمانات.

ويقول أسامة الصيفي، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة الخدمات المالية (تريزا) Traze: إن "إزالة العقوبات الأميركية هي إشارة حاسمة للتمويل العالمي، ومن المرجح أن تشجع رأس المال من الدول العربية وتركيا وربما الشركات الأميركية والصينية".

ومن المتوقع أن تشهد إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا منافسة بين الشركات الأميركية والأوروبية، في حين يعد قطاع الطاقة، خاصة النفط والغاز، من أكثر القطاعات جاذبية لهذه الشركات.

ويؤكد أسامة الصيفي أن سوريا تحتاج إلى تحديث شامل لبنيتها التحتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما يفتح فرصا واعدة للشركات المتخصصة.

تفعيل النظام المصرفي

يعتقد الباحث الاقتصادي المغربل أن رفع العقوبات عن المصارف الحكومية السورية سيمكنها، عبر نظام "سويفت"، من تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير، مما يقلل من التكاليف ويزيد من الكفاءة، ويعزز من قدرتها على تقديم خدمات مالية متقدمة للمواطنين والشركات، إضافة إلى دعم دورها في تمويل المشاريع التنموية، الأمر الذي يساهم في تحسين السيولة وتوسيع قاعدة العملاء وتنشيط الاقتصاد وزيادة معدلات التنمية.

إعلان

لكن بالمقابل، يرى المغربل أن إعادة تفعيل "سويفت" يتطلب تحديث البنية التحتية التقنية للمصرف المركزي، بما يشمل أنظمة الأمان والامتثال للمعايير الدولية.

كما يستوجب ذلك -حسب المتحدث ذاته- تدريب الكوادر على التعامل مع المعايير الجديدة لضمان فعالية العمليات المصرفية، وهذا التحديث يعزز من قدرة المصرف على إدارة الاحتياطيات النقدية والتواصل مع البنوك المراسلة.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يفعله فينا عجزنا تجاه أطفال غزة؟
  • آسرار تكشف للمرة الأولي .. ماذا تخبئ جدارية المسيح؟
  • الجماز: الإدارة سبب مشاكل الهلال الذي لم يحسم أي صفقة حتى الآن .. فيديو
  • عبد المسيح: نثمن انطلاقة العهد والحكومة باتمام هذا الاستحقاق الديموقراطي بنجاح
  • عودة: دعوتنا اليوم أن نفتح عيون بصرنا وبصيرتنا ونقتبل المسيح نورا لحياتنا
  • ما الذي يعنيه رفع العقوبات على الاقتصاد السوري؟
  • المشروب الذي رافق الأتراك منذ ألف عام.. ما سره؟
  • مشروبات طبيعية لتخفيف آلام الدورة الشهرية.. راحة من المطبخ
  • عبد المسيح: آن الأوان لخطوة من حزب الله مماثلة لخطوة الرئيس الفلسطيني
  • غلاكسي إس 25 إدج.. ما الذي ضحت به سامسونغ من أجل التصميم الأنيق؟