مع اقتراب الصيف ودخول موسم الإجازات.. تذكر آداب الشاطئ وقواعده
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
مع اقتراب فصل الصيف، تستعد الكثير من العائلات لاستغلال الإجازة السنوية في تنظيم عطلات شاطئية والاستمتاع بالبحر والشمس والحصول على بعض الراحة والاسترخاء.
ومع الحماس المتزايد للعطلة السنوية، ينسى البعض أن هناك قواعد وآدابا لا بد من مراعاتها على الشاطئ لضمان أقصى قدر من المتعة لأفراد الأسرة وللآخرين من رواد الشاطئ.
في فصل العطلات، يظن البعض أن القواعد قد تتعطل أيضا أو تأخذ قسطا من الراحة! لكن الخبير في آداب السلوك، توماس بي فارلي، اعتبر أن سلوك الشخص واتباعه القواعد والآداب يشكل الفارق الأساسي بين عطلة مريحة وعطلة أخرى مرهقة.
فارلي قال في مقال نشره على موقع "مارثا ستيورات"، إن من الضروري أن يهتم الناس بآداب الشاطئ عندما يذهبون للتصييف. واعتبر أن الالتزام بها يمنح المصيف عطلة مريحة وهادئة له ولرواد الشاطئ الآخرين، تحرره من الضغوط التي يتعرض له طوال العام في العمل والالتزامات الأخرى.
وأضاف، "نحن جميعا بحاجة إلى فترة راحة ونذهب إلى الشاطئ للاسترخاء، حتى لا نتعرض لمزيد من التوتر".
آداب الشاطئهناك عدد من القواعد والآداب التي يجب أن يتبعها رواد الشواطئ ليستمتع بالبحر دون إزعاج الآخرين، من تلك القواعد:
السيطرة على الأطفال: من المفيد أن ينطلق الأطفال على الشواطئ للعب والمرح، لكن من المهم تعليمهم الاستمتاع دون إزعاج الآخرين سواء من خلال الصوت العالي أو نثر الرمال والماء على الآخرين. الاحتفاظ بمسافة: في بعض الشواطئ التي لا تكون فيها المظلات والكراسي ثابتة، يفضل الأخذ بعين الاعتبار الاحتفاظ بمسافة جيدة عن باقي المظلات ورواد الشاطئ عند تثبيت مظلتك الخاصة. ويتيح ذلك مساحة للتحرك والرمال المتطايرة، فضلا عن المساحة الشخصية. عدم حجب رؤية البحر: قاعدة أخرى، بجانب الاحتفاظ بمسافة عن الآخرين، من آداب الجلوس على الشاطئ عدم تثبيت المظلة أمام مظلة أخرى بحيث تحجب رؤية البحر عن الآخرين، خاصة في حال الوصول متأخرا. ومن الأفضل الانتقال إلى الخلف أو البحث عن مكان آخر. صوت الموسيقى: ينتقل الصوت على الشاطئ بسهولة، وقد يكون مزعجا للبعض الذين يريدون الاسترخاء أو القراءة. ومن الضروري، خفض الصوت قدر الإمكان أو استخدام سماعات الأذن للاستمتاع دون إزعاج الآخرين. التحديق: من أكثر الأشياء المزعجة التحديق في الآخرين، لذلك لا بد من التحلي بالآداب العامة وتجنب التحديق بالآخرين مهما كانت الأسباب. النظافة: مع هواء البحر يمكن أن تتطاير القمامة والمهملات، لذلك يجب الاستعداد لذلك، سواء بإحضار علبة أو كيس مغلق وتثبيته بقوة، وجمع القمامة فيه حتى لا تتطاير وتؤذي المصيفين أو الكائنات البحرية. ومن الضروري عند نهاية اليوم وقبل المغادرة، إزالة كيس القمامة ورميه في سلة المهملات، وإذا لم تكن هناك واحدة فيجب الاحتفاظ بالكيس حتى الذهاب إلى البيت وإلقائه في سلة المهملات. نثر الرمال: لا يفضل نفض المنشفة سواء كانت مغطاة بالرمال أو مياه البحر بجانب الآخرين. ويمكن نفضها في اتجاه الرياح بعيدا عن رواد الشاطئ الآخرين حتى لا تنثر الرمال والمياه عليهم. وينطبق الشيء نفسه على الملابس والأحذية. ألعاب البحر: يفضل الأطفال والكبار أحيانا صنع جبال وقلاع من الرمال واستخدام ألعاب البحر البلاستيكية. ومن الضروري مراعاة المكان والابتعاد بالقدر المسموح عن الرواد الآخرين حتى لا تتطاير الرمال والمياه وتزعجهم. إطعام الطيور: قد يكون لطيفا مشاركة الطيور بعض الطعام، لكن الوضع قد يصبح كارثيا مع هجوم أسراب من الطيور على المظلة والمظلات الأخرى. بمجرد إلقاء قطعة صغيرة من الخبز لطير واحد، تتجمع أعداد كبيرة من الطيور وقد تصبح عدوانية من أجل الحصول على الطعام. وقد يؤذي ذلك الأطفال والكبار أيضا. ومن الأفضل، عدم إلقاء الطعام للطيور وخاصة إذا كانت من طيور النورس القوية والتي تنتشر بكثرة قرب الشواطئ. التدخين: يستلذ بعض المدخنين تدخين السجائر على البحر في الهواء الطلق والشمس. وبقدر المتعة التي قد يحظى بها المدخن، فإن عليه احترام الآخرين أيضا. ولا يستسيغ البعض استنشاق رائحة التبغ، كما أن كثيرا من العائلات لا تفضل أن يستنشق أطفالها دخان السجائر. فضلا عن ذلك، فإن رماد السجائر قد يتطاير بسهولة ويزعج الآخرين. إذا كان الأمر ضروريا، يمكن الابتعاد عن الشاطئ المزدحم بالمصيفين والبحث عن مكان بعيد لتدخين السجائر في هدوء ودون إزعاج رواد الشاطئ الآخرين.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات رواد الشاطئ من الضروری حتى لا
إقرأ أيضاً:
عاصمة للثقافة المصرية.. شمال سيناء صحراء يولد فيها الضوء من بين حبات الرمال
في الركن الشرقي البعيد من خارطة الوطن، حيث تحتضن الأرض زرقة البحر وامتداد الرمال، تقف شمال سيناء كقصيدة قديمة لم تُقرأ بعد بكامل عمقها، مدينةٌ يولد فيها الضوء من بين حبات الرمل، وتتعانق فيها الذاكرة مع الحكايات البدوية، وتسكن في بيوتها رائحة التاريخ وأغاني الصحراء، وعندما أعلنت وزارة الثقافة اختيار شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية 2026، بدا الأمر أشبه بإزاحة ستارٍ عن لوحة فنية ظلّت طويلاً تنتظر من يقدّر جمالها، لقد جاء هذا اللقب ليعيد إلى الواجهة ما تزخر به سيناء من ثراء ثقافي وفني وإنساني، ولينفض الغبار عن كنوز تراثية طالما حفظتها القبائل السيناوية في صدورها قبل متاحفها.
هذه المحافظة ليست مجرد أرضٍ حدودية؛ إنها منصّة مفتوحة للثقافة، معمل حي للتراث، ومتحف ممتد تحت السماء، تمتزج فيها أصوات الشعراء البدو، ونقوش التطريز السيناوي، وذاكرة المدن الساحلية التي شهدت أحداثًا صنعت تاريخًا لا يُمحى، وفيما يلي جولة في أشهر المواقع الثقافية، وأبرز الحرف التراثية، ومظاهر التميز الثقافي التي تجعل شمال سيناء جديرة بهذا اللقب.
المواقع الثقافية محطات مضيئة.. والحرف التراثية إبداع منسوج
يقف قصر ثقافة العريش كمنارة ثقافية وسط المدينة، ليس فقط بمبناه، وإنما بدوره الذي يتجاوز الجدران ليصل إلى كل بيت في المحافظة، القصر مساحة تجمع الأجيال، يحتضن مكتبة ثرية تعج بالكتب والدوريات، ويقدم مسرحه عروضًا فنية تعبّر عن الهوية السيناوية، من رقصات شعبية إلى أمسيات شعرية يتجلى فيها صوت البادية وحكمتها.
مركز ثقافة الطفل.. بذور الغد
من بين أهم المؤسسات الثقافية في المحافظة، يأتي مركز ثقافة الطفل بالعريش نموذجًا يُحتذى به في مدارس الإبداع، فهنا تُروى الحكايات الشعبية، وتُدرّب الأيدي الصغيرة على الحرف التراثية، ويتعلم الأطفال فنون الحكي والرسم والغناء، ليكتشفوا مبكرًا أن الثقافة ليست كتابًا يقرأونه فقط، بل حياة يعيشونها.
متحف التراث السيناوي.. خزانة الذاكرة
في صمت المتحف، تحكي المقتنيات قصصًا لا تنتهي: عباءات مطرزة، أدوات الحياة اليومية، صخورٌ منقوشة، وحُلي تحمل رموزًا موروثة من أجيال، متحف التراث البدوي أو السيناوي بالعريش يعد أحد أهم المعالم التي تصون تراث القبائل، وتوثّق نمط الحياة الذي منح سيناء فرادتها، هنا يتعرف الزائر إلى جوهر البيئة السيناوية التي شكّلت ملامح الشخصية البدوية.
البيوت البدوية التراثية.. معمار يحكي أجداده
تنتشر في العريش وبعض مدن المحافظة بيوت بدوية أُعيد ترميمها لتكون قاعات للحرف التراثية وفضاءات تعليمية لتاريخ سيناء الثقافي، فهذه البيوت ليست مجرد مبانٍ؛ إنها ذاكرة من طين، وشهادة على قدرة الإنسان السيناوي على صنع الجمال من أبسط عناصر البيئة.
التطريز السيناوي.. لغة المرأة على القماش
لا يمكن ذكر سيناء دون استحضار جمال التطريز السيناوي، تلك الزخارف الهندسية التي تحمل رسائل موروثة عبر أجيال، ألوانٌ مبهجة.. رموز لها دلالات.. وحكايات تُروى دون كلمات، تعتمد نساء سيناء في تطريزهن على خيطان حمراء وزرقاء وسوداء، تصوغها الأيدي بحرفية نادرة، لتخرج أثوابًا وحقائب وأغطية بات العالم يعترف بها كفن مستقل.
صناعة السجاد والكليم.. دفء الصحراء
على النول اليدوي، تنسج النساء السيناويات خيوط الصوف بألوان مستمدة من الطبيعة: الأصفر من الشمس، البني من الرمل، والأحمر من غروب البحر، السجاد والكليم البدوي ليسا مجرد منتج منزلي، بل هوية كاملة تتجلى فيها البيئة التي نشأت فيها هذه الحرفة، كل قطعة تحمل بصمة صانعها، فتغدو تحفة فنية تحتفظ بروح صاحبتها.
الحلي البدوية.. فضة تحمل تاريخًا
تشتهر سيناء بصناعة الحلي الفضية المزينة بالخرز، التي ترتديها النساء في المناسبات والأعراس، من أشهرها "الشنبرة" و"القلادة البدوية" و"الزمام". هذه الحلي ليست زينة فحسب، بل ترمز إلى الانتماء القبلي، وتعبر عن مكانة المرأة الاجتماعية.
الصناعات السعفية.. هدايا من النخيل
في القرى السيناوية، يمكن رؤية النساء وهن يشكلن من جريد النخيل سلالًا وأطباقًا وقبعاتٍ تحمل روح البيئة، إنها حرفة ارتبطت برحلة الصحراء، حيث يستغل السيناويون كل ما تمنحه لهم الطبيعة ليخلقوا منه جمالًا نافعًا.
الملامح الثقافية.. هوية لا يشبهها أحد
شمال سيناء ليست مجرد تراث جامد؛ إنها حياة نابضة، تتميز المحافظة بثقافة بدوية ذات جذور عميقة، يظهر أثرها في الشعر والغناء والأمثال الشعبية، ولعل الشعر النبطي من أهم سمات الهوية السيناوية، حيث يعبّر الشعراء عن الحب والوطن والحكمة بلغة صادقة وموسيقى تلامس الوجدان، كما تشتهر سيناء بالرقصات البدوية، مثل الدحية التي تتطلب تناغمًا جماعيًا يعكس روح القبيلة ووحدة أفرادها.
كذلك تُعد سيناء بوتقة تنصهر فيها ثقافات متعددة، بحكم موقعها الذي جعلها معبرًا للتجارة والحضارات، هذه الميزة انعكست على عادات سكانها وتقاليدهم وملابسهم وموسيقاهم، لتشكل لوحة ثقافية فريدة.
حتى المطبخ السيناوي يحمل طابعه الخاص؛ من الخبز المصنوع على الصاج إلى وجبات تعتمد على أعشاب الجبل، وكل طبق يحمل نكهة تاريخٍ لا يتكرر.
سيناء التي تستحق الضوء
بعد تتويجها عاصمة للثقافة المصرية 2026، تقف شمال سيناء على أعتاب مرحلة جديدة تفتح فيها أبوابها للعالم لتروي قصتها، فكل موقع فيها هو فصل من كتاب، وكل حرف تراثي هو سطر من ذاكرة، وكل أغنية بدوية هي صفحة من روحٍ لا تنطفئ، شمال سيناء ليست مجرد جغرافيا؛ إنها هوية متدفقة، وكنز تراثي، ومساحة نقية لحوار بين الماضي والحاضر.