بعد 7 سنوات من انطلاق العمل في مشروع «مستقبل مصر»، حرصت «الوطن»، على تفقد تطورات المشروع، الأضخم في «الدلتا الجديدة»، والذي ينفذ على طول محور الضبعة، دعمًا للأمن الغذائي للدولة المصرية، وللتصدير لدول العالم المختلفة.

لدى اقترابك من مقر جهاز «مستقبل مصر» على طريق الضبعة، تجد عددا من المنشآت الصناعية بدأت في الظهور على جانبي الطريق، فهذا مصنع للخضر، وذاك مصنع للبطاطس، وغيرها، فضلاً عن عدد ضخم من الصوامع، وتجهيزات لإطلاق أسواق تجارية، وغيرها من المشروعات.

وعلى امتداد النظر، تجد المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح، وبنجر السكر، وعباد الشمس، وغيرها من المحاصيل المهمة منتشرة على مرمى البصر على جانبي الطريق.

وخلال جولتنا بمشروع «مستقبل مصر»، حرصنا على دخول أحد مواقع المشروع على جانبي الطريق، لنرى عمق مساحات الأراضي المستصلحة؛ فهل المشروع يقتصر على جانبي الطريق أم يمتد داخله، وكانت المفاجأة أننا سرنا لأكثر من 20 دقيقة دون أن نصل لنهاية المساحات المستصلحة، وهو ما قال عنه العقيد دكتور بهاء الغنام، مدير جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إنه خير دليل على أهمية المشروع في تحقيق الأمن الغذائي للمصريين، فضلاً عن التصدير للخارج لتعود الدولة المصرية «سلة غذاء العالم» مع انتهاء استصلاح 4.5 مليون فدان بواسطة جهاز «مستقبل مصر» بحلول عام 2027.

وعن حجم المساحات المستصلحة في مشروع مستقبل مصر، قال مدير الجهاز، في تصريح لـ«الوطن»، إن البداية كانت عام 2018 عبر استصلاح 30 ألف فدان، وزادت تلك المساحة حتى 350 ألف فدان، حتى تم الانتهاء حاليًا من استصلاح وزراعة 800 ألف فدان، سواء المساحات التي يزرعها جهاز مستقبل مصر بنفسه أو المطروحة بنظام الإيجار لعام أو أكثر أو التي يحصل عليها المستثمرون بنظام حق الانتفاع لفترات تتراوح بين 10 و15 عاما، وذلك بعد تنفيذ الدولة للبنية التحتية وكل ما يلزم للإنتاج.

استصلاح 4.5 مليون فدان

وأوضح «الغنام»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجّه بتوسع جهود جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة في استصلاح الأراضي الزراعية، بالتعاون مع وزارات الزراعة واستصلاح الأراضي، والموارد المائية والري، والكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لاستصلاح وزراعة أراضي صحراوية في 8 مواقع على مستوى الجمهورية، متعهدًا بانتهاء استصلاح 800 ألف فدان جدد في عدة مواقع على مستوى الجمهورية العام المقبل، وصولاً لاستصلاح جهاز مستقبل مصر لـ4.5 ملايين فدان في المواقع المختلفة على مستوى الجمهورية بحلول عام 2027. 

ولا تقتصر مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة على منطقة «محور الضبعة» فقط، حسبما يتصور البعض، لكنها المساحة الأكبر من حجم أعماله، كما ذكر «الغنام»، لـ«الوطن»، موضحًا أن الجهاز يعمل في عدة مواقع على مستوى الجمهورية، منها على سبيل المثال مشروع بالقرب من الحدود «المصرية – الليبية»، في موقع «الكفرة»، وهو مشروع من المخطط بداية استصلاحه خلال 3 أشهر، بمساحة قابلة للزراعة والاستصلاح قدرها 600 ألف فدان، بعدما أثبتت دراسات الجهات المختصة جودة وصلاحية تلك الأراضي للاستصلاح والزراعة.

استصلاح أراضي ملاصقة لليبيا

وأوضح مدير مشروع مستقبل مصر، أن موقع «الكفرة»، المستهدف استصلاحه زراعيًا، يقع على بعد 200 كيلومتر من واحة سيوة بعمق الصحراء، وهي المسافة التي تنفذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة طريق لربطها بسيوة حاليًا، لتسهيل الوصول لموقع المشروع الطموح، مضيفًا: «وسيتم بدء تنفيذ المشروع قريبًا بإذن الله».

وأشار إلى أن الجهاز استخدم قرابة 4780 جهاز ري محوري في مشروع «مستقبل مصر 1»، على طريق الضبعة، ثم 1900 جهاز ري محور في مشروع «مستقبل مصر 2»، ويتوسع حاليًا بحسب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي في تنفيذ مشروع «سنبل سونو»، بالقرب من محطة بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، وذلك باستخدام 2300 جهاز ري محوري، فضلاً عن مشروع «الداخلة العوينات»، والذي تم بدء تنفيذ تجريبيًا بمساحة 15 ألف فدان، ويجري توسعه لاستصلاح وزراعة 200 ألف فدان إضافية باستخدام 1320 جهاز ري محوري. 

ولفت «الغنام» إلى أن وجود مشروع للاستصلاح الزراعي في محافظتي المنيا وبني سويف؛ حيث تم بدء استصلاح 62 ألف فدان، باستخدام 190 جهاز ري محوري، فضلاً عن مشروع للصوب الزراعية في اللاهون، لزراعة الخيار والطماطم وفلفل الألوان والمانجو والموز وغيرها من الخضر والفاكهة بتكنولوجيا إسبانية ومصرية، فضلاً عن مشروع للصوب الزراعية في محور الضبعة على مساحة 4.5 ألف فدان، باستخدام 690 صوبة زراعية مصرية وإسبانية، فضلاً عن مشروع زراعي في مدينة السادات على مساحة 41 ألف فدان.

مشروعات تنموية بسيناء

وقال مدير مشروع «مستقبل مصر»، إن الجهاز ينفذ 3 مشروعات زراعية وتنموية في سيناء، في مناطق شمال ووسط سيناء ومنطقة المحسمة، بمساحة 600 ألف فدان. 

ولا يتوقف جهاز «مستقبل مصر» عند حد الاستصلاح الزراعي، لكن ينفذ مخطط تكامل الزراعة في منطقتين صناعيتين، أولها مناطق صناعية في الدلتا الجديدة على مساحة 1000 فدان، وتشمل مصانع للعف، والبصل والثوم المجففين، والمركزات، والخضار والفواكه المجمدة، والبطاطس النصف مقلية، وسكر، ونشا، وجلوكوز، وغيرها من مشروعات التصنيع الغذائي، بإنتاجية مستهدفة قدرها 1.5 مليون طن سنويًا، كما ذكر «الغنام».

مصنع السكر

وأشار إلى تنفيذ مصنع للسكر، إذ أن ن مشروع مستقبل مصر من أكبر الجهات في إنتاج «بنجر السكر»؛ حيث يستهدف المصنع إنتاج 384 ألف طن سكر، بما يوفر للدولة رقما هائلا من الدولارات بدلاً من استيرادها من الخارج.

وأشار مدير الجهاز إلى أنهم يعملون في مجمع الصناعات الغذائية «قها وإدفينا»، والذي يحتوي على صناعات العصائر، والبقوليات، والوجبات الجاهزة، والمربى، والصلصة، واللحوم المصنعة، بإنتاجية تصل حتى 550 ألف طن منتجات سنويًا.

ويتوسع جهاز مستقبل مصر أيضًا في مشروعات «التخزين الاستراتيجي»، كما أوضح مدير مشروع مستقبل مصر، لافتا إلى تنفيذ صوامع لتخزين الغلال بطاقة 600 ألف طن، وثلاجات تبريد وتجميد سعة 90 ألف طن. 

كما يعمل الجهاز على تنفيذ سوق تجاري وبورصة سلعية على تقاطع الطريق الدائري الإقليمي مع محور الضبعة، والذي يقول «الغنام» عنه إنه يمثل ربط للمنتجات الزراعية بين الدلتا الجديدة والقديمة، واصفًا إياه بأنه سيكون أكبر سوق لوجيستي ضخم، كما يتم العمل على تأسيس شركة للتحول الرقمي في القطاع الزراعي بمصر، بالشراكة بين وزارتي الزراعة والري.

أسواق وبورصة سلعية

وأوضح أن السوق والبورصة السلعية، تنفذ على مساحة 500 فدان، ستضم 792 متجرا بطاقة تداول 12 مليون طن سنويًا، وستضم 10 أسواق فاكهة بالجملة، و7 أسواق جملة للموزع، و7 أسواق جملة للخضراوات والبقوليات، و5 أسواق جملة للفواكه الموسمية، و4 أسواق للسمك، بإجمالي 33 سوق جملة. 

وشدد «الغنام» على أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، مهتم للغاية بملف ترشيد استهلاك المياه، وتعظيم إنتاجية الفدان من الأراضي الزراعية، لذا يتم استخدام تكنولوجيا زراعية حديثة في الزراعة والري، مع تقديم الدعم الفني للأراضي المستصلحة والمزروعة بالفعل، فضلاً عن التوسع في استخدام مياه الصرف الزراعي المعالجة في محطة الحمام، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 7.5 مليون متر مكعب من المياه.

تعاون مع الصين وروسيا 

ولفت إلى تعاون جهاز مستقبل مصر مع شركة صينية لتوطين صناعة الصوامع محليًا في مصر، وتنفيذ مشروعات الصوامع بطاقة 600 ألف طن صوامع بالعملة المحلية، مع التخطيط لـ500 ألف طن صوامع أخرى مستقبلاً، كما لفت إلى التعاون مع روسيا في تنفيذ أكبر مصنع مبيدات ومغذيات، ومصنع بذور للصويا.

مشروعات تدوير 

ولفت إلى أن جهاز مستقبل مصر سيعمل على تدوير المخلفات الزراعية، لصناعة الأخشاب والأعلاف ولب الورق وصناعة البلاستيك الحيوي والوقود الحيوي، كما ينفذ معامل للبحوث الزراعية.

مشروعات إنتاج حيواني 

ويمتلك مشروع مستقبل مصر الزراعي أيضًا معامل للإنتاج الحيواني، تضم 18 ألف رأس ماشية، و11 ألف رأس حلاب، و4.5 ألف رأس ماشية من الأغنام، مع توريد العجول والمواشي للمشروع من البرازيل وكولومبيا، بالإضافة للشراكة مع القطاع الخاص في تنفيذ كل تلك المشروعات، كما ذكر «الغنام» لـ«الوطن».





المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسواق تجارية أسواق جملة أكبر مصنع استصلاح أراضي استصلاح الأراضي استهلاك المياه البورصة السلعية التعاون مع روسيا الثروة المعدنية أخشاب على مستوى الجمهوریة على جانبی الطریق مشروع مستقبل مصر جهاز مستقبل مصر محور الضبعة على مساحة وغیرها من عن مشروع ألف فدان فی مشروع ألف طن إلى أن

إقرأ أيضاً:

بدء موسم حصاد العنب في ولاية ينقل.. و2600 شجرة على 13 فدانًا تجود بالثمار

 

 

ينقل- العُمانية

بدأ بولاية ينقل بمحافظة الظاهرة موسم حصاد محصول العنب المحلي الذي يستمر إلى بداية شهر أغسطس ويعد أحد الفواكه الصيفية التي تلقى إقبالًا من المستهلكين في الأسواق الشعبية والمحلية؛ نتيجة الطلب المرتفع على محصول العنب المحلي الذي يتميز بجودته العالية وطعمه الغني.

وقال سالم بن سهيل العلوي مدير دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بولاية ينقل: إن أشجار العنب المزروعة في ولاية ينقل تغطي مساحة تقدر بحوالي 13 فدانًا، وبواقع 2600 شجرة عنب متعددة الأصناف، من المحلي بأنواعه والمستورد وتسهم بشكل كبير في تلبية سوق المحافظة من فاكهة العنب خلال موسم الصيف.

وأكد أن الوزارة تقدم العديد من الخدمات لمزارعي العنب تتمثل في الإشراف الفني والمتابعة الإرشادية التي تتعلق بمسافات الزراعة وتصميم تعريشة العنب وأنظمة الري الحديث إلى جانب مكافحة الآفات التي تصيب المحصول وتوفير شتلات العنب للمزارعين ومواعيد الرش الوقائي والتسميد.

وأضاف أن الخدمات تتضمن كذلك نقل خبرات المزارعين وتجاربهم للآخرين سواء بالولايات المجاورة أو المحافظات، وإيجاد مصدر دخل للمزارع والاستفادة من مقومات المنطقة مع ترشيد استهلاك الموارد المائية باستخدام تقنية الري الحديث وري المحاصيل حسب احتياجاتها المائية، مشيرًا إلى أن تلك العوامل تحقق رافدًا اقتصاديًا للمزارعين مع المحافظة على الإرث الحضاري والمعرفي لبعض المحاصيل التي تجود بها البيئة العُمانية الخصبة.

من جانبه، أشار قيس بن ناصر الفارسي، صاحب مشروع زراعي لمحصول العنب المحلي بولاية ينقل إلى الاهتمام الذي تحظى به زراعة العنب في الولاية؛ حيث دخل في الإنتاج التجاري لمحصول العنب منذ أكثر من عقد ونصف، موضحًا أن العناية المستمرة تحتاجها كروم العنب قبل موسم التزهير والإثمار من خلال تجهيز وتسميد التربة ووضع الأسمدة ومتابعة الري الدوري لأشجار العنب.

وأوضح الفارسي أنه إلى جانب العنب الأسود والأبيض المحلي، قام بإدخال أصناف أخرى من أشجار العنب مثل الصنف الطائفي والأمريكي والتركي التي تتميز بتنوعها واختلاف طعمها.




 

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يبحث خطة تنفيذ مشروع توزيع 300 ألف سلة غذائية في اليمن
  • تنفيذًا للعطاء العام.. شحنة أدوية إيطالية تصل مخازن «الإمداد الطبي» في طرابلس
  • وكلاء لاعبين ألمان يعرضون نجوم البوندسليغا على الهلال
  • بدء موسم حصاد العنب في ولاية ينقل.. و2600 شجرة على 13 فدانًا تجود بالثمار
  • السياحة تلتقي الزراعة.. تجربة فريدة للسياح في مزرعة طبيعية بدهب
  • شقير: موقف حزب "أم كاي" يعكس أن دعم الجزائر لأطروحة الانفصال في تنافسها مع المغرب أصبح لا يخدم مصالح إفريقيا
  • منها موقع لتوزيع المساعدات بمحور نتساريم.. استشهاد 38 فلسطينيًا بقصف الاحتلال الإسرائيلي مواقع متفرقة بقطاع غزة
  • تنفيذ مشروع لتنمية وإدارة مصائد ثروة الروبيان
  • الغنام يمازح كانسيلو بعد تتويج البرتغال: هيّا يا جون.. فيديو
  • زراعة 3500 فدان من محصول البطاطا و2050 ذرة في دمياط