مسئول أممي يدعو لمضاعفة جهود الفاعلين الإقليميين والدوليين من أجل حل سياسي لأزمة الكونغو
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
دعا نائب المدير العام لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لشئون العمل الإنساني وعمليات الإمداد تيد شيبان، الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة إلى مضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية .
وشدد المسئول الأممي - في ختام زيارة إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية - على المخاوف المتزايدة بشأن حماية حقوق الطفل وحماية المدنيين، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الحلول الدبلوماسية وطويلة الأجل .
والتقى شيبان، خلال زيارته التي استغرقت 5 أيام إلى مقاطعات ومواقع النازحين بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مسئولين حكوميين وشاهد بشكل مباشر التأثير المدمر لتصعيد النزاع على السكان الضعفاء، لا سيما النساء والأطفال، حسبما جاء في بيان لمكتب اليونيسف بالكونغو الديمقراطية.
وقال المسئول الأممي: "لقد وصل حجم الصراع في شرق البلاد (الكونغو الديمقراطية) إلى مستويات قياسية جديدة أدت إلى تشريد الملايين وخلق أسوأ أزمة إنسانية شهدتها البلاد منذ عام 2003".
وأضاف أن:"الأطفال يُقتلون ويُشوهون ويُختطفون ويُجندون من قبل الجماعات المسلحة والانتهاكات الخطيرة التي جرى التحقق منها هي الأعلى على الإطلاق؛ وحقوق هؤلاء في التعليم وطفولة آمنة قد تبددت " .
وبحسب البيان، فقد زار مسئول اليونيسف البارز مواقع النازحين في "بولينجو" و"لوشاجالا"، على مشارف "جوما"، عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية، حيث تعيش أكثر من 36 ألفا و500 أسرة. وشدد على أن "احتدام القتال في الأشهر الأخيرة؛ أدى إلى تفاقم الوضع غير المستقر بالفعل للأطفال والأسر في المخيمات".
كما التقى بالعائلات النازحة في "مينوفا"، بمقاطعة كيفو الجنوبية، التي جرى تقييد الوصول إليها بعد أن وصل إليها أكثر من 250 ألف شخص خلال موجة النزوح الأخيرة فرارا من تجدد النزاع بشرق البلاد؛ مما أدى لضغوط هائلة على المجتمعات المضيفة الضعيفة بالفعل.
وشدد تيد شيبان، نائب المدير العام لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) للعمل الإنساني وعمليات الإمداد، على أن" الطريقة الوحيدة للحد من هذه المعاناة هي مضاعفة جهود الجهات الفاعلة الإقليمية والمجتمع الدولي للتفاوض على حل سياسي للصراع، بما في ذلك عملية لواندا وحوار نيروبي والجهود الدبلوماسية الأخرى".
وقال: "إن تدهور الحالة الأمنية في مقاطعات كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري له تأثير كبير على إيصال المساعدات الإنسانية"، مضيفا: "إننا ندين بشدة التفجيرات التي استهدفت الأسبوع الماضي ثلاثة مواقع للنازحين في أحياء: لاك فيرت ولوشاجالا وموجونجا القريبة من جوما؛ مما أسفر عن خسائر مأساوية لأرواح 35 شخصا وخلفت أكثر من 20 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال"، مؤكدا أن "اليونيسف مازالت ملتزمة بضمان احترام حق كل طفل في الصحة والتعليم والحماية".
وفي ما يتعلق بتدني حجم تمويل المساعدات الإنسانية، قال تيد شيبان: "لا يمكن تلبية جميع الاحتياجات وتوفير حلول مستدامة إلا إذا تحملت الحكومة (الكونغولية) المسئولية الأساسية عن توفير الخدمات الأساسية في هذه السياقات الصعبة، مع دعمنا الجماعي"، مضيفا أن "دعم الأنظمة الحكومية لجعل المجتمعات أكثر مرونة هو السبيل الوحيد للحد من الاحتياجات الإنسانية".
وأكد أن اليونيسف تعمل بشكل وثيق مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ووكالات أخرى لتحسين القدرة على الصمود والتماسك الاجتماعي وربط التدخلات الإنسانية بالتنمية والسلام.
وأشار إلى أن العالم بحاجة إلى كونغو سلمية ومنتجة، مؤكدا أن "جمهورية الكونغو الديمقراطية أهم من أن تفشل. إننا بحاجة إلى إرساء السلام والأمن حتى يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم وزراعة حقولهم وإعادة أطفالهم إلى المدارس".
وكان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد دعا جميع الأطراف في الكونغو الديمقراطية إلى إبقاء المعدات والأسلحة والعمليات العسكرية بعيدة عن المناطق المدنية، مشددا على الحاجة إلى منح الحماية (للمدنيين) موقع الصدارة في هذه الأزمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة للطفولة يونيسف الجهات الإقليمية جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
مسعد بولس: السلام في الكونغو مسار طويل لا يُدار بمفتاح
قال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، إن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا "أصبح في المتناول"، رغم التعثرات والتأجيلات التي شهدتها المفاوضات خلال الأشهر الماضية.
وفي مقابلة مع موقع أفريكا ريبورت، شدد بولس على أن "السلام ليس مفتاحا يُدار بين لحظة وأخرى، بل هو عملية متدرجة"، مؤكدا أن الاتفاق الموقّع في 27 يونيو/حزيران الماضي يمثل "خطوة تاريخية"، لكنه يحتاج إلى آليات تنفيذية متكاملة حتى يترسخ على الأرض.
تعثرات وتبايناتورغم إعلان ترامب في أكثر من مناسبة أنه "أنهى النزاع بين الكونغو ورواندا"، فإن الواقع الميداني لا يزال معقدا. فقد رفضت كينشاسا التوقيع على الشق الاقتصادي من الاتفاق الإقليمي الذي رعته واشنطن، احتجاجا على استمرار وجود قوات رواندية داخل أراضيها، وفق ما أوضح بولس في حديثه للموقع.
وأضاف أن "ما يهم هو استكمال صياغة النص النهائي، وسيتم التوقيع عليه في الوقت المناسب"، مشيرا إلى أن لدى الكونغو "مخاوف مشروعة" تتعلق بآليات التنفيذ وضمانات التطبيق.
وحول مطلب كيغالي المتعلق بتحييد قوات "الديمقراطية لتحرير رواندا"، أوضح بولس أن الأمر مدرج ضمن "آلية التعاون الأمني المشتركة" التي أطلقتها الولايات المتحدة مؤخرا، وتمتد مرحلتها الأولى حتى نهاية العام الجاري.
وأكد أن العقوبات تبقى "أداة احتياطية" يمكن اللجوء إليها إذا تعثرت العملية، لكنه أعرب عن أمله في أن تسير المفاوضات بسلاسة دون الحاجة إليها.
دور أميركي متواصل
كما شدد بولس على أن واشنطن ستواصل دورها كوسيط رئيسي، موضحا أن الاتفاق "فريد من نوعه" لأنه يتضمن لجانا متعددة، من بينها لجنة إنسانية وآلية أمنية وأخرى اقتصادية، بما يضمن شمولية التنفيذ.
إعلانوأشار إلى أن الولايات المتحدة سبق أن فرضت عقوبات على أفراد وجماعات متورطة في التعدين غير المشروع، وعلى حركة "إم 23″، مؤكدا أن "الأدوات الأميركية متاحة ويمكن تفعيلها في أي وقت".
البعد الاقتصاديإلى جانب المسار السياسي والأمني، كشف بولس أن واشنطن تعمل على بلورة "شراكة اقتصادية إستراتيجية" مع الكونغو الديمقراطية، مع بحث مجالات تعاون مع رواندا ودول أخرى في المنطقة.
وأوضح أن شركات أميركية ودولية "مستعدة لاستثمار مليارات الدولارات" في الكونغو، ليس فقط في قطاع التعدين، بل أيضا في مشاريع البنية التحتية، مشيرا إلى دعم واشنطن لممر "لوبيتو" وخطط إعادة تأهيل السكك الحديدية.
واشنطن وسيط دائمرغم أن الطريق إلى السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا لا يزال مليئا بالعقبات، فإن بولس يرى أن "العملية تسير بخطوات ثابتة"، وأن الدعم الأميركي سيبقى حاضرا لضمان تنفيذ الاتفاقات.
وكما نقل موقع أفريكا ريبورت، فإن مستشار ترامب يراهن على أن الجمع بين الضمانات الأمنية والاستثمارات الاقتصادية قد يشكل مدخلا لترسيخ الاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى.