الجديد برس:

قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية، إن اليمن وإيران هزمتا القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية، وإنه حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون قوة مطلقة، تخوض كل معركة في جميع أنحاء العالم. 

وفي تقرير أعده الكاتب دانيال ديبيتريس بعنوان “إيران والحوثيين هزما الجيش الأمريكي”، لفتت الصحيفة إلى أن “الأمريكيين لم يتعلموا في سن مبكرة أن يحبوا بلادهم فحسب، بل أن يتعجبوا من قوتها”، معتبرةً أنه “من الصعب ألا تكون متعاطفاً مع هذا النوع من الحجج، ذلك أن الولايات المتحدة تمتلك ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فالجيش الأمريكي لا يُعلى عليه، حيث تنفق الولايات المتحدة على الدفاع أكثر مما تنفقه الدول التسع التي تليها مجتمعة، وتتمتع الولايات المتحدة بنفوذ واسع النطاق في التجارة الدولية، لأن 58% من احتياطيات العملة العالمية مقومة بالدولار الأمريكي، وتتمتع واشنطن بنفوذ كبير في المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ونظام التحالفات الأمريكي لا مثيل له من قبل أي قوة كبرى أخرى”.

ومع ذلك، بحسب التقرير، فإن “ما يفشل صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة في فهمه في كثير من الأحيان هو أن القوة لا تعني بالضرورة نفوذاً غير محدود، حيث يفترض مهندسو السياسة الخارجية الأمريكية في كثير من الأحيان أن الولايات المتحدة تتمتع بالقوة المطلقة، وأنها قادرة على إدارة الأحداث من بالكامل وإكراه الأصدقاء والخصوم على حد سواء على تكييف سياساتهم بما يرضي واشنطن”.

وقال التقرير إن “هذا الافتراض يكاد يكون عالمياً، إلا أنه تم دحضه مراراً وتكراراً، خاصة في الشرق الأوسط”.

وتابع: “ففي اليمن على سبيل المثال، يتعامل الحوثيون، حكومة الأمر الواقع في البلاد، مع البحر الأحمر باعتباره ميدان إطلاق نار خاصاً بهم منذ نوفمبر الماضي”، حيث هاجموا “السفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية التي تعبر الممر المائي أكثر من 100 مرة خلال تلك الفترة الزمنية، لدعم الفلسطينيين”.

وأضاف: “لقد كان قادة الحوثيين واضحين للغاية طوال الوقت: فالهجمات في البحر الأحمر ستستمر طالما استمرت إسرائيل في القتال في غزة”.

وبحسب التقرير فقد “حاولت إدارة بايدن، بالتعاون مع المملكة المتحدة، تغيير الحسابات الاستراتيجية للحوثيين من خلال اتخاذ إجراءات عسكرية ضد أصولهم على الأرض، حيث نفذتا أربع جولات من الغارات الجوية الشاملة ضد المنشآت العسكرية للحوثيين في جميع أنحاء اليمن، وأسقطت طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية طائرات مسيّرة وصواريخ تابعة للحوثيين عدة مرات في الأسبوع، بالإضافة إلى ضرب مواقع أرضية للحوثيين، ومع ذلك، فإن مجرد قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري كل أسبوع هو دليل على أن السياسة الأمريكية لا تؤثر على عملية صنع القرار لدى الحوثيين على الإطلاق، فصواريخ الحوثيين مستمرة”.

واعتبر التقرير أن “إيران تعتبر مثالاً آخر، وربما يكون المثال الأبرز، فخلال إدارة ترامب كانت إيران العدو العام رقم واحد، وانسحب ترامب، بتحريض من وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، من الاتفاق النووي الإيراني في عهد أوباما وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية التي تم رفعها سابقاً بموجب الاتفاق، وكان الهدف من استراتيجية الضغط الأقصى هو دفع الاقتصاد الإيراني إلى نقطة لن يكون أمام المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أي خيار سوى التوسل والتوقيع على اتفاق جديد بشروط أمريكية”.

وأضاف: “لقد انهار الاقتصاد الإيراني بلا شك، وانخفضت صادرات النفط الخام الإيرانية من 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2017 إلى حوالي 445 ألف برميل يومياً في عام 2020 – بانخفاض قدره 76 في المائة، ومع ذلك، فإن الألم الاقتصادي لم يسفر عن أي نتائج سياسية إيجابية بشأن الملف النووي، بل إن المشكلة النووية الإيرانية أصبحت أسوأ. فطهران، التي تحررت من أي قيود نووية، بدأت في تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي، باستخدام أجهزة طرد مركزي ذات جودة أعلى، ورفعت مستوى التخصيب إلى مستوى أعلى”.

واختتم التقرير بالقول إن “النقطة المهمة هنا هي أن الولايات المتحدة كثيراً ما تضخم قوتها، وتقلل من قوة الدول الأخرى في مقاومة الإملاءات الأمريكية، كما أنها على ثقة مفرطة في أن أي تحديات قائمة على طول الطريق يمكن تنحيتها جانباً بسهولة، أما الواقع فهو أكثر تعقيداً بكثير، وقد حان الوقت لأن يعترف المسؤولون الأمريكيون بذلك”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

تقرير عن “خطر بالغ” تعرضت له قاذفات الشبح الأمريكية خلال هجومها على مواقع نووية في إيران

#سواليف

تعرضت قاذفات “B-2 Spirit” الأمريكية التي هاجمت 3 مواقع نووية إيرانية، لخطر بالغ في “اللحظة الأكثر أهمية” خلال العملية التي استغرقت 25 دقيقة داخل المجال الجوي للجمهورية الإسلامية.

فقد حملت #قاذفات_الشبح السبع، التي انطلقت من #قاعدة_وايتمان الجوية في ولاية ميزوري بعد منتصف الليل، 14 قنبلة من نوع GBU-57 خارقة للتحصينات بوزن 30,000 رطل لكل منها، وقطعت مسافة طويلة تجاوزت 18 ساعة عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى #إيران.

لكن في الساعة 6:40 مساء السبت، عندما تحرك #الطيارون لإسقاط حمولتهم المتفجرة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، كانوا مهددين بفقدان خاصية التخفي، مما قد يجعلهم عرضة للنيران، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.

مقالات ذات صلة الدويري: مقاتل القسام استغل لحظة فارقة لكنها خطرة في كمين خان يونس 2025/06/26

فحين فتحت الطواقم المؤلفة من شخصين أبواب حجرة القنابل لإطلاقها، تغيّر شكل الطائرة الشبح، مما جعل من المحتمل رصدها على الرادارات الإيرانية، وبالتالي تعرّض الطيارين الشجعان لنيران مضادة قاتلة.

وأوضح الطيارون في طائرات “B-2” أن تلك اللحظة المتوترة اتسمت بارتفاع الطائرة سريعا في الجو أثناء إسقاط القنابل، التي يبلغ وزن كل واحدة منها نحو 15 طنًا.

وحسب الصحيفة، تمكّن الطيارون رغم #المخاطر، من تجاوزها بنجاح وضرب أهدافهم بدقة، وشملت المواقع المستهدفة #منشأة_فوردو للتخصيب النووي المدفونة بعمق، إلى جانب منشآت في #نطنز و #أصفهان سبق أن استهدفتها إسرائيل.

كما دعمت الغواصات الأمريكية الهجوم بإطلاق أكثر من عشرين صاروخ كروز من نوع “توماهوك” على أصفهان.

وغادرت قاذفات الشبح السبع الأجواء الإيرانية بحلول الساعة 7:30 مساء السبت، عائدة إلى ميزوري لإكمال الرحلة الجوية التي استمرت 37 ساعة دون توقف.

وأفادت الصحيفة بأن الطيارين ربما أجروا محاكاة للمسار المعقّد في الأيام والأسابيع التي سبقت العملية الفعلية.

وقد تناوب أفراد الطواقم الثنائية على الاستلقاء والراحة أثناء الرحلة، لكن كان من الضروري تواجد كليهما في قمرة القيادة خلال الإقلاع وطوال فترة التحليق فوق الأجواء الإيرانية.

وفي إطار عملية “مطرقة منتصف الليل”، أطلقت إدارة ترامب قافلة وهمية (في السياق العسكري تعني هدفا وهميا يُستخدم للخداع) من قاذفات B-2 نحو الشرق الأوسط عبر المحيط الهادئ، مع توقف مخطط للتزود بالوقود في غوام.

وتملك القوات الجوية الأمريكية 19 قاذفة من طراز B-2، وهي الطائرة الأغلى في التاريخ، بعد أن فقدت واحدة منها في حادث تحطم عام 2008.

يذكر أن إيران ردت على هذا الهجوم في مساء 23 يونيو، حيث أطلقت صواريخ على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط. وأكدت واشنطن أن الهجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار كبيرة، وعقب ذلك أعلن الرئيس دونالد ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

ترامب أكد أن المنشآت النووية التي استهدفها الجيش الأمريكي تدمرت، وصرح اليوم قائلا: “لو أعاد الإيرانيون البناء ستكون هناك ضربة أمريكية أخرى بالتأكيد، لكني لا أعتقد أنني قلق بهذا الشأن. لقد انتهى الأمر لسنوات طويلة. كل شيء قد انهار ولا يمكن لأحد الدخول لرؤيته نظراً لانهياره التام. لا يمكنك دخول غرفة تحتوي على ملايين الأطنان من الصخور”.

في حين نقلت صحف أمريكية عن “تقرير سري” أن الضربات العسكرية التي نفذتها واشنطن ضد 3 منشآت نووية إيرانية لم تتمكن من تدمير المكونات الأساسية لبرنامجها النووي، حيث اقتصرت على إعاقة تقدمها لبضعة أشهر فقط.

وعلى إثر ذلك، هاجم ترامب كلا من شبكة “سي إن إن” وصحيفة “نيويورك تايمز” بعد تقاريرهما التي أكدت أن الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية، لم تحقق أهدافها بالكامل، وقال: “سي إن إن الإخبارية المزيفة، بالتعاون مع نيويورك تايمز الفاشلة، تحاولان التقليل من شأن إحدى أنجح الضربات العسكرية في التاريخ”.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستمنح 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة الأمريكية لن تنخرط في حروب بلا نهاية
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • تقرير عن “خطر بالغ” تعرضت له قاذفات الشبح الأمريكية خلال هجومها على مواقع نووية في إيران
  • ترامب يبلغ نتنياهو: الولايات المتحدة انتهت من استخدام القوة العسكرية ضد إيران
  • صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟
  • صحيفة قبرصية تكشف عن موجة نزوح استيطاني إلى الجزيرة عقب هجمات إيران على “إسرائيل”
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • “بعد وقف إطلاق النار”.. الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه الكيان / شاهد