نظمت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ندوة توعوية للتعريف بمخاطر الهجرة غير الشرعية، لممثلي مراكز الشباب، بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، حيث تناولت الندوة - التي أدارها الأستاذ وائل فراج مدير عام تخطيط ومتابعة الهجرة غير الشرعية بالوزارة - مخاطر هذه الظاهرة، وانسياق الشباب وراء وهم السفر وما قد يؤدي إليه من عواقب وتبعات الاتجار بالبشر، فضلا عن الجهود التي تبذلها الوزارة، بقيادة السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، من خلال المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" والدورات الخاصة للتدريب من أجل التوظيف في الداخل والخارج من خلال المركز المصري الألماني التابع لوزارة الهجرة، والمراكز الأخرى التي تعتزم الوزارة تدشينها مع مختلف الدول، لمنح الفرص للعمل في الدول الغربية والأوروبية.

وخلال الندوة التي حضرها العشرات من الشباب، نقل فراج تحيات السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة، لممثلي مراكز شباب مصر، والإشارة إلى أن سيادتها تولي أهمية كبيرة بعقد مثل هذه الندوات، وتأكيدها أن الدولة المصرية حريصة على تدريب وتأهيل الشباب بالتعاون مع عدد من وزارات ومؤسسات الدولة، بجانب التعاون مع الشركاء الدوليين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والذي جاء أبرز نتائجه في إطلاق المركز المصري الألماني للهجرة والتوظيف وإعادة الإدماج، والذي يأتي بتنسيق الجهود مع الجانب الألماني لتدريب وتأهيل الشباب على فرص العمل والتدريب المتاحة في ألمانيا وكذلك تقديم خدمات التوظيف للباحثين عن العمل وإعادة الإدماج للعائدين، فضلا عن تنمية المجتمعات المحلية ورفع الوعي لدى الشباب والأسر في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، لصون حياة الشباب المصري وتوفير حياة كريمة لهم مع توفير البدائل الآمنة من تدريب وفرص عمل في الداخل والخارج للشباب في الـ 14 محافظة التي تعد الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، وذلك في مجالات العمل المختلفة، بعد دراسة احتياجات السوق والعمل على تلبيتها.

ولفت فراج إلى أن الندوات تعد جزءًا رئيسيًا في عملية التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، خاصة وأنها تستهدف فئات عمرية مختلفة ومؤثرة بالمجتمع، بالإضافة إلى تقديم شرح وافٍ عن الأبعاد التي تدفع الشباب إلى التفكير في الهجرة غير الشرعية، وكيفية معالجتها، مستعرضا جهود الوزارة في إطار المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة»، وتقديمها الخدمة لـ 72 قرية داخل 14 محافظة الأكثر تصديرًا لتلك الظاهرة، والعمل على الحد منها بتوفير الفرص البديلة الآمنة.

وأوضح فراج أن وزارة الهجرة نفذت العديد من برامج التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وسبل الهجرة الآمنة للشباب والأسر، بالإضافة إلى إعداد دليل تدريبي للمتدربين من الرائدات الريفيات مخصص للرائدات الريفيات الذين تم تأهيليهم وتثقيفهم للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وذلك بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بالإضافة إلى تنفيذ برامج التنمية المجتمعية والتدريب والتأهيل على المهن وفرص العمل وريادة الأعمال، كذلك تنظيم العديد من القوافل الطبية فحص طبي لأهالي القرى الأكثر احتياجا والمصدرة للهجرة غير الشرعية، فضلا عن تنظيم اللقاءات الجماهيرية والزيارات الميدانية لمعالي الوزيرة في المحافظات لتوعية الأسر والشباب والتعريف بأهداف المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة» والجهود المبذولة لدرء مخاطر هذه الظاهرة الخطيرة.

واستعرض فراج، خلال الندوة، جهود وزارة الهجرة في توفير البدائل الآمنة والفرص المتاحة للهجرة الشرعية، والتأكيد على الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة المصرية الهام في توعية أفراد أسرتها بمخاطر الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى برامج ريادة الأعمال والفرص التدريبية المتاحة للشباب وكذلك فرص العمل المتاحة في المشروعات القومية المصرية.

وفي ختام الندوة، تم فتح باب الحوار والمناقشات مع الحضور، والإجابة على كافة تساؤلاتهم، وتعريفهم بما قدمته الدولة المصرية في هذا الملف، مؤكدا أنها لم تكتف بمعالجة تلك القضية من الناحية الأمنية فقط عبر ضبط ومراقبة السواحل، بل تناولتها اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، بجانب العمل على تنمية المجتمعات المحلية ورفع الوعي لدى الشباب والأسر في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، لصون حياة شباب مصر وتوفير حياة كريمة لهم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بمخاطر الهجرة غیر الشرعیة للهجرة غیر الشرعیة بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

الهجرة الدولية وإعادة تشكيل فضاء المدينة العربية في ندوة بمكتبة الإسكندرية

نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بقطاع البحث الأكاديمي، ندوة بعنوان "الهجرة الدولية وإعادة تشكيل فضاء المدينة العربية في مطلع القرن الحادي والعشرين" للدكتور أيمن زُهْري، خبير السكان ودراسات الهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية، بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.

تأتي هذه الندوة استكمالًا لسلسلة ندوات «العلوم الاجتماعية في عالم متغير» والتي أطلقتها مكتبة الإسكندرية في أغسطس 2023 بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بكلية الآداب جامعة القاهرة. كما تأتي هذه الندوة في ظل تداعيات الهجرة الدولية على المدن العربية.

وقال الدكتور أحمد زايد إن العولمة التي نعيش فيها شهدت الكثير من تدفقات الهجرة المنظمة وغير المنظمة، داخل المدينة العربية، لافتًا إلى أن هناك الكثير من فضاءات الهجرة داخل المدينة العربية تقوم بخلق أشكال من التجمعات مضيفاً أن الصراعات داخل المنطقة العربية خلقت أنماطًا من الهجرة الخارجية لتلك الدول نحو الدول العربية خصوصًا في السودان وسوريا.

من جانبه، قال الدكتور أيمن زهري، إنه عند الحديث عن الهجرة الداخلية، يجب التأكيد على أنه في البدء كانت القرية، فهي أصل الحضارة ومنها نشأت الحياة من خلال الزراعة، لافتًا إلى أن الزراعة المنظمة هي من خلقت الحضارة والقرية مهمة جدًا في تطور نظام الدولة فالمدينة كانت نتاجًا للقرية.

وأضاف أن المدينة ارتبطت في الثقافة العربية بالغربة والاغتراب والشك والريبة، لأن المدينة هي المستقطب للمهاجرين، لافتًا إلى أن المهاجرين هم دائمًا الأغراب ويفعلون ما لا يفعله الساكنين في القرية مشيراً إلى أنه بالرغم من أن الثقافة العربية تنظر إلى المدينة بنظرة الشك إلا أنها ارتبطت أيضًا بالقوة والترقي ومركز نظام الحكم.

وأوضح أن المدينة العربية هي "النداهة" التي تغوي الكثيرين، حيث ظهر ذلك في السينما العربية، وارتبط ذلك بصورة القروي الساذج الذي تبهره أضواء المدينة مشيراً أن السينما عززت هذه الصورة النمطية وهذا التصور وعلى سبيل المثال فيلم العتبة الخضرا الذي أنتج في وقت مبكر من نمو هذه الظاهرة، فالمدينة هي مكان الاختباء والذوبان في الجموع الغفيرة ومن هنا نشأت ظاهرة هجرة القرويين إلى المدينة.

وقال إن هناك اتجاهًا عالميًا للانتقال للعيش من القرية إلى المدينة، فقرابة 60% من سكان العالم يعيشون في مناطق حضرية أي أن نسبة سكان القرى تقل عن 45%.

وإستعرض زهري نسبة سكان القرية مقارنة بالمدينة في عدد من البلدان العربية، ففي مصر على سبيل المثال كانت نسبة سكان المدينة مقارنة بالقرية 32% وصلت إلى 43% حاليا ومتوقع أن تصل إلى 52% بنهاية القرن الحالي وفي المغرب تبلغ النسبة الآن 66% وستصل إلى 77% بنهاية القرن أما تونس فإن النسبة تصل إلى 70% ومن المقرر أن تصل إلى 80% أما في الأردن فهي الأعلى حيث تصل إلى 92% ومن المقرر أن تصل إلى 95% وفي اليمن النسبة ستصل إلى 75% بنهاية القرن الحالي.

وقال زهري إن هناك ثلاثة معايير يمكن التفريق من خلالها بين سكان المدينة وسكان القرية وهي القرارات الإدارة من الحكومات التي تقرر أن تحول قرية إلى مدينة والمعيار الثاني يتعلق بنسبة من يعملون في مجال الزراعة فإذا كانت نسبة من يعملون في مجال الزراعة أقل من 45% فيمكن أن نطلق على هذا التجمع مدينة، في حين يختص المعيار الثالث بالأكاديميين.

وأشار إلى أن الإسكندرية كنموذج لنمو المدينة العربية يمكن القول إن المؤسس الحقيقي لها في العصر الحديث هو محمد علي، لافتًا إلى أن المدينة قبل هذا الوقت كانت مجرد مدينة لا يقطنها سوى 6 الاف شخص ويعانون من ظروف صعبة.

وقال إن محمد علي قام بشق ترعة المحمودية وأصبحت الإسكندرية مدينة جاذبة وأصبحت البوابة الرئيسية لمصر أمام العالم الخارجي، لافتًا إلى أن عدد السكان ارتفع في فترة وجيزة إلى 100 ألف نسمة بفعل الجذب الداخلي والخارجي من الجاليات الأجنبية قائلا: الإسكندرية شهدت ميلاد السينما في مصر كما شهدت ميلاد جريدة الأهرام وكانت حاضنة لكل الأغراب إلى فترة الخمسينينات.

وتحدث عن ارتفاع نسبة الهجرة في العالم خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الصراعات والحروب، مبينًا أن نحو 300 مليون شخص هاجروا من بلدانهم خلال السنوات الماضية بسبب الصراعات.

وتحدث عن أنماط المدينة في الخليج والتي كانت جاذبة بشكل كبير بعد التطور الاقتصادي الكبير الذي شهدته تلك البلدان، وتحول نظام العمل فيها من النظام الحكومي إلى القطاع الخاص حاليًا.

وقال إن نسبة الوافدين من بلدان الخليج تصل إلى 52% من عدد السكان، لافتًا إلى أن نسبة الحضر في الدول ستجد أنها نسبة مرتفعة جدًا فالكويت على سبيل المثال هي مدينة حضرية بنسبة 100%، في حين أن السعودية والتي تعد أكبر مدينة خليجية بها زراعة سنجد أن نسبة الحضر فيها تصل إلى 84%.

وقال إن دول الخليج تشهد انفتاحًا على الثقافات الأخرى وتمثل ذلك في افتتاح كنائس في بعض البلاد وجرى تدشين معبد هندوسي في دبي لأن الهنود يشكلون نسبة كبيرة في دبي. قال إن دبي تمثل قمة الانفتاح على الديانات وبفضل هذا التحول الكبير أصبحت دبي من المقاصد المهمة للشباب حول العالم.

جدير بالذكر أن الدكتور أيمن زُهْري، خبير السكان ودراسات الهجرة وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية، وهو باحث وخبير متخصص في السكان ودراسات الهجرة وحاصل على درجة الدكتوراه في دراسات الهجرة من جامعة ساسيكس بالمملكة المتحدة، وعمل الدكتور زُهْري بالبحث والتدريس في العديد من الجامعات والمراكز البحثية منها الجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة القاهرة والمركز الديموغرافي بالقاهرة وأكاديمية تطوير التعليم ومركز جامعة ساسيكس لدراسات الهجرة بإنجلترا.

ونُشر للدكتور زُهْري العديد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بالسكان ودراسات الهجرة في دوريات علمية دولية واقليمية ومحلية وشارك في مؤتمرات وندوات وطنية واقليمية ودولية مرتبطة بمجالات اهتماماته البحثية.

مقالات مشابهة

  • مليون متدرب سنويًا بمهن متعددة.. 17 صورة ترصد توثيق مراحل مشروع مهني 2030 منذ انطلاقه
  • تأهل منتخبات الغربية والشرقية والوادي الجديد لدور الثمانية من دوري مراكز الشباب
  • وزير الشباب يلتقي شباب حملة «تيكيا Techia» للتوعية بأضرار المخلفات الإلكترونية
  • وزير الرياضة يلتقى شباب حملة "تيكيا Techia" للتوعية بأضرار المخلفات الإلكترونية
  • وزير الشباب يلتقى شباب حملة "تيكيا Techia" للتوعية بأضرار المخلفات الإلكترونية
  • المشدد 5 سنوات وغرامة.. عقوبة جريمة تهريب المهاجرين بقانون "الهجرة غير الشرعية"
  • الهجرة الدولية وإعادة تشكيل فضاء المدينة العربية في ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • تنظيم الدولة الخراساني.. فزاعة طاجيكستان لحظر المظاهر الإسلامية
  • الاتحاد الأوروبي يعبر عن رغبته في تعزيز التعاون مع ليبيا للتصدي للهجرة غير الشرعية
  • ترحيل 9 مهاجرين من بنغازي مصابين بأمراض معدية