الشرق الأوسط بين الدليل والبديل!
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
كثيرون ربما لا يعرفون أن عاصمة أوكرانيا «كييف» كانت لفترة تاريخية عاصمة لروسيا القيصرية، فيما مسمى أوكرانيا هو مسمى بولندي ارتبط بسيطرة بولندا على مساحة مما تسمى أوكرانيا لفترة..
هذا يقدم مدى ارتباط الأمن القومي لروسيا بما باتت تسمى أوكرانيا، فيما كون كييف كانت عاصمة لروسيا يقدم الربط التاريخي أو الحق التاريخي.
كيف لنا مقارنة هذه الحقائق الواقعية والاستحقاق التاريخي مع أمريكا ترامب التي تطرح وتريد علناً السيطرة على كندا وبنما والجزيرة النرويجية الشهيرة؟..
أوكرانيا تاريخياً وفي فترة لاحقة أصبحت جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي ووصل أكثر من رئيس من هذه الجمهورية إلى رئاسة الاتحاد السوفيتي، وبالتالي فإنه حتى لو سيطرت روسيا على أوكرانيا فهي استعادت حقاً تاريخياً مشهوداً في عهد القياصرة وحقاً واقعياً وتاريخياً في عهد السوفيت غير البعيد، وأمريكا لا تمتلك مثل هذا المنطق ولا مثل هذه الحقائق وهي تطرح أطماعها التوسعية..
في مسألة تايوان فالصين انتزعت مبكراً اعتراف الأمم المتحدة بواحدية الصين ولذلك فأمريكا تؤجج الحرب حول هذه المحورية بذريعة أنها لا تعارض حق الصين بالوحدة لكنها ترفض استعمال القوة أو توحيد الصين بالقوة ولها أساليبها وأدواتها لمنع توحيد الصين وإن حتى بالديموقراطية والخيار الشعبي..
في أمور عالمية أخرى فالصين وروسيا وأكثرية دول وشعوب العالم يطالبون بعالم جديد أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب بينما الاستعمار الأمريكي الغربي يرفض ذلك بالطبع..
ربطاً بذلك فالصين وروسيا والعالم يطالبون باحترام النظام الدولي «الأمم المتحدة» وإعادة كل صلاحياتها كما في ميثاق الأمم المتحدة، فيما أمريكا والاستعمار الأمريكي الغربي حولوا الأمم المتحدة إلى مجرد رهينة لديهم وأسسوا قواعد لعب استعمارية باتت تستعمر الأمم المتحدة ذاتها وتحولها إلى مجرد أداة لأفعال وتفعيل الاستعمار قديمه وحديثه.
الصين وروسيا يتعاملان ومعهما «بريكس» مع الأمر الواقع للمتراكم الأمريكي الذي لازال لتفعيله فاعلية أكان في تهميش الأمم المتحدة ومصادرة صلاحياتها أو فى حتى تموضع الدولار عالمياً وأمور وقضايا أخرى كثيرة الأهمية وهذا ما يتطلب التدرج والنفس الطويل في السير إلى عالم أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب..
كل ذلك لا يعني تفوق أمريكا فهي باتت توافق مبدئياً على التعددية القطبية ولكنها تشترط أن تكون قطب الأقطاب أو رئيس مجلس إدارة للتعددية القطبية وهذا دليل عجز أو ضعف أمريكي في المواجهة العالمية حتى في ظل التسليم باستمرار الفاعلية للمتراكم الأمريكي..
عجز أمريكا عن إلحاق هزيمة استراتيجية لروسيا في أوكرانيا هو أقرب إلى الهزيمة حيث لم يعد بمقدور ترامب الحفاظ على ماء وجه أمريكا..
في المحورية العالمية الأخرى «تايوان»، فأمريكا في اليوم الأول طالبت من اليابان وأستراليا تحديد موقفهما إزاء حرب محتملة إلى جانب تایوان وضد الصين..
في اليوم التالي قالت أمريكا إنها ليست ملزمة ولا ملتزمة بالحرب مع تايوان أو من أجل تايوان، فكيف نقرأ أسئلة اليوم الأول لأستراليا واليابان وتصريح اليوم التالي «أمريكياً»، وكيف يقرأ تضارب وتخبط أمريكي كهذا من يوم إلى آخر؟..
أمريكا كانما باتت تدرك أن هزيمتها ستكون أسهل وأسرع ربطاً بتايوان وهي مترددة بين البحث عن إجابة لأسئلتها من حلفائها وبين ترددها بين موقف الحرب أو اللا حرب مع الصين..
فالمتراكم الأمريكي مهما ظل له من قوة أو فاعلية هو ماضوي ينحدر ويتراجع تلقائياً حتى التلاشي، فيما الإنجاز الروسي الاستراتيجي في أوكرانيا والانتصار الصيني القادم بحتمية توحيد الصين باتا ربطاً بمتغيرات وقضايا أخرى يقدمان مستقبل العالم متعدد الأقطاب فوق ما بقي للمتراكم الأمريكي من نقاط أو محاور قوة وفوق حاجية لمظلة أمريكية بمسمى قطب الأقطاب أو رئيس مجلس إدارة..
ربما منطقتنا بمسماها الأمريكي «الشرق الأوسط» لا زالت أمريكا فيها هي الراجحة بخصوصية تركز وتركيز المتراكم بالإضافة إلى متراكم استثنائي مؤسس لعمالة أنظمة كثيرة لبريطانيا ثم لأمريكا، ومع ذلك فأمريكا هي أقرب للفشل منه للنجاح في تنفيذ مشروعها المسمى الشرق الأوسط الجديد والعدوان على إيران وما مثله الرد الإيراني من صفعة مهينة للعدو الصهيوني ولأمريكا وضع المشروع الشرق أوسطي الأمريكي الصهيوني في واقع شلل وفشل فوق كل الحملات الإعلانية الإعلامية الضالة والمضللة وإلى درجة اختلاف علني ومعلن بين الثنائي «ترامب – نتنياهو»..
فنتنياهو يطالب أمريكا بأولوية حرب على اليمن قبل إيران، فيما ترامب يرد بأن أمريكا لم تعد تريد حرباً في الوضع القائم لا على اليمن ولا على إيران وهذا ما تم تعاطيه في الإعلام العالمي، وإيراده هو فقط لاستقراء أدق أو أعمق للمشروع الأمريكي الصهيوني الشرق أوسطي والأمر متروك للمتلقي لفهم فوق الحاجة حتى لعلامة استفهام..
الانتصار الإيراني على إسرائيل وأمريكا معاً هو مؤشر أقوى وأوثق لشرق أوسط مغاير ومضاد للمشروع الأمريكي الصهيوني، والزمن بيننا!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
منظمة غرينبيس: أمامنا فرصة تاريخية لتوقيع معاهدة عالمية لمكافحة التلوث البلاستيكي
مع توجّه أنظار العالم إلى جنيف استعدادًا للجولة الأخيرة والحاسمة من المفاوضات بشأن معاهدة البلاستيك العالمية، والتي ستُعقد بين 5 و14 أغسطس، أكدت منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن هناك فرصة تاريخية أمام قادة المنطقة لاتخاذ موقف موحّد من أجل معاهدة قوية وملزمة تحمي المجتمعات والأنظمة البيئية والاقتصادات.
وفي هذا السياق، قالت غوى نكت، المديرة التنفيذية لغرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "الميكروبلاستيك أصبح الآن داخل أجسامنا، بما في ذلك أدمغتنا وأكبادنا، وفي المياه التي نشربها والهواء الذي نتنفسه، هذه ليست مجرد قضية بيئية؛ إنها حالة طوارئ صحية عامة."
وأضافت أن التلوث البلاستيكي المتسارع في المنطقة يهدد النظم البيئية البحرية وسلسلة الغذاء والاقتصادات وصحة الإنسان، مؤكدة أن منطقتنا التي تعاني أصلًا من تحديات بيئية واقتصادية لا يمكنها أن تتحمل التهميش في هذه المفاوضات المصيرية.
وأوضحت أن قادة المنطقة يمكنهم أن يصنعوا التاريخ في مفاوضات جنيف، فهي فرصة لا تتكرر سوى مرة واحدة في الجيل لإنهاء أزمة التلوث البلاستيكي.
ودعت نكت قادة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تبني معاهدة قوية تشمل أربعة أهداف رئيسية: تقليص إنتاج البلاستيك عالميًا، حظر المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وضع أهداف طموحة لإعادة الاستخدام، وتوفير آليات تمويل قوية لدعم دول الجنوب العالمي في تنفيذ المعاهدة والانتقال العادل نحو مستقبل خالٍ من البلاستيك.
واختتمت بالتأكيد على أن المنطقة لديها الكثير لتكسبه من هذه المعاهدة التي يمكن أن تحافظ على صحة الشعوب وتضمن حماية البيئة بشكل مستدام.
وأشارت غرينبيس، إلى أن فريق عمل من المنظمة سيشارك في المفاوضات بجنيف جنبًا إلى جنب مع المجتمع المدني والمجتمعات المتضررة لرفع صوت المنطقة والمطالبة بإنهاء ما وصفته بـ "الظلم البلاستيكي".