أوباما مسلم ويمكن أكل الصخور.. فضيحة جديدة لميزة الذكاء الاصطناعي من غوغل
تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT
مرَّ أقل من أسبوعين منذ أن أطلقت غوغل لأول مرة ميزة "نظرة عامة بواسطة الذكاء الاصطناعي" في بحث غوغل، ولكن تصاعدت الانتقادات بعد أن أظهر مستخدمو الميزة نتائج غير منطقية أو غير دقيقة ضمن ميزة الذكاء الاصطناعي الجديدة، بحسب ما أورده موقع سي إن بي سي.
تعرض ميزة "نظرة عامة بواسطة الذكاء الاصطناعي" (AI Overview) في محرك البحث ملخصًا سريعًا للإجابات على أسئلة البحث في الجزء العلوي من بحث غوغل.
على سبيل المثال، إذا كان المستخدم يبحث عن أفضل طريقة لتنظيف الأحذية الجلدية، فقد تعرض صفحة النتائج ملخص لميزة "نظرة عامة بواسطة الذكاء الاصطناعي" في أعلى الصفحة مع عملية تنظيف متعددة الخطوات، تم استخلاصها من المعلومات التي تم تجميعها من جميع أنحاء الويب.
لكن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي شاركوا مجموعة واسعة من لقطات الشاشة التي تظهر أداة الذكاء الاصطناعي وهي تقدم إجابات غير صحيحة ومثيرة للجدل.
على سبيل المثال، عندما سئلت الميزة عن عدد الرؤساء المسلمين الذين تولوا الولايات المتحدة، أجابت ، "كان للولايات المتحدة رئيس مسلم واحد، وهو باراك حسين أوباما".
ليست المرة الأولىتأتي هذه الأخبار في أعقاب الطرح الفاشل من غوغل لأداة إنشاء الصور الخاصة جيميناي (Gemini) في فبراير/شباط الماضي، ثم توقفها مؤقتًا في نفس الشهر بعد مشكلات مماثلة.
فقد سمحت الأداة للمستخدمين بإدخال طلبات لإنشاء صور، ولكن على الفور، اكتشف المستخدمون أخطاء تاريخية وصورا مشكوكا في صحتها، والتي تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
فعلى سبيل المثال، عندما طلب أحد المستخدمين من برنامج جيميناي إظهار جندي ألماني في عام 1943، صورت الأداة مجموعة متنوعة عرقيًا من الجنود الذين يرتدون الزي العسكري الألماني في تلك الحقبة، وفقًا للقطات الشاشة على منصة التواصل الاجتماعي إكس.
فيما يلي بعض الأمثلة على الأخطاء التي تنتجها الميزة الجديدة "نظرة عامة بواسطة الذكاء الاصطناعي"، وفقًا للقطات الشاشة التي شاركها المستخدمون.
عندما بحث أحد المستخدمين عن كيفية وضع "جبن ملتصق بالبيتزا"، اقترحت الميزة إضافة "حوالي 1/8 كوب من الغراء غير السام إلى الصلصة". وعند البحث في الإنترنت عن مصدر المعلومة عثر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على تعليق على موقع ريديت (Reddit) عمره 11 عامًا يتوقع أنه المصدر.
ويمثل الإسناد إلى المصادرة أيضًا مشكلة في ميزة "نظرة عامة بواسطة الذكاء الاصطناعي"، خاصة عند إسناد معلومات غير دقيقة إلى المتخصصين في المجال الطبي أو العلماء.
على سبيل المثال، عندما سئلت الميزة الجديدة:"كم من الوقت يمكنني التحديق في الشمس للحصول على صحة أفضل"، قالت الأداة، "وفقًا لموقع ويب إم دي (WebMD)، يقول العلماء إن التحديق في الشمس لمدة 5-15 دقيقة، أو ما يصل إلى 30 دقيقة إذا كان لديك البشرة الداكنة آمنة بشكل عام وتوفر معظم الفوائد الصحية" وهو ما لم يقله الموقع المتخصص.
أيضا عندما سئلت الأداة: "كم عدد الصخور التي يجب أن أتناولها كل يوم"، قالت الأداة: "وفقًا لعلماء الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، يجب على الناس أن يأكلوا صخرة صغيرة واحدة على الأقل يوميًا"، واستمرت في سرد الفيتامينات التي تحتويها الصخور والفوائد الهضمية لأكلها.
يمكن للأداة أيضا الرد بشكل غير دقيق على الاستفسارات البسيطة، مثل إعداد قائمة من الفواكه التي تنتهي بـ"يو إم" "um"، أو القول إن عام 1919 كان قبل 20 عاما.
أيضا عندما سئلت عما إذا كان بحث غوغل ينتهك قانون مكافحة الاحتكار أم لا، قالت "نظرة عامة بواسطة الذكاء الاصطناعي": "نعم، وزارة العدل الأميركية و11 ولاية ترفع دعوى قضائية ضد غوغل بسبب انتهاكات مكافحة الاحتكار.
خيبت ميزة "نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي" آمال غوغل التي قالت في اليوم الذي طرحت فيه هذه الميزة في حدث غوغل السنوي للمطورين غوغل آي/أو (Google I/O)، إنها تخطط أيضا لتقديم إمكانات مشابهة لمساعدها مباشرة داخل البحث.
وأوضحوا وقتها أن المستخدمين سيكونون قادرين على البحث عن شيء مثل "إنشاء خطة وجبات لمدة 3 أيام يسهل تحضيرها"، وسيحصلون على مجموعة واسعة من الوصفات عبر الويب.
وقال متحدث باسم غوغل لموقع سي إن بي سي (CNBC) في بيان: "توفر الغالبية العظمى من إجابات الذكاء الاصطناعي معلومات عالية الجودة، مع روابط للتعمق أكثر على الويب". "العديد من الأمثلة الخطأ التي رأيناها كانت عبارة عن استفسارات غير شائعة، وقد رأينا أيضا أمثلة تم التلاعب بها أو لم نتمكن من إعادة إنتاجها."
وقال المتحدث إن هذه الميزة خضعت لاختبارات مكثفة قبل الإطلاق وإن الشركة تتخذ "إجراءات سريعة حيثما كان ذلك مناسبا بموجب سياسات المحتوى الخاصة بنا".
تتقدم غوغل ومايكروسوفت وأوبن إيه آي وغيرها من الشركات سباق المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسارع الشركات في كل صناعة على ما يبدو إلى إضافة روبوتات الدردشة والوكلاء الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي لتجنب تخلفها عن الركب. ومن المتوقع أن تصل إيرادات السوق إلى تريليون دولار في غضون عقد من الزمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی على سبیل المثال
إقرأ أيضاً:
في زمن الذكاء الاصطناعي… نحتفل لإنجاز شارع !؟
بقلم : الخبير المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط ..
في عالم تتسابق فيه الأمم نحو الذكاء الاصطناعي ، والاستكشاف الفضائي ، والتحول الرقمي ، والطاقة النظيفة ، والاندماج النووي … لا يزال البعض يفتخر لمجرد تبليط شارع ، أو نصب أرجوحة في حديقة ، أو إنشاء رصيف مكسو بالمقرنص .
لا تزال بعض الجهات تُروّج لهذه ( المنجزات ) وكأنها فتوحات ، وكأننا ما زلنا نعيش في القرن الماضي ، وكأن الزمن قد توقف والعقول قد جُمدت.
بلدٍ يطفو على بحيرة من الثروات — نفط ، معادن ، مياه ، موقع استراتيجي فريد — لا تزال الكهرباء أزمةً بلا حل منذ أكثر من 23 عاماً .
من سيئ إلى أسوأ ، بينما الفساد والرشوة يتصدران قوائم العالم.
غيابٌ للماء الصالح للشرب ، شُحٌ في مياه سقي الأراضي الزراعية ، قلة في المدارس وتردٍّ في مستوى التعليم ، انهيار في النظام الصحي ، موت سريري للصناعة ، وإهمال للزراعة .
أما أزمة السكن والبنى التحتية ، و التلوث البيئي ، فقد تحوّلت إلى جرح نازف ، في حين تزداد معدلات البطالة بشكل مخيف.
أغلب الشعب اليوم عاطل عن العمل ، ليس لأن البلد يفتقر إلى الموارد بل لأن المعامل والمصانع أُغلقت ولم تُؤهّل ، ولأن فرص العمل الشحيحة تُمنح للأجانب .
ليست المشكلة في الإمكانات ، فهي هائلة ، ولكن في غياب الرؤية ، وانعدام الانتماء ، واستبدال مفهوم المسؤولية بمبدأ ( الغنيمة )
بلد غني يُقاد بعقول فقيرة في الوعي ، غنية في الطمع ، لا تسعى لبناء وطن بل لتوسيع مكاسبها.
وفي المقابل ، هناك أمم لا تملك ثرواتنا ، لكنها امتلكت أعظم ما يمكن .
الانتماء، والإرادة ، والتخطيط ، والوعي ، وحب الوطن.
بفضل ذلك ، بنت اقتصادًا حقيقيًا ، وابتكرت ، وتقدّمت ، وتحوّلت إلى دول عظمى.
نعم ، لا تملك شيئًا لكنها صنعت كل شيء.
أما نحن ، فلدينا كل شيء ، لكننا نعيش اللا شيء!
أين مدن المعرفة؟
أين الجامعات التكنولوجية؟
أين الصناعات الوطنية؟
أين الطاقة المتجددة؟
أين مشاريع تحلية المياه؟
أين السكك الذكية والمدن الذكية؟
أين الأمن الغذائي؟
أين الكرامة ؟
أين الرؤية ؟ وأين أصحابها؟!
بعد أكثر من عقدين ، لا يزال الحلم البسيط بكهرباء مستقرة مؤجَّلًا ، والتعليم يحتضر ، والمستشفيات تنهار ، والصناعة تُستورد ، والزراعة تُدفن ، والفساد يبتلع كل ما تبقى من أمل.
نُهدر المال العام على مشاريع تجميلية ، لا تُنتج مستقبلًا ، بل تُلمّع واقعًا مشوّهًا ، وغالباً بأسعار تفوق مثيلاتها بأضعاف في دول اخرى .
العالم لم يعد يقيس تقدمه بعدد الأبنية و الطرق و الجسور أو صفقات المقاولات ، بل بعدد الابتكارات ، وبراءات الاختراع ، وسرعة الاقتحام للفضاء والمستقبل.
والشعوب التي لا تصنع أدواتها العلمية ، سيتحول أبناؤها إلى خدم في حضارات الآخرين
إن من يُدير وطناً غنياً ويتركه يغرق في الظلام ، لا يُعذره التاريخ، ولن ترحمه الأجيال القادمة.
فما أفدح الجريمة … حين تُهدر الثروات ، وتُدفن الإمكانات ، ويُباع المستقبل ، ويُترك شعبٌ كريمٌ يعيش تحت خط الفقر ، بينما ثرواته تُنقل إلى الخارج ، وأحلام شبابه تُكسر على أبواب البطالة والهجرة والخذلان !!!