لجريدة عمان:
2025-07-03@14:51:53 GMT

التغير المناخي والضرورات الوطنية الملحة

تاريخ النشر: 25th, May 2024 GMT

التغير المناخي والضرورات الوطنية الملحة

لم يعد الحديث عن التغير المناخي في العالم ضربا من التكهنات، إنه أمر واقع يؤثر في العالم كما لم يؤثر من قبل، بل ويلح على الحكومات لاتخاذ إجراءات وقائية جماعية وفردية. وفي هذا السياق نظمت كلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية الأسبوع الماضي برنامجا مهما ناقش «التغير المناخي والحياد الصفري» وهو برنامج ضمن برامج عديدة تنظمها الجهات المعنية في سلطنة عمان لدراسة الظاهرة ووضع مسارات عملية للتعامل معها.

وتتأثر سلطنة عمان مباشرةً بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم سواء من خلال أنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها، والتهديد الذي يتعرض له التنوع البيولوجي، ومع تسارع هذه التغيرات وحدتها يبدو أن على سلطنة عمان وضع هذا الأمر ضمن أولويات أمنها الوطني وبذل كل الجهود الممكنة من أجل بناء الاستراتيجيات الوطنية للتقليل من الأخطار المحدقة نتيجة ما يشهده الكوكب من متغيرات حقيقية.

ويشكل تغير المناخ، الناجم عن الزيادة المستمرة في انبعاثات الغازات الدفيئة، تهديدا كبيرا لبيئتنا وأسلوب حياتنا. ووفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ فإن درجات الحرارة العالمية في طريقها للارتفاع بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة بحلول عام 2040 إذا استمرت الاتجاهات الحالية. وستؤدي هذه الزيادة إلى تفاقم وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، وارتفاع مستوى سطح البحر، واختلال النظم البيئية وفق ما تقول الهيئة. أمّا سلطنة عُمان فإنها تتأثر منذ عدة سنوات بالتغيرات المناخية خصوصًا في زيادة عدد الحالات المدارية، التي وصلت أحيانا إلى أعاصير من الدرجة الخامسة، وبمنخفضات جوية أو أخاديد من منخفضات جوية وصل تأثيرها التدميري إلى مستوى أعاصير كما هو الحال لمنخفض «المطير» ما يعني أننا في مواجهة مباشرة مع تأثيرات المتغيرات المناخية وأن على الجميع العمل من أجل الحد من شدة التأثيرات سواء عبر بناء الوعي الجمعي أو عبر بناء الاستراتيجيات الوطنية أو عبر المساهمة في التقليل من الانبعاثات الكربونية.

إن التنمية المستدامة في سلطنة عمان على المحك في ظل كل هذه المتغيرات المناخية التي تتأثر بها سلطنة عمان ضمن ما يتأثر بها العالم أجمع؛ لذلك لا بد من الانتقال إلى مرحلة العمل الجماعي من أجل الهدف الوطني عبر الاستراتيجية الوطنية التي تشمل البرنامج الوطني للحياد الصفري وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز الممارسات المستدامة في جميع القطاعات.. وفي هذا السياق، فإن سلطنة عمان في حاجة اليوم للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون الذي يمكن عبره تحقيق هدفين: الأول معالجة المخاطر البيئية، وثانيا توفير فرص حقيقية للتنوع الاقتصادي وخلق فرص عمل نحن في أمس الحاجة إلها.

إن موضوع الحياد الصفري، الذي تتم عبره الموازنة بين كمية الغازات الدفيئة المنبعثة مع الكمية المزالة من الغلاف الجوي، خطوة أساسية في مكافحة تغير المناخ، ووضعت سلطنة عمان خريطة طريق للوصول إلى هذه المرحلة في عام 2050 وهي جادة في هذا المسير عبر العديد من المبادرات وبناء السياسات والأنظمة التي تعزز التكنولوجيات الخضراء والممارسات المستدامة، وإعطاء الأولوية للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح؛ لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

والوعي العام مهم جدا لنجاح كل هذه البرامج والمبادرات الوطنية، فموضوع الكربون يتعلق بالممارسات الفردية كما يتعلق بممارسات الشركات الكبرى والدول؛ لذا فإن الجميع مطالب بالعمل على تقليل بصمته الكربونية التي يمكن أن تدفع العمل الجماعي نحو الأمام.

والخبر الذي على الجميع أن يعيه تماما: إن موضوع التغير المناخي بات واقعا نعيشه في حياتنا ويؤثر فيها بشكل كبير.. وبشكل كارثي في بعض الأحيان، ولا خيار إلا أن نتعامل مع الأمر ونعمل بشكل علمي على تقليل خسائره من خلال تبني الممارسات المستدامة والاستثمار في التقنيات الخضراء.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التغیر المناخی سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

قفزة نوعية لمركز عُمان للمؤتمرات تُرسّخ حضوره الإقليمي والدولي

يشهد قطاع الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في سلطنة عُمان طفرة نوعية، جعلت منه أحد الروافد الرئيسية للاقتصاد الوطني، ومحرّكًا حيويًا لقطاعات حيوية مثل السياحة، الضيافة، النقل، والخدمات،وتبرز أهمية هذا القطاع أيضًا في دوره المتنامي في تعزيز مكانة سلطنة عمان على الخارطة الدولية كوجهة للأعمال والمعرفة، وخلق فرص استثمارية جديدة، وتنمية القدرات الوطنية، ويتصدر مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض هذا المشهد، بوصفه منصة وطنية متكاملة لاستضافة الفعاليات الإقليمية والدولية ذات التأثير الواسع.

في هذا السياق وفي حوار خاص، يضعنا المهندس سعيد الشنفري، الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، في صورة أداء المركز خلال النصف الأول من عام 2025، مسلطًا الضوء على أبرز الفعاليات التي استضافها، والأثرين الاقتصادي والاجتماعي المترتبين عليها، إلى جانب الرؤية المستقبلية للمركز في ظل التحولات العالمية في صناعة الفعاليات، واستراتيجية التوسع، والتحول الرقمي، والاستدامة.

وأكد الشنفري أن النصف الأول من عام 2025 شكّل فترة ديناميكية وتحولية في مسيرة المركز؛ إذ تم خلاله استضافة 127 فعالية، واستقبال أكثر من 800 ألف زائر، مما يعزز مكانة المركز باعتباره محورًا رئيسيًا لصناعة الفعاليات في سلطنة عمان، وأضاف أن وتيرة النمو تتسارع بشكل ملحوظ، مشيرًا إلى أن أعداد الزوار حتى الآن تكاد توازي ما تحقق في نفس الفترة من العام الماضي، بينما يقترب عدد الفعاليات من تجاوز إجمالي فعاليات عام 2024، التي بلغت أكثر من 250 فعالية.

وأشار إلى أن النصف الأول تميز باستضافة فعاليات عالمية نوعية ذات أثر بعيد المدى، من أبرزها: "حوار المعرفة العالمي مسقط"، والدورة الثالثة للجمعية العامة للمجلس العلمي الدولي، والمؤتمر الثامن للمحيط الهندي، والدورة الثانية والعشرون للمؤتمر السنوي لهيئة تنظيم الطاقة، هذه الفعاليات استقطبت قيادات فكرية ودبلوماسية رفيعة المستوى حول العالم، ما رسخ من مكانة المركز كموقع محوري للحوار الدولي.

وسلط الضوء على معرض مسقط الدولي للكتاب، الذي احتفظ بلقبه كأكبر فعالية جماهيرية، بعد استقطابه قرابة 650 ألف زائر، في حين شكل أسبوع عُمان للاستدامة ومعرض النفط والطاقة، أحد أكبر التجمعات في عمان، وعكس الحضور العُماني المتنامي في مشهد الحوار العالمي حول الطاقة والاستدامة، كما أسهم المؤتمر الثامن للمحيط الهندي بدور دبلوماسي وتجاري بارز من خلال حضور وزراء خارجية 27 دولة لمناقشة مستقبل المنطقة. وقد تُوّجت الدورة الثالثة للجمعية العامة للمجلس العلمي الدولي بتوقيع "إعلان مسقط"، الذي مهد الطريق أمام استضافة سلطنة عُمان لأول مقر إقليمي للمجلس في الشرق الأوسط.

وأكد الشنفري أن آثار هذه الفعاليات لا تقتصر على قطاع الفعاليات فقط، بل تمتد لتنعش قطاعات حيوية مثل الضيافة والسياحة والنقل، مشيرًا إلى أن سياحة الأعمال ترفع من معدلات الإنفاق مقارنةً بالسياحة الترفيهية، حيث تسهم الفعاليات في زيادة حجوزات الفنادق، وتنشيط المطاعم، وتعزيز الطلب على خدمات النقل، إلى جانب دعم السياحة الثقافية.

وفي حديثه عن دور قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في دعم الاقتصاد العُماني، أوضح الشنفري أن كل فعالية تُنظَّم في المركز تخلق فرصًا اقتصادية ملموسة، سواء عبر الفنادق أو شركات التموين وتأجير الأثاث والمعدات، وكشف عن تعاون المركز مع شركة Gaining Edge لتطوير نموذج "الأثر المضاعف"، الذي يُستخدم لقياس الأثر الاقتصادي لكل فعالية بدقة، مستشهدًا بمعرض الكتاب وهو خير مثال، حيث أسهم بشكل مباشر وغير مباشر في دعم الاقتصاد العُماني بأكثر من مليون ريال عُماني، ما يعني أن العديد من الشركات المحلية استفادت اقتصاديًا من حضور الزوار والمشاركين.

وأضاف أن المركز لا يكتفي بجذب الفعاليات، بل يسعى أيضًا إلى دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، موضحًا ذلك من خلال شراكته الطويلة مع مورّد محلي للسجاد، تضاعفت عائداته بشكل ملحوظ بفضل هذا التعاون المستمر، وبيّن أن هذا هو النوع من الأثر طويل الأمد الذي يسعى المركز إلى تعزيزه، من خلال تمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز سلاسل التوريد العُمانية في قطاع الفعاليات.

وفيما يتعلق بالتحديات، أشار الشنفري إلى أن سلطنة عُمان لا تزال وجهة ناشئة في خارطة المؤتمرات الدولية، ما يتطلب جهودًا مضاعفة للترويج لقدراتها، مؤكدًا أن المركز يعمل بالتكامل مع الجمعيات المحلية لتكون جسرًا نحو الاتحادات العالمية، كما شدد على أن نسبة التعمين في فريق العمل تتجاوز 97%، مع برامج تدريب وتأهيل لإعداد كفاءات متخصصة في هذا القطاع الحيوي.. وأكد أن المركز يعمل بشكل وثيق مع الجمعيات المحلية التي تُعد جسورًا نحو الاتحادات والمنظمات الدولية، وعلى الرغم من المنافسة الإقليمية المتزايدة، شدد على أن تركيزهم ينصب على التعاون لا المقارنة، خاصة في ظل التحديات المشتركة كتنمية الكفاءات الوطنية. ولفت إلى أن نسبة العُمانيين في فريق العمل بالمركز تتجاوز 97%، حيث يوفر لهم المركز فرص تدريب وتأهيل حقيقية لتخريج كوادر مؤهلة ومتخصصة، قادرة على التميز في مجالاتها.

ورأى الشنفري أن ما يميز سلطنة عُمان هو مزيجها الفريد من البنية الأساسية الحديثة والأصالة الثقافية، إلى جانب الاتصال الجوي الجيد والإصلاحات الهيكلية المستمرة، ما يجعلها في موقع قوي لاستقطاب المزيد من الفعاليات العالمية في المستقبل.

وفي سياق الحديث عن الشراكات، أوضح الشنفري أن التعاون يُعد ركيزة أساسية في استراتيجية المركز، كاشفًا عن توقيع اتفاقية تعاون مؤخرًا مع مؤسسة TIF-HELEXPO اليونانية، بهدف تبادل المشاركات في الفعاليات والبعثات التجارية، استنادًا إلى الروابط التاريخية والاقتصادية بين البلدين، كما أشار إلى التعاون المستمر مع منظمات دولية مرموقة مثل UFI وICCA، حيث ستستضيف سلطنة عمان "يوم الجمعيات" الخاص بـICCA في ديسمبر المقبل، مما يعزز الحضور العُماني على الساحة العالمية.

أما فيما يتعلق بالأسواق المستهدفة للنمو، فأكد أن التركيز ينصب على أوروبا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارها مناطق واعدة لتبادل المعرفة والتكامل في القطاعات المتنوعة.

وبالنظر إلى النصف الثاني من العام، استعرض الشنفري عددًا من الفعاليات المرتقبة، من أبرزها: فعالية "شعلة الرياضة" التي ينظمها المركز وتُقام من 18 يوليو إلى 16 أغسطس، مستهدفة المجتمع المحلي بأنشطة رياضية وترفيهية، و"معرض كومكس 2025"، المعرض التقني الأبرز في سلطنة عمان، المقرر إقامته من 7 إلى 10 سبتمبر القادم، و"معرض فن مسقط"، الذي يحتفي بالفنون التشكيلية والنحت في الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر القادم، والمؤتمر السنوي العام لـ ICANN في أكتوبر، الذي تستضيفه سلطنة عمان للمرة الأولى، وللمرة الثانية فقط في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى القمة العربية الثامنة للصلب، والمؤتمر السنوي لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (MEIRA)، ومؤتمر تقنيات التكسير الهيدروليكي الدولي بتنظيم SPE، وجميعها ستُعقد خلال الربع الأخير من العام.

واختتم الشنفري حديثه بالإشارة إلى توجه المركز نحو الاستدامة، مشيرا إلى أن تدشين مشروع الألواح الشمسية جرى في أبريل الماضي، ضمن استراتيجية للتحول إلى الطاقة النظيفة، متوقعًا أن يحمل عام 2026 مزيدًا من الفرص والمشاريع العالمية التي تعزز مكانة سلطنة عُمان باعتبارها مركزًا دوليًا لصناعة الفعاليات.

مقالات مشابهة

  • فعالية ترويجية في أمستردام بمشاركة 150 شركة سياحية
  • بابا الفاتيكان يحذر من تداعيات التغير المناخي على الأرض
  • ما الذي نعرفه عن العلاقة بين التغيرات المناخية وموجات الحر؟
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • ما هي الكوارث التي ينذر بها التغير المناخي العالم؟
  • الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان يدعو لتبني مخرجات إعلان الدوحة حول التغيرات المناخية وحقوق الإنسان
  • ملف تطوير التعليم وقانون الهيئات الرياضية على طاولة الشورى
  • عبد العاطي: أمن الخليج خط أحمر.. وما يحدث في الضفة لا يقل خطورة عن غزة
  • قفزة نوعية لمركز عُمان للمؤتمرات تُرسّخ حضوره الإقليمي والدولي
  • الحسني ضمن الطاقم التحكيمي لكأس آسيا لناشئي الهوكي