حسام عبدالنبي (أبوظبي) 
سجل قطاع التمويل الإسلامي في دولة الإمارات نمواً بنسبة 8% في عام 2023، مدعوماً بالتسارع الملحوظ الذي شهده الاقتصاد غير النفطي للدولة، بحسب مروان عبيد المهيري، نائب رئيس مجلس إدارة «رويا»، أول مصرف إسلامي رقمي في الإمارات.
وأكد المهيري لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً ضمن أكبر أسواق التمويل الإسلامي في العالم (من حيث الأصول) وفق مؤشر تطوير المالية الإسلامية، حيث تمثل أصول المصارف والنوافذ الإسلامية في المصارف التقليدية حالياً نسبة %23 من إجمالي الأصول المصرفية في الدولة، بعد أن حققت نمواً بنسبة %16 على مدى السنوات الخمس الماضية، متوقعاً أن تواصل صناعة التمويل الإسلامي العالمية مسارها التصاعدي، لتصل إلى 24.

5 تريليون درهم بحلول عام 2027 مقارنة بنحو 16.5 تريليون درهم في عام 2022.

أخبار ذات صلة 6 مليارات درهم حجم عمليات محطات الحاويات بالدولة رائدات أعمال لـ«الاتحاد»: منتجات «الأسر» تعزز التنمية المستدامة

أشار المهيري، إلى أن «رويا»، باعتباره مصرفاً إسلامياً محلياً إماراتي الهوية، يفخر بالإنجازات الكبيرة التي تحققها دولة الإمارات في مجال التمويل الإسلامي، والتي تتيح فرصاً ثمينة في هذا المجال، ولذا نعزز جهودنا لنكون مصرفاً رائداً في مجال توفير المنتجات المالية الإسلامية المبتكرة التي تلبي الاحتياجات المتنوعة للمجتمع الإماراتي، منبهاً أنه من خلال تطوير قطاعات سوقية جديدة داخل دولة الإمارات، وتقديم خدماتنا للمهنيين الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، فإننا نعمل أيضاً على إثراء وتعزيز المشهد المصرفي الإسلامي من خلال التكنولوجيا الرقمية المتطورة وخدمة المتعاملين الاستثنائية.
وحول قدرة البنوك الرقمية على منافسة البنوك الإسلامية التقليدية، أفاد المهيري، بأن «رويا» كمصرف إسلامي يعتمد بشكل أساسي على التجربة الرقمية، ولكن هذا لا يعني أنه مصرف رقمي فقط، حيث يقدم أيضاً الدعم للمتعاملين من خلال فروعه التي تعمل كمراكز تقدم خدمات مجتمعية، تستهدف دعم الأفراد والشركات والمجتمعات في دولة الإمارات، وتمكينهم من تحقيق أهدافهم الحياتية. 
وأضاف، أن مهمة «رويا» تتمثل في أن يصبح العالم أكثر عدالة واستدامة من خلال تطبيق أفضل الممارسات المصرفية الإسلامية التي تعتمد على المبادئ الأصيلة، وتقديم خدمة متعاملين لا مثيل لها، وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية، مع الارتكاز على القيم الأساسية للمصرف المتمثلة في النمو، والنزاهة، والشراكة، والانتماء المجتمعي، مشدداً على أن المصرف لديه جميع الإمكانات والخدمات والحلول المصرفية المبتكرة والحديثة لمنافسة البنوك الإسلامية الأخرى العاملة في دولة الإمارات.
الأولوية للشفافية 
وفيما يخص شكاوى عملاء بعض البنوك من عدم شفافية التعامل وعدم وضوح المنتجات المصرفية، ذكر المهيري، أن ما يميز «رويا»، وضع الأولوية للشفافية والنزاهة، وضمان تزويد المتعاملين بحلول مالية واضحة وعادلة، كما أن الفروع تعمل بمثابة مراكز تثقيفية وتعاونية. 
وأوضح، أنه على عكس النماذج المصرفية الأخرى التي تعتمد على طباعة بعض التفاصيل المهمة بأحرف ومقاسات صغيرة، وتضع شروطاً معقدة على المنتجات المصرفية، فإننا ملتزمون في «رويا» بتطبيق مفهوم «الطباعة الكبيرة» لعقود وتفاصيل المنتجات، ما يجعل الشروط والأحكام الخاصة بنا، بالإضافة إلى الرسوم والمصاريف، واضحة للجميع. ولفت إلى أن «رويا» يحرص على الالتزام بعرض جميع المعلومات والتفاصيل على شاشات جدارية كبيرة يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار في الفروع، حيث ينبع هذا الالتزام من إدراكنا أن التفاصيل الدقيقة التي لا تبدو واضحة يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في الإنفاق بين الأفراد في جميع أنحاء دولة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن «رويا» كمصرف إسلامي، يؤمن بأهمية الوضوح والشفافية، ويرفض المعلومات أو التفاصيل الغامضة وغير الواضحة، مهما كانت صغيرة أو قد تبدو غير مهمة.
ووفقاً لـ المهيري، فإن «رويا» يقدم منتجات وخدمات حصرية متوافقة مع الشريعة الإسلامية من دون حد أدنى للرصيد أو رسوم مخفية وإمكانية فتح حساب في أقل من 5 دقائق فقط، حيث تساعد تلك المنتجات المتعاملين على اتخاذ قرارات مسؤولة مالياً والانطلاق برحلتهم المالية، خصوصاً في ظل تقديم الدعم والمساعدة للمتعاملين عبر الفروع وجهاً لوجه.
الأفضل للشركات
ويرى المهيري، أن الاعتقاد بأن البنوك الرقمية هي بنوك للأفراد فقط هو اعتقاد خاطئ، إذ أن البنوك الرقمية بالتأكيد هي الحل الأفضل للشركات، إذ توفر حلولاً وخدمات مخصصة للشركات، من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية الرائدة ومقدمي الخدمات التكنولوجية لتعزيز الحلول المصرفية الرقمية، كاشفاً عن تطوير وتعديل عروض ومنتجات «رويا» لتلبية احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه التحديد في دولة الإمارات، بالإضافة إلى عقد شراكات راسخة مع القطاعين العام والخاص لتعزيز الثقافة المالية وريادة الأعمال.
وقال المهيري: إن فروع «رويا» صممت لتكون بمثابة مراكز تعاونية توفر ورش عمل للتعليم والتثقيف المالي، وخدمات استشارية مخصصة، ومساحات عمل مشتركة لتشجيع ودعم ريادة الأعمال المحلية، وتعزيز علاقات المتعاملين وأيضاً المشاركة المجتمعية، ودعم مبادرات الأعمال المحلية، واستضافة الفعاليات والأنشطة التي تلبي متطلبات المجتمع وتدعم النمو المالي للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، مبيناً أن هذه المراكز ستسهم بالتأكيد في سد الفجوة بين الخدمات المصرفية الرقمية والتقليدية، وتعزيز تجربة مصرفية تركز على المجتمع وقيمه الأصيلة.
الرقابة الشرعية
ورداً على سؤال عن إمكانية أن تشكل الرقابة الشرعية في المصارف الإسلامية عائقاً أمام دمج التكنولوجيا المتطوّرة والمبادئ الأساسية للتمويل الإسلامي، أجاب مروان عبيد المهيري، نائب رئيس مجلس إدارة رويا، بأن الرقابة الشرعية لا تشكل أي عائق أمام التطور التكنولوجي، بل العكس تماماً، حيث إن الدمج بين المنتجات المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والتطور التكنولوجي يساعد على تقديم هذه المنتجات بأسلوب حديث ومتطور، حيث يستطيع المتعامل إنجاز جميع معاملاته المصرفية بمنتهى السرعة والسهولة والأمان، مع الحفاظ في نفس الوقت على القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات ومبادئ الشريعة الإسلامية. 
وقال: إن «رويا» كمصرف رقمي إسلامي، يستفيد من التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات الرقمية والمنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من خلال الموقع الإلكتروني، وتطبيق «رويا» الإلكتروني الذي يشكل منصة رقمية متطورة تتيح للجمهور استخدام خدمات المصرف من أي مكان وفي جميع الأوقات بمنتهى الأمان والسهولة، ودون الحاجة إلى زيارة الفروع. 
وتابع: كما أننا نؤمن بأن الابتكار التكنولوجي هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للبنوك الإسلامية، لأنه يضمن توفير رحلة متعامل سلسة ومريحة، ويمكّن من تعزيز وتطوير المنتجات وتوفير التحديثات المستمرة المتعلقة بالخدمات، بالإضافة إلى مواكبة التطورات الحديثة في القطاع المالي حول العالم، منوهاً بأن الخدمات الرقمية التي نقدمها تمكّن المتعامل من الوصول إلى الحسابات وإجراء جميع المعاملات من خلال الهوية الإماراتية أو الهوية الرقمية فقط، وتحافظ هذه الخدمات على درجة عالية من الامتثال مع متطلبات مصرف الإمارات المركزي لضمان الثقة والمصداقية.

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التمويل الإسلامي الإمارات الشریعة الإسلامیة التمویل الإسلامی فی دولة الإمارات من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تواصل استجابتها الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة

خالد عبدالرحمن، عبد الله أبو ضيف، أحمد عاطف (أبوظبي، القاهرة)

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الاستجابة الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة، سعياً لتخفيف وطأة الأوضاع الكارثية هناك.
وضمن هذه الرسالة الإنسانية الراسخة، أرسلت دولة الإمارات أكثر من 78122 طناً من الإمدادات الإغاثية العاجلة، تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.
كما قدمت دعماً إغاثياً بقيمة تجاوزت 1.5 مليار دولار أميركي، حيث تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعماً لغزة، وفقاً لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا».
كما استقبلت 2630 مريضاً ومصاباً مع مرافقيهم، بينهم مرضى سرطان، تم إجلاؤهم إلى الإمارات عبر 25 رحلة جوية لتلقي الرعاية العلاجية في مستشفياتها.
وقدم المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح والمستشفى العائم في مدينة العريش المصرية، أكثر من 72 ألف خدمة طبية لأهالي القطاع.

حملة تطعيم
نفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي إطار الجهود لتأمين الاحتياجات الأساسية، تم إنشاء 6 محطات تحلية تنتج مليوني جالون مياه يومياً، يجري ضخها إلى قطاع غزة، لتوفير مياه الشرب النقية للمتضررين.
كما تم تشغيل 30 مخبزاً آلياً ويدوياً لإنتاج الخبز يومياً، إضافة إلى 30 مخبزاً مجتمعياً وتكية خيرية تعمل على تقديم الوجبات الساخنة يومياً لنحو 100 ألف شخص.
وتُبرز هذه الجهود التزام الدولة بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في أوقات الحاجة، وستواصل تقديم هذا الدعم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.

خبراء لـ«الاتحاد»: الإمارات لا تدخر جهداً لإيصال المساعدات إلى القطاع
أوضح أحمد حسني، المتحدث باسم حركة «فتح» في قطاع غزة، أن دولة الإمارات لا تدخر جهداً في البحث عن حلول لإيصال المساعدات إلى أهالي غزة رغم الحصار الشديد المفروض على القطاع، مشيداً بدورها المحوري في الحد من الأزمة الإنسانية بشتى الوسائل.
وذكر حسني، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، أن الإمارات اعتمدت، عبر مبادرات مثل «الفارس الشهم» و«طيور الخير»، على الإسقاط الجوي، بالإضافة إلى استخدام المعابر البرية، وقد تبعتها في ذلك مصر والأردن ودول أخرى، مشيراً إلى استمرارية عمليات الإمداد منذ نوفمبر 2023، عبر مئات القوافل والطائرات والسفن، مما يمثل شريان حياة لمئات الآلاف من الأسر الفلسطينية، في ظل الحصار غير المسبوق، وعمليات التجويع الممنهجة. 
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لاقت ترحيباً واسعاً من أهالي غزة الذين وجدوا في الإمارات سنداً عربياً حقيقياً، موضحاً أن الشهادات التي نقلها سكان القطاع تؤكد حجم الدور الإماراتي في سد الفجوة الإنسانية، خاصة مع تعطل أو تأخر المساعدات من جهات أخرى.
ونوه حسني بأن الإمارات قدمت مثالاً فريداً للإغاثة الفعالة، حيث شكلت مساعداتها ما يقارب نصف حجم المساعدات الدولية الموجهة إلى غزة، بفضل حراك دبلوماسي فاعل قادته مع جهات دولية، مما أسهم في تجاوز العوائق الأمنية والسياسية.

نموذج بارز 
أكد حابس الشروف، مدير مركز أبحاث الأمن القومي الفلسطيني، أن الشعب الفلسطيني يثمن عالياً كل جهد عربي أو إسلامي في تقديم العون، سواء قبل أو بعد السابع من أكتوبر 2023.
وبيّن الشروف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المساعدات الإماراتية مثلت نموذجاً بارزاً للدعم المستمر، من خلال مبادرة «الفارس الشهم 3» التي أسست مستشفيات ميدانية، وقدمت الرعاية الصحية داخل غزة وفي الإمارات، حيث لا يزال عدد من الجرحى يتلقون العلاج في مستشفيات الدولة.
وأشار إلى أن عمليات الإسقاط الجوي التي نفذتها الإمارات أسهمت بشكل كبير في التخفيف من آثار الأزمة الإنسانية، عبر إسقاط آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية، مؤكداً أن المساعدات الجوية عززت الاستجابة الإنسانية، خاصة بالتنسيق مع دول أخرى، مثل الأردن، مما وسع نطاق التأثير الإنساني، وكرس أهمية التعاون الدولي.
وشدد الشروف على ضرورة تطوير آلية تنفيذ عمليات الإسقاط الجوي، نظراً للتحديات اللوجستية التي تواجهها، مثل سقوط الشحنات في مناطق القتال أو في البحر، وصعوبة وصول السكان إليها.

أخبار ذات صلة 8 عوامل تحفز استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة الإمارات تطلق حواراً دولياً لإعادة صياغة مستقبل الإعلام

مقالات مشابهة

  • بدعم من دولة قطر.. بدء تدفق الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى سوريا عبر تركيا
  • القطاع البحري ركيزة أساسية في اقتصاد الإمارات
  • الإمارات تواصل استجابتها الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة
  •  “الإمارات لريادة الأعمال” توقع مذكرة تفاهم مع مصرف رويا الإسلامي
  • الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة بمشاركة فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا
  • الإمارات.. جهود دبلوماسية استثنائية لرفع الحصار عن قطاع غزة
  • أمريكا تضع خططا شاملة لاستيعاب العملات الرقمية بدعم من ترامب
  • الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في قطاع غزة
  • مزاد صكوك الخزينة الإسلامية لشهر يوليو يحقق عطاءات بقيمة 5.35 مليار درهم
  • الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في غزة