عقدت الأكاديمية المهنية للمعلمين، عبر تطبيق «zoom»، ورشة عمل بعنوان «استكشاف آفاق المستقبل: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين المعلمين من صنع جيل جديد من المفكرين».

وأوضحت الدكتورة زينب خليفة مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، أن الورشة تأتى في إطار سعي الأكاديمية المهنية للمعلمين لاستيفاء متطلبات ملف التقدم لتكون مركزاً معتمداً من الفئة الثانية لمنظمة اليونسكو في مجال التنمية المهنية للمعلمين، ومن متطلبات التقدم ضرورة عقد مجموعة من ورش العمل الإقليمية عن بعد، والتي تتم من خلال جلسات حوارية مع ممثلي الجامعات والمراكز البحثية والهيئات الدولية المتعاونة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مثل مراكز اليونسكو المعتمدة بالدول العربية، واليونيسيف، حيث تناول الحوار موضوعات تخص مناقشة قضايا التعليم وآليات تطويره، والأدوار المستقبلية للمعلم ومتطلبات تنميته مهنيا، وسبل توظيف التكنولوجيا في التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي وغيرها.

دور الذكاء الاصطناعي في التعليم أثناء حالات الطوارئ               

وتناولت الورشة محاور الذكاء الاصطناعي في التعليم أثناء حالات الطوارئ والأزمات، وتكييف طرق التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير المنهج، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وخارطة طريق تطبيقية للذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وشارك في الورشة ما يقرب من 300 مشارك من أعضاء هيئة التعليم بالتربية والتعليم والتعليم الفني، وعدد من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية والعربية والمراكز البحثية والمهتمين بالعملية التعليمية من مختلف الدول العربية، ومنها (مصر، الكويت، ليبيا ، عمان ، السعودية، السودان ، الأردن، العراق، سوريا، لبنان).

توصيات الورشة

وجاء توصيات الورشة انطلاقا من جهود وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتحسين العملية التعليمية بجميع عناصرها باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لاستكشاف آفاق المستقبل وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي تمكين المعلمين من صنع جيل جديد من المفكرين، والتي انتهت إلى التالى:

ـ توفير التدريب الشامل للمعلمين: يجب تنظيم ورش تدريبية مكثفة للمعلمين حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على كيفية دمجها في المناهج الدراسية وتوظيفها لتعزيز تجربة التعلم.

ـ تطوير بنية تحتية تقنية متقدمة: يتعين على المؤسسات التعليمية تحسين شبكات الاتصال بالإنترنت وتأمين الأجهزة اللازمة مثل الحواسيب والأجهزة اللوحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان تشغيل سلس وفعّال للتطبيقات الذكية.

ـ تحليل البيانات التعليمية: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التعليمية الكبيرة لتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، مما يساعد المعلمين على تخصيص المناهج وتقديم دعم فردي يلبي احتياجات كل طالب.

 ـ تبني أنظمة التعلم التكيفية: اعتماد منصات التعلم التكيفية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب تعليمية مخصصة استنادًا إلى احتياجات الطلاب الفردية، مما يعزز الفعالية والكفاءة في تحقيق أهداف التعلم.

ـ تحسين محتوى التعليم التفاعلي: تشجيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير محتوى تعليمي تفاعلي مثل الفيديوهات التعليمية والمحاكاة والألعاب التعليمية لجعل عملية التعلم أكثر متعة وجاذبية.

ـ دعم التعلم المخصص والشخصي: توظيف خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات مخصصة لنشاطات التعلم والموارد والتقييمات استنادًا إلى نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، مما يحسن من نتائج التعلم.

ـ تعزيز الوصول الشامل إلى التعليم: تطوير أدوات وتطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير فرص تعلم شاملة ومتاحة للجميع في أي وقت ومكان، مما يدعم الاستدامة والتعلم المستمر.

ـ تحسين الإدارة والإشراف التربوي: استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات التخطيط والتنظيم التربوي، ودعم المعلمين بالإشراف والتوجيه، وتطوير برامج التدريب المهني المستمر.

ـ تحفيز الابتكار في طرق التدريس: تشجيع المعلمين على تنويع طرق التدريس باستخدام الذكاء الاصطناعي لتطبيق التعلم المتمحور حول المتعلم بشكل أكثر فعالية.

ـ مراقبة وتقييم الأداء باستمرار: اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل بيانات الأداء التعليمي بانتظام، واستخدام النتائج لتحسين الاستراتيجيات والخطط التعليمية بشكل مستمر.

ـ تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي: الالتزام بمبادئ وضوابط أخلاقية عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على النزاهة والشفافية والمسؤولية الاجتماعية.

ـ الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في حالات الطوارئ: تطوير خطط وإجراءات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لضمان استمرارية التعليم خلال حالات الطوارئ والأزمات، مع التركيز على توفير الدعم النفسي والتعليمي للمتعلمين المتأثرين.

وقد شارك فى محاضرة الورشة الدكتور محمد شلتوت أستاذ تكنولوجيا التعليم وخبير دمج الذكاء الاصطناعى فى التعليم

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التربية والتعليم التعليم الجامعات الدول العربية الأکادیمیة المهنیة للمعلمین الذکاء الاصطناعی فی التعلیم حالات الطوارئ

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي الحواري .. طفرة في منظومات العمل الرقمية

العُمانية :

الراصد لما يشهده العالم اليوم من تحولات جذرية في البنية التقنية المعاصرة يجد أن طفرة الذكاء الاصطناعي الحواري باتت تحتل موقعًا محوريًّا في منظومات العمل الرقمية على مستويات كثيرة، خاصة المجتمعية منها، ويتجسد ذلك في الأدوات المساعدة الذكية مرورًا بتطبيقات تحليل البيانات والتواصل البشري المُعزز.

وفي هذا السياق، يشير الخليل بن أحمد العبدلي، مدرب أدوات الذكاء الاصطناعي، إلى قراءة تحليلية لواقع الذكاء الاصطناعي الحواري من حيث مكانته في البنية التقنية الحالية، وأبرز استخداماته الفعلية، وحدوده التقنية القائمة، ويستعرض في سياق حديثه التحديات المرتبطة بثقة المستخدمين في المحتوى الذي يُنتجه الذكاء الاصطناعي وقضايا الخصوصية.

في بداية حديثه، يقول الخليل العبدلي: الذكاء الاصطناعي الحواري، على وجه الخصوص اليوم، يُمثّل أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما يُعد نقطة تحول واضحة في العلاقة بين الإنسان والآلة. ونحن لا نتحدث فقط عن برامج قادرة على الرد، بل عن نماذج لغوية ضخمة قادرة على توليد نصوص ومحتوى بناءً على السياق، والتفاعل مع المستخدم بلغة طبيعية تُقارب الأسلوب البشري.

وأضاف أنه من خلال تجربتي في تطوير المحتوى باستخدام هذه الأدوات، يمكن القول إننا أمام منصة معرفية تشاركية ضخمة تتجاوز الاستخدام التقليدي للتقنية، فبدلًا من الاكتفاء بمحركات بحث تُعيد لنا نتائج، أصبحنا نتفاعل مع نموذج يتعامل مع السؤال، ومن ثم يقترح إجابات وتفسيرات، ويُعيد صياغة الفكرة بطرق متعددة.

ومن خلال سؤال معرفي طرحه العبدلي ويتجسد في: "هل هو ثورة معرفية؟"، أجاب: أعتقد بأن الوصف دقيق إذا تحدثنا عن التأثير السلوكي والمعرفي، لكن يجب أن نكون حذرين في الوصف، لأنه في النهاية يعتمد على بيانات موجودة، ولا يمتلك فهمًا أو وعيًا حقيقيًّا، لذا أُفضل وصفه بأنه "تطور جوهري في أدوات المعرفة". أما التحول من البحث النصي إلى الحوار الذكي، فهو ليس فقط نقلة تقنية، بل نقلة في منهج الوصول إلى المعلومة. نحن لم نعد نبحث فقط، بل نتحاور ونفكّر بصوت عالٍ مع الآلة، وهذه نقلة تستحق التوقف عندها.

وفيما يتعلق بالاستخدامات الفعلية لهذه المنصات وحدودها التقنية، وضح أن الاستخدامات تتنوع بشكل كبير، وتعتمد بشكل أساسي على طبيعة المستخدم؛ فالفرد قد يستخدم المنصة في صياغة رسائل، وتلخيص مقالات، أو حتى تطوير أفكاره الخاصة. أما المؤسسات، فهي تستفيد منها في إدارة المعرفة وأتمتة بعض المهام مع دعم فرق العمل أو حتى إعداد المحتوى التدريبي والتسويقي.

ويشير إلى أنه من واقع ما أراه أثناء التدريب على سبيل المثال، فإن الأكاديميين يستخدمون هذه النماذج لتحسين جودة الإنتاج العلمي، ويستفيد منها المبرمجون من أجل تصحيح الأكواد وتوليد أجزاء منها بسرعة، بينما تلجأ الجهات الإدارية إليها لتسريع إعداد التقارير أو الردود الرسمية. لكن هذه المنصات، رغم كفاءتها العالية، لها حدود تقنية ومعرفية؛ فهي لا تملك فهمًا عميقًا للسياق الثقافي، وقد تخلط في أحيان مختلفة بين مفاهيم متشابهة في اللغة لكنها مختلفة في الاستخدام، كما أن دقة المعلومة تعتمد على طريقة الصياغة ومدى وضوح الهدف، وهناك أيضًا تحدٍّ مرتبط بقدرتها على فهم السياقات القانونية أو الأخلاقية الدقيقة، ولهذا، لا يمكن الاعتماد عليها كبديل نهائي، وإنما كمساعد ذكي يتطلب مراجعة بشرية واعية.

ويتطرق العبدلي إلى الثقة في المحتوى وقضية الخصوصية في هذا الجانب، ويشير بقوله: "من وجهة نظر علمية، النماذج اللغوية التوليدية، مثل ChatGPT أو Gemini، تعتمد على بنية تنبؤية تعتمد على الإحصاء وليس على الفهم المنطقي أو الإدراك البشري فتقوم بتحليل المدخلات وتوليد المخرجات بناءً على احتمالية الكلمات المناسبة، وليس بناءً على "نية" أو "وعي" حقيقي، لذلك، مسألة الثقة يجب أن تُبنى على فهم لطبيعة هذه النماذج، ولا يُنصح بالاعتماد عليها في القرارات المصيرية أو المجالات التي تتطلب دقة عالية، مثل الفتوى أو الطب أو القضاء، إلا بمشاركة بشرية دقيقة.

أما الخصوصية، فهي من أهم النقاط التي أؤكد عليها دائمًا في تدريبي؛ فبعض النماذج تجمع بيانات الاستخدام لتحسين الأداء، وبعضها يُتيح وضع الخصوصية أو التشغيل دون تسجيل، لكن التحدي الحقيقي يكمن في وعي المستخدم ومدى إدراكه لنوع المعلومات التي يُدخلها، وهنا تظهر الحاجة لمهارات "الأمان الرقمي" التي باتت جزءًا من الثقافة العامة في العصر الحالي".

ويتطرق العبدلي إلى الاستخدام الأمثل وهندسة الأوامر الفعّالة في هذا الأمر، مؤكدًا على أن حسن التفاعل مع هذه المنصات لا يتوقف على معرفة التقنية، بل على قدرة المستخدم في صياغة السؤال بشكل دقيق وواضح.

ووضح أن ما يسمى اليوم بـ "هندسة الأوامر" هو مهارة قائمة بذاتها؛ فالمستخدم الذي يصيغ طلبه بلغة عامة يحصل على إجابة سطحية، أما الذي يحدد السياق مع الدور المتوقع من النموذج، مرورًا بنوع الإخراج المطلوب، فإنه يوجّه الذكاء الاصطناعي لإنتاج مخرجات عالية الجودة.

وأضاف: أنا شخصيًّا أستخدم نموذجًا هندسيًّا لتعليم هذه المهارة، يتضمن: تحديد المجال، وتوضيح الهدف، وتحديد العناصر المطلوبة، مع توجيه النموذج لدور معين، ووضع حدود أو استثناءات. والفرق بين المستخدم المبتدئ والمحترف يظهر بوضوح في النتائج؛ فالمبتدئ يطلب إجابة، أما المحترف فيطلب نتيجة مبنية على فهم منهجي مدروس.

ويتطرق في سياق حديثه إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي الحواري وتأثيره القطاعي، ويقول إن المستقبل القريب يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي الحواري سيكون جزءًا من النسيج العملي للمؤسسات، وليس مجرد إضافة تقنية.

ففي التعليم -على سبيل المثال لا الحصر- يمكن استخدامه كمساعد للمعلم، كونه يوفّر مصادر إضافية، ويقدّم تغذية راجعة للطلبة، كما يُخصّص المحتوى بناءً على مستوياتهم. أما في القانون، فيمكن أن يُستخدم في تحليل العقود، وصياغة المسودات القانونية، أو حتى مراجعة الأحكام القضائية، وفي الإعلام استُخدم فعليًّا في إعداد المحتوى الإخباري وصياغة العناوين ومراجعة التقارير. لكن هذا الانتشار يجب أن يُقابله تنظيم تشريعي واضح يضمن في الوقت ذاته حقوق المستخدم، كما يحدّ من سوء الاستخدام، خصوصًا في المجتمعات التي ما تزال في بدايات التحوّل الرقمي. ومن المهم، من هذا كله أيضًا، أن يُصاحب هذا التوسع استثمارٌ في بناء قدرات بشرية قادرة على التفاعل مع هذه الأدوات، لا كمستخدمين فقط، بل كمطورين وموجّهين لها.

ويُقدّم العبدلي رؤيته العلمية في هذا الجانب فيقول: "من خلال تجربتي في التدريب وبناء المشروعات باستخدام هذه المنصات، أستطيع أن أقول إن ثمة ثلاث نقاط مهمة يجب العمل عليها فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي الحواري، وهي: البدء بالتجربة مع عدم الاكتفاء بها؛ فالمعرفة النظرية مهمة، لكن التجريب العملي يكشف جوانب لم تكن واضحة في الشرح على سبيل التوضيح، مع العمل على تعلّم هندسة الأوامر؛ فهذه المهارة ليست رفاهية، بل شرط للاستفادة العميقة من النماذج، أضف إلى ذلك الحذر في التعامل مع البيانات؛ فالمنصات عمومًا لا تفرّق بين محتوى عادي وحساس، لذلك فمسؤولية الخصوصية تقع عليك كمستخدم أولًا، ويجب ألّا يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي كبديل للفكر البشري، بل كشريك يُساعد على الوصول لفكرة أو نتيجة، بشكل أسرع وأدق".

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يكشف خطر الإصابة بالسكري قبل الأعراض
  • الذكاء الاصطناعي الحواري .. طفرة في منظومات العمل الرقمية
  • أبل تلمح إلى استثمار كبير في الذكاء الاصطناعي
  • المراكب في مصر القديمة .. ورشة تعليمية بـ متحف شرم الشيخ
  • مدير التعليم بالغربية: تنسيق كامل بين الإدارات التعليمية والجهات المعنية لتجاوز أي عقبات محتملة
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي (2/5)
  • اختتام ورشة حول الإسعافات الأولية ومكافحة الأمراض الوبائية بالأمانة
  • «النيابة العامة» تنظم ورشة تدريبية لأعضاءها حول فن المرافعة في ليبيا.. صور
  • 11فنانا يختتمون ورشة "منظور عمان " للألوان المائية
  • عمان الأهلية تشارك في أبو ظبي ببرنامج تدريبي للذكاء الاصطناعي عن التعليم والتعلّم