الشبكة المعادية للمجتمع.. فيلم جديد عن كراهية الإنترنت
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
تعرض منصة "نتفليكس" حاليا الفيلم الوثائقي "الشبكة المعادية للمجتمع" (The Antisocial Network) وذلك بعد عرضه في مهرجان ساوث باي ساوث ويست الفني، وترشحه لجائزة الجمهور.
الفيلم من إخراج جورجيو أنجيليني وآرثر جونز، ويتناول بالتحليل واحدة من أشهر المنصات الإلكترونية في عصر ما قبل فيسبوك وتُدعى "4 شان" (4 Chan) والتي تعتبر بمثابة الأب الروحي لـ"تيك توك".
يعيدنا "الشبكة المعادية للمجتمع" إلى بدايات الألفية الثالثة، بالتحديد عام 2003، عندما أصبح الإنترنت في متناول جيل الألفية (الجيل الذي ولد أبناؤه بين عامي 1981 و1996 وتعرفوا على الإنترنت في سن المراهقة). في تلك الآونة، انتشرت المنصات الإلكترونية التي تجمع أصحاب الميول الواحدة، وتسمح لهم بالتعبير عن أنفسهم بأريحية لا تتوافر في المجتمع الحقيقي.
وتدور الأحداث بدايات الألفية وعالم ما قبل فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي التي توالت من بعده، حيث كانت السطوة واليد العليا للمنتديات والمواقع المتخصصة والمدونات، ويعد "شان 2" الياباني أحد أشهر هذه المواقع وقد بدأ على هذه الشاكلة وتحول إلى قوة سياسية تتحرك على أرض الواقع.
وعام 2003، سرق شاب أميركي أطلق على نفسه اسم "موت" (Moot) أكواد "شان 2" وقدم نسخته الخاصة تحت عنوان "فورتشان" الذي بدا كخليط بين المنتديات وإنستغرام، واستحوذ على اهتمام فئة واسعة من الشباب الذين فعلوا أي شيء لجذب الاهتمام لمحتواهم.
وعلى غرار الكثير من المنصات الأخرى، التقى المشتركون على أرض الواقع بعدما تعارفوا في العالم الافتراضي، وتحولت لقاءاتهم إلى ما يشبه التجمعات السياسية، ثم خرجت الأمور ببساطة عن سيطرة "موت" -واسمه الحقيقي كريستوفر بول- والذي حاول منع أعضاء موقعه من الأعمال التخريبية سواء على الإنترنت أو على أرض الواقع.
وخرجت مجموعة من روّاد "فورتشان" عن السيطرة، وهاجموا العديد من المؤسسات الأمر الذي دفعهم للتمرد ومهاجمة عدة حركات مجتمعية، ككنيسة "سينتولوجيا" التي تعتبر من أكثر الحركات الدينية الحديثة إثارة للجدل، بالإضافة إلى وضع حد للإعلامي الأميركي اليميني هال ترنر.
وساهمت تلك الشبكة الاجتماعية وغيرها في بدء ظاهرتين مستمرتين حتى يومنا هذا وهما "القرصنة، المعلومات الزائفة". ففي المجتمعات الإلكترونية شبه المنغلقة على ذاتها، تنافس المشاركون على قرصنة مواقع إلكترونية أخرى، حتى وصل الأمر إلى قرصنة مواقع حكومية "دعما لقضايا في صالح الشعب".
وعلى الجانب الآخر، كانت ظاهرة المعلومات الزائفة -فيما يبدو- وليدة للرغبة في لفت الانتباه، الأمر الذي بدأ عندما كانت "فورتشان" لا تعرض سوى المحتوى الذي يشتبك معه الزوار، فاستمرت انتشار المعلومات الزائفة حتى ساهم في إنشاء وإنماء نظرية المؤامرة الشهيرة "كيو أنون" (QAnon) وهي باختصار نظرية مؤامرة يؤمن أتباعها بوجود مجموعة سرية دولية من عبدة الشيطان والمتحرشين بالأطفال يحكمون العالم ويسيطرون على وسائل الإعلام وهوليود والسياسيين.
وغذى هذه النظرية شخص يُدعى "كيو" على منصة "فورتشان" والذي كشف الفيلم عن كونه مجموعة من الأعضاء وليس شخصا واحدا.
أفلام كراهية الإنترنتينتمي "الشبكة المعادية للمجتمع" لما يمكن أن نطلق عليه "أفلام كراهية الإنترنت" ومن أشهرها "المعضلة الاجتماعية" (The Social Dilemma) الذي تناول التأثير الخطير للشبكات الاجتماعية على البشرية، وعُرض على منصة "نتفليكس" عام 2020 وتصدر قائمة الأعلى مشاهدة عالميا وفاز بعدة جوائز.
وتتناول هذه النوعية من الأفلام مضار الشبكة العنكبوتية، وتأثيراتها السلبية على مستخدميها، والمثير للاستغراب أن مبتكري هذه التكنولوجيا والمنصات يظهرون في هذه الأعمال ليحذروا المشاهدين من الأمر الذي اخترعوه بأنفسهم، بينما تعرض منصة إلكترونية أخرى هذه الأفلام، ويشاهدها المتفرجون على هذه المنصات التي لها كذلك أضرارها الواسعة.
يظهر في "الشبكة المعادية للمجتمع" أعضاء سابقون في "فورتشان" يتحدثون بأريحية عمّا قاموا به من قرصنة وتزييف للمعلومات دون شعور بالذنب أو حتى استخدام لهجة اعتذارية عما فعلوه في مجتمعهم على مدار السنوات.
وتنضوي هذه النوعية من الأعمال على تناقضات غريبة، فهي تكره الإنترنت وتستخدمه في ذات الوقت وتعتبره وسيلتها في إثبات نجاحها، دون أن توضح أن معظم الاختراعات التي عرفتها البشرية اتسمت بذات الازدواجية من الفوائد والأضرار بداية من اكتشاف النار، وحتى تيك توك.
وبينما يدين "الشبكة المعادية للمجتمع" المعلومات الزائفة ونظريات المؤامرة، يغذي في المقابل نظريات أخرى مشابهة كتلك التي ترى في التكنولوجيا وحشا يتربص بالبشرية دون الوضع في الاعتبار الفوائد التي جنتها الحضارة الإنسانية منها.
وحاول الفيلم تقديم كل تاريخ "فورتشان" في إطار لا يزيد على الساعتين، فظهر متخما بالمعلومات والشهادات حول عقدين يمكن اعتبارها الأسرع والأكثر إحداثا للتغيرات في تاريخ الحضارة الإنسانية، وتنقل بين موضوع وآخر بسرعة ودون سلاسة، وفي بعض الأحيان تجاوز عن بعض التفاصيل الضرورية في سبيل تقديم أكبر قدر ممكن من محطات الموقع المستمر حتى الآن، الأمر الذي كان ممكنا تجاوزه ببساطة بتقديم الفيلم على هيئة مسلسل وثائقي مثل الكثير من أعمال "نتفليكس" الأخرى الأقل أهمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما الأمر الذی
إقرأ أيضاً:
الإحصاء الفلسطيني: غزة تعيش في «تعتيم رقمي» بسبب العدوان
أظهر الجهاز المركزي للإحصاء، ووزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي الفلسطيني، في تقرير صدر، اليوم الخميس، بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات، أن قطاع غزة معزول عن العالم بسبب تدمير الاحتلال للبنية التحتية للاتصالات في القطاع.
وذكرت «الإحصاء» و«الاتصالات» في تقرير أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»: «بينما يحتفي العالم بإمكانيات التكنولوجيا لبناء مجتمعات أكثر شمولاً، يقف قطاع غزة المحاصر في مواجهة أبشع أشكال التعتيم والعزل الرقمي، تحت عدوان إسرائيلي متواصل، يستهدف، بشكل ممنهج، البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في محاولة لعزل أكثر من مليوني إنسان عن العالم».
وجاء في التقرير أن الفجوة الرقمية «في القطاع» تحولت من تحدٍ تنموي إلى معركة من أجل البقاء، إذ بات الإنترنت وسيلة أساسية للتواصل وطلب النجدة ورواية الحقيقة، في محاولة لإنقاذ الأرواح وسط حرب إبادة جماعية مستمرة.
وتُظهر نتائج مسح القوى العاملة، الذي نفذه «الإحصاء» خلال شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2024، تراجعاً ملحوظاً في نسب استخدام الإنترنت بين الأفراد.
ووفقاً للبيانات، فإن حوالي 39% من الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فأكثر، لم يتمكنوا من استخدام الإنترنت خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت المقابلة ولو لمرة واحدة على الأقل، بينما بلغت نسبة المستخدمين نحو 61% فقط، بمعزل عن جودة الاستخدام ووتيرته ومدته.
وتمثل هذه الأرقام انخفاضاً كبيراً مقارنة بما قبل العدوان، إذ وصلت نسبة مستخدمي الإنترنت عشية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 80%.
ووفقا للتقرير، فقد طال العدوان الإسرائيلي المحلات والشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبريد، حيث انخفض عدد المحلات المرخصة لدى وزارة الاتصالات والاقتصاد الرقمي بنسبة 43% في عام 2024.
كما أخرج العدوان حوالي ثلثي أبراج الاتصالات الخليوية في قطاع غزة على الخدمة، فخرج على الخدمة حوالي 64% من أصل 841 برجاً تابعاً لشركات الاتصالات الخلوية.
اقرأ أيضاًالأونروا تحذر من تفشي الجوع في غزة واستخدام إسرائيل المساعدات كسلاح حرب
الجارديان: القصف الإسرائيلي على غزة ينذر بتصعيد خطير يبدد آمال وقف إطلاق النار
وزير الخارجية يبحث مع نظيره القبرصي الجهود التى تبذلها مصر لوقف إطلاق النار فى غزة