رغم مرور قرن من الزمان على وفاته، لايزال الكاتب التشيكي، فرانز كافكا، حاضرا بأعماله وسيرته الذاتية في ذهن عديدين حول العالم، ويحظى الكاتب باهتمام لافت على “تيك توك” وبرامج التلفزيون والأعمال الوثائقية والفنية الجديدة التي تتمحور حوله.
ولد كافكا عام 1883 في براغ، عاصمة مملكة بوهيميا، آنذاك، التي كانت جزءا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان الأديب الذي توفي بعمر 41 عاما في الثالث من يونيو عام 1924 يشعر بالغربة كيهودي، إلا أنه تمتع بشخصية مرنة أتاحت له الوصول إلى مختلف الثقافات، وفق تقرير لمجلة “إيكونوميست” عنه.


وقالت المجلة إن هويته المرنة أتاحت له أن يكون جزءا من العديد من التقاليد الأدبية دون أن يقتصر على أي منها، ورغم أنه لا يمكن أن يطلق عليه اسم تشيكي، أو ألماني، أو نمساوي، تحتفي به الثقافات الثلاث. وأحد أعظم إنجازات كافكا الأدبية هو قدرته على التحول اعتمادا على جمهوره، وفق المجلة.
ورغم أن كافكا، الذي يعد من أكثر الكتاب تأثيرا في الأدب الغربي، لم يكتب أبدا في رواياته عن أي شخصية يهودية بشكل صريح، إلا أن اليهود دعموه، وبعض أعماله محفوظة في القدس.
وفي الوقت نفسه، أثار تصويره للعنف مشاعر الكثيرين، من بينهم المؤلفون الإسرائيليون والفلسطينيون.
وقالت المجلة في الذكرى المئوية الأولى لوفاة كافكا إنه لم يكن شخصا اجتماعيا، ويعد رائدا لتيار عبر عن الاغتراب النفسي والاضطهاد في أعماله ومنها “المسخ” و”القلعة” و”كتاب رسائل إلى ميلينا” ورواية “المحاكمة” و”المفقود”.
وباتت هناك مفردات تحمل اسمه مثل “الكافكاوية”، التي أصبحت تسمية للمواقف المبهمة والمعقدة وغير المنطقية، وحتى قيود فيروس كورونا التي طبقت في أغلب البلدان، مثل الحجر الصحي وحظر السفر، جعلت الكثيرين يفكرون في كافكا أيضا.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حقق نجاحا كبيرا.
وتمت مشاهدة منشورات عنه تحت وسم #Kafka على “تيك توك” حوالي ملياري مرة.
وتشرح منشورات علاقته السامة مع والده، التي تم تخليدها في رسالة ألقى فيها كافكا باللوم عليه لكونه شخص “مسيء عاطفيا”.
وبعد قرن من وفاته، لايزال كافكا يتمتع بالجاذبية ليس فقط بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تم إصدار مجموعة من الكتب والترجمات الجديدة عنه، وحتى كتاب عن الإدارة بعنوان “فرانز كافكا وحقائق القيادة”.
وتقيم مكتبة بودليان في جامعة أكسفورد، موطن العديد من مخطوطات الكاتب منذ عام 1961، معرضا خاصا بعنوان “كافكا: صناعة أيقونة”.
وتقول الغارديان إن براغ، المدينة التي ولد فيها، ستحتفل بالذكرى المئوية لوفاته طوال عام 2024، بفعاليات ومحاضرات ومعارض وجولات.
وهناك فيلم سيرة ذاتية يتم التحضير له بعنوان “فرانز” للمخرجة البولندية أنيسكا هولاند، وبطولة الممثل الألماني، إيدان فايس.
ومن المحتمل أن يكون الخلود الأدبي لكافكا بمثابة مفاجأة له، فلم يكن الكاتب مشهورا عندما توفي بمرض السل، بعد عامين من تقاعده من وظيفته في معهد التأمين ضد حوادث العمال في براغ.
ولم يكن له زوجة ولا ورثة.
وفي وصيته، طلب من صديقه المؤلف، ماكس برود، حرق كتاباته غير المنشورة بعد موته، لكن برود فضل، لحسن حظ البشرية، ألا ينفذ وصية صديقه، ونشر كتاباته في العام التالي، ثم عمل بجد على حفظ إرث كافكا.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

ألحان لا تموت.. سيرة محمد الموجي في ذاكرة الموسيقى

 أكد الدكتور أشرف عبدالرحمن، رئيس قسم النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، أن الملحن الراحل محمد الموجي يُعدّ أحد أبرز رموز الموسيقى العربية في القرن العشرين، مشيرًا إلى أن إرثه الفني لا يمكن اختزاله في عدد الأغاني فقط، بل في التأثير العميق الذي تركه في وجدان المستمع العربي.

صوت النيل.. ذكرى رحيل محرم فؤاد صاحب المسيرة الفنية الكبيرةملك الصبا.. إحياء ذكرى رحيل القارئ أبو العينين شعيشع بكفر الشيخ | صورفي ذكرى رحيل ملك الصبا .. تعرف على أبرز المحطات فى حياتهينتمي إلى جيل من المبدعين

أوضح الدكتور أشرف في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر" المذاع على القناة الأولى المصرية، أن محمد الموجي يُعد من الجيل الثالث من الملحنين الكبار، ذلك الجيل الذي حمل على عاتقه تطوير الموسيقى العربية بعد عمالقة الجيل الأول والثاني مثل سيد درويش ومحمد عبدالوهاب. وأضاف أن الموجي كان يتمتع برؤية فنية متجددة، وقدرة على المزج بين الأصالة والتجديد.

تعاون مثمر مع كبار النجوم

من أبرز محطات حياة محمد الموجي الفنية، تعاونه مع كوكبة من نجوم الغناء العربي. وقال عبدالرحمن إن الموجي لحن أكثر من 2000 أغنية، وترك بصمة مميزة مع كل فنان تعامل معه، إلا أن تعاونه مع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ كان الأبرز، حيث شكل الاثنان ثنائيًا موسيقيًا استثنائيًا أثمر عن أغانٍ خالدة مثل "جبار" و"صافيني مرة" و"قارئة الفنجان".

ولفت رئيس قسم النقد الموسيقي، إلى أن الموجي لم يقتصر إبداعه على الألحان العاطفية، بل أبدع أيضًا في الأغاني الدينية والوطنية، مضيفًا أن هذه الأعمال عكست عمق إيمانه بقيمة الموسيقى كرسالة ثقافية وروحية.

بصمة خالدة في وجدان العرب

واختتم الدكتور أشرف عبدالرحمن، حديثه بالتأكيد على أن ألحان محمد الموجي ما زالت تعيش بيننا، وتُدرّس في المعاهد الموسيقية كنموذج على الإبداع والتجديد، مشيرًا إلى أن تأثيره تخطى حدود مصر ليصل إلى كل البلاد العربية، حيث تركت ألحانه أثرًا لا يُمحى في وجدان الشعوب.

طباعة شارك محمد الموجي رحيل الفنان الكبير محمد الموجي ذكري وفاة محمد الموجي

مقالات مشابهة

  • تقرير “ميريد” يسلط الضوء على توجهات المشترين لعام 2025 في سوق العقارات الفاخرة في دبي
  • مجلة أمريكية: حرب “إسرائيل” على إيران فشلت.. وردع طهران تعزز بدلاً من إضعافه
  • ألحان لا تموت.. سيرة محمد الموجي في ذاكرة الموسيقى
  • هل تعمدت مجلة “ليمان” التركية الإساءة للنبي محمد؟
  • كاريكاتير ليمان عن “محمد وموسى” يثير غضب المجتمع التركي
  • الأوقاف تُصدر العدد التاسع من مجلة «وقاية» للتحذير من الغش في الامتحانات
  • شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يجهش بالبكاء أثناء سرده قصته مع “القطة” التي كان يطعمها كل يوم وعندما تعرض لضايقة مالية ردت له الجميل وجاءته بكيس فيه أموال والجمهور يصف الواقعة بالمعجزة الإلهية
  • مدينة تركية تنال لقب “عاصمة الفطور”.. إليك سر المائدة الأسطورية
  • مدينة تركية تتصدر عناوين العالم بلقب “عاصمة الفطور”.. إليك سر المائدة التي جمعت 52 ألف شخص
  • بالفيديو والصور .. الميثاق الوطني يقعد حوارية بعنوان: “التحليل الاستراتيجي الإقليمي في ضوء التطورات الإقليمية العسكرية”