مصادرة الأصول في القانون الدولي بمركز الحوار
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية حلقة نقاشية بعنوان "مصادرة الأصول في القانون الدولي.. .. الاتحاد الأوروبي وروسيا نموذجاً"، لإلقاء الضوء على موقف القانون الدولي من مصادرة أصول الدول ومدي مشروعية مثل هذه القرارات.
وفي سياق ذلك قدم الدكتور هيثم عمران مدرس القانون الدولي والعلوم السياسية بجامعة السويس ورقة عمل تناولت الفرق بين المصادرة والتجميد، وكذلك أنواع الحصانات في القانون الدولي.
وقد تطرق عمران في ورقته إلى اتفاقية الأمم المتحدة لعام 2004 بشأن المسؤولية الدولية، والتي تجرم عملية تجميد، أو مصادرة أصول الدول وذكر أن الاتفاقية لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، كما أشار إلى أن البنوك المركزية تتمتع بحصانات دولية.
وفي اطار متصل أكد مدرس القانون الدولي، أن هناك قوانين داخلية في عديد من الدول منها الولايات المتحدة مثلا تمنع مصادرة الأصول للدول في حين أن هناك دولا، مثل كندا تسمح بمصادرة أصول الدول، وأوضح عمران أنه يحق للدول التي تم مصادرة أصولها رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، وتعد إيران هي الدولة الوحيدة التي لجأت للمحكمة إلا أن دعوتها رفضت.
وأشار عمران إلى أن الوضع في الأزمة الروسية معقد للغاية خاصة أنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم مصادرة أصول دولة لصالح طرف ثالث، فإن القانون الدولي أتاح للدولة أن تجمد أصول دولة أخرى في حالة الحرب معها بهدف تعويض الضرر إلا أنه لم يشهد وجود مثل هذه الحالة.
شارك في الجلسة عدد من الخبراء في القانون الدولي والعلاقات الدولية والعلوم السياسية والاقتصاد من بينهم المستشار حسام علام الذي أوضح أن قرار الاتحاد الأوروبي بمصادرة الدول للأصول الروسية استند على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العملية الروسية في أوكرانيا التي وصفتها بالعدوان، مبيًنا أن هناك دراسة نشرت على موقع الاتحاد الأوروبي من قبل خبراء أوروبيين تبحث عن حلول ومبررات لمصادرة الاتحاد الأوروبي للأصول الروسية بما يتسق مع القانون الدولي وليس القوانين المحلية لذا جاء القرار الأوروبي بتجميد فوائد الأصول الروسية وليس الأصول في حد ذاتها.
في حين أوضحت الدكتورة سماح على الخبيرة في الشأن الاقتصادي ضرورة أن تتبني التكتلات الاقتصادية الجديدة مثل بريكس مواقف رافضة لمثل هذه الإجراءات أحادية الجانب، بينما أشار الدكتور وائل مرسي الخبير في القانون الدولي إلى أن ما تم من إجراءات لمصادرة الأموال هو مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي، ومشيرًا إلى أن الولايات المتحدة والغرب يسعي نحو استنزاف الدول بمثل هذا النمط من العقوبات. وفي هذا الاطار طرح محمد ربيع الديهي مساعد مدير المركز للشؤون اللاتينية ومدير مجلة شؤون لاتينية تساؤلا حول كيف يمكن للدول أن تتخذ إجراءات تمنع هذا النوع من العقوبات خاصة وأنه يمكن أن يصبح ذلك عرفًا دوليًا في المستقبل، مبيًا ضرورة اللجوء إلى مبدأ المعترض الدائم في القانون الدولي.
وقد خلصت الجلسة النقاشية في الختام إلى جملة من التوصيات والنتائج أبرزها أن ما تم من قبل الاتحاد الأوروبي، هو سابقة تاريخية خاصة، وأنه لا يحق لطرف ثالث خلاف طرفي النزاع إقرار أي تدابير قسرية تجاه أي طرف منهم، مما يعني أننا أمام قاعدة عرفية في طور التشكل قد تستخدم ضد عديد الدول لأسباب متنوعة منه على سبيل المثال ملف حقوق الانسان بزريعة ارتكاب جرائم جسيمة لحقوق الانسان في الدولة وهي الحجة التي حاولت من خلالها كندا ان تطبقها ضد المملكة العربية السعودية في 2018.
كما أوصت الجلسة بضرورة أن تقوم عديد الدول بتسجيل اعتراض لدي الأمم المتحدة سوء كان الامر بصورة فردية أو جماعية من خلال المنظمات الإقليمية كجامعة الدول أو تكتل "بريكس" أو من خلال أي منظمة إقليمية أخرى لرفض فكرة تجميد الأصول لصالح طرف ثالث. وكذلك أوصت بضرورة نصوص اتفاقية الأمم المتحدة لعام 2004 للحصانات الدولية وإدخالها حيز التنفيذ للتصدي للتدابير التي تم اتخاذها ومثيلاتها التي تتم ممارستها على دول أخرى.
اقرأ أيضاًفنزويلا.. 10 سنوات من حكومة مادورو في ندوة بمركز الحوار للدراسات السياسية
انطلاق منتدى الحوار الوطني لشباب البرلمان بمركز شباب باسوس في القليوبية تحت شعار "من الشباب للشباب"
المؤتمر: الحوار الوطني أثبت نجاحه في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الفترة الماضية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی القانون الدولی الاتحاد الأوروبی مصادرة أصول إلى أن
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأردنية: استهداف المستشفى الأوروبي بغزة خرق فاضح للقانون الدولي
عمان- أدان الأردن، الجمعة 16 مايو 2025، استهداف إسرائيل المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب غزة، ضمن حرب الإبادة المتواصلة التي تشنها ضد القطاع الفلسطيني، مؤكدة أن الاستهداف يعد "خرقا فاضحا للقانون الدولي".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الأردنية، أدانت فيه "بأشدّ العبارات، استهداف إسرائيل المستشفى الأوروبي في خان يونس بقطاع غزة، وإخراجه بالكامل عن الخدمة".
واعتبرت عمان هذ الاستهداف "خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وانتهاكا واضحا لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949".
وأكدت على "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدين، مواصلة العدوان الإسرائيلي على غزة، واستمرار الاستهداف الممنهج للمدنيين والأعيان المدنية في القطاع، وتدمير المرافق الحيوية التي تقدّم خدماتها الأساسية للغزيين".
كما أكدت الخارجية الأردنية رفضها "مواصلة إسرائيل استخدام الجوع والحصار سلاحين لدفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري".
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية.
وفي السياق، حذرت الخارجية الأردنية من "مغبة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على غزة والضفة الغربية، وتبعاتها على أمن واستقرار المنطقة"، داعية المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية".
وشددت في بيانها على ضرورة أن يلزم المجتمع الدولية إسرائيل بـ"وقف عدوانها على غزة بشكل فوري، وفتح المعابر المخصصة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
كما دعته إلى "تلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها سبيلا وحيدا لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة".
ومساء الثلاثاء، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا وإصابة العشرات، إثر شنه سلسلة غارات عنيفة طالت مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في خان يونس، وفق بيانين لوزارة الصحة وجهاز الدفاع المدني.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، ضاعفت إسرائيل وتيرة الإبادة الجماعية بغزة، بالتزامن مع جولة يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
وخلال الأيام الثلاثة من جولة ترامب التي بدأت الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 260 فلسطينيا، مقارنة بـ78 قتيلا في الأيام الثلاثة السابقة لها، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وتأتي هذه المجازر عقب تصريح ترامب بأن الشعب الفلسطيني في غزة "يستحق مستقبلا أفضل".
وترددت ادعاءات ثبت زيفها في وسائل الإعلام العبرية بشأن تخفيف حدة حرب الإبادة الجماعية خلال جولة ترامب التي استهلها بزيارة السعودية ثم قطر وانتهت بزيارة الإمارات، الخميس.
ومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.