سودانايل:
2025-06-24@08:59:06 GMT

بَوْحٌ لصَدِيقٍ عزيز

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم.

بقلم :بروفيسور مهدي أمين التوم

أخي و صديقي العزيز في رحاب نزوحك و هجرتك القسرية.
شكراً جزيلاً لإعطائك جزءاً من وقتك الثمين للإستماع ل ( المشروع المُقتَرَح لسودان بُكْرَة)..معذرة للطول الذي ربما أزعجك و الذي حَتَّمَه عجزي عن إمتِلاك المقدرة علي القول بما قَلَّ و دَلَّ.و مشكور علي إشارتك بضرورة توفير المقترح نصاً لمن يفضلون القراءة علي الإستماع.

لكن في الحقيقة المقترح متوفر كتابة بالفعل ،و منذ حين ،في عددٍ من الصحف و المواقع الإليكترونية، و قد جاء التسجيل الصوتي متأخراً إستجابة لرغبة أصدقاء يفضلون الإستماع ، لأسباب شتى ، رغم تكلفة القيقات و صعوبة قراءة نصٍ طويلٍ بالنسبة لرجل في مثل عُمري المتأخر !!
إن التخوفات التي أبديتها حول المقترح مفهومة، لكن أظن أن ما يبرر الإقتراح هو أن الوطن علي حَافَّةِ جُرفٍ هاوٍ، و تتناوشه مهددات داخلية و خارجية شتى ، و أبناؤه و بناته و تنظيماته السياسية و المجتمعية في شقاقٍ عميقٍ يتزايد بكل أسف مع الأيام. يضاف إلى ذلك أن مقدراتنا الذاتية تبدو أقصر من حاجة الوطن، و أضعف من أن تكون حاجز صدٍ فَعَّال ضد رياحٍ عاتية تدفعها مطامع إقليمية و رغبات إستحواذٍ أخوية.
لهذا ، و لشعورٍ عميقٍ أننا لن نستطيع وحدنا إنقاذ أنفسنا و بلادنا ، رأيت ، بعد تأمل، أن في إخضاع السودان لإدارة دولية مؤقتة حفاظ علي الوطن أرضاً و هويةً و شعباً، و فرصة لوقف التنازع الذاتي غير المنتج الذي قَتَلَنَا و شَتَّتَنَا في البوادي و الصحاري و المَهَاجِر غير المُرَحِّبَة. و بدا لي أن حدوث ذلك تحت رايات الأمم المتحدة أسلم و أأمن مما يبدو من إرهاصات تدخل أمريكي منفرد ،أو متحالف ذاتياً مع آخرين، بعيداً عن مِظَلَّة الأمم المتحدة التي نحن أعضاء فيها، و حتماً أأمن من تنفيذ مخطط تقسيم السودان إلى خمسة دول متناحرة أو إلى عشرات الكنتونات القبلية و الجهوية التي قد تنتج عن حرب أهلية تكاد بداياتها تكون ظاهرة للعيان.
أما إعتبار البعض أن الوصاية أو الإدارة الدولية المقترحة هي إستعمار جديد أو مُغَلَّف ، فهو تَسَرُّعٌ في الحُكم يعود ربما لعدم إلمام بطبيعة و آليات عمل منظمة الأمم المتحدة، و ربما يعود أيضا لعدم أخذ المشروع المقترح كوحدة متكاملة تستهدف إعادة ترتيب شؤون السودان دستورياً و إدارياً و أمنياً و إقتصادياً، بشكل إختياري، و لفترة زمنية محدودة، مقترح لها عشرة سنوات ، تُمَكِّن الاحزاب و التنظيمات المدنية من التفرغ لترتيب أوضاعها، بعيداً عن الإنشغال بالحُكْم و صراعاته ، لتُطَوِّر رؤاها و تُحَدِّث برامجها، تمهيداً لِحُكْم مدني كامل الدَسَم يعقب فترة الإدارة الدولية المقترحة.. هذا هو المأمول و المُسْتَهْدَف مِن المُقتَرَح الذي يمثل في كلياته جهداً متواضعاً من شخصٍ يخلو بحمد الله من الدوافع و المطامع الشخصية ، إنسجاماً مع نوازع وطنية ذاتية، إن كنتم لا تستكثرونها عليه ، أو دفعاً بقوة جينات آباء كرام غرسوا فيه عشقاً عميقاً للوطن دون مآرب أو إنتظارٍ لعائد...و أُشهِد الله علي ذلك .
و يبقى الود بيننا و التطلع لغدٍ أفضلٍ لوطن نعتز بالإنتماء إليه ، و يهمنا أن يبقى قوياً و مُوَحَّداً و شامِخاً حتى يرث الله الأرض و مَن عليها.
مهدي أمين التوم
القاهرة
8 يونيو 2024 م
mahdieltom23@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟

تعتمد إسرائيل في صد الصواريخ الإيرانية على منظومة مترابطة ومتعددة الطبقات من الدفاعات الجوية، لكن التفوق التكنولوجي لا يعني بالضرورة توافرا كافيا في ذخائر الاعتراض، مما يمثل مشكلة لها وللولايات المتحدة التي تقوم بمهمة الدفاع عنها وقواعدها التي يمكن استهدافها.

ووفقا لتقرير معلوماتي أعدته سلام خضر للجزيرة، فإن نظام "آرو" (حيتس) يقع في قلب المواجهة الحالية بين إيران وإسرائيل، وهو الأكثر تعرضا للضغط من حيث الاستخدام كونه قادرا على اعتراض الصواريخ الباليستية.

ويمر نظام "آرو" بدورة إنتاج معقدة وطويلة حيث تصنع نصف مكوناته من قبل عشرات الموردين في الولايات المتحدة ثم يجمع في إسرائيل. وقد بدأت الخشية من انخفاض مخزونه تطفو للسطح.

نقص المخزون

فقد نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أميركي أن إسرائيل تخاطر بنفاد مخزونها من "آرو-3″، خلال الأسابيع المقبلة، إذا استمرت إيران في إطلاق دفعات من الصواريخ.

ونشرت الولايات المتحدة أنظمة دفاعية متقدمة في إسرائيل من بينها نظام "ثاد"، والذي يعد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطورا في العالم حيث يوفر قدرة إضافية على اعتراض الصواريخ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.

وتنتج شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية صواريخ "ثاد" الاعتراضية، ورغم بقاء معدلات الإنتاج سرية فإن تجميع كل بطارية يتطلب عدة أشهر، وفق التقرير.

وتنتشر في إسرائيل أيضا بطاريات "باتريوت" التي طورتها شركة "رايثيون" الأميركية، وتستخدم عادة لاعتراض الطائرات المقاتلة والمسيَّرة والصواريخ الباليستية متوسطة المدى.

وتحت ضغط المواجهة اليومية وخشية تراجع مخزون صواريخ الدفاع الجوي، دفعت واشنطن بالمزيد من مدمراتها إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر لتعزيز الدفاعات الإسرائيلية.

وتحمل هذه المدمرات عدة أنواع من صواريخ الاعتراض من طرازات "إم إس" من الجيل السادس القادر على اعتراض الصواريخ الباليستية وإسقاطها وغيرها من التهديدات الجوية لاسيما أثناء تحليقها في منتصف المسار فوق الغلاف الجوي.

إعلان

ولا يمكن معرفة حجم المخزون من الصواريخ الاعتراضية الأميركية إلا أنها ستكون أمام تحدي إسقاط الصواريخ المتجهة إلى إسرائيل، وفي حال توسع المواجهة ستقع عليها مهمة حماية المصالح الأميركية ليس في الشرق الأوسط فقط، بل حيث تنتشر القواعد الأميركية في أوروبا وآسيا بشكل خاص.

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح مكتوبة.. حصن المسلم الذي يحفظه من الشرور
  • دعاء أوصى به الرسول.. أهم الأدعية التي كان يرددها النبي
  • مستقبل يلوح لرؤية طموح
  • مصطفى بكري يكشف بنود المقترح المصري - القطري لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • رئيس الشيوخ: الهجرة النبوية وثورة 30 يونيو مناسبتان تلهماننا قيم العمل وحب الوطن
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • إيمان أبو قُورة: حب الوطن من الإيمان.. والهجرة النبوية تغرسه في نفوس أبنائنا
  • محافظ دمشق السيد ماهر مروان: نتابع بقلق واستنكار شديدين التفجير الإرهابي الجبان الذي استهدف كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق مخلفاً خسائر في الأرواح والممتلكات مما يُعدّ اعتداء صارخاً على أمن المواطنين وسلامة الوطن
  • ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟