دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تخاطب الفيلة الإفريقية البرية بعضها البعض باستخدام نداءات فردية تُشبه الأسماء الشخصية التي يستخدمها البشر.

يُعرف أنّ الدلافين تنادي بعضها البعض من خلال محاكاة الصافرة المميزة الخاصة بالدلفين الذين يرغبون بمخاطبته، بينما تخاطب الببغاوات بعضها البعض بطريقةٍ مماثلة.

لكن يُحتمل أنّ الفيلة الإفريقية في كينيا تذهب إلى مدى أبعد من ذلك للتعرّف إلى بعضها البعض.

ويبدو أنّ هذه الفيلة تتعلم وتستخدم النداءات الشبيهة بالأسماء الفردية لمخاطبة الفيلة الأخرى من دون استخدام المحاكاة، وفقًا لدراسة منشورة في مجلة "Nature Ecology and Evolution".

أنثى فيل تقود صغارها بعيدًا عن الخطر في شمال كينيا. Credit: George Wittemyer

والنوع الأكثر شيوعًا من النداءات التي تستخدمها الفيلة هو الدمدمة (rumble)، ويوجد منه ثلاث فئات فرعية. 

وتُستخدم دمدمة الاتصال لاستدعاء فيل آخر بعيد، أو فيل بعيد عن الأنظار، بينما تُستخدم دمدمة الترحيب عندما يكون فيل آخر قريبًا.

ووفقًا للدراسة، تستخدم إناث الفيلة اليافعات أو البالغات دمدمة الرعاية تجاه صغيرٍ يعتنون به.

ودرس الباحثون هذه الأنواع الثلاثة من الدمدمة، باستخدام نموذج التعلم الآلي لتحليل تسجيلات لـ 469 نداء أجرتها مجموعات برية من الفيلة الإناث والصغار في حديقة أمبوسيلي الوطنية ومحميات سامبورو وبافالو سبرينغز الوطنية بين عامي 1986 و2022. 

ويمكن التعرّف إلى جميع الفيلة من خلال شكل آذانها، وتمت مراقبتها بشكلٍ مستمر لعقود من الزمن، وفقًا للدراسة.

وأفاد مؤلف الدراسة الرئيسي، والمتخصص في سلوك الحيوانات، وزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة كورنيل في مدينة نيويورك الأمريكية، ميكي باردو، أنّ الفكرة كانت تكمن في التالي: "إذا كانت النداءات تشمل أمرًا ما مثل اسم، فلا بد أن تكون قادرًا على معرفة الفرد الذي تم توجيه النداء إليه من خلال الميزات الصوتية للنداء ذاته فحسب".

ووجد الباحثون أنّ البنية الصوتية للنداءات اختلفت باختلاف الفرد المستهدف بالنداء.

ونجح نموذج التعلم الآلي في تحديد المتلقي في 27.5% من النداءات التي تمت تحليلها.

وقال باردو لـCNN: "قد لا يبدو الأمر ملحوظًا، لكنه كان أكثر بكثير مما كان سيتمكن النموذج من تحقيقه لو قمنا بتغذيته ببيانات عشوائية فحسب". 

كما أضاف: "هذا يشير إلى أنّ هناك شيء ما في النداءات يسمح للنموذج بتحديد هوية المتلقي المقصود للنداء".

النداء والاستجابة عائلة من الفيلة تحت شجرة في محمية سامبورو الوطنية بكينيا. Credit: George Wittemyer

يبدو أنّ الفيلة لم تكن تقلد صوت الفيل الذي تخاطبه فقط، بحسب ما وجده الباحثون.

ومن خلال مقارنة الاتصالات بين المنادي والمستجيب، إلى جانب طريقة نداء المستقبِلين للفيلة الأخرى، اكتشف الفريق أنّ غالبية الاتصالات التي أجراها الفيل المنادي لا تشبه نداء المتلقي، مقارنةً بما كانت عليه عند مخاطبة الفيلة الأخرى، وفقًا للدراسة.

ومن ثم قام الباحثون بإعادة تشغيل النداءات إلى 17 فيلًا لمعرفة ما إذا كانت الفيلة قد تعرفت على تلك التي كانت موجهة إليها في الأصل، وما إذا استجابت لها.

ووجدوا أنّ الفيلة تستجيب بقوة أكبر للنداء الموجه إليها في الأصل مقارنةً بنداء من المنادي ذاته كان موجهًا إلى فيل آخر.

 وأوضح باردو: "هذا يعني أنّه يمكن للفيلة معرفة ما إذا كان هناك نداء موجه لها فقط من خلال سماع ذلك النداء".

كما أضاف أنّ الدراسة "تخبرنا شيئًا عن القدرات المعرفية للفيلة، لأنه إذا كانت الفيلة تخاطب بعضها البعض بهذه الطريقة، فيعني ذلك أنّها تبتكر أسماءً لبعضها البعض. وهذا يعني وجود مستوى من القدرة على التفكير المجرّد، أي يجب عليها أن تكون قادرة على تعلم صوتٍ عشوائي، وربطه بفيلة أخرى، ومناداة بعضها البعض بالاسم".

ووصف الأستاذ المتخصص في الصوتيات الحيوية بجامعة جنوب الدنمارك، كوين إليمانز، الذي لم يشارك في الدراسة، النتائج بأنّها "مثيرة للغاية، إذ أن استخدام الأسماء بين الحيوانات لم يكن معروفًا".

وشرح إليمانز أنه "في بعض أنواع الحيوانات، مثل الببغاوات، والدلافين، يمكن أن تتمتع بنداءٍ محدد تحاول الحيوانات الأخرى تقليده، لكن هذا لا يعادل اسم الإنسان".

تطور اللغة

عندما كانت الفيلة قريبة من بعضها البعض، كان من المرجح تصنيف نموذج التعلم الآلي لدمدمة الرعاية بشكلٍ صحيح مقارنةً بدمدمة التحية. واقترح الباحثون أنّ مقدمي الرعاية قد يستخدمون الأسماء بشكلٍ متكرر مع الصغار إمّا لتهدئتها، أو لمساعدتها على تعلم الأسماء.

كما تم تصنيف النداء الصادر من الإناث البالغات بشكلٍ صحيح أكثر من النداء الصادر عن الصغار، ما يُشير إلى أنّ الإناث البالغات قد تستخدم الأسماء بشكلٍ أكبر أثناء التواصل بما أنّ تطور هذا السلوك يستغرق أعوامًا، بحسب الدراسة.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أفريقيا الحياة البرية الحيوانات بعضها البعض إذا کان من خلال

إقرأ أيضاً:

الشرطة الألمانية تستخدم العنف وتعتقل متضامنين مع فلسطين

برلين - صفا

استخدمت الشرطة الألمانية في العاصمة برلين العنف ضد وقفة داعمة لفلسطين، واعتقلت عددًا كبيرًا من المشاركين.

وتجمّع مئات المناصرين للقضية الفلسطينية، السبت، في شارع كورفورستيندام، بالقرب من ميدان برايتشايد، للاحتجاج على الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل"، وللفت الانتباه إلى سياسة التجويع الإسرائيلية في غزة.

وردّد المتظاهرون شعارات مناهضة لـ"إسرائيل"، وقرعوا أواني الطعام الفارغة، في إشارة إلى أزمة الجوع بسبب منع "إسرائيل" دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وبعد فترة وجيزة من بدء الاحتجاج طلبت الشرطة من المتظاهرين فض المظاهرة ومغادرة المكان، إلا أنّ المتظاهرين واصلوا الهتاف، واعتصم عدد منهم بالجلوس على الأرض.

وبالتوازي مع ذلك خرجت مظاهرة تضامنية مع فلسطين في ساحة فيتنبرغ ببرلين.

ولجأ المتظاهرون أيضا لطرق الأواني الفارغة للفت الانتباه إلى أزمة الجوع في غزة.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها :"أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة" و"أرسلوا الطعام إلى غزة الآن" و"أوقفوا الجوع في غزة، وأدخلوا الخبز".

كما رفعوا لافتات حملت شعارات من قبيل : "إسرائيل الإرهابية" و"إسرائيل قاتلة الأطفال"، و"الحرية لغزة".

واعتقلت الشرطة 4 متظاهرين على الأقل خلال هذه المظاهرة.

وفي وقت سابق السبت، قالت وزارة الصحة بغزة إن حصيلة الضحايا المجوعين من منتظري المساعدات بلغت "ألفا و422 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف إصابة" منذ 27 مايو/ أيار الماضي.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • 10 أمور قبل الوضوء .. لا يعرفها البعض
  • الخارجية الأمريكية تقترح فرض ضمان مالي يصل إلى 15 ألف دولار لبعض طالبي التأشيرات
  • بعضها مغلق ولا يستحق الدعم.. إسكان النواب: عدد الوحدات المؤجرة بنظام الإيجار القديم يصل لـ 1.6 مليون شقة
  • دمشق تقترح إعفاءات وتأشيرات مشتركة وآلية تعاون لتعزيز العلاقات مع ليبيا
  • النار تأكل بعضها.. “الدعم السريع” تُقدم على تصفية عناصر حليفة لها
  • أكثر من ثلث النواب متغيبون عن جلسة اليوم والرئاسة تكشف الأسماء
  • خصوصية البسطاء ترف الهامش
  • بعضها في مصر وتونس والمغرب.. حكم أوروبي بشأن ترحيل طالبي اللجوء لمراكز احتجاز خارجية
  • الشرطة الألمانية تستخدم العنف وتعتقل متضامنين مع فلسطين
  • الشرطة الألمانية تستخدم العنف وتعتقل متضامنين مع غزة