كتب- عمرو صالح:

كشف الدكتور أحمد جمال، رئيس البرنامج البحثي لمشروع التنمية المستدامة لمحصول "الكاسافا" بديل القمح، عن أخر تطورات البرنامج وما تم التوصل إليه من نتائج حتى الآن.

وقال جمال خلال تصريحات أدلى بها إلى "مصراوي"، إن النتائج التطبيقية بعد عامين من العمل أكدت نجاح زراعة الكاسافا بمحافظة الوادي الجديد، الذي أطلقت عليه منظمة الفاو محصول القرن الواحد والعشرين بسبب القدرة على تحمل الحرارة العالية، فضلا عن كونه ذو احتياجات سمادية منخفضة مما يجعله جذابا لدى المزارعين والمستثمرين.

وأشار إلى أن محصول "الكاسافا" عبارة عن "درنات" تشبه البطاطا، تدخل في دورات تصنيعية، ومن ثمّ يتم خلط الناتج منها مع الدقيق لعمل كافة أنواع المخبوزات التي يدخل فيها القمح كعامل أساسي، كما تستخدم للأغذية الخاصة بمرضى حساسية الجلوتين.

وأوضح أن الكاسافا يعتبر محصول غير تقليدي من الممكن أن يلعب دورا هاما في توفير الأمن الغذائي في مصر، وذلك في ظل التغيرات المناخية الحالية، لافتا إلى أنه جار التجهيز لتجارب زراعته بالأراضي المستصلحة والهامشية بحيث لا ينافس القمح كمحصول غذائي إستراتيجي.

وأكد أن نبات الكاسافا موجود في المناطق الإستوائية مثل: "تايلاند وشرق آسيا ونيجريا وكينيا"، إذ يستخدم لديهم كغذاءً أساسيا، سواء من خلال التقشير أو الفرم.

وأوضح أنه ليس بطاطا كما أشيع، بل عبارة عن درنات تشبه البطاطا فقط، موضحا أنه بعد عملية الفرم لتلك الدرنات ينتج عنها "نشا"، فيما يخرج الدقيق من ناتج التقشير، بعد فرشه ونشره بالشمس.

وتطرق "جمال" إلى لحديث عن تجربة زراعته بمحافظة الوادي الجديد، قائلا: "إن التجربة كانت مزروعة على مساحة نصف فدان فقط، وتجري حاليا دراسات استخراج الدقيق والنشا منه في التجارب الأولية، لاستخراج الدقيق ودراسة خصائص تكوين "العجين" ومن ثمّ تحديد نسب خلطه بالقمح".

وأشار إلى أن كافة مستخرجات هذا النبات مفيدة ولها استخدام، حتى أوراق شجره التي تستخدم كعلف للحيوانات، لافتا إلى أن البرازيل تستخدمه في إنتاج الوقود الحيوي.

وأكد أن البرنامج تناول الاهتمام بهذا المحصول من عدة اتجاهات؛ منها توفير الشتلات وزراعتها، وعقد ندوات إرشادية للتعريف بالمحصول واحتياجاته البيئية والسمادية المختلفة.

وتابع أنه تناول عملية الإكثار سواء الخضري بالعقلة أو من خلال زراعة الأنسجة للوصول إلى أفضل الطرق التي تضمن الحصول على أعلى إنتاجية ممكنة وأعلى صفات جودة للدقيق المستخرج والمنتجات الثانوية الآخرى والتي من أهمها النشا.

اقرأ أيضا:

48 درجة في هذه المناطق.. الأرصاد تعلن خريطة الحرارة الأيام المقبلة

إلغاء إجازات هذه الفئة.. بيان عاجل من "الجيزة" بشأن عيد الأضحى 2024خالية من اللون الأخضر والداكن.. مظاهر على اللحوم يجب تجنبها عند شرائها في عيد الأضحى

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الكاسافا الوادي الجديد القمح الزراعة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران .. قراءة في صعود مشروع جيوسياسي بديل

«عمان»: منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لم تكفّ إيران عن إثارة الحيرة في أروقة السياسة الدولية. دولة بقيت محاضرة بالعقوبات، لكنّها مع ذلك تمدّ ظلّها من شواطئ المتوسط إلى مضيق باب المندب. في كتابه الجديد، «صعود إيران ومنافستها مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط»، يقدم محسن ملاني قراءة دقيقة لما يمكن اعتباره أحد أكثر التحولات الجيوسياسية استعصاء على التفسير في العقود الأربعة الماضية: كيف نجحت إيران، رغم كل القيود، في إعادة رسم خرائط القوة في الشرق الأوسط؟

ينطلق ملاني من افتراض بسيط لكن إشكالي: أن إيران ليست مجرّد دولة، بل مشروع. ويقترح أن فهم هذا المشروع يتطلب تتبّع جذور القطيعة التي نشأت مع الولايات المتحدة، والتي لم تكن نتيجة تصادم لحظي، بل نتاج صراع سرديتين: سردية إمبراطورية عابرة للقارات، وسردية ثورية ترى في الهيمنة الغربية امتدادا للاستعمار. وبذلك، يتحوّل ملاني من تحليل الوقائع إلى تحليل البنية التي تنتجها، من تفسير السلوك إلى تفكيك الأسطورة.

قبل عام 1979، كانت طهران تُعتبر حليفًا نموذجيًا لواشنطن في مواجهة التمدد السوفييتي. لكن الثورة، كما يقول ملاني، لم تكتف بإسقاط النظام، بل أسقطت الرؤية الكونية المصاحبة له. وقد استبدلت إيران الشاهنية بالهوية «المستضعَفة»، وأعادت تعريف الجغرافيا السياسية للمنطقة من خلال بناء شبكات عابرة للدولة، تنظيمات مقاومة، وشبكات دعم أيديولوجي واقتصادي. وهكذا، برز مفهوم «محور المقاومة» ليس بوصفه خطابا تعبويا، ولكن كعقيدة إستراتيجية تتجاوز منطق الدولة التقليدية.

من أبرز ملامح الكتاب أن ملاني لا يسقط في الثنائية الأخلاقية المألوفة: إيران كدولة مارقة، أو كضحية. بل يسرد، بحذر شديد، كيف أن هذا الصعود لم يكن حتميًا، بل جاء نتيجة فراغات صنعتها الولايات المتحدة نفسها. فغزو العراق عام 2003، كما يبيّن المؤلف، لم يفتح المجال فقط لإزاحة نظام معادٍ لطهران، بل مهّد الأرضية لسيطرة إيرانية ناعمة على القرار السياسي الشيعي في بغداد. ومن هناك، بدأت إيران تُمسك بخيوط خارطة إقليمية جديدة، تصل إلى دمشق وبيروت وغزة وصنعاء.

غير أن هذا التمدد لم يكن بلا كلفة. يشير ملاني إلى أن إيران، رغم نجاحها في بناء نفوذ غير متماثل، تواجه تحديات وجودية متزايدة: اقتصاد منهك تحت وطأة العقوبات، احتجاجات اجتماعية متكررة، ومناخ إقليمي معادٍ بشكل متصاعد. وهو يذهب أبعد من ذلك حين يطرح سؤالًا محوريًا: هل تملك إيران القدرة على الاستمرار في هذه اللعبة، أم أن طبيعة استراتيجيتها ـ القائمة على شبكات غير رسمية ـ تحمل بذور انهيارها الذاتي؟

يتميز تحليل ملاني بقدرته على ربط المسارات المتوازية: كيف تتفاعل العقوبات مع الداخل الإيراني؟ كيف تقرأ إسرائيل دعم إيران لحماس وحزب الله؟ لماذا تشكل اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية تهديدا غير مباشر لهذا المشروع؟ وما هي حدود الدور الصيني والروسي في دعم طهران، دون تبنّي مشروعها بالكامل؟

الأهم ربما هو أن الكتاب لا يروّج لفكرة أن إيران تُهدِّد النظام الدولي، بل يطرح احتمالًا مقلقًا أكثر: أن إيران، على عكس ما يُقال، نجحت في صياغة «نظامها الدولي الصغير»، الذي ينافس على الشرعية والامتداد، دون أن يعلن حربًا صريحة. هذا ما يجعل الولايات المتحدة عاجزة عن الحسم، فلا الحرب الشاملة مجدية، ولا التهدئة ممكنة. إنها، بتعبير ملاني، «حرب باردة هجينة»، تخوضها إيران بعقلية الحصار والاختراق، وتردّ عليها واشنطن بالأدوات التقليدية ذاتها التي فشلت في كوبا وكوريا الشمالية.

في الفصل الأخير، يتطرق ملاني إلى البُعد الأخلاقي باعتباره معضلة لصنّاع القرار في الغرب. فالتعامل مع إيران كعدو أبدي يُنتج قصر نظر استراتيجي، لكنه أيضًا يُعمي عن تطورات داخلية في بنية النظام الإيراني: جيل جديد أكثر وعيًا، وصراع صامت بين دوائر الحكم، ومحاولات لتحديث الخطاب من الداخل. هل هذا كافٍ لإحداث تغيير؟ لا يجيب ملاني بوضوح، لكنه يلمّح إلى أن الجمود الحالي يحمل في طياته إمّا الانفجار أو إعادة التموضع.

ختامًا، يقدم «صعود إيران ومنافستها مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط» قراءة ضرورية لفهم عالم يُعاد ترتيبه على وقع التوازنات الهجينة واللاعبين غير الرسميين. لا يسعى محسن ملاني إلى تبرئة إيران ولا إلى إدانتها، بل إلى فهمها، وهو ما يجعل كتابه عملًا نادرًا في زمن الاصطفافات الجاهزة. إنه ليس كتابًا عن إيران فحسب، بل عن أمريكا أيضًا، عن كيف ترى ذاتها من خلال مرآة العدو.

ولا ينقص من هذا الكتاب قراءته في وقت شهدت فيه الأحداث الأخيرة من المواجهة بين إيران والغرب، بل على العكس يبدو الكتاب أكثر أهمية الآن لأنه يساعدنا في فهم إيران من الداخل.

مقالات مشابهة

  • بعد أشهر من الحرمان.. أكياس الدقيق تعود إلى غزة والأمهات ينتزعن ما يسدّ رمق أطفالهنّ
  • «مسلسلات صيف 2025».. قبل طرحه تعرف على قصة وأبطال مسلسل «مملكة الحرير»
  • بني سويف تتخطى المستهدف.. توريد محصول القمح بنسبة 140%
  • قناة عبرية: نتنياهو سيوافق على اتفاق غزة حال طرحه.. ومسؤولون بالليكود: بقاؤنا في القطاع خطأ
  • بعد 5 أسابيع.. تعرف على إيرادات فيلم "المشروع x” لـ كريم عبدالعزيز
  • مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي المنتظر
  • إيران .. قراءة في صعود مشروع جيوسياسي بديل
  • صوامع الغربية تستقبل 150 ألف طن قمح من المحصول الجديد منذ بدء الموسم
  • السورية للحبوب: استلام 212826 طن قمح من محصول 2025 حتى الآن
  • مفاجأة صادمة: المشروبات في زجاجات زجاجية أكثر تلوثًا بالبلاستيك الدقيق