البوابة نيوز:
2025-05-31@11:59:38 GMT

صوت الناس.. إعاقة وفقر تحت سقف واحد

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شاءت الأقدار أن يجتمع المرض والفقر واليُتم تحت سقف منزل واحد، شقيقتان يبلغان من العمر 25 عامًا و 23 عامًا وُلدوا بإعاقة ذهنية حادة جعلتهم يعيشون في حالة من اللاوعي الدائم، فليس هناك تحكم في كميات الأكل أو الحركة أو قضاء الحاجة، الآباء يبذلون كل غالٍ ونفيس من أجل أبنائهم مهما عظمت الظروف وقابلتها التضحيات المحفوفة بالصبر وحرمان الذات، ومهما تفاقمت ظروف الأبناء فليس هناك من يفرط في احتياجات أطفاله خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة منهم، ولكن ما مصير الأبناء بعد وفاة الوالدين؟
توفي الأب والأم في فترات متقاربة منذ 15 عامًا، كانت الشقيقتان "هيام وفردوس إبراهيم فريد" تبلغان من العمر 8 و 10 سنوات، وقد انتقلوا إلى منزل شقيقتهم الكبرى المتزوجة بالقاهرة، ورحبت في بداية الأمر هي وزوجها وعملوا على راحة الجسدين المريضين، لكن مع مرور الوقت أنجبت هذه الأخت أربعة أبناء وزادت احتياجاتهم وكذلك تعين عليهم توفير وقت لهم لراحتهم وللنوم والمذاكرة، ومن المؤسف أن الأطفال تعرضوا لحالات شديدة من الذعر نتيجة التصرفات اللاواعية الصادرة من خالاتهم حيث الصراخ المستمر والحركات المريبة وعدم التحكم الكامل في الكلام والأكل والنوم وقضاء الحاجة، مما خلق حالة ذعر وتشتت وتهيج بالأعصاب لدى الأطفال، وتفاقمت الأمور سوءًا من الناحية النفسية والمادية، فالشقيقتان يحتاجان للحفاضات بشكل يومي وكذلك كميات مهولة من الطعام وجرعات الأدوية ومواعيد الذهاب للمستشفيات وكذلك الرعاية والنظافة الشخصية.


ضافت الأرض بالشقيقة الكبرى وزوجها، فقررا أن يبعثا بالشقيقتين إلى أختهم الأخرى المتزوجة بقرية نائية بالصعيد حيث موطنهم الأصلي، وبعد فترة وجيزة بلغ الوضع أصعب مدى وتعرضوا لإهمال شديد على المستوى الصحي والنظافة الشخصية نظرًا لضيق الحال والظروف المادية التي تعاني منها أغلب الأسر، لذلك تناشد هذه الأسرة المكلومة السلطات ودور الرعاية ورجال الخير أن يتبنوا هذه الحالة الإنسانية التي تؤرق عائلة بأكملها.

تخلى الجميع عن الشقيقتين بسبب ظروف رعايتهما الصعبة وتركوهما لشقيقتهم وردة التي لا تستطيع التعامل مع تلك الظروف، فقد اختارها القدر مرتين لتتكفل بمثل هذه الظروف الصعبة، فقد مكثت معها والدة زوجها سنوات وكانت سيدة عجوز طريحة الفراش تحتاج إلى الحفاضات ولا تستطيع القيام بأبسط الأمور. 

للتواصل المباشر مع الحاجة وردة إبراهيم فريد، رقم التليفون 01122414781

IMG-20240622-WA0013 IMG-20240620-WA0002

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إعاقة ذهنية الظروف الصعبة النظافة الشخصية ذوي الاحتياجات الخاصة دور الرعاية صوت الناس

إقرأ أيضاً:

بحّار ماهر في محيط صاخب

أكّدت التجارب أنّ الظروف الصعبة هي الكفيلة بصنع رجال قادرين على بناء حياة أفضل لهم ولسواهم، وهناك مثل شائع يقول: «المحيطات الهادئة لا تصنع بحّارة ماهرين» ، فالعواصف الشديدة التي تهبّ من كلّ اتّجاه على مياه البحار، والمحيطات، ترفع الموج عاليا، فتتحوّل السفن الضخمة، إلى أوراق قلقة في مهبّ ريح عاتية، وهنا تبرز القدرات الذاتية التي تميّز فردا عن سواه، وتُظهر معادن الأشخاص، وتصقلهم، كما أنّ هذه العواصف تكسب البحّارة خبرة في التعاطي معها، عكس الرياح الهادئة التي تمرّ بهدوء، وسلام، و«الضربات القويّة إذا لم تكسر الظهر تقوّيه» كما يقال.

وتأسيسا على ما سبق، فإنّ الظروف الصعبة التي عاشها العمانيون قبل السبعينيات، وفي بداياتها، أكسبتهم مهارات، وأظهرت قدراتهم، ومنحتهم قوّة في مواجهة منعطفات الحياة، وصعوباتها، والسيد سالم بن ناصر البوسعيدي، الذي غادر عالمنا قبل أيام قليلة، واحد من هؤلاء الرجال الذين حفروا بالصخر، لينبجس ينبوع الماء العذب، لترتوي منه الأجيال الجديدة، فيصدق به الوصف كونه عصاميا، وفي ذلك استدعاء لقول الشاعر العربي:

نفسُ عصام سوّدت عصاما

وعلّمته الكرّ والإقداما

الذي صار مثلا سائرا، ويتضمّن إشارة تُحيل إلى عصام بن شهبر الجرمي الذي نجح بجهوده الشخصية وكفاحه واعتماده على نفسه، دون أن يتكئ على إرث عائلي، أن ينتقل من إنسان بسيط إلى شخصيّة مرموقة في المجتمع لها مكانتها، حتّى صار حاجبا للنعمان بن المنذر حاكم المناذرة، وأشهر ملوك العرب قبل الإسلام، ولم يكن يبلغ تلك المرتبة العالية لولا جدّه واجتهاده، وحرصه على تطوير الذات .

و(عصاميّة) السيّد سالم بن ناصر البوسعيدي، رحمه الله، ظهرت حين أجبرته ظروف أسريّة بعد فقد الوالد إلى ممارسة شتّى الأعمال في سنّ مبكّرة، ليعيل أسرته، ليس فقط بالعمل داخل سلطنة عمان، بل حتى في خارجها، ورغم قسوة تلك الظروف، إلّا أنّ الراحل لم يهمل الدراسة، إيمانا منه بأنّ العلم هو الذي يبني الإنسان، ويدفعه للأمام يقول شقيقه السيد قحطان بن ناصر البوسعيدي عن الراحل «كان يعمل صباحًا ويدرس مساءً، وكان تركيزه منصبًّا بشكل كبير على دراسة اللغة الإنجليزية في مدارس خاصة، كما كان يتابع ويراسل إذاعة تبثّ من هولندا تقدّم دروسًا في اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، وبعد اكتشاف النفط في سلطنة عمان عمل في شركة النفط العُمانية، ووصل إلى درجة كبار موظفي الشركة وابتُعث من الشركة إلى بريطانيا لدراسة الكمبيوتر»، وكانت النقلة الأهمّ في حياته حدثتْ بعد تولّي السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه - مقاليد الحكم في البلاد، فقد «أُبتُعث إلى لبنان لدراسة إدارة المطارات في مطار بيروت، ثم إلى اسكتلندا في دورة لقيادة الطائرات، وشغل موقع مدير الطيران المدني تمت ترقيته إلى وكيل وزارة المواصلات، ثم عُيّن وزيرًا للمواصلات، وقد ناب عن السلطان قابوس – طيّب الله ثراه- في رئاسة مجلس حماية البيئة، ومثّل السلطنة في كثير من المؤتمرات، وكُلّف عدة مرات بإلقاء كلمة عُمان في الأمم المتحدة، ثم عُيّن رئيسًا للمجلس الاستشاري، ثم مستشارًا للدولة «هذه السيرة المرصّعة بنياشين الإنجازات المهنيّة والوطنية، تقدّم نموذجا للرجل العصامي، الذي صعد سلّم النجاح درجة درجة، ولم تتوقّف أنشطته، حتى بعد تقاعده عن العمل الوظيفي، فقد واصل جهوده الحثيثة في تقديم الخدمات المجتمعيّة، ساعيا في أعمال الخير، يلتقي بمحبّي الثقافة والأدب في مجلسه العامر، الذي كان يقيمه أسبوعيا مساء كلّ أربعاء، ثم صار كلّ شهر، ولم يتخلّ عن أهله وناسه، تشهد على ذلك جهوده في( صاد) و(الفتح) التابعتين لولاية (بوشر)، حيث بنى مسجد الفتح، ومسجد صاد وجامعًا كبيرًا في مرتفعات بوشر الغربية، أسماه باسم والده هو جامع (السيد ناصر بن خلفان البوسعيدي)، وبنى مجلسًا كبيرًا ملحقًا بالجامع، وقاعة كبيرة للمناسبات، إلى جانب جهود أخرى كثيرة، وهذه الخدمات تمثّل قاسما مشتركا بين الأشخاص العصاميين، كونهم عركوا الحياة، وذاقوا مرّها، قبل أن تبتسم لهم، ويتذوّقوا حلوها، مثلما يبتسم البحّار الماهر بعد أن تتكسّر موجة عنيدة على صدر مركبه الذي صرعها، وظلّ يسير بثقة وعزيمة في مياه محيط الحياة الصاخب.

مقالات مشابهة

  • كامل العدد.. ليلة فى حب بليغ حمدي ووردة بالمسرح الكبير فى دار الأوبرا
  • رغم ضغط ترمب .. لماذا لا تستطيع «أبل» تصنيع «آيفون» في أميركا؟
  • مروة ناجي: لا أحد يُقارن بأم كلثوم.. وكنت تائهة بين التراث ولوني الخاص
  • الهضيبي: حزب الوفد يمتلك نواباً يحققون المعادلة الصعبة في البرلمان
  • الدوري الممتاز| أشرف داري: لقب الدوري هديتنا للجماهير
  • زعيم الحوثيين: من أهداف العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء إعاقة نقل الحجاج
  • بحّار ماهر في محيط صاخب
  • أبو توتة: من يتحمل مرتبات ونفقات موظفي البعثة الأممية بالعملة الصعبة؟
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • ترشيح البوستر الرسمي لفيلم عائشة لا تستطيع الطيران ضمن الأفضل بجوائز لوسيول