يجمع المتابعون للشأن السياسي اللبناني على أن الإنتخابات الرئاسية غير واردة في المرحلة الحالية، ويذهب البعض الى اعتبار ان الفراغ سيستمر لسنوات الى الامام ولا يمكن الوصول الى تسوية داخلية في ظل المجلس النيابي الحالي والتوازنات السلبية التي فرضها، وعليه فإن النقاش الرئاسي بات لزوم ما لا يلزم وأداة من ادوات تمرير الوقت بإنتظار انتهاء الحرب في المنطقة والتي قد تتوسع بشكل كبير في الآتي من الأيام، لذا فإن الاستحقاق ليس مستعجَلاً ويمكن للقوى السياسي الداخلية درس خطواتها ومواقفها بالكثير من التأني.



تصر "قوى الثامن من اذار" على ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وترفض تقديم اي تنازل بهذا الشأن، حتى الرئيس نبيه بري الذي دعا للحوار حول اسم الرئيس لا يريد التنازل وان شكلياً عن فرنجية لتشجيع الأفرقاء المعارضين للمشاركة فيه، وعليه يبدو ان فرنجية سيبقى المرشح الابرز في المرحلة المقبلة، لا بل ان الرجل يعمل بشكل جدي بإعتباره الرئيس المقبل مع وقف التنفيذ في ظل عدم وجود اي مرشح معلن في وجهه، الامر الذي يحسن موقعه التفاوضي وموقع حلفائه.

لكن، قد يكون عدم وجود مرشحين في مواجهة فرنجية يعود الى أن القوى السياسية ترى ان الوقت هو وقت ضائع وان اي مرشح يطرح اليوم سيتم حرقه ولن يكون لديه اي حظوظ في مواجهة كتلة متراصة تدعم رئيس "المردة"، لكن هذا الوضع سيتغير عندما تصبح الانتخابات الرئاسية وشيكة والتسوية منجزة، وعندها سيتم طرح مرشح او اكثر قادرين على منافسة فرنجية لا بل على استقطاب نواب وقوى سياسية من داخل فريقه السياسي.

في موازاة ذلك، يعمل "حزب الله" بشكل لافت على تحصين مرشحه الرئاسي، وبالرغم من تصريحه الدائم أنه لن يستفيد من نتائج المعركة العسكرية في جنوب لبنان وفي المنطقة لصالحه في الداخل اللبناني، الا ان تعامل "قوى الثامن من اذار" مع المرحلة المقبلة يوحي بأن إنتهاء الحرب وبدء التفاوض بين "حزب الله" والقوى الغربية وتحديداً الاميركيين سيعني حتماً انتخاب فرنجية رئيساً كامل الاوصاف خصوصاً ان التنازلات المطلوبة من الحزب مرتبطة بالشأن الحدودي والعسكري وليس في السياسة الداخلية.

تقول مصادر مطلعة أن "الثنائي الشيعي" لا يقبل اليوم الخوض بأي نقاش بشأن امكانية التنازل في الملف الرئاسي، خصوصاً خلال مرحلة الحرب المندلعة جنوباً، لان التنازل حالياً عن اسم فرنجية او القبول بالتفاوض عليه، سيفهم بإعتباره ضعفاً او مراعاة للخصوم السياسيين كي يخففوا من هجومهم الاعلامي والسياسي عليه وعلى حراكه العسكري. يريد الحزب الحفاظ على اوراق قوته وعلى اهدافه المعلنة قبل إقتراب التسوية لان هذا الامر سيمكنه لاحقاً من المقايضة وسيحسن له موقعه التفاوضي.

وترى المصادر أن الحزب عمم بشكل او بآخر على حلفائه بأن فرنجية هو المرشح النهائي وأن كل الحديث عن التخلي عنه لا يعدو كونه جزءاً من الدعاية المضادة التي تهدف الى تشتيت حلفاء الحزب وتشكيكهم بنواياه السياسية، وهذا ما حصل سابقاً اثناء ترشيح الرئيس السابق ميشال عون، لكن الاكيد ان حارة حريك ليست في وارد التنازل عن دعمها لحليفها لا بل ان مرحلة ما بعد الحرب ستشهد تمسكاً اكبر به. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الفن السياسي

إذا نظرنا لمواقف الحركات المسلحه الموقعه على إتفاقية سلام جوبا تجاه القضايا العامه ،، تلاحظ أن مواقف حركتي طنبور ومالك عقار والبقيه أكثر إتزاناً من موقف حركتي جبريل ومناوي ،، وهذا بائن لكل من يتابع نبض الشارع السياسي..

الظروف التي وُقٍعًت فيها إتفاقية جوبا ليست هي نفس الظروف .. هنالك واقع ظرفي يتطلب تفهُم وضعية البلاد ووضعية الحكومة نفسها .. هذا الواقع لايمكن إحكامه بالبنود و النصوص المُطلقًه وإن كانت حق تم التعهد به ،، بل إن إحكامُها يتطلب قليل من الحٍكمه وموقف وطني من القاده أنفسهم ..

حينما تم التوقيع على إتفاقية جوبا كان للسودان حكومة شراكة مدنية عسكرية مسنوده على وثيقة دستورية نابعه من إئتلاف ثوري أنتج وثيقة السلام .. ماحدث بعد 25 إكتوبر ثم 15 إبريل الحرب غير كل شيء (الشراكة/السلام ) هذا التغيير له تأثير على الاتفاقية بلا شك .. ومن هنا تسقط نظرية التمسك المطلق بالنص مع ضرورة إسقاط الفن السياسي المبني على التقديرات المٌستكمله والمواقف النابعه من المواقف الوطنية وليس نصوص الإتفاقية…

حكومة كامل إدريس هي تحديث ظرفي ومكاني لواقع السودان اللحظي بتحدياته المحلية والإقليمية لذلك لايمكن إنتاج الحكومه الآن بنفس الديباجة القديمه التي تحمل حقائب جبريل ومناوي وأبو نمو . العقل يقول ذلك والمنطق يقول ذلك .. من مصلحة جبريل ومناوي تغير زاوية النظر قليلاً وتغيير الوجوه نفسها إن تمسكوا بالنص ..
#الرأي_لايُفسٍد
حميدt لم يكن سٍوى متشدد

✍️ تبيان توفيق الماحي أكد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس وأعضاء المكتب السياسي بحزب الميثاق يقدمون استقالة جماعية والحزب يصف ذلك بالخطوة الديمقراطية
  • الحكومة الإيرانية تقر بتضرر المواقع النووية بشكل كبير
  • محللون: ترامب يقايض نتنياهو بالعفو لإنهاء الحرب وإنقاذ مستقبله السياسي
  • الفن السياسي
  • هآرتس: ترامب نسق بشكل كامل مع نتنياهو طلب وقف محاكمته
  • ساعر: لدينا مصلحة بالتطبيع مع سوريا ولبنان دون التنازل عن الجولان
  • الاحتلال الإسرائيلي: نسعى للسلام مع سوريا ولبنان دون التنازل عن الجولان
  • تسريب ترشيح السفير القحاتي نور الدين ساتي لوزارة الخارجية في حكومة كامل ادريس
  • ترشيح نادي تضامن حضرموت لتمثيل اليمن في بطولة أبطال الخليج للأندية للموسم 2025 /2026
  • الأوساخ مفيدة للمناعة.. لا يجب التنظيف بـعمق بشكل مستمر