لماذا يعتبر كمين جنين أشبه بمعجزة أمنية وعسكرية؟
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
سرايا - يكشف كمين جنين -الذي أسفر عن مقتل ضابط وإصابة 16 جنديا إسرائيليا- عن تدحرج كرة اللهب في الضفة الغربية المحتلة، حيث تزيد المقاومة الفلسطينية هناك من تكتيكاتها وقدرتها على المواجهة.
ويبدو كمين جنين استنساخا لكمائن المقاومة في غزة، ولكن يمكن وصفه بالاستثنائي بكل تفاصيله بعد توغل الآليات الإسرائيلية في المنطقة أكثر من مرة، وتجريف البنية التحتية للمدينة ومخيمها.
وبذلك يكون هذا الكمين -وفق تقرير بثته الجزيرة للصحفي صهيب العصا- أشبه بمعجزة أمنية وعسكرية بسبب الطريقة التي صنعت فيها عبوات ناسفة من مواد لا يسمح بدخولها إلى الضفة الغربية، فضلا عن عجز جيش الاحتلال المتفوق تكنولوجيا على اكتشاف ومتابعة وتعقب تنفيذ الكمين.
وتراقب إسرائيل كل شاردة وواردة بالضفة الغربية بقدرات تفوق مراقبتها لقطاع غزة، إذ لا توجد شبكة أنفاق في الضفة ولا شبكة اتصالات للمقاومة مستقلة عن أبراج البث وشركات الاتصالات الإسرائيلية، في حين تحوم الطائرات المسيرة الإسرائيلية في كل مكان.
كما أن المخابرات الإسرائيلية على علم بكل تفاصيل الأشخاص والأماكن التي من الممكن أن تستخدمها المقاومة، وسريعا ما يتم اعتقال أي شخص قد يشتبه بارتباطه بالمقاومين أو مساعدتهم عسكريا أو أمنيا أو ماليا في ظل الحرية الكاملة لقوات الاحتلال بالتحرك بالضفة الغربية.
وصباح الخميس، اعترف جيش الاحتلال بوقوع آلياته العسكرية في كمين وسط سهل "مرج ابن عامر"، وهو الطريق الذي تسلكه مركباته وناقلات جنوده وجرافاته العسكرية للوصول إلى مخيم جنين عند اقتحامه.
وقال الجيش، في بيان له، إن عبوة ناسفة بحجم كبير جدا انفجرت في آلية عسكرية مصفحة، وأوقعت إصابات بين الجنود الموجودين بداخلها. وبعد وصول عدد آخر من الجنود لإسعاف المصابين وعلى بُعد 5 أمتار من مكان الانفجار الأول انفجرت عبوة ناسفة أخرى وأدى ذلك إلى مقتل ضابط في وحدة القناصة بالجيش الإسرائيلي، وإصابة 16 جنديا آخرين في الانفجارين.
ووفق بيان جيش الاحتلال، فإن الكمين كان "مفاجئا بشكل كبير"، خصوصا أن القوة العسكرية الإسرائيلية التي كانت في طريقها إلى المخيم أنجزت كافة الإجراءات التي تتخذها في العادة قبل الاقتحام وهو تمشيط الطرقات بالجرافات لإزالة أي لغم أو عبوة مزروعة في الشوارع.
ولاقت العملية التي تبنتها "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، ترحيبا واسعا بين أهالي المخيم الذين لحقت بهم أضرار واسعة جراء التدمير المستمر لممتلكاتهم ومنازلهم وللبنى التحتية خلال اقتحامات الاحتلال المتكررة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الحكومة الإسرائيلية تصادق على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، بينها اثنتان سبق إزالتهما خلال الانسحاب من قطاع غزة عام 2005.
وقال إسرائيل غانتس، رئيس مجلس "يشع" الذي يمثل مظلة للمجالس الاستيطانية، إن هذا القرار "الدرامي" يشكل خطوة غير مسبوقة نحو تعميق الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح أن "الحكومة الإسرائيلية، بقيادة وزير المالية ووزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش، وبالتعاون مع وزير الدفاع يوآف غالانت، وبدعم مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجميع وزراء الحكومة، قررت إقامة 22 بلدة جديدة".
وذكرت صحيفة "واي نت" الإسرائيلية، في تقرير نشرته مساء الثلاثاء، أن المجلس الوزاري صادق على القرار بشكل سري قبل نحو أسبوعين.
وتوزعت القرى المشمولة بالقرار على عدد من المجالس الإقليمية في الضفة الغربية، بما في ذلك مناطق جبل الخليل ووادي الأردن. وتضم القائمة مستوطنات قائمة كانت تُعد حتى الآن غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي، إضافة إلى مستوطنات جديدة سيتم إنشاؤها من الصفر.
ووفقا لما نقلته صحيفة "إسرائيل هيوم"، فإن الحكومة تخطط لاستخدام بعض هذه المستوطنات لتدعيم وجودها في المناطق المحيطة بشارع 443، الذي يربط بين مدينتي القدس وتل أبيب مرورا بمدينة موديعين.
كما أفادت تقارير إعلامية أن المجلس الوزاري وافق كذلك على إعادة إقامة مستوطنتي "حومش" و"صانور" في شمال الضفة الغربية، وهما مستوطنتان كانتا قد أُخليتا وهُدمتا ضمن خطة الانسحاب الإسرائيلي في عام 2005.
وقد أُعيد إنشاء العديد من هذه المستوطنات في السنوات الأخيرة رغم أنها لا تزال تُعد مخالفة للقانون الإسرائيلي. وعلى نطاق أوسع، تعتبر نسبة كبيرة من مستوطنات الضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي، حسب موقف العديد من الدول، من بينها المملكة المتحدة.
وأكد غانتس أن "هذا القرار التاريخي يوجه رسالة واضحة"، مضيفًا: "نحن هنا ليس فقط للبقاء، بل لتثبيت وجود دولة إسرائيل في هذه المنطقة، لجميع سكانها، وتعزيز أمنها".