أعلنت وزارة الآثار المصرية أنه قد تم العثور على كنز أثري قبالة ساحل مدينة العلمين بمرسى مطروح في مصر، ويتضمن الكنز بقايا سفينة غارقة ومجموعة من الأواني التي تعود للقرن الثالث قبل الميلاد، حيث يعمل الخبراء حاليًا على كشف آخر قبالة ساحل رأس الحكمة.

 

سفن لنقل النبيذ

 

وتقع هذه القطع الأثرية في موقع غارق في البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 650 مترًا من شاطئ العلمين.

ويشمل الكنز بقايا السفينة الغارقة والعديد من القطع الفخارية، بما في ذلك الجرار (الأمفورات) التي كانت تستخدم لنقل النبيذ وكانت مستوردة من جزيرة رودس في اليونان.

 

موقع أثري

 

ويشير تواجد الجرار المرتكزة على جزيرة غارقة بجوار السفينة إلى أن سبب غرق السفينة أثناء رحلتها التجارية قد يكون اصطدامها بالجزيرة في قاع البحر. 

 

وتم الكشف عن هذا الموقع الأثري بواسطة مهندس مالك شركة المسح البحري، الذي رصد بقايا السفينة أثناء أعمال المسح في المنطقة وأبلغ المجلس الأعلى للآثار.

 

محبوبة زاهي حواس.. اكتشاف رأسين منحوتين لـ أفروديت وديونيسوس بتركيا|تفاصيل سبب غريب.. لماذا تخشى اليونان من السياحة المفرطة للمواقع الثقافية والتاريخية؟ بالفلكلور السكندري والنوبي والشرقاوي.. قصور الثقافة تواصل حضورها اللافت بمهرجان العلمين تحدثت العبرية.. 10 أسرار مجهولة عن الملكة كليوباترا| رقم 2 ستبهرك قبل افتتاح المتحف الكبير| ما لا يعرفه العالم عن الملك توت عنخ آمون..تابع العثور على حذاء لسيدة عمره 1500 عام يحمل رسالة جميلة باليونانية| تعرف عليها صدمة عالمية.. اليونسكو تحذر من انقراض مدينة البندقية التاريخية|تفاصيل بمشاركة 30 ألف من المثقفين حول العالم.. متاحف الفن إلى الفضاء|تفاصيل «حياة كريمة ودورها في تعزيز المواطنة» ضمن نقاشات قصور الثقافة بالمنيا رقم 6 ستبهرك.. 8 أطعمة أكلها المصريون القدماء للحفاظ على صحتهم|تعرف عليها مسح أثري 

 

وقام فريق علمي أثري بالتوجه إلى منطقة العلمين وبدأ في أعمال الغوص والمسح الأثري لاستكشاف الموقع وتحديد أهميته التاريخية والأثرية. تم الانتهاء من توثيق المكتشفات الأثرية باستخدام تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد (Photogrammetry)، ويتم حاليًا دراسة سيناريوهات التعامل مع هذه المكتشفات والحفاظ عليها واستخراجها من الموقع.

 

وتشير الدراسات التي أجريت إلى أن السفينة هي سفينة تجارية تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وتسلط الضوء على حركة التجارة بين مصر ودول البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت.

الكنز الأثري - العلمين موانئ مرسى مطروح

 

وضمت منطقة الساحل الشمالي في العصور اليونانية والرومانية نحو 30 قرية ومدينة وميناء، بما في ذلك موانئ مرسى مطروح والضبعة ومارينا العلمين، إذ كانت تلك الموانئ تعتبر محطات للسفن القادمة من شمال أفريقيا وجنوب أوروبا إلى الإسكندرية، ولم يتم الكشف عن أي تفاصيل إضافية عن الكنز الأثري الجديد قبالة ساحل العلمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كنز العلمين مدينة العلمين القطع الآثرية البحر الابيض المتوسط السفينة الغارقة

إقرأ أيضاً:

السفينة مادلين التي أبحرت ضد التيار بشراع الإنسانية

ارتقى الإمام المنبر ليخطب خطبة الجمعة التي صادفت أول أيام عيد الأضحى المبارك، ولأن هذا اليوم كان يوم عيد، اختزل الإمام خطبته في كلمات بسيطة كان له دويٌّ في نفسي كدويّ المدافع؛ فلقد أبدى الإمام شعورًا بالخيبة والخذلان مما يحدث في قطاع غزة، وجاءت نبرات صوته المتقطعة الواهنة دليلا على مدى العجز وقلة الحيلة في تقديم المساعدات لأهالي غزة، المضروب عليهم الحصار والمحرومون من الماء والغذاء، وكيف لا نستطيع كشعوب ودول متاخمة ومجاورة للقطاع بأن نمد لهم يد العون ولو بشربة ماء أو كسرة خبز، توقَّف الشيخ للحظة ليطرد غصة اعترضت حلقه، فقام أحد المصلين بتقديم المساعدة للشيخ بإعطائه قارورة ماء صغيرة ليطرد الغصة التي اعترضته، فتناولها الشيخ وبعد ارتشافه لبعض الماء، راحت الغصة عنه، لكن غصة قلبه كانت أمضى وأشد، فانساحت الدموع من مقلتيه غزارًا، لتعبّر عن مدى الهوان الذي يعيشه المحاصرون في غزة، ولسان حاله يقول: لقد وجدت من أعانني بشربة ماء، فمن يعين هؤلاء المضروب عليهم الحصار بشربة مثلها تبل ظمأهم، وكسرة خبز يتبلغون بها، وقطعة قماش تقيهم صر البرد وقيظ الحر، وعهد أمان يلوذون به من ضراوة الخوف وبشاعة الدمار والموت!

ودَّع المصلون المسجد، وكلٌ ذهب إلى غايته وأنا معهم، لكن حديث الشيخ ظل يلازمني، وتبينت مدى العجز وقلة الحيلة، واستصغرت كل ما من شأنه لا يضيف بعدًا عمليًّا للقضية الفلسطينية، فالتنديد والشجب، وسكب الكلمات الرنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، بعدها انصرفت لشؤون حياتي كالعادة، لكن الصفحة ما زالت مفتوحة لم تطو بعد، فما هي إلّا ساعات معدودات حتى كان خبر السفينة مادلين، هذه السفينة التي قرّر بحّارتها ومَن على متنها من نشطاء إنسانيين، أن يشقوا سدف الليل بنور الحرية وعدم الاكتفاء بالتنظير والتنديد والشجب، بل قرّروا خوض الغمار عمليًّا من خلال محاولة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب المحاصر في قطاع غزة من خلال تقديم المساعدات من ماء وغذاء وكساء وأدوية.

السفينة مادلين التي أبحرت من ميناء «كاتانيا» في جزيرة «صقلية» الإيطالية، أفردت شراع الحرية، لم تهَب خطر الموت، حمل كل من على متنها باختلاف عقائدهم وجنسياتهم رسالة الوفاء للإنسانية، وتضامنهم مع إخوانهم في الإنسانية الذين يرزحون تحت نير الحصار الذي جرّعهم ويلات الخراب والدمار الذي يودي بهم إلى الموت اللحظة تلو الأخرى.

ربما نكون قد سمعنا عن رحلات بحرية لسفن عديدة، جابت البحار وقطعت أمواجه لتحقيق أهداف وغايات تصبوا إليها، فشد الرحال والإبحار يعني التوق إلى الحرية مهما كانت الأهوال والمخاطر، وعندما يتم فرد الشراع فذلك تأكيد على الانطلاق من القيود نحو رحابة الوجود الإنساني، وقد حفل التاريخ الإنساني بالعديد من الحالات الإنسانية التي أرادت التحرر من ربقة الطغيان والعبودية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ولعل سفينة «باونتي» البريطانية خير شاهد على ذلك؛ فلقد غادرت السفينة إنجلترا وأبحرت تقصد جزيرة «تاهيتي» لجلب نوع مخصوص من النباتات، وكان يقود السفينة قبطان يدعى «وليم بلان» كان طاغية مستبدًا، يسوم البحارة سوء العذاب، وينتقص منهم، ويعاملهم معاملة السوء، فحمل له البحّارة البغض والشنآن، ولأنهم كانوا يتوقون إلى حريتهم وإنسانيتهم، قرّروا التخلص من هذا الطاغية، والإبحار بالسفينة نحو جزيرة «تاهيتي» فاتخذوها دار مقام لهم، ولاذوا بها وبطبيعتها وبسمائها الصافية، وأقاموا مع أهلها الطيبين، واجهوا خطر الموت وعقوبة التمرد من أجل الحياة، لم يكتفوا بالتظاهر وترديد الكلمات، بل تمردوا وأبحروا نحو غايتهم، وهي الظفر بحريتهم وبإنسانيتهم، ورغم ما كانوا يعلمونه من مغبة تمردهم إلّا أن ذلك لم يَحُل بينهم وبين تنفس هواء الحرية.

بحارة «باونتي» كان هدفهم إنسانيا نبيلا، لكنه كان يتمحور حول الذات، أمّا بحارة «السفينة مادلين» فهدفهم تجاوز الذات، وتجاوز العِرق والجنسية والمعتقد، فكان هدفهم أسمى وأجلّ وهو الانتصار لقيم الحق والحرية والعدالة، الانتصار للإنسانية، لقد استطاعت هذه السفينة التي هي عبارة عن قارب صغير، أن تعبّر عن قوة الإرادة الإنسانية، وعن روح وضمير الإنسان، لم تخش أهوال البحر ولا صخب أمواجه، ولا رياحه العاتية، ولا الأخطار الأنكى والأشد من أهوال البحر المتمثل في طغيان الكيان الصهيوني، الذي ما إن رصد السفينة، حتى تعقبها وأعلن اعتقال الناشطين على متنها، ومنعهم من بلوغ وجهتهم قطاع غزة المحاصر لكسر الحصار، وتسليم ما لديهم من معونات ومساعدات إنسانية لأهالي القطاع، وتم وضع النشطاء الذين كانوا على متنها رهن الاعتقالات والتحقيق معهم من خلال الكيان الصهيوني.

لقد أثبتت السفينة مادلين أن الإنسانية لم تمت بعد وأن هناك مَن يضحي من أجلها، وأن لديهم الاستعداد للإبحار في لجة الحياة المتلاطمة، يجابهون الصراعات والتحديات من أجلها، لا يخشون الطغيان والظلام والفساد، وفي رأيي أن هذه الإبحار الذي قام به هؤلاء الناشطون على متن هذا القارب الصغير سيظل من أهم الرحلات التي سوف يتم تخليدها في ضمير الإنسانية عبر الزمن؛ لأنهم لم يستهدفوا من رحلتهم غاية شخصية أو مصلحة ذاتية، بل كانت غايتهم هي الحب والوفاء للإنسانية.

مقالات مشابهة

  • مقابر منحوتة ومومياوات أطفال في أسوان.. اكتشاف أثري يكشف عن طقوس الدفن وأسرار المجتمع القديم
  • بروح وطنية عالية .. مواطن يسلّم كنزًا أثريًا نادرًا لحفظ تراث اليمن (تفاصيل)
  • الدستورية: الشروط غير المألوفة في عقود "المجتمعات العمرانية" تضفي عليها الصفة الإدارية (تفاصيل)
  • “مراسلون بلا حدود”: اليمن غارق في القمع وحرية الصحافة في أدنى مستوياتها
  • البحث عن الكنز يجر يوتيوبر إلى المحكمة
  • الحكومة تفتتح المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بجهاز مدينة العلمين الجديدة
  • السفينة مادلين التي أبحرت ضد التيار بشراع الإنسانية
  • «عمره 80 ألف عام».. اكتشاف أثري في الإمارات يعيد كتابة تاريخ البشر الأوائل
  • وزراء الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية والتخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والتنمية المحلية ومحافظ مطروح يفتتحون المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين والمستثمرين بجهاز مدينة العلمين الجديدة
  • افتتاح المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين والمستثمرين بجهاز مدينة العلمين الجديدة