في ظل تفاقم الخلافات السياسية داخل إسرائيل على خلفية الحرب في قطاع غزة، أكد زعيم المعارضة يائير لبيد وجود محادثات مع أطراف مختلفة بينها حزب الليكود لإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، مضيفا أن المعارضة الإسرائيلية "ستسقط حكومة نتنياهو من أجل إنقاذ الدولة".

ووفق رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي، فإن أخطر ما يهدد نتنياهو في هذه المرحلة هو حالة التمرد التي قد تحدث ليس من داخل الائتلاف اليميني وإنما من داخل حزب الليكود نفسه، وذلك بسبب الحرب على قطاع غزة وعجز نتنياهو عن تحقيق أي أهداف، مشيرا إلى تصريحات متتالية للجيش الإسرائيلي بأنه يحتاج سنوات لتقويض مقدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العسكرية.

وقال الشوبكي -في حديثه ضمن حلقة (2024/6/30) من برنامج غزة.. ماذا بعد؟- إن الليكود أمامه تحد كبير، إما أن تحدث تحركات لأعضاء داخل الحزب للانسحاب وإنقاد أنفسهم سياسيا، وهذا حصل سابقا، وإما أن يكون هناك تصويت مختلف داخل الليكود، ولا يكون هناك تصويت موحد داخل الكنيست الإسرائيلي.

يذكر أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تكفل من داخل الفريق الحكومي اليميني الحاكم بالرد على لبيد قائلا " أناشد الأغلبية في شعب إسرائيل ألا تنجرف وراء أقلية صاخبة تحاول جرّنا بالقوة إلى حروب داخلية".

متظاهرون إسرائيليون طالبوا نتنياهو الرحيل وحمّلوه مسؤولية السابع من أكتوبر (غيتي إيميجز)

وفي نظر الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي، فإن تصريحات سموتريتش منسوخة عن تصريحات سابقة لنتنياهو، حيث اتهم المعارضة الإسرائيلية والمتظاهرين في الشارع بأنهم أقلية متطرفة لا يسمح لها بالتحكم بإسرائيل، وقال إن رئيس الحكومة يختبئ وراء سموتريتش، وهناك توزيع أدوار بينه وبين حلفائه في الائتلاف الحكومي، وحتى بينه وبين عائلته -أحيانا- مثل ابنه يائير الذي سبق وأن ألمح إلى إمكانية انقلاب الجيش على والده.

وأشار عرابي إلى أن الانقسامات والاختلافات الاجتماعية والأيديولجية داخل إسرائيل كانت سابقة على عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولكنها عادت اليوم بنفس القوة والتأثير، وهو أمر خطير على كيان يزعم أن معركته وجودية ومصيرية، لكنه غير قادر على طمس أو إرجاء أو احتواء تلك الانقسامات العميقة، كما يقول الكاتب والباحث السياسي.

ويشاطر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل ما ذهب إليه عرابي، قائلا إن خطابات اليمين كانت قد بدأت بتخوين الشارع الإسرائيلي والتشكيك في ولائه، وحتى اتهامه بتقديم خدمات للمقاومة الفلسطينية وإيران، مشيرا إلى أن الائتلاف اليميني بقيادة نتنياهو يدفع نحو انزلاق إلى نماذج الحكم الديكتاتوري والسلطوي.

و في نفس السياق، استدل عرابي بتصريحات لعضو مجلس الحرب السابق، غادي آيزنكوت والتي تطرق فيها إلى مساعي الائتلاف الحكومي للسيطرة على ما أسماها الدولة الإسرائيلية والتغول داخلها مثل السيطرة على جهاز الشرطة من خلال وزارة الأمن القومي التي يقودها إيتمار بن غفير، وعلى الشرطة وحرس الحدود في الضفة الغربية، كما تحدث آيزنكوت عن السعي لتدمير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة

تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 ديسمبر الجاري.

ويأتي هذا اللقاء في ظل حالة من الغموض تكتنف مصير المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام وإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وتكشف المحللة السياسية الإسرائيلية آنا برسكي في تقرير لصحيفة "معاريف" عن استراتيجية "الانتظار" التي تتبناها حكومة نتنياهو إزاء الخطة الأمريكية. وتقوم هذه الاستراتيجية على "عدم الرفض المباشر" للمبادرة لتجنب إحراق الجسور مع واشنطن، ولكن في الوقت ذاته، "عدم الاندفاع إلى الأمام".

استشهاد فلسطينية وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مخيم جباليا بغزةبريطانيا تواجه أسوأ شتاء.. إصابات بالأنفلوانزا ترتفع لأكثر من 50%

وتراهن الحكومة الإسرائيلية على أن "الواقع في المنطقة سيفعل ما يفعله"، وتترك المبادرة الأمريكية تنطلق دون أن تظهر كمن يُفشلها عمداً.

وتؤكد برسكي أن الأطراف الفاعلة تتبنى ثلاث رؤى متباينة بشكل جوهري حول ترتيب الخطوات في غزة:

تطالب الرؤية الإسرائيلية بترتيب واضح يبدأ بـ "نزع سلاح حماس وإزالة سيطرتها" أولاً، ثم يلي ذلك فقط إعادة الإعمار ودخول القوة الدولية والانسحاب الإسرائيلي.

تقترح رؤية الوسطاء (دول الخليج ومصر والولايات المتحدة) ترتيباً معاكساً يبدأ بـ "بدء الإعمار"، وتشكيل حكومة تكنوقراط، ودخول القوة الدولية، ومن ثم معالجة ملف حماس "بالتدريج".

رؤية ترامب المتوقعة

 يدرك نتنياهو أن ترامب لن يقبل بالشرط الإسرائيلي المسبق، ويتوقع أن يطالب البيت الأبيض بـ "تقدم متواز" يشمل فتح معبر رفح، والبدء بإنشاء قوة الاستقرار، وتعيين حكومة تكنوقراط، وبدء نقاش عملي حول نزع سلاح حماس بشكل متزامن.
 

ويواجه نتنياهو ما تصفه برسكي بـ “كابوس مزدوج”، أمنياً: تخشى المؤسسة الإسرائيلية أن أي ترتيبات جديدة قد تسمح للطرف الآخر بالنمو والتقوّي، استناداً إلى التجارب السابقة، وسياسياً فإن أي خطوة قد تُفسر على أنها موافقة ضمنية على بقاء حماس أو إعادة الإعمار، قد "تفجر المعسكر اليميني" داخل إسرائيل، مهددة الائتلاف الحكومي لنتنياهو.

وتشير "معاريف" إلى صعوبة إيجاد دول توافق على إرسال جنود لقوة حفظ الاستقرار، حيث من المتوقع أن "دول أوروبا ستكتفي بالشعارات، ولن ترسل جنودها إلى غزة". 

طباعة شارك واشنطن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المحكمة الجنائية الدولية ارتكاب جرائم حرب دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يحذر: الجهل والأمية الرقمية والدينية أخطر ما يهدد وعي المجتمعات
  • استطلاع إسرائيلي يظهر تقدم الليكود وحزب بينيت دون تشكيل أغلبية
  • رئيس اليمن الأسبق يكشف أسرار القصر المشؤوم والخلافات السياسية في جنوب اليمن
  • القبض على أخطر تاجر أسلحة ومخدرات في قوص
  • النيابة العامة تكسر صمت الانفجار وتفتح أخطر ملفات مدينة العمال بإمبابة
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • 5 مشاهد تبرز ما حدث في ثاني أيام التصويت بانتخابات الدوائر الملغاة
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • رجل أعمال إسرائيلي يهدد بكشف أسرار خطيرة إذا مُنح نتنياهو عفوا
  • إخماد حريق بمطبعة في شارع سعيد بطنطا دون وقوع إصابات