تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعمل شركات العلاقات العامة على قراءة فكرة تفسر بها حركة الجمهور، يحب البعض أن يطلق عليها في السوق "بالون النجاة"، تعني هذه الفكرة ببساط أن يبقى لديك بالونًا بعيدًا لا تعرف عنه الكثير لكنه موجود دائمًا في أقصى السماء، يتمتع بكل الأشكال الجذرية التي لا تتغير ولا تكون لديها رغبة في التغيير، هذا البالون معروف بذلك، وهو لا يريد أن يُعرف بغير ذلك، إذ أن ثوابته المتشددة هي أسباب تميزه، وربما الأسباب الرئيسية لنجاحه، إذ يغيب القائمون على هذا البالون عن مسرح الأحداث ويظهرون حسب استغلالهمم للأحداث ذاتها لا حسب محاولتهم التغير مع الأحداث.
حين تبدأ عقولنا الجمعية في التفكير في أننا تغيرنا من طريق لآخر لكن هذا الشخص ثابت لم يتغير، كما وأنه متطرف في مبادئه وفخور بها حد تقديم وعود قوية خطابية واثقة. الحق أن التفكير في هذه الوعد قد يكون مرعبًا، لأن التفكير المتطرف عنيف في اتجاهه العام، يمكن أن يتعايش مع الآخر كضرورة بقاء لكنه لا يقبله، فهو دائمًا يرى أن الجميع على خطأ وأنه يطبق الصواب. هو الشخص الذي يعاني كي يكون المختار فكيف تكون هذه المعاناة من أجل الفراغ؟! حينها يقل الوزن النسبي للمعاناة التي قد يسببها هو بدوره للآخر. إذ أن البعد عن المعاناة يريك حجمها الحقيقي، والانغماس فيها يجعلها عدوًا أصبح جارك، حينها يتغير حجمها حسب مصلحتك من هذا التغيير. إن التعامل ببراجماتية المصلحة موجود لدى هذا المتطرف لكنها هنا براجماتية البقاء حيًأ. فهو يصادقك ويكون خدميًا جيدًا في محيطك، يقدم الكثير لك، لكنه لا يتحدث معك عن نفسه بمكاشفة كاملة، ليس لأنه لا يثق بك –مع أنه لا يثق بك تمامًا- بل لأنه يرى أن الصواب صواب ولا يجهد عقله في مناقشته كثيرًا لا مع نفسه ولا معك أنت.
حين ينتهي الآخرون من تجربة معظم الحلول المتاحة. تجده هو في ذات المكان ثابت على مبادئه لا يناقشها حتى من فرط اطمئنانه لها. عندها قد يتجمع الجميع حوله. يحدث ذلك في المناطق المرفهة التي تمثل الخسارة لفترة طويلة فيها أمرًا طارئًا، لكن الدول التي تعتاد الأزمات يملك أفرادها القدرة على الاختيارات أكثر، حتى أن أفرادها لهم صبر طويل على المعاناة، مثل في حد ذاته سببًا لتشكيل الحضارات عندما امتد لفترات زمنية طويلة. إنهم أقوياء في احتمالهم، يستطيعون الضحك في أصعب الظروف. إذ أن المعاناة تعد تمرينًا يقوي النفوس ويجعل عضلاتها تنمو حتى يستطيع الأفراد توجيهها وجهتها الصحيحة، فهم لا يميلون للتطرف، وربما لا يرونه من الأساس لأن الحلول السريعة لا تناسبهم، بل إن طول صبرهم يمكنهم من قراءة الكثير من المشاهد بشكل حضاري طبيعي يقود المشهد.
يصبح القلق هنا من المرفهين، الذي يريدون حلولًا سريعة، ويشعرون أن أي تغيير لن يعصف بهم لاطمئنانهم أنهم يستطيعون قلب التغيير بسرعة، وهو أمر أثبت التاريخ أنه قد لا يحدث. ونرى ذلك في تقدم اليمين المتطرف الآن. هكذا تفسر نظرية للعلاقات العامة ما يحدث، وتعطي نتائج للمقدمات وفق المعطيات المتاحة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اليمين المتطرف حركة الجمهور التطرف
إقرأ أيضاً:
«البنية التحتية» و«دار الود» تدعمان الحلول المستدامة
جددت وزارة الطاقة والبنية التحتية وشركة دار الود للإنشاءات التزامهما بتعزيز الحلول المستدامة وعالية الأداء في قطاع البنية التحتية، وذلك خلال زيارة ميدانية إلى منشأة تصنيع خرسانة البوليمر في قطر.
جاءت الزيارة ضمن جهود الطرفين للاطلاع على تقنيات التصنيع المتقدمة، ومعايير الجودة، والممارسات البيئية المرتبطة بإنتاج الخرسانة البوليمرية (PRC) التي تتميز بعمرها الطويل، ومقاومتها للتآكل، وكفاءتها في تقليل الأثر البيئي.
وأكّدت الوزارة خلال الزيارة على أهمية تبني حلول مبتكرة تدعم البنية التحتية الوطنية، مشيرة إلى أن استخدام المواد المتقدمة مثل الخرسانة البوليمرية ينسجم مع توجه الدولة نحو مشروعات مرنة ومستدامة تلبي احتياجات المستقبل.
من جهته، قال طارق مصباح عبد الرحمن، المدير العام لشركة دار الود للإنشاءات: «نؤمن بدورنا في تقديم حلول إنشائية تواكب طموحات الدولة في مجال البنية التحتية. نركز على الجودة، والاستدامة، والابتكار، كعناصر أساسية في جميع مشاريعنا”. خلال الزيارة إلى منشأة QGPC، اطلع الوفد على سير العمل فيها، بما في ذلك خطوط الإنتاج ومعايير السلامة والجودة، إلى جانب الإجراءات المتبعة للحد من الانبعاثات وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى.
ويعكس هذا التعاون المستمر بين الوزارة و'دار الود' الرغبة المشتركة في تطوير بنية تحتية قوية تدعم النمو الاقتصادي، وتعزز معايير التميز في تنفيذ المشاريع الحيوية على مستوى الدولة.