من ينتصر.. إنجلترا «غير المقنعة» أم هولندا «الطامحة»؟
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
دورتموند (أ ف ب)
أخبار ذات صلة
تضع إنجلترا غير المقنعة نصب عينيها بلوغ أوّل نهائي في بطولة كبرى خارج أرضها، عندما تواجه هولندا الطامحة، الأربعاء، في كأس أوروبا 2024 لكرة القدم في دورتموند.
ويأمل منتخب «الأسود الثلاثة» على الأقل معادلة مشواره في النسخة الأخيرة، عندما بلغ نهائي نسخة 2020 المقامة صيف 2021 بسبب جائحة كوفيد، وخسره أمام إيطاليا بركلات الترجيح على ملعب ويمبلي في لندن.
وأحرزت إنجلترا لقباً كبيراً يتيماً في تاريخها، على أرضها عام 1966 عندما توّجت بكأس العالم على حساب ألمانيا الغربية.
وبدلاً من نوعية توقّعها كثر من تشكيلة تضمّ هجوماً ضارباً مع هاري كين، جود بيلينجهام، فيل فودن وبوكايو ساكا، اكتفى رجال المدرب جاريث ساوثجيت بمرونة أوصلتهم بشق النفس إلى نصف النهائي.
بعد صدارة غير مقنعة لمجموعة ضمّت الدنمارك، سلوفينيا وصربيا، انقذها بيلينجهام بهدف تعادل في الرمق الأخير أمام سلوفاكيا في ثمن النهائي، قبل أن تتأهل في الوقت الإضافي. وفي ربع النهائي، احتاجت لركلات الترجيح للتغلب على سويسرا بعد تعادلهما 1-1.
ساوثجيت الذي قاد إنجلترا إلى ثالث نصف نهائي في أربع بطولات كبرى، قوبل بصيحات عدم الرضا، عندما حاول الاحتفال مع جماهيره بالتأهل إلى دور الـ 16، بعد تعادل سلبي مع سلوفينيا.
قال ساوثجيت (53 عاماً) الذي يتعرّض لانتقادات حيال تكتيكه المتحفّظ: «لا أخفي أن الأمور تصبح مؤذية عندما تتخذ طابعاً شخصياً».
تابع المدرب الذي سدّد فريقه 5 كرات فقط على المرمى في 240 دقيقة ضد سلوفاكيا وسويسرا: «لكننا في نصف النهائي وأعتقد أنه بمقدورنا منح الناس ذكريات رائعة، سنواصل العمل والقتال والاستمتاع بهذه الرحلة».
بعد تعديل خطته في المباراة الأخيرة ضد سويسرا وتحسّن العرض نسبياً، من المتوقع أن يتمسّك ساوثجيت بخطة 3-4-2-1 مع عودة مارك جويهي من الإيقاف ليستبدل إزري كونسا.
وعبّر مدرّب إنجلترا عن انزعاجه من تلميحات، حول وقوع فريقه في الجانب السهل من القرعة، بعيداً المنتخبات الكبرى على غرار فرنسا، إسبانيا، ألمانيا والبرتغال.
وكان الهولنديون الذين حلوا في المركز الثالث في دور المجموعات خلف النمسا وفرنسا، أكثر حظاً، بعد وقوعهم أمام رومانيا (3-0)، ثم تركيا التي تخطوها بصعوبة كبيرة، وقلبوا تأخرهم أمامها في آخر ثلث ساعة 2-1 في ربع النهائي، بعد إدخال المهاجم فاوت فيخهورست.
ولن يخشى لاعبو البرتقالي مواجهة نجوم الدوري الإنجليزي، إذ تعجّ تشكيلتهم بمحترفين في أبرز الأندية الكبرى، رغم غياب لاعب وسط برشلونة الإسباني فرنكي دي يونج بسبب الإصابة.
قال مدافع توتنهام الإنجليزي ميكي فان دي فين: «إذا رأيت نوعية لاعبي المنتخبين، بمقدورك توقّع الإيقاع ومستوى المباراة».
ويعوّل كومان بشكل خاص على المهاجم الشاب كودي خاكبو الذي يُعدّ من أفضل لاعبي البطولة وسجّل ثلاثة أهداف حتى الآن، جاءت نصف أهدافه الـ 12 الدولية في بطولات كبرى، بعد تسجيله ثلاث مرات في مونديال قطر الأخير.
هولندا التي أحرزت لقباً كبيراً وحيداً في تاريخها، في كأس أوروبا 1998، تخوض نصف نهائي بطولة كبرى للمرة الأولى منذ مونديال 2014 عندما حلّت ثالثة.
ويلاقي الفائز من هذه المواجهة الأحد المقبل في برلين، الفائز بين إسبانيا وفرنسا اللذين يتواجهان الثلاثاء في ميونيخ.
التقى المنتخبان آخر مرّة في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2019 عندما فازت هولندا 3-1 بعد التمديد، وانتهت خمس من المباريات الثماني الأخيرة بينهما بالتعادل بعد تسعين دقيقة.
علّق كومان، أحد أفراد نسخة 1988، على المواجهة المرتقبة وأوّل نصف نهائي في المسابقة لهولندا منذ 2004: «ستكون أمسية رائعة بين منتخبين كبيرين، ليلة تاريخية».
تابع: «هذا أمر مميّز لبلدنا، نحن دولة صغيرة ونخوض نصف النهائي مع إنجلترا، فرنسا وإسبانيا، نحن فخورون حقاً، عانينا للوصول لكن فرصة خوض نصف النهائي تُعدّ نجاحاً كبيراً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا يورو 2024 هولندا إنجلترا ساوثجيت هاري كين ممفيس ديباي
إقرأ أيضاً:
سالم الطويل.. عندما تعمى البصيرة
أحمد بن عيسى الشكيلي
بين فينةٍ وأخرى تُطالعنا شبكات التواصل الاجتماعي بتُرّهات وخُزعبلاتٍ عديدة يسوقها وينعقُ بها أشخاصٌ وهبهم الله العقل، ولكن حرمهم نعمة إحسان استخدامه، ووهبهم الأعيُن فما أبصروا بها إلا ما وافق هواهم، ووهبهم الآذان فما كان منهم إلا أن جعلوا أصابعهم فيها كي لا يسمعوا صوت الحق، فما عاد يفصل بينهم وبين الأنعام فاصل، بل هم أضلّ.
مؤخرًا -وليست هي المرة الأولى- يعلو صوت من يُدعى سالم الطويل، متطاولًا بقبيح القول وبذيئه، وهو الذي يُنصِّب نفسه ويصنِّف شخصه على أنه من "العلماء الدعاة"، حسب زعمه، ولكن الواقع أن العلم ما وَجَد إليه سبيلًا، وبينه وبين الدعوة بون شاسع؛ فالدعوة إلى الله مقرونة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن كيف للسانٍ نتنٍ وفكرٍ ضحلٍ ضّال أن يحوز من الحكمة شيئًا يؤهله ليكون صاحب موعظةٍ حسنة.
إنَّ عقدة النقص التي تكمن في نفس هذا المدعو سالم -وليته كان له من اسمه نصيب- يحاول أن يفكّ رباطها بأن يزجّ بعُمان ورموزها في بذيء قوله، وكأنه يحسب بأن ذلك هو السبيل الذي يبلغ به مبالغ أهل العلم، ويسمو به لمرتبتهم، وكأن المكانة تُبنى بانتهاك حُرمات الآخرين، بسبابهم وشتمهم وطردهم من رحمة الله، والتشكيك في عقيدتهم وإسلامهم؛ بل وتكفيرهم، وكأنه اطّلع الغيب فعرف المؤمن الحق، كما عرف نقيضه، وما قول سالم إلّا هذيان الخرِف، وما أشدّ خرفًا منه إلّا من صدَّقه واتّبع هواه، فأصبح كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
سالم الطويل بلوثاته وخزعبلاته وتُرّهاته ليس أكثر من تلوّث صوتي مقيت، لا تتقبله أذن عاقل، ولا تصغي له أذن حكيم، ولا تتوق لسماعه أذن رشيد، فمن سار بين الناس يبث بذور الفتنة والشقاق، ويدعو لتكفير الآخر، ويتهمه بما ليس فيه بنعيقٍ وزعيق غير مبنيٍّ على حقائق مدروسة، فما هو إلّا مرآة للجهل؛ بل هو الجهل بعينه، ولو أنه -برغم الحقد الذي تكنّه نفسه لعُمان ورموزها- أعمل عقله قليلًا لتفنيد الحقائق، وأسهب في دراسة الواقع والبحث في المذهب الإباضي الذي يبدو من طرحه المُتكرِّر إنه يكنّ له ولأهله وعلمائه عداءً غير مبرر، وأمعن فيه وتاريخه وفكره كما أسهب في الشتم والسب والقذف لربما تبيّن له الخيط الأبيض من الأسود، ليس فيما يتعلق بعُمان والمذهب الإباضي فحسب؛ بل حتى فيما يتعلق بقضايا الأمة الإسلامية، ولعل أبرزها قضية غزة، ودفاع فصائل المقاومة فيها وعلى رأسها حماس عن أرضها وعرضها وشرف أهلها، في زمنٍ تخلّى فيه عنهم القريب قبل البعيد إلّا من رحم ربي.
ليته قال من القول ما يكون شاهدًا له لا عليه، لعلّه يُثقّل به ميزانه، لكنه استخدام فكرًا بائدًا ينتقصُ فيه من جهاد أصحاب الأرض والحق، يُثبّط العزائم ليحوّل المسار لما يوافق هواه المُستمد من هوى بني صهيون، ولو أنه كان أحد المتجرِّعين لسموم الاحتلال والمنكوين بناره، لربما كان له من القول غير ذلك، ولكن الجرح ليس في جسده، والألم لا يشعر به إلّا من كابده، لذا دأب على الانتقاص من المقاومة ونعتها بما يراه الغازي المحتل، وما يسعى إليه في سبيل توسيع دائرة احتلاله وشرعنتها، وهو بذلك إضافة إلى كونه بوقًا يُنفَخ بما تريده آلة الاحتلال؛ فهو أداة من أدواته المُسخّرة للنخر في جسد هذه الأمة لتحقيق أجندات معيّنة تسعى لإخماد كل صوت يدعو للحق، والانتقاص من كل فكرٍ يرنو لإثباته، في الوقت الذي تعيش فيه أمتنا في أدنى درجات عزّتها، وتزداد فيه حاجتها إلى ما يوحّد صفّها، ويلمّ شملها، ويُعلي من شأنها، ويوقد عزائمها في سبيل استعادة كرامتها، والحفاظ على مقدراتها ومقدّساتها التي بات العدو الغاصب يعيثُ فيها فسادًا لا يردعه رادع، ولا يقوى على منعه مانع، والله غالبٌ على أمره.
وعلى الرغم من كل الحقائق الماثلة للعيان؛ سواءً ما يتعلق بعُمان ومذاهبها، أو بالمقاومة وجهادها ضد المحتل، سيظل سالم غارقًا في نقصه ما دام بصره لا يتجاوز حدود موطئ قدمه، لا يتقبّل إلا رأيه ولا يتّكئُ إلا على فكره، ولا يسعى إلى أن يزيح الغشاوة من على عينيه، ولكن قبل إزالتها من عينيه فعليه أن يُنظِّف قلبه، ويفتح أبواب عقله، وإلا فما فائدة البصر إن كانت البصيرة عمياء!!
إنَّ ما تلفّظ به بوق الفتنة سالم الطويل بلسانه، القصير بفكره، ليس بالأمر الجديد الذي يطال سلطنة عُمان ورموزها، فقد سبقه كثيرون من أبواق الفتنة والدمار الذين تُزعجهم عُمان بمواقفها المختلفة، سواءً كانت على الصعيد السياسيّ بمواقفها الواضحة والثابتة مع نصرة الحق والدعوة إليه، وما تمثّل في الشأن الفلسطيني مؤخرًا وخصوصًا ما يرتبط بحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الغاشم على قطاع غزّة وتنكيلها بأهلها وتعذيبهم وتجويعهم وغيرها من المُمارسات الوحشية التي لا تتوافق مع أي منهجٍ أو عرف أو قانون، وكذلك الحال في الموقف العُماني مع القضية اليمنية أو الإيرانيّة الذي ولّد الكثير من الغوغاء والاتهامات والتخوين لسلطنة عُمان وقيادتها وأهلها، أو من خلال مواقفها مع القضايا الإسلامية المختلفة التي يفترض أن تشغل بال كل مسلم غيور على إسلامه، ومحاولة الزج بكل ما من شأنه أن يفرّق وحدة الصف العُماني، أو يشتت نسيجها الاجتماعي، وهم جاهلون في الحقيقة بأن عُمان لم تركن لمذهب في يومٍ من الأيام على حساب وحدتها، ولن تركن على مذهب، لأن عمادها الإسلام، وفكرها كتاب الله، لا تُفرّق أهلها مذاهب، ولا يُشتِّت جمعهم مشايخ، ولا يدينون إلا للهِ.
إنَّ اتحاد العُمانيين وثباتهم في الموقف هو ما يقضُّ مضجع الحاقدين، هو ما يغيظهم ويُشعل في دواخلهم نيران الحقد والضغينة، ويدفعهم لتكرار حملاتهم المسمومة ضد هذه البلاد وأهلها، لأن مع كل حملة شعواء يشنّها الحاقدون على سلطنة عُمان ينبري لها أبناء عُمان جميعهم، سنة وشيعة وإباضية، ينبرون لها لا مذهبيين؛ بل وطنيين؛ لأن ما يجمعنا على هذه الأرض أكبر من مذاهب وضعها البشر، يجمعنا حب الأرض، حب الوطن، حب عُمان، لأن الأرض هي ما تبقى، أما البشر أيًّا كانت مذاهبهم فهم راحلون.
ورسالة أخيرة نقولها لسالم ومن ماثله، إننا تربَّينا في عُمان على أننا عُمانيون مسلمون، لم ننشأ على أرضها لنكون مذهبيين، رضعنا حُب عُمان من مسندم شمالًا إلى ظفار جنوبًا، تفيّأنا ظلالها، وارتوينا بمائها ولو كان ملحًا أُجاجًا، وأنِست أرواحنا بطيب هوائها، نفترشُ ترابها حريرًا ولو كان في لهيب صيفٍ قائظ، ما زعزع مكانتها في قلوبنا خطبٌ، ولا انتقص من قدرها في نفوسنا أحداثٌ ونوازل، هي الملاذُ والأمان، وعلى ما تربّينا عليه سنمضي لا يفرقنا قولك، ولا نكترثُ بك وأمثالك، والردُ عليك ليس لوضعك في مكانةٍ أكبر من حجمك، أو إنزالك منزلة تفوق قدرك، ولكن لتعلم وأمثالك أن عُمان ثابتة على النهج، وأن شعبها ماضون في سلمهم الاجتماعي، أجسادًا مختلفة تسكنها روح عُمان، مُتآخين مُتعاضدين مُتكاتفين لأجل أرض طيّبة لا تنبتُ إلا طيِّبًا، ولتعلم بأن القافلة ستمضي وإن نبحت الكلاب.