سواليف:
2025-05-09@20:13:59 GMT

مهند الرفوع يكتب .. “يا حبسَ النشامى”

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

“يا حبسَ النشامى”

“أنِي” أحمد حسن الزعبي، أكتب إليكم من وراء قضبان الوطن، من خلف سياج الكلمات، ومن داخل السجون المكتظّة بالآمال والآلام. أكتبُ إليكم بحبر القمع وعلى صفائح ديمقراطيتنا الرخوة التي تنهار سريعاً أمام “دزينة” كلمات. أكتب إليكم الآن وليس في الأفق إلا “بساطير” العساكر وظلام “العنابر”.

– أحمد حسن عياده، مهجع 3، تابع مسيرك، جُوّا.

أرى الآن “شبّاحات” بيضاء مُتدلية الحواف كأنما نتشتها أسنان الإبل تنسدلُ على أجساد هاربة الوجوه. عتمةٌ سائدة زاخرة بالأضداد؛ لِحية غزيرة يبيضُ فيها “فِرّي” وغير بعيد منها سحنةٌ عارية وذابلة. ثرثار هنا وأخرس هناك، شريرٌ يجول وضعيفٌ مُستكين. أفّ، ما هذا كله يا أحمد! صورةٌ لم أرَ مثيلاً لها إلا في روايات السجون والبرامج الوثائقية. أمشي مُتثاقلاً كما لا يحلو لي، ومع كل خطوة إلى الداخل تتهادى إليّ روائح الأقفال السمينة ويرحب بحضوري صرير الأبواب العنيدة. يضجّْ المكان بتلويحات الرجاء وانبعاثات الندم، وفي مقدمة راسي تنشط رائحة عرَقٍ راشحٍ ورطب.

مقالات ذات صلة الصبيحي .. لو قرأ الرئيس هذا المثال لسحبَ نظام الموارد البشرية 2024/07/11

مُفعمة وشهيّة تجربة الإنسان الأولى؛ أول نظرة مُشاكِسة، أول “مَطْقَه” لآيس كريم تجاوز ثمنها 40 قرشاً، أول حبة كرز أخضر بالحلال، أول زغلول سقسَق من قاع “تنكة” العائلة. وهنا أول التجارب تفيض بآلاف التفاصيل الطازجة، “شاويش” المهجع وحده حكاية؛ نظراته الماكرة، كرشه المرصوص، فرحته بربع دينار كسبها بالسلبطة، أذنه “الشافطة” للأخبار والهمسات.

عالمٌ جديد لا حدود فيه للأسئلة التي تفقَعُ بكثافة. شلالٌ من أسئلة “المعازيب” غمرني كأنما هم بانتظاري منذ سنوات؛ حُكمك؟ قضيتك؟ مُحاميك؟ المادة 15 من الدستور؟ شو بقربلك فلان؟ شو نوع دخانك؟ كيف بطيخ هالسنة؟

لطالما فرّ جسدي إلى الظلّ خارج أسوار السجن، لكنه هنا كئيب الملمس، لئيم الوخز، مُتشبعٌ برائحة رطوبةٍ ثقيلة تلتصق بالحلق؛ إنّه كالظّل المحشور داخل “نتّافة جاج” ضيّقة.

يا أحمد، ما الذي فعلته لتنام هنا؟ أسيفكَ مع الأعداء؟ أبيتكَ من أموال الشهداء؟ أكلماتكَ “بلدية” أم مستوردة من “SHEIN”؟ أطعنتَ القوانين أم هي التي طعنتك؟ أسألُ نفسي وبين عينيّ تتأرجح صور أطفالي، أقسم أنني أهدرتُ نصف طاقتي لكي أمنع دمعةً ملتهبة من الفوران. أنا أصلاً من الذين يُسمح لهم بالبكاء، لكنه هنا من المحرمات. آآخ، لماذا أُدفعُ بعيداً عن سِكّتي الطبيعية؟ أنا كاتب، أتعلمون ماذا يعني أن أكون كاتباً؟ أن أكتب يعني أن أقشّر مشاعري كلما رأيتُ صورة حزينة، أن أكتب يعني أن أكشط الحروف من بشرة الوجدان لتصل إلى الناس حارّة رصينة. أفّ، سجن! سجن مرة وحدة يا أحمد! وَلّ! هو أنِي “فاعِط” ميزانية البلد؟!

باتَ الليل لي وحدي، فقد نامَ رفاق المهجع جميعاً. أعرفه جيداً عندما كان يسامرني في الرُمثا وفي “نزول صافوط”، ويعرفني منذ أن استَجَرتُ به مرّات عديدة لاُكمل مسرحية حَبَكتها أوجاعي. ينكمش الشاويش في نومه حتى إنه بدا مثل مدفع عثماني على وشك الإطلاق. أراقبُ باهتمامٍ وحذر خليةً نشطة من النائمين؛ أفواهٌ تتلمّظ، وأرجل لا تتوقف عن الرفس، شخيرٌ مُتصاعد أقرب إلى الثُغاء، وسائقٌ قديم مُنهمكٌ في تبديل السرعات ببراعة حتى في منامه.

تعال إليّ، أخبرني أيها الليل، سامِر من يُسجن على عشر كلمات لا يجرحنَ دعسوقة. تعال، قل لي، هل انخفضت مديونية البلد إلى النصف من بعد أن زجّوا بي في باص الشرطة؟ هل أصبح “عِرق الفليتو” حاضراً على موائد الشعب من بعد إدراج اسمي في كشوفات السجناء؟ هل أصبح راتب الموظف مقروناً “بقَصّة عجوة” ورطل سمن؟ هل شُطبت “المجدّرة” من قائمة طعام الأردنيين منذ منحي “فرهول” ارتداه قبلي “قطّاع طرق”؟ هل عرفَ الناس آلية تسعير المحروقات؟ هل اختفت عصابات “الفاليه” في عمّان؟ هل علِمَ الشعب بقيمة فاتورة الألعاب النارية التي أطلقتها أمانة عمان في آخر سنتين؟ هل حدث شيء من ذلك من بعد تذويب حريتي؟ سُولِف يا ليل، إهرج، آآآخ بس. بعرفك يا ليل، على قد ما أنت شاسع وكبير ما فيك فايدة. طول عُمرك ساكت ومنبطح. يا الله شو بتشبه ناس بعرفهم!

غطّيني يا بطانية السجن، بلّش الشاويش يرمي.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الحبس لأربعيني بسبب تعليق تحريضي على “الفايسبوك” تضمّن خطاب تمييز وكراهية

أوقفت مصالح الضبطية القضائية لفرقة الدرك الوطني بغرداية، المتهم المدعو “ب. ع. محمد”. البالغ من العمر 45 سنة، المنحدر من منطقة ” قرارة” بغرداية. جراء تعليق يتضمن عبارات خطاب التمييز والكراهية، وضعه أسفل مقطع فيديو تحريضي تم عرضه على الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”. لصاحب الصفحة، المسمى الشيخ “أحمد أحمد”، المدعو “أحمد بالة” تحت اسم “Balla dz”.

والخطير في الوقائع أن المتهم وبعد تفتيش هاتفه النقال تبيّن أن الحساب الإلكتروني الخاص به على تطبيق تيلغرام. عضو في قنوات الكترونية تابعة للمدعو أمير ديزاد و “داعش”. كما تمكّن من استرجاع المحادثات الالكترونية الخاصة بالمدعو أمير ديزاد.

وقائع القضية

حيث تم مثول المتهم أمام القطب الوطني لمكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال بمحكمة دار البيضاء. لمواجهة جنحة التحريض على التمييز وخطاب كراهية باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. وجنحة النشر العمد الأخبار معرضة بين الجمهور من شأنها المساس بالنظام والأمن العام باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. بالإضافة كذلك إلى جنحة عرض الانظار الجمهور منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية خطاب الكراهية و مكافحتهما.

وقائع القضية تعود إلى تاريخ 25 مارس 2024، این رصد أفراد محللي تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بغرداية. بعد تصفحهم مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مقطع فيديو تحريضي مدته 15 دقيقة و 12 ثانية. بصفحة المحرض المسمى الشيخ احمد احمد المدعو احمد بالة تحت اسم Balla dz. جاء بعنوان ” حابسة مروان ( وحيد) وبشير مشاط يتأمرون على بني ميزاب لكسر اتفاقية 50/50.

أين تم رصد تعليق يشيد بالأعمال الإرهابية يتضمن قيام أعيان بني ميزاب بارسال شباب إلى التدريب في لبنان واليمن والعراق. التعليق كان من طرف صاحب الحساب الحامل للاسم المستعار “ب. ع. محمد”. حيث جاء مضمون التعليق ،”أظن أن العالم بدأ يتغير وقريبا جدا ستنتهي دول الظلم وتأتي خلافة العدل. كما وعدنا خير الأنام في كتاب الفتن وبالتالي يجب ان تفكر مليا في الصبر وترك التدابير الإلهية تأخذ مجراها دون الخوض في الفتن .ما أوصى به أعياننا الأفاضل إرسال شباب متفرغ إلى التدريب في لبنان أو اليمن أو العراق. حتى تكتب علاقات جيدة مع الخلافة القادمة ومهارات وقادة قد نحتاجهم في سنوات فتنة الدهيماء القادمة اللهم أني بلغت اللهم فاشهدوا.”

التوصل إلى عنوان صاحب الصفحة

بعد مراسلة رئيس المصلحة المركزية لمكافحة الإجرام السبيراني للدرك الوطني ببئر مراد رايس. من اجل تعريف الحساب وتحديد عنوان بروتوكول الانترنت IP الخاص بصاحب الحساب المذكور أنها على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك مع العمل على تفريغ وتحميل التسجيلات ومحتوى التطبيقات التي لها علاقة بوقائع القضية ، صفحة “بن عمور محمد ” تم الرد وبتاريخ 04/04/2024 تضمن التقرير بأنه من خلال التحريات التقنية حول الحساب المشتبه فيه تم الوصول إلى تحديد عنوان IP المستعمل في الولوج إلى الحساب الحامل للاسم المستعار ” بن عمور محمد” على مواقع التواصل الاجتماعي

حيث تم إصدار إنابة قضائية لرئيس المكتب المركزي الوطني أنتربول من أجل تحديد عنوان إقامة المتهم “الشيخ أحمد أحمد” في الولايات المتحدة الأمريكية. وتم الرد عليها بدون الإنجاز لعدم تبليغ تلك المعلومات الخضوعها القوانين الأمريكية الخاصة بحماية المعطيات الشخصية.

كما وردت نتائج الخبرة التقنية المنجزة على جهاز الهاتف النقال الخاص بالمتهم” ب.عمور محمد”. این تبيّن أن الحساب الالكتروني الخاص بالمتهم على تطبيق عضو في قنوات الكترونية تابعة للمدعو أمير ديزاد و “داعش”. كما تمكن الخبراء استرجاع المحادثات الالكترونية الخاصة بالمدعو أمير ديزاد.

اىلمشتبه فيه ينكر التهم الموجهة إليه

حيث صرح لرجال الدرك بأنه لم يقم بالتحريض على التمييز وخطاب كراهية او نشر اخبار مغرضة بين الجمهور معترفا بملكية حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حاملا اسم ” بن عمور محمد. كما أنه بعد مشاهدته لمقطع الفيديو المنشور من قبل المتهم الشيخ “احمد احمد” المدعو ” بالة” الذي نشره على حسابه الحامل الاسم balla dz المعنون ” حابسة.

حيث وردت تعليقات المتابعين وكانت معظمها تتضمن عبارات الفتنة بين الطائفتين فعلقت بدوري على ذلك المقطع من الفيديو بالعبارات التالية: ” اظن ان العالم بدأ يتغير وقريبا جدا ستنتهي دول الظلم وتأتي خلافة العدل…. مضيفا ان الغرض من كتابة هذا التعليق هو ايقاف الفتنة بين الطائفتين ومنح الأمل لشباب غرداية عموما مذكرات أنه قام بحذف ا حسابه المذكور بعد مرور حوالي 03 اشهر من بكتابته ذلك التعليق .

وعلى ضوء ماورد التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حق المتهم الفار و3سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 300 ألف دج محلّ المتابعة.

مقالات مشابهة

  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( نفكر…)
  • إعلان نتائج الأوزان الرسمية لبطولة “PFL MENA” التي تقام اليوم في جدة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (والسلاح الأعظم)
  • أحلام تروي موقفاً جميلاً للأمير أحمد بشأن أغنيتها الجديدة “عيوني بس”.. فيديو
  • شاهد بالصور..  المذيعة نسرين النمر توثق للحظات العصيبة التي عاشتها داخل فندق “مارينا” ببورتسودان بعد استهدافه بمسيرات المليشيا ونجاتها هي وزميلتها نجمة النيل الأزرق
  • أحمد نجم يكتب: حماية الأطفال.. واجب أسري ومجتمعي
  • الحبس لأربعيني بسبب تعليق تحريضي على “الفايسبوك” تضمّن خطاب تمييز وكراهية
  • المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : الحسين بن عبدالله الثاني .. الأمانة “الثقيلة” والعزيمة “القوية”
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: .. (آخر التنهيدات)