أعلنت الأمم المتحدة،اليوم الجمعة أن وفدين يمثلان الطرفين المتحاربين في السودان يتواجدان حاليا في جنيف لإجراء محادثات مع مبعوث أممي، لكن أحدهما لم يحضر بعد للمشاركة في الاجتماعات.

الخرطوم ــ التغيير

و يشهد السودان حربا منذ أبريل 2023 بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي في مؤتمر صحافي إن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى السودان رمطان لعمامرة، دعا وفدين يمثلان الجيش وقوات الدعم السريع لإجراء محادثات في جنيف تتمحور حول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
لكن على الرغم من تواجد الوفدين في جنيف السويسرية، فإن أحدهما لم يحضر مناقشات كانت مقررة الخميس، وفق فيلوتشي التي لم تحدد الجهة المقصودة.

والمحادثات يفترض أن تجرى في إطار ما يسمى صيغة تقارب يعقد خلالها لعمامرة اجتماعات منفصلة مع كل من الوفدين على حدة، في قاعات منفصلة. وليس مقررا عقد لقاء مباشر بين الوفدين.

وقالت فيلوتشي: “لقد بدأ المبعوث الشخصي المناقشات البارحة. في الواقع أحد الطرفين لم يحضر. لكنهم (أعضاء الوفد) هنا في جنيف”.

وأضافت: “لا يمكنني أن أكشف تفاصيل بشأن هوية الطرف سواء الذي حضر أو الذي لم يحضر”. وتابعت: “نحضّ كلا الطرفين على المشاركة في المناقشات”.

وفق فيلوتشي، تعقد المحادثات في جنيف، وجزء منها في مقر الأمم المتحدة. ولم يحدد أي موعد لانتهائها.

تأتي المحادثات على خلفية قرارين لمجلس الأمن الدولي بشأن السودان صدرا في وقت سابق من العام الحالي.

ولفتت فيلوتشي إلى أن الجهود تبذل استنادا إلى القرارات وترمي إلى “اتّخاذ تدابير لضمان توزيع المساعدات الإنسانية على جميع السكان السودانيين المحتاجين، وخيارات ضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء السودان”.

وقالت فيلوتشي إن الوفدين يضمان ممثلين رفيعي المستوى للطرفين المتحاربين، بينهم خبراء في المجال الإنساني والأمني والعسكري.

وأضافت “إن الوضع الإنساني في السودان يتدهور يوما بعد يوم، لذلك نحتاج حقا إلى النظر في التأثير المدمر لذلك على السكان المدنيين – ونحضّ الوفود على رفع هذا التحدي والانخراط في مناقشات بناءة”.
لعمامرة (72 عاما) نائب سابق لرئيس وزراء الجزائر وسبق أن شغل منصب وزير الخارجية، كما سبق أن تولى منصب مفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن بين العامي 2008 و2013.

خلّف الصراع في السودان عشرات آلاف القتلى وشرد أكثر من عشرة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة.

ويواجه نحو 26 مليون شخص في السودان مستويات مرتفعة من “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، وهو وضع فاقمته الحرب المدمرّة في البلاد، وفق تقرير للأمم

الوسومالجيش الدعم السريع جنيف غير مباشرة مفاوضات

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع جنيف غير مباشرة مفاوضات

إقرأ أيضاً:

7 نقاط شارحة لما يحدث في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا

أثار إعلان الجيش السوداني عن تصديه "لعدوان حفتر" الذي اتهمه بالتدخل المباشر والقتال بجانب الدعم السريع في منطقة المثلث على الحدود بين السودان ومصر وليبيا ردود أفعال واسعة، ومخاوف من تطور حرب السودان إلى حرب إقليمية عابرة للحدود.

وقال مساعد وزير الخارجية، مسؤول ملف السودان السابق بالخارجية المصرية، السفير حسام عيسى، للجزيرة نت إن العدوان المشترك بين مليشيا الدعم السريع وحلفائها الليبيين على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا هو محاولة لجر مصر إلى الحرب في السودان.

وأعلن الجيش السوداني، الثلاثاء الماضي، مهاجمة قوات من الدعم السريع مسنودة بقوات تتبع لحفتر لنقاط حدودية بغرض الاستيلاء على منطقة المثلث، بينما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها بالكامل على المنطقة، في وقت نفت فيه القوات المسلحة الليبية التي يقودها حفتر تدخلها في الصراع.

وإزاء هذا التصعيد الحدودي، أثيرت تساؤلات عديدة عن تفاصيل ما حدث بمنطقة المثلث الإستراتيجية ومواقف السودان ومصر وحفتر مما يجري هناك. وتقدّم الجزيرة نت فيما يلي إجابات شارحة لفهم تطورات الأحداث الساخنة بمنطقة المثلث:

عاجل | الخارجية السودانية: تدخل قوات حفتر في القتال المباشر مع مليشيا الدعم السريع يُمثل تصعيدًا خطيرًا للعدوان الخارجي على السودان ويُهدد الأمن والاستقرار الإقليميين pic.twitter.com/Q1kHRKrA3z

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 10, 2025

إعلان  أين تقع منطقة المثلث وما أهميتها للدول الثلاث؟

تعتبر منطقة المثلث نقطة تقاطع والتقاء محورية للحدود الدولية تربط بين السودان ومصر وليبيا ولها أهمية إستراتيجية كبيرة كموقع تقاطع للحدود الدولية بين الدول الثلاث.

وتكتسب المنطقة التي تقع شمال غرب السودان، وجنوب غرب مصر، وشرق ليبيا أهمية جغرافية بجانب أهميتها الإستراتيجية والسياسية والأمنية حيث تقع في منطقة الصحراء الكبرى الشرقية، جنوب واحة سيوة وغرب منطقة العوينات.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد جمال الشهيد، للجزيرة نت، إن منطقة المثلث تعد منطقة إستراتيجية حساسة من حيث السيادة والمراقبة، وتُشكل نقطة تلاقٍ حدودية بين 3 دول، وتُستخدم بعض المسارات القريبة من هذا المثلث لعبور شبكات تهريب البشر والسلاح والمخدرات.

وأضاف أن منطقة المثلث الواقعة على الحدود الثلاثية هي صحراء قاحلة ولا توجد بها مستوطنات بشرية كبيرة لكنها ذات أهمية جيوستراتيجية، ومنطقة مرور للطرق الصحراوية ومسارات التهريب والهجرة، وهناك اعتقاد بوجود ثروات معدنية وموارد طبيعية فيها لم تُستغل بعد.

وأشار الشهيد إلى الأهمية الأمنية لمنطقة المثلث إذ تعتبرها كل من مصر وليبيا والسودان نقطة مراقبة مهمة ضد الجماعات المتطرفة أو المهربين، لذلك فكل دولة تهتم بها أمنيا.

عاجل | الجيش السوداني: أخلينا منطقة العوينات في الحدود المشتركة بين السودان ومصر وليبيا في إطار ترتيبات لصد العدوان pic.twitter.com/MCZ2MyDave

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 11, 2025

 ماذا حدث في المنطقة.. ولماذا؟

تسيطر قوات الدعم السريع الآن على كامل منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا، وذلك بعد إعلان الجيش السوداني، عبر تعميم صحفي، إخلاءه للمنطقة في إطار ترتيباته لصد العدوان.

وحسب رواية الجيش السوداني لما حدث بمنطقة المثلث، فإن قوات من الدعم السريع مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية (كتيبة السلفية) هاجمت نقاطه الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة، لكن القيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة حفتر كذَّبت هذه الرواية واعتبرتها محاولة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية.

العميد جمال الشهيد يرى أن الدعم السريع يستعين بقوات حفتر لتخفيف الضغوط عنه (مواقع التواصل)

 

وقال العميد الشهيد إن استخدام قوات حفتر في هذه المهمة هدفَ إلى فك الاختناق والضغوط التي تتعرض لها مليشيا الدعم السريع من قبل الجيش السوداني بمحاور القتال المختلفة من ناحية، ولجره إلى القتال في محور جديد بهدف تشتيت جهوده وإثنائه عن هدفه الأساسي في الوصول إلى دارفور ودكّ حصون المليشيا هناك، من جهة أخرى.

السفير حسام عيسى يقول إن العدوان المشترك بين مليشيا الدعم السريع وحلفائها هو محاولة لجر مصر إلى الحرب في السودان (مواقع التواصل)  ما الجهات المتورطة في أحداث المنطقة؟ إعلان

تشير أصابع الاتهام إلى العديد من الجهات المتورطة في أحداث المنطقة. وحسب متابعات الجزيرة نت، فإن ما حدث في الأيام القليلة الماضية أن قوة استطلاع تتبع لكتيبة سبل السلام الليبية، وهي جماعة سلفية، قامت باختراق الحدود الدولية السودانية الليبية وتوغلت إلى منطقة مثلث العوينات داخل الأراضي السودانية.

 ما موقف السودان مما يحدث؟

عقب إعلانه إخلاء منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا، شنّ الجيش السوداني ضربات جوية موجهة إلى مناطق تمركز الدعم السريع أوقعت خسائر كبيرة في صفوفه، وفقًا لمصادر عسكرية رفيعة تحدثت للجزيرة نت.

ومضى السودان في تصعيد دبلوماسي ضد حفتر وداعمي الدعم السريع بدعوة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية لإدانة الاعتداء واتخاذ إجراءات عاجلة لردع المعتدين والتعامل بجدية وحزم مع ما وصفه بالمهدد لوحدة السودان والأمن الإقليمي.

وزارة الخارجية تؤكد تضامن مصر الكامل مع السودان ودعمها لمؤسساته الوطنية وجهودها لاستعادة الاستقرار مشددة على احترام سيادته ووحدة أراضيه pic.twitter.com/6mI97QlGRf

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 10, 2025

 ما موقف مصر من تطورات الأحداث في المثلث؟

أفاد السفير حسام عيسى بأن العدوان المشترك بين مليشيا الدعم وحلفاء المليشيا الليبيين على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا هو محاولة لنقل الحرب إلى الحدود المصرية السودانية ولكن مصر لن تنساق إلى هذا المستنقع، ولن تُجر إلى حرب إقليمية.

وأكد أن دخول الدعم السريع للمثلث الحدودي هدفه تشتيت جهود الجيش السوداني بنقل الحرب إلى مناطق جديدة بعد هزائم مليشيا الدعم السريع في المناطق ذات الأهمية الكبرى في وسط السودان.

وأوضح اللواء محمد عبد الواحد، المستشار في الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية، للجزيرة نت أن حميدتي يريد بنقل عملياته العسكرية إلى المناطق الحدودية أن يورط مصر ويُدخل ليبيا في هذا الصراع لجعل التصعيد إقليميا. وأكد كذلك حرص مصر على عدم التدخل في هذا الصراع.

إعلان

واعتبر ما يحدث في المنطقة تهديدًا شديدًا للأمن القومي المصري، وقال إن أي فوضى في هذه المنطقة تؤدي إلى هشاشتها وتحولها إلى بيئة خصبة للإرهاب وتدفق المهاجرين غير الشرعيين أو دخول أسلحة إلى داخل مصر بطرق غير شرعية.

وأضاف أن موقف مصر بالغ التعقيد والحساسية بسبب علاقتها الطيبة بحفتر. وأوضح أن مصر تريد التهدئة لأن أي تصعيد في المنطقة سينتقل إلى الداخل المصري، لذلك تحاول إيجاد توازن دبلوماسي وكذلك وجود عسكري كثيف حماية للأمن القومي المصري.

 ما موقف اللواء حفتر؟

موقف اللواء خليفة حفتر عبّرت عنه القوات المسلحة الليبية التي يقودها في بيان تبرأت فيه من مهاجمة الأراضي السودانية.

وقالت إنها ترفض محاولات الزج باسمها في الصراع مع هذا الطرف أو ذاك، سواء أكان سودانيا أم إقليميا، وهو أسلوب لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان، وفقا للبيان.

اللواء محمد عبد الواحد يتوقع أن يحرص حفتر على وجوده بالمنطقة الحدودية (الجزيرة)  إلى أين تتجه الأحداث؟

يبدو سيناريو التصعيد واردًا بشأن منطقة المثلث، لأن المسيطر عليها يكتسب نفوذًا اقتصاديا وعسكريا، لذلك سيتمسك الدعم السريع بالمنطقة لتأمين انسياب الدعم اللوجستي الذي يصله من ليبيا، فهي معبر لتهريب المرتزقة والأسلحة والوقود، بجانب تهريب الذهب.

في المقابل، سيحرص الجيش السوداني على أن يُفقد الدعم السريع كل المكاسب التي تتحقق من سيطرته على المثلث.

وتوقّع اللواء عبد الواحد أن يكون حفتر كذلك حريصًا على أن يكون موجودًا في منطقة المثلث الحدودية لتعزيز نفوذه في الداخل الليبي.

ولم يستبعد في ظل صعوبة الحسم العسكري في السودان أن تكون هناك حالة من التقسيم في المستقبل يعمل فيها كل طرف على إحداث حالة إدارية وأمنية يوظف فيها البعد القَبَلي والجهوي لفرض الاستقرار في المنطقة التي يوجد فيها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • داير أوجّه رسالة صغيرة لأهلنا في الدعم السريع الحاربونا برعاية دول أجنبيّة؛ وللإخوة في تشاد
  • الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. اتفاق السلام في جنوب السودان مهدد بالانهيار
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: حفتر وحسابات السودان الجديدة
  • 7 نقاط شارحة لما يحدث في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا
  • المبادرات البيئية المستدامة محور مباحثات معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات 2025
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتنازعان السيطرة على منطقة المثلث الاستراتيجية
  • ما تداعيات سيطرة الدعم السريع على المثلث الحدودي بمساعدة حفتر؟
  • مثلث العوينات في السودان... ما أهمية سيطرة الدعم السريع على المنطقة؟
  • الدعم السريع تعلن فتح معبر المثلث الحدودي لعبور المساعدات وتخصيص قوات لتأمينه
  • الأمم المتحدة تحذّر: النزوح القسري يصل إلى 122 مليون شخص بسبب النزاعات المتفاقمة