بين التقدم والفجوات.. إلى أين وصلت محادثات الهدنة في غزة؟
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
بعد أسبوع من استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، تفيد العديد من التقارير بوجود "فجوات"، رغم "التقدم" المحرز للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين وعرب قولهم، إنه على الرغم من أن الجانبين "أصبحا أكثر قربا مما كانا عليه في السابق"، فإن إسرائيل "فرضت شروطا جديدة على الخطوط العريضة للمقترح، كما رفض الجانبان بعض التفاصيل أثناء المحادثات التي جرت في القاهرة والدوحة".
ومنذ الأسبوع الماضي، تجري محادثات في قطر ومصر بشأن اتفاق تدعمه واشنطن يسمح بوقف القتال في غزة، الذي دخل الآن شهره العاشر، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وذلك بمشاركة رؤساء المخابرات الأميركية والمصرية والإسرائيلية.
"مرحلة حرجة"بدورها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن المحادثات بين إسرائيل وحماس وصلت إلى "مرحلة حرجة" بعد جمودها لعدة أشهر.
ونقلت الصحيفة عن وسطاء عرب ومحللين إسرائيليين، قولهم إن "سلسلة التعليقات التي أدلى بها رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، أدت إلى تراجع أي شعور بالتقدم في المحادثات".
وأعلن نتانياهو، الخميس، أن احتفاظ بلاده بالسيطرة على المنطقة الحدودية بين مصر وغزة (محور فيلادلفيا) بهدف منع "تهريب الأسلحة" لحماس، هو أحد 4 شروط وضعتها حكومته لوقف إطلاق النار في القطاع.
وقال نتانياهو إن شرط استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على "محور فيلادلفيا ومعبر رفح" اللذين احتلهما بداية مايو، هو أحد "أربعة مبادئ" طرحتها حكومته في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
وفي خطاب تلفزيوني مقتضب، عدد نتانياهو الشروط الثلاثة الباقية التي وضعتها حكومته في هذه المفاوضات غير المباشرة.
وقال نتانياهو إن أي اتفاق "يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال (بعد انتهاء فترة الهدنة التي سينص عليها) حتى تتحقق أهداف الحرب".
وأضاف أن "إسرائيل لن تسمح بعودة الإرهابيين المسلحين أو الأسلحة إلى شمالي قطاع غزة"، الذي شهد قتالا عنيفا بين الجيش الإسرائيلي من جهة والفصائل الفلسطينية المسلحة، وفي مقدّمها كتائب القسّام (الجناح العسكري لحماس) من جهة أخرى.
كما اشترط نتانياهو أن يتم في المرحلة الأولى من الاتفاق الجاري التفاوض عليه "الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن".
وقال وسطاء لـ"وول ستريت جورنال"، إن تعليقات نتانياهو "لم تكن مفيدة"، مما يشير إلى أنه "غير مستعد للتنازل".
وقال مسؤول مصري كبير، إن "هناك نقاطا عالقة لا تزال تتجاوز ما تم الاتفاق عليه سابقا مع الوسطاء، وتعيق التقدم في مفاوضات التهدئة" في قطاع غزة.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول مصري سابق مطلع على المفاوضات، قوله: "الكرة في ملعب نتانياهو. نتانياهو لا يريد السلام. هذا كل شيء. سيجد أعذارا لإطالة هذه الحرب حتى 5 نوفمبر"، في إشارة إلى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق للصحيفة.
"تقديم تنازلات"ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن إسرائيل وحماس "ظلتا على حد سواء حذرتين للغاية بشأن ما إذا كان الجانب الآخر مستعدا حقا لتقديم تنازلات خلال المحادثات".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن شخص مطلع على المفاوضات، قوله إن "المناقشات شملت القضيتين الأكثر إثارة للجدل، وهما ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على إنهاء الحرب والانسحاب من غزة واحترام وقف إطلاق النار الدائم، وما إذا كانت حماس ستوافق على التخلي عن السيطرة على قطاع غزة".
وقبل نحو أسبوعين، تلقت إسرائيل ردا من حماس على خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أواخر مايو الماضي، والتي تستند إلى مقترح إسرائيلي يتضمن الإفراج عن نحو 120 رهينة محتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
ووافقت حماس، وفق وكالة رويترز، على التخلي عن مطالبة التزام إسرائيل أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق، حيث كانت تقول في السابق إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال، لحين "القضاء على حماس" التي تحكم القطاع منذ عام 2007.
وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، الخميس، كشف السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة الأميركية، مايكل هرتزوغ، عن "تغير في موقف حماس" بسبب ما قال إنه الضغط الممارس على الحركة.
وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن بلاده "لا ترغب في احتلال غزة، وتريد أن يحكمها أبناء القطاع"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل "لن تقبل أن تحكم حماس غزة بعدما حصل".
وأضاف السفير الإسرائيلي: "لن نغادر غزة قبل التأكد من أن الحدود مغلقة وأن حماس لن تحصل على السلاح".
والأسبوع الماضي، زار مسؤولون أميركيون كبار المنطقة للضغط من أجل وقف إطلاق النار، من بينهم مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، حيث عقد لقاءات مع مسؤولين من مصر وقطر وإسرائيل.
واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وخلال الهجوم، اختطفت حماس 251 رهينة، ما زال 116 منهم محتجزين في غزة، بينهم 41 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی لوقف إطلاق النار إطلاق النار فی فی القطاع قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس الأركان الإسرائيلي يقر بـقصور استخباري حرج في 7 أكتوبر
أقر رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، بوجود قصور استخباري سبق هجوم "حماس" المفاجئ على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة صبيحة 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، معتبرا أن "الاستخفاف بالعدو أم الخطايا".
وقال زامير: "تحمّل الجيش الإسرائيلي المسؤولية وحقّق بنفسه، لكن الحادث ليس مسؤولية الجيش وحده، ومن الخطأ توجيه الأضواء بالكامل إلى الجيش الإسرائيلي وحده.. للوصول إلى الحقيقة الكاملة والاستنتاجات على المستوى الوطني، يجب تشكيل لجنة مهنية خارجية وموضوعية".
وجاء ذلك وفق ملخص له بشأن التحقيقات الداخلية للجيش في هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وعن "فشل 7 أكتوبر"، اعتبره زامير "منهجيا وطويل الأمد، لكن إلقاء اللوم الشخصي على القادة الذين كرسوا حياتهم للبلاد هو قرار خطير يجب ألا يتأثر بضغوط خارجية ويجب اتخاذه بعناية فائقة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأقر بوجود "أوجه قصور استخبارية حرجة، والاستخبارات العسكرية لم تقدم تحذيرا ملموسا من الحرب.. عمليا نشأ عمى استراتيجي وعملياتي، صاحبه بشعور بالتفوق الاستخباري، وقلة التواضع، وضعف في التحدي الفكري، والاستخفاف بالعدو (حماس) هو أم الخطايا".
وغداة عملية طوفان الأقصى، شنت "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة وصبت جام غضبها على الفلسطينيين في القطاع، فقتلت أكثر من 70 ألف فلسطيني، وأصابت ما يزيد على 171 ألفا آخرين، معظمهم أطفال ونساء.
وحتى اليوم، يرفض رئيس وزراء الاحتلال تحمل مسؤولية الإخفاق بالتصدي لهجوم مقاتلي حماس، رغم إقرار مسؤولين إسرائيليين بذلك، بينما تحمله المعارضة كامل المسؤولية وتطالب باستقالته.