صحيفة البلاد:
2025-08-03@02:48:26 GMT

امتثال الإجادة

تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT

امتثال الإجادة

أخيراً إمتثلت الإجادة وعدَّلت جادّتها.
ولكن بعد ماذا؟ بعد خروج الآلاف من أرباب منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة من السوق.
ليس خروجاً آمناً، بل خروجٌ مثقلٌ بديون وقروض وخسائر وفوقها تجارب قضت أو كادت على أحلام أبناء وبنات الوطن في أن يصبحوا رواد ورائدات أعمال ناجحين.

كانت النصيحة التي تُسدى لطالب الاستشارة في سنوات “إجادة” ،هي التأني حتى تتضح الصورة ويستقر الوضع حيال ما تفعله “إجادة”.


والحمد لله أنها ذهبت، ونرجو أن تكون تجربة تتم دراستها ليس لصالح القطاع البلدي والخدمي فحسب، بل في مختلف أنظمتنا وتشريعاتنا ،وأن توضع مصلحة الوطن وأبنائه نُصب العين، فمن خرجوا من السوق بسبب تصيُّد مراقبي “إجادة” هم إبني وإبنك، أخي وأخوك.

يا من بيده التشريع وبتوقيعه يطبق النظام ،لا نشك لحظة أن كل الأنظمة التي تُوضع هدفها نبيل وغايتها سامية ،وهي السعي لتقدم الوطن والرقي بأعماله، لكن “العُقدة” تكون أحياناً في التطبيق على أرض الميدان.
وهذا لا يطال برنامج “إجادة” لوحده، بل قد تجد في قطاعات أخرى أنظمة جميلة ومتقدمة دولياً لكن يعوز القائم على التطبيق فهم روح النظام ومعرفة الهدف السامي من سنه ووضعه.

لذلك من المهم أن نضمن ألا يتحول نظام “مُثُل MuthoL” إلى صيغة أخرى لـ “إجادة”، وفي الغالب لن يكون هذا إلا بفهم المطبقين الميدانيين لروح النظام والهدف الفعلي منه.

يرافق ذلك وضع نظام لمعاقبة مراقب “مُثل MuthoL” إن هو تطرَّفَ في الاستخدام أو قفز إلى فرض الغرامات قبل مراحل التوجيه والإنذار والتحذير وإمهال صاحب المنشأة ومنحه الوقت الكافي لـ “الامتثال”.
و “مُثل MuthoL” الذي ذُكر أنه يهدف إلى رفع مستوى امتثال منشآت الأعمال، وتحسين جودة الأعمال ،بل إيصالها إلى مستويات عالمية ،تكون قدوة تطلبها الدول الأخرى وتحتذي بها.

نرجو أن يكون “مُثل MuthoL” كما خُطط له ،وكما يُراد منه في ظل دولة كانت ومازالت تضع المواطن ومصلحته في رأس اهتماماتها.

ogaily_wass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!

بدر بن صالح القاسمي

أحتاج في بعض الأحيان إلى حالة صمت طويلة، وإلى سكون أشبه بجمود نفسي وعقلي من أجل أن أستوعب ما يأتي به بعض البشر أو بالأحرى ما يروجونه من أفكار مسمومة وحديث لبق منمق، لكنه عبارة عن «خداع بصري وتلوث صوتي» لا يسمن ولا يغني من جوع.

عندما أستفيق مما أنا فيه، أشرع في صب أعمدة الأسئلة في مكانها الصحيح، هل الذين يدعون معرفة كل شيء في هذا الوجود هم أشخاص عقلاء مثل بقية البشر أم أن حديث الوهم والخداع الذي يلفظونه بألسنتهم الطويلة، يأتي من أدمغة غسلت تماما من أي فكر مستنير؟! في بعض الأحيان أعلن ما بيني وبين نفسي، أن ثمة خطأ بشريا يرتكبه البعض عندما يدعون الناس إلى الاستسلام والتخلص من كل طاقتهم وتحطيم إرادتهم بأيديهم، معربين لهم عن ثقتهم بأن «الحياة ليس بها مستقبل»، وبأن الذي منحهم الله إياه من نعم، عليهم التخلص منه وأن يذروه بعيدا عنهم لأنهم «سيموتون»!.

لا أعتقد بأن حتمية الموت هي من يجب أن تدفعنا نحو اعتزال كل شكل من أشكال الحياة، وأعتقد بأن مثل هذه النداءات مضللة وإن كان أصحابها ينعقون فوق كل شجرة وحجر، الحياة لم توجد من أجل جلب التعاسة للبشر، بل هي أرض خصبة للعمل والجد والاجتهاد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ثم توضع الموازين ويثاب المجد ويعاقب المخطئ، أما حتمية الموت فهي الحقيقة التي لا مناص منها وهي القدر الذي يلاقيه كل البشر والكائنات الحية الأخرى، فلما نرمي كل شيء على هذه الحقيقة أي «الموت»!.

تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع الصوتية والمرئية لبعض الأشخاص الذين يدعون المعرفة بالحياة، ويدعون الناس إلى التراخي والاستسلام للقدر المحتوم، بل يطالبونهم بان يكبلوا أنفسهم بالأغلال والأصفاد، ويصطفون في طابور انتظار لحظة خروج الروح.

الموت هو اللحظة التي لا نعرف متى ستأتي لاي شخص منا، أما الترويج للأفكار السوداء فهي فعل شيطاني لا يمت للواقع بصلة، وما الذين يرفعون أصواتهم ويدعون المعرفة ويلبسون ثوب النصح والإرشاد ما هم إلا زوابع تأتي وتذهب مع الوقت!.

والبعض يهرف بما لا يعرف، يفتي في كل الأمور دون وعي أو يقين أو دراية علمية أو دينية، يصدحون ليل نهار فقط من أجل أن يتابعهم الملايين، ويتأثر بحديثهم الناس، يجدون في البحث عن «ضحايا» يصغون إلى تخاريفهم ومسرحياتهم الهزلية.

منذ فترة زمنية ماضية سمعنا عن شخص فارق الحياة، ثم اكتشف أمره بأنه أنفق كل ما كان يملك من مال، تاركا أبناءه في عوز ومشقة وبلاء، لكنه لم يترك الدنيا مديونا لأحد، بل ترك أبناءه يطلبون العون والمساعدة من الآخرين!.

عندما بحث الأبناء عن أموال أبيهم التي كان يدخرها على مدى سنوات طويلة، اكتشفوا أن ثمة شخص «أفتى له بأن الإنسان يعذب على المال الذي يتركه بعد موته حتى وإن كان حلالا»، وعليه صدق الرجل حديثه، وقام بإنفاق كل ما يملك لوجه الله، ولم يترك شيئا لأولاده!.

وهذا الذي أفتى بهذه الفتوى، نسي ما ورد في السيرة النبوية الشريفة: فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنه لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره ؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» متفق عليه.

قرأت ذات مرة حديثا يقول: «الدنيا لا تستحق أي حرب نفسية سواء كانت مع نفسك أو مع أي شخص آخر، لأنها تتقلب من لحظة إلى أخرى، صحتك قد تخونك واحبابك سيتركونك لا محالة، لا يوجد ضمان لا يشي ولو لدقيقة واحدة، فالأحوال كلها تتبدل في ثوان معدودة، لذا لا داعي مطلقا لإشعال الصراعات في حياتك»..، كلام جميل، ولكن هذا ليس معناه أن يتخلى الإنسان عن أي رابط يربطه بالحياة، ويلقي بكل الهزائم على القدر أو الآخرين.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: «لقد خلقنا الإنسان في كبد»، فمكابدة الحياة ليس معناها الاستسلام والانهزام من مواجهة الأزمات والصعوبات، ولكن طالما أن الانسان لا يزال على قيد الحياة عليه بالعمل، وأن يصارع رغباته ونزواته من أجل أن يخرج من دار الفناء إلى دار القرار آمنا مطمئنا.

هناك الكثير من الحقائق التي لا يتحدث عنها الناس، بل يركزون على نقطة سواء واحدة، يلفون حولها الحبال غليظة، وينصبون المشانق في رقاب البسطاء، يخرجوهم من رحلة الكفاح والنجاح إلى طرق المظلمة التي لا ترى فيها شمسا ولا قمرا.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: مرافقة النبي في الجنة لا تكون إلا بكثرة السجود
  • هل تعلم أن عمر قلبك قد يكون أكبر من عمرك؟
  • تيمور جنبلاط: دعم الجيش لا يكون بالكلام بل بتأكيد دوره الشرعي في حماية الوطن
  • «فقط الاستسلام الكامل ونزع السلاح».. سموتريتش: لن تكون هناك مفاوضات جزئية
  • فرصة تكون سحب ركامية تصحبها أمطار غداً
  • محمود عتمان: إطلاق أول غرفة برلمانية في الوطن العربي وأفريقيا تأسس عام 1824
  • «لن تكون مجرد لعبة».. خطة لتحويل PUBG إلى منصة ألعاب واسعة النطاق
  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • احذر هذه الأعراض.. قد تكون على بُعد خطوة من ضربة شمس خطيرة