صحيفة البلاد:
2025-05-09@05:46:13 GMT

عبدالله مناع الطبيب الذي أحب الصحافة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

عبدالله مناع الطبيب الذي أحب الصحافة

كان الدكتور عبدالله مناع -رحمه الله- ،أحد الأطباء الذين استهواهم الفكر والأدب والفن، فغادر بعضهم عيادته وتفرغوا له.

تقول بطاقته الشخصية إنه من مواليد مدينة جدة عام 1359هـ، ومن مدارسها حصل على الشهادة الابتدائية والكفاءة المتوسطة والثانوية العامة القسم العلمي وابتعث إلى مصر أوائل عام 1957م والتحق بكلية طب الأسنان في جامعة الإسكندرية، ومن هناك بدأت رحلته مع الصحافة حيث لم تشغله دراسته عن مراسله جريدة “الرائد” التي كان يراس تحريرها الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين ،وكان يكتب على صفحاتها زاوية أسبوعية بعنوان :”من أيامي”، كما نشر قصة مسلسلة في تسع حلقات بعنوان :”على قمم الشقاء” ،وبعد تخرجه وحصوله على بكالوريوس في طب وجراحة الفم والأسنان سنة 1962م ،عاد إلى أرض الوطن وعين طبيباً للأسنان بالمستشفى العام في جدة دون أن يقطع صلته بالصحافة حيث واصل مشواره الأدبي والصحافي بالكتابة في جريدة “المدينة”، وكتابه زاويته الأسبوعية في جريدة “الرائد” ،وردوده على بريد القراء بتوقيع: “ابن الشاطئ”، وإلى جانب يومياته في جريدة المدينة وزاويته الأسبوعية “شيء ما”، كان يحرَّر صفحة يردّ فيها على مشاكل القراء بعنوان: “الباب المفتوح” ،وبعد عشر سنوات من العمل في وزارة الصحة ،غادرها عام 1972م وتفرغ لعيادته وقلمه، ثم ترك طب الأسنان عام 1974م ليتولى تأسيس وإصدار مجلة “اقرأ” بعد أن تم اختياره رئيساً لتحريرها، فشكّل جهازها وتم صدور العدد الأول منها في شوال 1394 هجري واستمر رئيسا لتحريرها حتى عام 1397هـ ثم عاد إليها في عام 1399هـ، وظل يرأس تحريرها إلى عام1407هـ.

كانت مجلة اقرأ في عهده تمثل مدرسة في الصحافة المحلية، وكان يلتف حوله العديد من المواهب الصحفية الشابة الذين وجدوا في العمل في مجلة اقرأ متعة لا حدود لها فهو يمنح العاملين الدعم والثقة، ويتعامل مع أصغر المحررين في المجلة بروح الزمالة والتقديروالاحترام.

كما كان مكتبه بمجلة اقرأ ،ملتقى لكبار الأدباء والكتّاب والمفكرين، أمثال الأساتذة عزيز ضياء ومحمد حسين زيدان وعبدالفتاح أبو مدين وغيرهم.

وخلال السنوات الطويلة التي أمضاها عبدالله مناع في بلاط الصحافة رئيسًا للتحرير وإداريًّا وكاتبًا ،كان حضوره بارزًا بسبب موهبته الأصيلة، وثقافته العالية، وحبه للصحافة والأدب، وولعه بالسياسة وقضايا المجتمع، وقدرته على المتابعة، وتواضع فطري، وحب للناس ،وميل إلى تبني قضاياهم.

وبالرغم ممّا قدمه المناع للصحافة، وما تركه من إرث وبصمات في صحافتنا المحلية، فإن العديد من المحبين له يرون أن الصحافة قد سرقته من عالم الأدب؛ فالمناع يملك كل المقومات التي تجعل منه أديبًا كبيرًا، سواء مواهبه الفطرية، أو مواكبته الإبداع الأدبي العربي والعالمي. وقد تجلت تلك الخلفية في الكتب التي أصدرها وفي مقالاته الصحفية التي تتجاوز الأسلوب التقريري وترتقي إلى منزلة النص الأدبي.

وفي كل كتاباته كان الدكتور المناع يتميّز بالأناقة الأسلوبية، وبالمحتوى المعلوماتي الثري، وبالجرأة والاستنارة في مناقشة قضايا المجتمع والثقافة ، يشهد على ذلك محاضراته التي دعي لالقائها في مناسبات مختلفة وكان من بينها محاضرة بعنوان :”المستقبل” وقد ألقاها بنادي الاتحاد، و”الجهل كارثتنا” بنادي النصر بالرياض، و”الصحافة والحقيقة” ألقاها بجامعة الملك عبدالعزيز، و”الموسيقى وأثرها في حياة الشعوب” في جمعية الثقافة والفنون في جدة، “الأدب والمجتمع” في مدينة الجوف، و”العواد بين الخفقات والإخفاق” في نادي جدة الأدبي الثقافي، و”حمزة شحاتة قيثارة الشعر التي صمتت قبل الأوان” في نادي أبها الأدبي عام 1990هـ، و”حمد الجاسر علَّامة وعلامة” في نادي أبها الأدبي في سبتمبر 1994م.

اما أعماله الأدبية ،فكان أولها كتاب “لمسات” والذي يتضمن مجموعة من الخواطروالقصص القصيرة طبعه أثناء دراسته الجامعية في مصر، ثم ألحقه بكتاب :”أنين الحيارى” وهو مجموعة أقاصيص، وأتبعه بمؤلفات كثيرة منها :”الطرف الآخر” و”ملف أحوال”،وهي مجموعة مقالات صحفية و”بعض الأيام بعض الليالي” و”العالم رحلة” ، وكتاب: “شيء من الفكر”، و”إمبراطور النغم” وكتاب “جدة الإنسان والمكان” و”كان الليل صديقي” و”شموس لا تغيب.. نجوم لاتنطفئ” رحم الله الدكتور عبدالله مناع الذي ترك أثراً خالدًا في ذاكرة الصحافة السعودية، وفي ميادين الثقافة والخدمة المجتمعية، وكان شخصية اجتماعيًّة بازغة الحضور في المجالس والمنتديات.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يلقى محاضرة في القصر الرئاسي بصربيا بعنوان جسور المحبة

استضاف القصر الرئاسي بالعاصمة الصربية بلجراد، قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في إطار لقاء نظمته إدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في صربيا، حيث ألقى محاضرة بعنوان جسور المحبة، ضمن زيارته الرعوية لايبارشية وسط أوروبا.

وقال القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريح له اليوم إنه حضر اللقاء رئيس وزراء صربيا جورو ماتشوفيتش، وغبطة البطريرك بورفيريوس بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، والدكتور فلاديمير روجانوفيتش، المدير العام لإدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في صربيا، ووزراء العدل، والتجارة، والتكامل الأوروبي، السفير باسل صلاح، سفير مصر في صربيا، والقاصد الرسولي سانتو روكو جانجيمي، سفير الفاتيكان في بلجراد، وعدد من كبار المسؤولين الصرب وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين، ورجال الدين، والمثقفين، والأكاديميين، والشخصيات العامة.

بدأ اللقاء بعزف السلام الوطني لجمهوريتي صربيا ومصر، ألقى الدكتور فلاديمير روجانوفيتش المدير العام لإدارة التعاون مع الكنائس والمجتمعات الدينية في صربيا كلمة عبر فيها عن سعادته الغامرة باستضافة قداسة البابا تواضروس الثاني، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل لحظة تاريخية في تعزيز العلاقات الروحية والثقافية بين صربيا ومصر، وبين الكنيسة الصربية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أقدم كنائس الشرق.

وأضاف: أعتقد أننا الليلة متحدون في نفس المشاعر، في ثراء وتنوع عرقنا وطائفتنا، إنه شعور بالفخر الذي ينشأ، مجازيًا، من ضفتي النهر، مثل الأقواس الحجرية لجسر دائم، أحد هذه الأقواس يتجلى في محاضر البابا، والتي ننتظرها بشوق، بعنوان ”جسور المحبة“ أما القوس الثاني، فينبع من عمق الروح الصربية كما قال شاعرنا الكبير نيجوش: الأمة كلها تأتي من الروح.

واستعار مقولة الأديب الصربي إيڤو أندريتش الحائز على جائزة نوبل: «من بين كل ما يبنيه الإنسان، لا شيء أنبل من الجسر فهو يربط، لا يفرق، يخدم الجميع، ولا يخص أحدًا، يعبر فوق المياه، كما تعبر المحبة فوق الخلافات».

وأضاف: في عالم يتخبط بين الأزمات، وتزداد فيه الانقسامات، لا نملك ترف التراجع. نحن بحاجة إلى أصوات روحية وشخصيات مرجعية، مثل قداسة البابا تواضروس، تذكرنا بقوة المحبة، وبأن الحوار والتعايش واحترام الآخر، ليست رفاهية بل ضرورة وجودية.

ثم ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني محاضرته، واستهلها بقوله: في مسيرتي خلال الأيام الماضية رأيت جسرًا يربط بين جانبي نهر ساڤا، وتأملت في معناه، فالجسور لم تبن فقط للعبور، بل لتربط الأشخاص، وتوصل الإنسان بالطرف الآخر، كي يتعرف عليه ويحتضنه بالمحبة.

وأوضح، إن أول جسر عرفته البشرية هو الجسر الروحي الذي يربط بين السماء والأرض، وأن المحبة الحقيقية هي ما تبنيه الكنيسة وترسخه بين الناس.

وسرد قداسة البابا خلال المحاضرة عددًا من الجسور التي بنتها مصر عبر التاريخ، بدءً من استقبالها للعائلة المقدسة، ومرورًا بتأسيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على يد القديس مار مرقس في القرن الأول الميلادي، ثم نشأة مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وميلاد الرهبنة المسيحية في مصر على يد القديس أنطونيوس الكبير، مشيرًا إلى أن دير الأنبا أنطونيوس ما يزال حتى اليوم مقصدًا روحيًا يزوره الآلاف.

كما تطرّق قداسته إلى المواقف الوطنية للكنيسة القبطية، مستشهدًا بكلمته الشهيرة في أعقاب حرق الكنائس عام 2013، وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، مشددًا على أن هذه العبارة تجسد المحبة التي لا تتوقف عند جدران الكنيسة، بل تتخطاها إلى الوطن كله، وترسخ مفاهيم التضحية من أجل السلام المجتمعي.

وانتقل قداسته للحديث عن أمثلة حية من التاريخ المعاصر تجسد فكرة بناء الجسور بعد الصراعات، مثل نموذج جنوب إفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا، ورواندا التي تعافت بعد المجازر الطائفية، مؤكدًا أن المحبة تبني زمانًا أفضل ومكانًا أفضل وإنسانًا أفضل.

وضرب أمثلة لأفراد أحدثوا فارقًا بمحبتهم، مثل الأم تريزا والبروفيسور مجدي يعقوب، قائلا: «هذه الشخصيات بنت جسورًا من المحبة، ليس بالكلام، بل بالفعل، وكل منها غيّر وجه الإنسانية بطريقة أو بأخرى».

ثم اختتم قداسته كلمته بدعوة مفتوحة: دعونا نبني جسورًا، لا أسوارًا، دعونا نحب، لا نصدر أحكامًا، دعونا نصغي، لا نتكلم فقط، فكما يقول القديس يوحنا في رسالته: يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ (١يو ٣: ١٨) لنجعل من هذه المحبة نورًا يضيء ظلمات العالم، وجسرًا يعبر بنا جميعًا إلى مستقبل أفضل.

ونوه إلى أن المحبة الحقيقية لا تسقط أبدًا (١كو ١٣: ٨)، وأن بناء مستقبل أفضل يتطلب أن نضع الإنسان في قلب كل مشروع، وأن نستخدم إنجازاتنا التكنولوجية والثقافية لبناء السلام، لا لصناعة الحواجز.

اقرأ أيضاًالبابا تواضروس يدشن أول كنيسة قبطية في رومانيا

البابا تواضروس يلتقي الجالية المصرية في بوخارست

البابا تواضروس يصل إلى رومانيا قادمًا من بولندا ضمن جولته الرعوية لإيبارشية وسط أوروبا

مقالات مشابهة

  • أسامة حمدي: التعديلات على قانون المسئولية الطبية تجعل الطبيب يؤدي دوره جيدا
  • كيف غيّرت الجوائز الأدبيَّة أساليب الرواية؟
  • حادث سير يعيق حركة المرور قرب نفق الصحافة
  • بسمة بوسيل تصدر أغنية جديدة بعنوان "يا خسارة" بتوقيع عمرو المصري
  • في يوم الطبيب المصري.. تكريم رموز طبية بارزة على رأسهم أسامة حمدي ومحمود المتيني
  • ندوة عن منهجيات إدارة التغيير بأكاديمية السُّلطان قابوس الجوية
  • الرق في الرواية السودانية- من التاريخ المؤلم إلى التمثيل الأدبي الناقد
  • البابا تواضروس يلقى محاضرة في القصر الرئاسي بصربيا بعنوان جسور المحبة
  • القبض على الطبيب المجرم المتورط بتهم بتعذيب وقتل معتقلين
  • يبدأ بالمواد غير المضافة.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 للقسمين الأدبي والعلمي