صحيفة البلاد:
2025-12-12@19:22:54 GMT

عبدالله مناع الطبيب الذي أحب الصحافة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

عبدالله مناع الطبيب الذي أحب الصحافة

كان الدكتور عبدالله مناع -رحمه الله- ،أحد الأطباء الذين استهواهم الفكر والأدب والفن، فغادر بعضهم عيادته وتفرغوا له.

تقول بطاقته الشخصية إنه من مواليد مدينة جدة عام 1359هـ، ومن مدارسها حصل على الشهادة الابتدائية والكفاءة المتوسطة والثانوية العامة القسم العلمي وابتعث إلى مصر أوائل عام 1957م والتحق بكلية طب الأسنان في جامعة الإسكندرية، ومن هناك بدأت رحلته مع الصحافة حيث لم تشغله دراسته عن مراسله جريدة “الرائد” التي كان يراس تحريرها الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين ،وكان يكتب على صفحاتها زاوية أسبوعية بعنوان :”من أيامي”، كما نشر قصة مسلسلة في تسع حلقات بعنوان :”على قمم الشقاء” ،وبعد تخرجه وحصوله على بكالوريوس في طب وجراحة الفم والأسنان سنة 1962م ،عاد إلى أرض الوطن وعين طبيباً للأسنان بالمستشفى العام في جدة دون أن يقطع صلته بالصحافة حيث واصل مشواره الأدبي والصحافي بالكتابة في جريدة “المدينة”، وكتابه زاويته الأسبوعية في جريدة “الرائد” ،وردوده على بريد القراء بتوقيع: “ابن الشاطئ”، وإلى جانب يومياته في جريدة المدينة وزاويته الأسبوعية “شيء ما”، كان يحرَّر صفحة يردّ فيها على مشاكل القراء بعنوان: “الباب المفتوح” ،وبعد عشر سنوات من العمل في وزارة الصحة ،غادرها عام 1972م وتفرغ لعيادته وقلمه، ثم ترك طب الأسنان عام 1974م ليتولى تأسيس وإصدار مجلة “اقرأ” بعد أن تم اختياره رئيساً لتحريرها، فشكّل جهازها وتم صدور العدد الأول منها في شوال 1394 هجري واستمر رئيسا لتحريرها حتى عام 1397هـ ثم عاد إليها في عام 1399هـ، وظل يرأس تحريرها إلى عام1407هـ.

كانت مجلة اقرأ في عهده تمثل مدرسة في الصحافة المحلية، وكان يلتف حوله العديد من المواهب الصحفية الشابة الذين وجدوا في العمل في مجلة اقرأ متعة لا حدود لها فهو يمنح العاملين الدعم والثقة، ويتعامل مع أصغر المحررين في المجلة بروح الزمالة والتقديروالاحترام.

كما كان مكتبه بمجلة اقرأ ،ملتقى لكبار الأدباء والكتّاب والمفكرين، أمثال الأساتذة عزيز ضياء ومحمد حسين زيدان وعبدالفتاح أبو مدين وغيرهم.

وخلال السنوات الطويلة التي أمضاها عبدالله مناع في بلاط الصحافة رئيسًا للتحرير وإداريًّا وكاتبًا ،كان حضوره بارزًا بسبب موهبته الأصيلة، وثقافته العالية، وحبه للصحافة والأدب، وولعه بالسياسة وقضايا المجتمع، وقدرته على المتابعة، وتواضع فطري، وحب للناس ،وميل إلى تبني قضاياهم.

وبالرغم ممّا قدمه المناع للصحافة، وما تركه من إرث وبصمات في صحافتنا المحلية، فإن العديد من المحبين له يرون أن الصحافة قد سرقته من عالم الأدب؛ فالمناع يملك كل المقومات التي تجعل منه أديبًا كبيرًا، سواء مواهبه الفطرية، أو مواكبته الإبداع الأدبي العربي والعالمي. وقد تجلت تلك الخلفية في الكتب التي أصدرها وفي مقالاته الصحفية التي تتجاوز الأسلوب التقريري وترتقي إلى منزلة النص الأدبي.

وفي كل كتاباته كان الدكتور المناع يتميّز بالأناقة الأسلوبية، وبالمحتوى المعلوماتي الثري، وبالجرأة والاستنارة في مناقشة قضايا المجتمع والثقافة ، يشهد على ذلك محاضراته التي دعي لالقائها في مناسبات مختلفة وكان من بينها محاضرة بعنوان :”المستقبل” وقد ألقاها بنادي الاتحاد، و”الجهل كارثتنا” بنادي النصر بالرياض، و”الصحافة والحقيقة” ألقاها بجامعة الملك عبدالعزيز، و”الموسيقى وأثرها في حياة الشعوب” في جمعية الثقافة والفنون في جدة، “الأدب والمجتمع” في مدينة الجوف، و”العواد بين الخفقات والإخفاق” في نادي جدة الأدبي الثقافي، و”حمزة شحاتة قيثارة الشعر التي صمتت قبل الأوان” في نادي أبها الأدبي عام 1990هـ، و”حمد الجاسر علَّامة وعلامة” في نادي أبها الأدبي في سبتمبر 1994م.

اما أعماله الأدبية ،فكان أولها كتاب “لمسات” والذي يتضمن مجموعة من الخواطروالقصص القصيرة طبعه أثناء دراسته الجامعية في مصر، ثم ألحقه بكتاب :”أنين الحيارى” وهو مجموعة أقاصيص، وأتبعه بمؤلفات كثيرة منها :”الطرف الآخر” و”ملف أحوال”،وهي مجموعة مقالات صحفية و”بعض الأيام بعض الليالي” و”العالم رحلة” ، وكتاب: “شيء من الفكر”، و”إمبراطور النغم” وكتاب “جدة الإنسان والمكان” و”كان الليل صديقي” و”شموس لا تغيب.. نجوم لاتنطفئ” رحم الله الدكتور عبدالله مناع الذي ترك أثراً خالدًا في ذاكرة الصحافة السعودية، وفي ميادين الثقافة والخدمة المجتمعية، وكان شخصية اجتماعيًّة بازغة الحضور في المجالس والمنتديات.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

الصحافة الصفراء

الصحافة الصفراء – ١
لم يعد أشد إيلاما على مهنة ترفع شعارات الشرف والرقابة والشفافية والنزاهة والحياد والمعرفة من أن يجد المجتمع نفسه يتحدث جهرا عن ابتزاز يستهدفه عبر الاكاذيب والشائعات والزيف، بغرض التأثير على الرأي العام. فالواقع، مهما حاول البعض تجميله، يكشف عن تدنٍ أخلاقي عميق وانحراف خطير في فهم الدور الحقيقي للصحافة ورسالتها تجاه المجتمع. إذ تتحول الكتابة التي وجدت أصلا لحماية الرأي العام وصونه إلى أداة ضغط وسلاح يُرفع في وجه من يُراد النيل منه، أو وسيلة لتلميع صورة من يُراد رفع شأنه بحسب ما تمليه المنفعة لا ما تقتضيه الحقيقة ..
والمؤسف أن المجتمع لم يعتد يوما أن يتحدث عن ابتزاز في أوساط الأطباء أو المهندسين أو القانونيين، بينما بات يتحدث بوضوح عن ابتزاز يقوم به بعض الإعلاميين، وهي ليست قصصا من عالم آخر، بل حقائق يكتبونها هم أنفسهم عن بعضهم صراحة وغمزا ولمزا .. وما يزيد الواقع تعقيدًا أن الصحفيين النزهاء، وهم كثر، يضيقون ذرعا بهذه الممارسات لأنها تلحق الضرر بمكانة مهنتهم، وتضع كل قلم في دائرة الشبهة قبل أن يثبت عكس ذلك ..
فإذا كانت الصحافة ترى نفسها سلطة رابعة، فمن حق المجتمع كذلك أن يمارس رقابته عليها وأن يسائل خطابها ومنهجها ونهجها. ومؤلم أن يتحول بعض الإعلام إلى سلوك أقرب إلى أساليب العصابات – صناعة صور زائفة، ترويج شائعات، وابتزاز مبطن أو مكشوف، لا يمت إلى الفكر ولا خدمة المجتمع ولا أبسط قواعد المهنة بصلة. فكيف يمكن لمن يقوم بهذه الأساليب أن يدعي أنه يسعى إلى تثقيف المجتمع أو رفع وعيه أو تعزيز انتمائه او بناء شخصيته الوطنية ؟
ولذلك تقع مسؤولية النهوض بالمهنة على أهلها الحقيقيين – عليهم مواجهة هذا الانحدار بشجاعة، وإعادة النظر فيما آل إليه حال مهنتهم، ورفض التستر على أي اعوجاج، وبناء بيتهم المهني على أسس واضحة وشريفة والتخلي عن شعور الاستحقاق الزائف او اي إضطراب سلوكي ناتج عن اكاذيب او أوهام المعرفة . كما أن التدريب والتأهيل المستمر لم يعد ترفا – فضعف الكادر، واضمحلال اللغة، ورثاثة التعبير، كلها أمراض تؤثر في الذوق العام، وتضعف قدرة هذه المهنة على القيام بدورها في خدمة المجتمع لا في التضليل عليه ..
وعلى الصحافة ان لا تتوهم أنها قادرة على التحكم في الرأي العام دائما عبر حملات منسوجة من الكذب والزيف، ثم تعجز عن الاعتذار حين تتكشف الحقائق. فالمهنة التي تفقد أخلاقها تفقد ذاتها، ومن يصر على طريق الابتزاز يضل قبل أن يضل غيره. وعلى كبار هذه المهنة أن يبادروا إلى إصلاح شأنها، لأن زيفها وأكاذيبها قد يدخل الكثير من الآلام في أخلاق المجتمع، مما يقعد
بكل ما هو خير للناس .. وإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا …
#المزالق_المدلهمة
Faroug Farid

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/12 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة أرض تنتزع بالتصفيات … والبقارة في مرمى الصفقة الكبرى ل آل دقلو2025/12/12 الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة2025/12/12 الفيل … وضل الفيل2025/12/12 اتجاهات حكومية: ما بين الانتقال ومنع الصيانة2025/12/12 حديث كرار عن الاستنفار والمقاومة الشعبية حديث كاذب2025/12/12 (تقوية الجبهة الوطنية)2025/12/12شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات التآمر الناعم 2025/12/11

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • لرفع وعي المجتمع.. مجمع الملك عبدالله الطبي يطلق حملة ميدانية بعنوان «الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة»
  • الصحافة الصفراء
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها
  • الفرق بين الطبيب الموثوق والمتطفل على السوشيال ميديا
  • استشارية تغذية تكشف أسرار بناء مصداقية الطبيب.. فيديو
  • العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين بجائزتها للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي في دورتها الـ15
  • متى يستلزم الأرق استشارة الطبيب؟ تعرف على الأسباب والعلاج الفعّال
  • ‫الأرق.. متى يستلزم استشارة الطبيب؟
  • جنوب الباطنة تعلن قرب طرح مناقصة طريق قرية وكان في نخل
  • قريبًا... طرح مناقصة الطريق المؤدي إلى قرية وكان بولاية نخل