الولايات المتحدة – حدد باحثون، خللا كبيرا في خلايا المصابين بـ”مرض حرب الخليج”، ويعتقدون أنه يفسر مجموعة المشكلات الصحية الغامضة التي ابتلي بها العديد من المحاربين القدامى لعقود من الزمن.

واكتشف الباحثون من جامعة غريفيث أن خلل وظيفة الخلايا لدى المحاربين القدامى الذين يعانون من “مرض حرب الخليج” (GWI)، قد يكون ناجما عن التعرض المكثف للعوامل البيولوجية والكيميائية الخطرة أثناء الخدمة في الحرب.

ونشرت نتائج هذا الاكتشاف الأول من نوعه في العالم، في مجلة PLOS ONE. وهو يحل اللغز الذي حيّر علماء الطب لعقود من الزمن.

ويعرف “مرض حرب الخليج”، أو “متلازمة حرب الخليج” بأنه مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية ظهرت على الجنود المشاركين في حرب الخليج الثانية وتشمل أمراض الجهاز المناعي، والتعب المزمن، والألم، والالتهاب، واضطرابات النوم، والضعف العصبي والإدراكي، واضطرابات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، والشعور بالضيق بعد الجهد.

وكشف البحث الذي أجراه المركز الوطني لعلم المناعة العصبية والأمراض الناشئة (NCNED) التابع لجامعة غريفيث في غولد كوست، عن أن الهياكل الخلوية المتكاملة لنقل الكالسيوم إلى الخلايا، والمعروفة باسم القنوات الأيونية المحتملة للمستقبل العابر (Transient receptor potential channels  أو اختصارا TRP channels)، معيبة لدى المحاربين القدامى الذين يعانون من “متلازمة حرب الخليج”.

وقالت مديرة المركز الوطني لعلم المناعة العصبية والأمراض الناشئة والمؤلفة الرئيسية للدراسة، البروفيسورة سونيا مارشال-غراديسنيك، إن دور الكالسيوم داخل الخلايا، كجزيء إشارة، كان محوريا، حيث ينظم الوظائف الأساسية مثل تقلص العضلات ووظيفة الأعصاب وإفراز الهرمونات.

مضيفة: “إن النتائج التي توصلنا إليها في بحثنا تقدم دليلا علميا واضحا على أن المشاكل الصحية التي يعاني منها قدامى المحاربين في حرب الخليج يمكن أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بتعرضهم لعوامل خطرة معينة أثناء خدمتهم. وتكشف دراستنا عن خلل وظيفي حاسم في قنوات الأيونات الخلوية، وتحديدا القنوات الأيونية المحتملة للمستقبلات العابرة (TRP channels)، لدى المحاربين القدامى الذين يعانون من متلازمة حرب الخليج. ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة إلى الأمام في فهم هذا المرض المحير والمعقد”.

وأشارت إتيان ساسو، الباحثة والمؤلفة المشاركة للدراسة، من المركز الوطني لعلم المناعة العصبية والأمراض الناشئة، إن النتائج التي توصل إليها الفريق كانت حاسمة في إزالة الغموض عن “متلازمة حرب الخليج”، حيث قدمت أدلة علمية قاطعة تثبت صحة الحالة التي طالما كان من الصعب على المصابين الاعتراف بها وقبولها.

وقالت: “خلال حرب الخليج، واجه أفراد الدفاع التعرض لمجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك الضغوطات البيئية والعوامل البيولوجية والكيميائية. ويظهر بحثنا بوضوح أن هياكل الخلايا داخل جسم الإنسان حساسة وعرضة لهذه العوامل، ما يسبب خللا في وظيفة الخلية. وهذا التقدم في فهم سبب متلازمة حرب الخليج يوفر الآن الأمل للباحثين ليكونوا قادرين على تطوير علاجات جديدة لتحسين مستقبل قدامى المحاربين لدينا”.

جدير بالذكر أن الحرب العالمية الثانية تؤثر على ما بين 25% إلى 32% من ما يقارب المليون من المحاربين القدامى من 41 دولة ممن خدموا في حرب الخليج (1990-1991). وقد تعرض العديد منهم للقاحات إلزامية عديدة، وأدوية وقائية مضادة لعوامل الأعصاب، والعديد من العوامل الخطرة، بما في ذلك المبيدات الحشرية، وعوامل الأعصاب، واليورانيوم المنضب، وهو ما ترجح العديد من النظريات أن السبب وراء الإصابة بـ”متلازمة حرب الخليج”، والتي لم يتمكن العلماء والباحثون حتى الآن من فك جميع ألغازها.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: المحاربین القدامى

إقرأ أيضاً:

عن متلازمة لا شفاء منها.. متلازمة الإخوان!

سُحق "الإخوان" - وما يشبههم من جماعات وأحزاب - تنظيميا في موطن ظهورهم، ثم توالت عليهم الضربات بتصاعد "الثورة المُضادة"، على تفاوت بين بلد وآخر.

اللافت أن حجم الهجوم الإعلامي عليهم ما زال يتواصل بذات الزخم القديم، كأن شيئا لم يحدث، حتى إن وجود فريق منهم في قطاع غزة، قدّم آلاف الشهداء من قادة وكوادر، لم يخفّف من وطأة الهجوم، بل ربما صعّده عند البعض، وطبعا لأنه اعتبر "الطوفان" مددا معنويا هائلا لمسيرة الجماعة التي تنتمي "حماس" إلى "تيارها".

يبدو أنها أصبحت "متلازمة" لا يُشفى منها مَن أُصيب بها، فتراه مثل "الَّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ".. يذْكُرهم في كل حين وفي كل برنامج أو مناسبة، ويراهم خلف أيّ مصيبة، وينشر ويكتب ويُحاضر عنهم بلا توقّف، وطبعا في سياق من مساعي "شيطنتهم"!

المصيبة التي يواجهها المعنيُّ ولا تأذن له بالشفاء، هي أنه يستهدف بشرا عاشوا بين الناس وأكلوا معهم وشربوا، ولم يكونوا كائنات فضائية جاءت لغزو الأرض واستغلال ثرواتها وإبادة أهلها!

أناسٌ كانت الآخرة بوصلتهم، وتحقيق الخير للناس هدفهم، على تفاوت بينهم، تماما كما يتفاوت البشر.. منهم من رحل شهيدا أو أسيرا أو طريدا، أو عاش ومات آمنا.. منهم من بلغ أعلى المناصب، ومنهم من بقي في الظل.. منهم من كان ثريّا، ومنهم من عاش ومات فقيرا.
يبقى القول إن "المتلازمة" إياها، لا تنحصر في "الإخوان"، وهم تيار له تجلّيات وفروع متباينة الاجتهادات، أكثر منهم "تنظيما" بالمفهوم التقليدي، بل تشمل كل المُنتمين إلى ما يُسمّى "الإسلام السياسي"، أو قواه،
بعضهم مرّ على التجربة ثم رحل بسلام تبعا لظروفه أو رؤاه (كُنت شخصيا أحد هؤلاء حتى قبل عقدين ونيف)، ومنهم من تاجر بها لأجل صيْد، لكن الخط العام بقي هو ذاته، ومؤكّد أن تقييم الأعمال الجماعيّة إنما يكون عبر حصيلتها الكليّة ضمن أهدافها، وليس عبر تفاصيل صغيرة لا ينجو منها أي تجمّع بشري.

وهنا لا يجادل عاقل في أن "الإخوان" هُم من زرعوا شجرة الصحوة الإسلامية، وسقوْها بدمائهم وعرقهم وأعمارهم، وهُم من أعادوا الاعتبار للهوية الإسلامية لمجتمعاتهم، فيما تضافرت جهود كثيرة بعد ذلك في ذات السياق، وإن لم تكتمل لأسباب موضوعية، بعضها بخطأ اجتهاد منهم، وأكثرها خارجية ذات صلة بموازين القوى بمفهومها الشمولي.

مرضى "المتلازمة" إياها، وأقلّه بعضهم، يدركون أنهم يقدّمون دعاية مجانية لـ"الإخوان"، لكن المريض يحتاج إلى التنفيس كي لا يختنق، وهذا ما يحدث.

يبقى القول إن "المتلازمة" إياها، لا تنحصر في "الإخوان"، وهم تيار له تجلّيات وفروع متباينة الاجتهادات، أكثر منهم "تنظيما" بالمفهوم التقليدي، بل تشمل كل المُنتمين إلى ما يُسمّى "الإسلام السياسي"، أو قواه، وتمتدّ أكثر لتشمل حتى "جماعة التبليغ". أما حين تتفاقم، فلا توفّر الدين ككل، برموزه وشرائعه وشعائره.

"إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ"، "وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ".

مقالات مشابهة

  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يستعرض إنجازاته
  • المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج يشارك في الاجتماع الـ14 لمجلس الأمناء بمسقط
  • عن متلازمة لا شفاء منها.. متلازمة الإخوان!
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • “إيفانتي” تطلق ميزة “النشر المرحلي” لتعزيز مرونة الأمن السيبراني في دول الخليج
  • وكلاء الآثار والمتاحف بدول الخليج يزورون متحف قصر السلام ومركز “الشيخ جابر”
  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  • راموفيتش: “نطمح لانهاء الموسم في المركز الثاني والتأهل لرابطة أبطال إفريقيا”