سودانايل:
2025-06-26@19:43:43 GMT

الصراع يطفوا على السطح

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل

قلنا قبل فترة أن المقاومة الشعبية وعمليات الاستنفار الفوضوية ستتحول إلى مشكلة جديدة بالمستقبل، سيعاني منها الوطن حتى وإن تم القضاء على آخر جندي بالدعم السريع الذي تم تكوينه بنفس الكيفية التي تم بها تكوين ذلك الكيان الذي صنعته الحركة الإسلامية خلال النظام المدحور، وأن حل قضايا الوطن لا تكون بصناعة مشكلة جديدة بل في هيكلة الجيش وتنظيمه ليكون جيش واحد ذو عقيدة قتالية موحدة وحل وإيقاف تكوين مليشيات جديدة، وفي وقتها اتهمنا بأننا خونة وعملاء.


وقد أثبت اليوم الخلاف الذي نشب بين والي نهر النيل أبو قرون والفريق معاش محجوب حسن سعد رئيس لجنة الاستنفار بالولاية صدق ما ذهبنا إليه وأظهر النوايا (المبطنة) والغرض الأساسي من تكوين مليشيات ما يسمى بالمقاومة الشعبية عندما رفض (سعد) قرر أبو قرون التنحي وتسليم قيادة تلك المجموعة بالولاية إلى القوات المسلحة ممثلة في قيادات عليا من بعض الضباط المتقاعدين ليسقط خبث النوايا في أول اختبار حقيقي للمساس بتلك المليشيات الجديدة.
قرار الوالي (الذكي) بمحاولة تجاوز لجنة (سعد) القديمة دون الدخول في تجاوز لقرار تكوين لجان الاستنفار الذي أصدرته حكومة الأمر الواقع في بورتسودان أو التصادم مع المجموعة الكيزانية التي تقود هذا العمل من خلال الستار؛ يعلن عدم رضاء الوالي عن عمل تلك اللجنة الأولى وتجاوزاتها (الخفية) التي لا يود الوالي الإفصاح عنها بصورة مباشرة خوفاً على موقعه حتى ولو تحمل عبء وجود لجنتين (ولائية واتحادية) وما يحمله ذلك من تبعات مالية على خزانة الولاية المفلسة أصلاً.
والمبررات التي ساقها رئيس لجنة الاستنفار الاتحادية والتي أطلق عليها (الأصل) على اعتبار أن اللجنة الولائية الجديدة التي كونها الوالي (مزورة) لا علاقة لها بما ورد في خطابه الذي قدمه، فالأمر في رمته لا يعدوا سوى صراع حول الأموال الضخمة التي تُدفع لتلك اللجان ومحاولة كل طرف الحصول عليها فـ(سعد) الذي يخاف أن يصير يتيماً باستيلاء اللجنة الجديدة على تلك الأموال لن يصمت بكل تأكيد وسيتحرك خلفه كيزان بورتسودان الذين يدخرون تلك اللجان ليوم كريه، والوالي الذي ضاق ذرعاً من (تجاوزه) وعملها بعيدا عن قبضته لن يصمت وسيستعين في الحرب القادمة بقيادات الجيش وقد يصل إلى كشف التجاوزات المالية للجنة السابقة إذا ما دعا الأمر.
ولك الله أيها المواطن المغلوب على أمره.
الثورة ستظل مستمرة...
والقصاص سيظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء..  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية

ان كان هناك بصيص أمل في ان نستعيد الدولة والهوية ، التي تفككت بسبب قوى الصراع، من مناطق وسلالات وقبائل ورايات (اعلام)، حتى جعلت من الوطن خرقة بالية يتنازعها الجميع، فجريمة اعتقال الشيخ الكازمي إمام وخطيب مسجد ساحة المنصورة، فجر يوم الخميس، بطريقة واسلوب المافيا( العصابات) لا توحي ان من امر باقتحام المسجد في وقت الصلاة الفجر رجل دولة، ولا القوة المقتحمة تمثل أمن الدولة.

الحقيقة ان الدولة اغتيلت بتشكيلات عسكرية لا تمثلها، ولا تواليها، بل تمثل من يدفع لها ومن شكلها بتشكيل مناطقي قبلي ومذهبي، أي تشكيل عسكر القبيلة والمذهب، وعسكرة القبيلة يأتي في اطار ضرب مفهوم الدولة المدنية التي ينشدها العامة من الناس، فالقبيلة مثخنة بالثأر، والمذهب مبتلى بالاختلاف، وعسكرتهما لغرض ترسيخ حالة الثأر الاجتماعي والسياسي الذي اتخذ من القبيلة وسيلة حسم معاركه القديمة مع الاخر، وهذا ما شهدناه في التصفيات الجسدية منذ الاستقلال حتى حرب 94م ، واتت حرب 2015م لترسخ الصراع العقائدي صراع المذاهب.

كل هذا من اجل اغتيال الدولة، بشواهد ان الشرعية التي كانت تحكم برئيس منتخب، صارت اليوم تحكم بثمانية رؤوس، تمثل القوى العسكرية المسيطرة على الاراضي، وهي الارضي الذي يتم اعدادها لتقسيم اليمن لكنتونات ضعيفة وهشة، بدون سلاح يحمي سيادتها، وبدون قرار وطني يعزز من مكانتها بين الدول، والهدف كنتونات مغتصبة، تديرها قوى مرتهنة للمغتصب، والهدف هي الارض البكر وما تحمله في باطنها من ثروة.

يمكن القول ان الحرب مع الحوثي انتهت، لتتحول لحرب في مواجهة فكرة الدولة اينما كانت، وفكرة وحدة الصف و وحدة الامة، هذه الحرب لا تحتاج لغير اعلام يروج للمزيد من الصراع المناطقي والمذهبي ، ليحول البلد لمناطق وهويات متناحرة، وهذا ما يحتاج لناشطين يعرفون من اين تؤكل كتف الوطن، والنتيجة انقسام مجتمعي حاد، وصراع بيني مدمر، انتج لنا لوبي من اللصوص والمنتفعين والفاسدين، ومجتمع مسحوق وناس محبطة، ومجتمع مدني مروّض، يتلقى الصفعة تلو الصفعة دون ان يوحد كلمته في مواجهة ما يحدث، ويشكل نخبة تؤمن بالوطن وحدته وسيادته، حتى صار الوطن يباع قطعة قطعه في سوق العمالة والارتزاق.

بدأ السقوط عندما سقطت راية الوطن، وكلا بدأ يبحث في الماضي عن بقايا راية منتهية الصلاحية ، وعندما سقط الوعي الوطني ليستبدل بالوعي المناطقي ، وثقافة الكراهية والعنصرية ، لتعرض الارض للبيع( خذوا الجنوب تبعكم ونبصم لكم بالعشر)، وعندما تم اقصاء كل مسؤول وطني رفض الانخراط في البيعة، ورفع راية السيادة، واستبدل بمسؤول تمرد على الدولة، وتماهى مع صفقة بيع الوطن، من تسليم الجزر وتعطيل المرتكزات الاقتصادية، وتشكيل تشكيلات عسكرية تتقاسم الارض وايرادات الدولة وتفرض الجبايات والاتاوات، ولا تعترف بمؤسسات الدولة ومصب ايراداتها البنك المركزي، حتى صار كل من تماهى مع المؤامرة مسؤولا تنفيذيا وسياسيا، يعيش واسرته خارج الوطن في نعيم الفساد والمال الحرام، والناس في الداخل تصارع الفقر والجوع والمرض، تصارع الحمى والظمأ.

عندما تحول السلاح من رمز لتحرير الارض، لأداة لاحتقار الدولة ، وحماية الاطماع والفاسدين والمرتزقة، عندما اصبح بعض رجال الامن مجرد كلب حراسة لكبار الناهبين وبياعي الارض والعرض.

بعد ان ضاقت الحياة بالناس وبلغت القلوب الحناجر، كان لابد لهم ان يتظاهروا رافضين لسياسة التجويع، والفشل المؤسسي وغياب الخدمات الضرورية، والمطالبة بحقوقهم المكفولة، وكان المتوقع ان تجد تلك التظاهرات صدى، والذي حدث انها قمعت، وتصدى لها رجال الامن والتشكيلات التي يفترض انها في خدمة الشعب ، مما يؤكد انها تشكيلات لا وطنية، وجدت من اجل ان تحمي الاطماع وادوات الارتزاق والتبعية، تحمي الفساد والناهبين للثروة وبياعي الارض، وتضرب بيد من حديد من يصرخ وجعا مما يحدث، وتدوس على الفقراء والجياع.

مع التأكيد ان ارادة الجماهير لا تقهر، وان بدأت التظاهرات صغيرة لكنها مؤثرة ستكبر وتكبر حتى تصير طوفان جارف، سيجرف كل هذا العبث وادواته المصطنعة، طوفان لن يستطيع ايقافه لا سلاح ولا طقم ولا مدرعة عسكرية، ولا ونان وهراوة، كلها ستسقط امام غضب الجماهير ، كما قال ابو قاسم الشابي

(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي • ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ)

فلن تنفع كل تلك المظاهر المسلحة والاقتحامات للبيوت والمساجد والاسواق، بل ستكون وابلا على اصحابها ،وسيكون النظام والقانون هو السائد، وكلا سيتحسس رقبته حينما يأتي الانصاف وان غدا لنظارة لقريب

 

مقالات مشابهة

  • أحياء عدل..تكوين شامل لحراس العمارات
  • الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني
  • الصراع على أشده لحسم المشاركة في المنافسات المقبلة لكأس سوبر العراق
  • محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية
  • جمال فرويز يوضح عوامل تكوين الشخصية السلبية الاعتمادية بالأسرة.. فيديو
  • اتفاق جوبا وتصاعد الصراع على السلطة
  • أخنوش يعلن شروع الحكومة في تنزيل برنامج دعم مربي الماشية وإعادة تكوين القطيع الوطني
  • ما بعد حرب إيران والكيان.. ومستقبل الصراع في غزة
  • الصراع يشتد.. بورصة انتقالات دوري نجوم العراق تشتعل قبل انتهاء الموسم
  • لن يتحرر السودان كاملاً إلا بعودة قوية وفاعلة لقوات الاحتياط الشعبي، وليس مجرد الاستنفار