بوابة الوفد:
2025-06-20@22:23:16 GMT

مرضعة جلالته!

تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT

يحمل الأسبوع القادم ذكرى تتويج الملك فاروق رسميًا على عرش البلاد، وفى هذا اليوم «29 يوليو1937» أصدرت مجلة «آخر ساعة المصورة» عددًا خاصًا بتلك المناسبة، نشرت فيه من القصص والحكايات ما يوضح للقراء كيف كان جلالته المصرى الأول والوطنى الأول، وأن صاحب السمو مخلص صادق الوعد شديد الوفاء، وأن مصر الفتية الناهضة التى تفخر بماضيها وتنظر بعين الثقة إلى مستقبلها تتمثل فى هذا الملك الشاب.

الأزمة ليست فى «المديح» الذى يبدو مألوفًا لدى البعض، الأزمة فى تلك الجرعات الزائدة من النفاق التى لا يقبلها عقل ولا يقرها منطق لصناعة وعى زائف يهدم ولا يبنى، وخلق شعور كاذب يؤخر ولا يقدم.

فقد روى عن جلالته أنه أثناء مرور القطار الملكى فى محطة «منيا القمح» فى طريقه إلى بورسعيد، تعلق بالصالون الملكى أربعة «غلمان» يهتفون بحياة «فاروق»، وهمَّوا بدخول الصالون، ودخلوه بالفعل، فأسرع رجال البوليس بطردهم، ولكن جلالته تدخل ومنع ذلك، وربت على أكتاف الفلاحين الصغار و«نفح» كلًا منهم بجنيه.. هل رأيتم كيف كانت ديمقراطية «النفح» الملكية!

وروى عن جلالته أنه «يحذق» كافة أنواع الرياضة من التنس والجولف وركوب الخيل والمبارزة بالشيش والسيف والصيد إلى قيادة السيارات بل وقطارات السكك الحديدية، كما حدث يوم سفر جلالته بقطار «السهم الأزرق» من برن إلى زيورخ، وتولى بنفسه القيادة بمهارة أثارت إعجاب رجال السكك الحديدية السويسرية.. تخيل جلالته قاد القطار بنفسه بمهارة أثارت إعجاب رجال السكك الحديدية السويسرية!

ربما ما جاء فى الفقرات السابقة هين رغم فجاجته، وربما حدث بالفعل، فليس لدينا ما ينفيه أو يكذبه، لتأتى قصة مرضعة الملك، لتصنع الحبكة المضحكة المبكية فى هذا السياق، فقد طالبت المجلة من أحد أصدقائها فى «إستانبول» أن يوافيها بحديث مع مرضعة صاحب الجلالة المحبوب، فركب الصديق الباخرة حتى وصل إلى قرية فى ولاية «بورصة»، حيث تقيم السيدة «عائشة محمد جلشان».

تحدثت المرضعة أن اختيارها جاء بعد قيام الدكتور«محمد شاهين باشا» ومعه عدد كبير من الأطباء بالفحص والتحليل، ثم اختاروا «لبن السيدة عائشة» لأنه خالٍ من الأمراض.

وعن رأيها فى «الطفل فاروق»، أجابت بعد أن لمعت عيناها بالسرور والفخر: «لقد كنت أسعد امرأة فى العالم وأنا أحمله بين ذراعى، لقد كان فى غاية الجمال.. وأقسم إنى لم أر طفلًا فى جماله ولا ظرفه ولطفه»، ثم جاء السؤال المفصلى: وهل كان يبكى؟ فأجابت: كل الأطفال يبكون ولكن جلالته كان يضحك كثيرًا وكانت له ابتسامة مشرقة فاتنة، وعن سؤالها عن صحته وهل كان يمرض كثيرًا؟ فغضبت السيدة «عائشة» لهذا السؤال وقالت: إن الملك فاروق كان فى طفولته فى أحسن صحة وينمو بسرعة..!

وعندما سألها من ذهب إليها أو«هبد هذا الحوار من رأسه»، أن تسمح السيدة «عائشة محمد جلشان» بتصويرها، فاعتذرت لأن التصوير «عيب وحرام»!، ولك أن تتخيل أن كل ما ذكرته السيدة «عائشة» حلال، والصورة طلعت عيب وحرام!!

الجزء الأكثر تشويقًا فى قصص «يوم التتويج»، هو أول امتحان فى اللغة العربية لجلالته فى السادسة من عمره، عندما رأى المغفور له الملك فؤاد تكليف الأستاذ «جوهر بك» مدير التعليم بالأوقاف الملكية فى ذلك الحين، بوضع أول امتحان للأمير الصغير، وعقد الامتحان فى «سراى القبة» صباح يوم الاثنين 9 يونيو، وجاء فى أسئلة «الإنشاء» أيهما تفضل الإقامة فى قصر «عابدين» أم فى قصر«القبة» ولماذا؟ وكانت إجابة جلالته أنه يحب سراى «عابدين» لأنها كبيرة ووسط الناس!

ثم جاءت قطعة «الإملاء» أشد طرافة من أسئلة «الإنشاء»، فكانت عن «الفلاح المصري»، وكان نصها: «يسكن الفلاح المصرى دارًا صغيرًا مبنية باللبن، ويأكل الخبز مع الملح أو الجبن، ويشرب الماء الكدر ويعيش عيشة قليلة الكلفة، لا يئن ولا يشكو ولا ييأس مما يصيبه من الفاقة، بل يقاومها صابرًا على بأسائها حتى يهيئ له الخير»، لتأتى الغاية التى من أجلها تم سرد هذه الرواية، بأن عناية جلالته العالية قد توجهت إلى الاهتمام بالفلاح، فوضعت حكومته السنية بأمره مشروعات لتنقية مياه الشرب وإنشاء مستشفيات متنقلة لعلاج المرضى.

فى النهاية: ما ذكرته ليس حكمًا تاريخيًا على ملك، بل خزانة كل الأمراض والأوبئة والأزمات التى يمكن أن يعانى منها مجتمع من المجتمعات فى الماضى والحاضر والمستقبل.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الاسبوع القادم الملك فاروق عرش البلاد

إقرأ أيضاً:

فاروق فريد: تسرع الإعلاميين السودانيين لأجل السبق الصحفي

تسرع الإعلاميين السودانيين لأجل السبق الصحفي –
(سباقات الوجود)..
ذهب الاستاذ عبد الباقي الظافر إلى كتابة منشور به الكثير من الادعاءات والقصص والاسماء عن تسريبات لتشكيل الحكومة الجديدة دون أي موقع او صفة رسمية ، مستندا على معرفته وعلاقته بالسيد د. كامل إدريس رئيس الوزراء..
وفي الأصل فإنه ليس للسيد الظافر علاقة مهنية حاليا تربطه ب د. كامل إدريس، تجعله يتحدث عن المطبخ الداخلي للسيد رئيس الوزراء، فكما هو معلوم فليس للاستاذ الظافر اي صفة رسمية للتحدث بلسان السيد رئيس الوزراء ، اما علاقته الإعلامية الحالية فهي ليست بأكثر من علاقة صحفي او اعلامي في إطار ما يراه هو عملا إعلاميا، ومن المعلوم أن السيد رئيس الوزراء لديه معرفة وعلاقات بمعظم الإعلاميين السودانيين بدرجات متفاوتة، فقد تناولت الصحف والأخبار والبرامج التلفزيونية بالبلاد اخباره وسيرته كشخصية عامة في ساحات العمل السياسي والعمل العام منذ أكثر من ربع قرن ..
ومن المعلوم كذلك أن الاستاذ الظافر يعمل خارج البلاد في موقع غير رسمي او حكومي حاليا، وبالطبع لا يؤهله ذلك للحديث عن المطبخ الداخلي لرئيس الوزراء او الأفكار او الترتيبات او الاختيارات المهنية ..
كما لا يمكن لعلاقته الاجتماعية الحالية – غير المهنية – أن تجعل من منشوره للجزيرة نت تحت [مظلة التسريبات] والذي حوى الكثير من الخيال اي أبعاد ذات مصداقية او تآكيدات لما ذهب اليه من معلومات ، وأغلب الظن انه إستقاها من هنا أو هناك او بنى خيالات تسريباته من متابعاته لبعض لقاءات السيد رئيس الوزراء إبان اجازة العيد، والتي عمد فيها السيد رئيس الوزراء إلى الالتقاء بطيف واسع من الشخصيات والأجهزة والمؤسسات الخدمية والمواطنين ..
فمنطقيا وبحساب الاشياء لا يمكن للعقل السليم أن يصدق ان السيد رئيس الوزراء د. كامل إدريس طلب من الأستاذ الظافر أن يكتب (للجزيرة نت) عن توجهه في بناء وتشكيل الحكومة تحت بند تسريبات ، وعليه فإن عنوان منشور الاستاذ الظافر الذي جاء تحت بند تسريبات هو خيالات او اجتهادات او قراءات تخصه لا أكثر- وذلك وحده يكفي، وان كان لديه معلومات حقيقية لما كان عنوان ما نشره هو ذلك العنوان ، وبالتالي فهو غير ذات مصداقية وليس فيه من سبق ..
والأمر الاخر هو أن السيد رئيس الوزراء لا يحتاج في الأصل لنشر تسريبات عن طبخته التي لم تنضج بعد او حكومته التي هي في إطار التشكيل، فالرجل سوف يقوم بإعلان حكومته بعد فراغه من تشكيلها ، حكومة منسجمة تستطيع تنفيذ البرامج الخدمية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحسب المعايير والضوابط التي يراها في ذوي الكفاءة لقيادة المرحلة المقبلة وكذلك بما يتطلبه الواقع السياسي المنظور والمتاح للبلاد حاليا وفي ظل الظروف المعلومة التي تمر بها البلاد..
وكما أعرف ومن الآخر كدة – فالسيد رئيس الوزراء د. كامل إدريس هو رجل دولة من الطراز الأول ومن خلفية مهنية طويلة وهو ويعلم يقينا قيمة وثمن المعلومة وتوقيت المعلومة، إضافة الى ذكاءه المعروف عنه في معتركات الاقدام والاحجام بتميز عال لرجال الدولة في كل الملفات ، وحسن ومنطقية إختياراته ودراسته للاشياء – لذلك لا تجده يتبرع او يسرب معلومات هنا او هناك ..
كما أن الذين عملوا معه يعلمون انه وبالاضافة إلى الترتيب والتنظيم للملفات وحسن الاختيارات ، فالشخصية المهنية للسيد رئيس الوزراء د.كامل ادريس بها الكثير من الجدية والصرامة المطلوبة مهنيا، وبها الكثير من الدقة والمتابعة، كما أنه صانع للقرارات الجادة دون مهابة ، ويقينا انه من الصعب الوصول إلى ما يدور في ذهنه .. فعذرا يا عزيزي عبد الباقي الظافر ..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حفلات الكريسماس.. هاني شاكر ومي فاروق يحييان حفلا في دبي.. 23 ديسمبر
  • د. فاروق يوجه بإستمرار عمليات تقييم الحزمة الطبية الإضافية
  • عبد السلام فاروق يكتب: سطور في دفتر النار
  • «دومة» يطالب بوضع جدول زمني لاستكمال مشروع خط المياه بمنطقة غرب بنغازي
  • "أشرف فاروق" أمينًا عامًا مساعدًا لحزب الجبهة الوطنية بالسويس
  • الملك عبد الله الثاني في البرلمان الأوروبي: خطاب يحرك الضمائر وعرّى العالم
  • فاروق فريد: تسرع الإعلاميين السودانيين لأجل السبق الصحفي
  • موقف يليق بالهاشميين… وكلمة تجلّت فيها كرامة الأمة
  • خطاب الملك امام البرلمان الأوروبي موجه للعالم أجمع
  • “خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي”