سواليف:
2025-08-12@04:05:11 GMT

من كلّ بستان زهرة – 72-

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

من كلّ بستان زهرة – 72-

#ماجد_دودين

القلب السليم الذي لا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله به.

هو القلب الذي قد سلَّم لربه وسلَّم لأمره ولم تبق فيه منازعة لأمره، ولا معارضة لخبره،

مقالات ذات صلة ضرب اليمن لنشر مشاهد قوة لكيان مهزوم 2024/07/22

لا يريد إلاّ الله ولا يفعل إلاّ ما أمره الله … فالله وحده غايته وأمره وشرعهُ ووسيلته…

قلب سليم من الشرك، وسليم من البدع، وسليم من الغي، وسليم من الباطل.

**********

تشبيه العلماء بالنجوم فلأن النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذلك العلماء…

النجوم زينة للسماء، وكذلك العلماء زينة للأرض…

العلماء رجوم لشياطين الإنس الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً…

العلماء رجوم لهذا الصنف من الشياطين ولولاهم لطُمست معالم الدين بتلبيس المضلين…

العلماء…الله سبحانه أقامهم حُراساً وحفظةً لدينه، ورجوماً لأعدائه وأعداء رسله.

**********

العلم غنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وسلطان بلا رجال.

**********

المتطيِّرُ ” المتشائم” مُتعبُ القلب، مُكمدُ الصدر، كاسف البال، سيئُ الخُلق

المتطير…. أشدُّ الناس خوفاً، وأنكدهم عيشاً، وأضيقهم صدراً، وأحزنهم قلباً.

**********

من لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة.

***********

السعادة الحقيقية هي سعادة نفسية روحية قلبية وهي سعادةُ العلم النافع وثمرتُه.

هذه السعادة لا يعرفُ قدرها ويبعثُ على طلبها إلا العلمُ بها.

إنما رغب أكثرُ الخلق عن اكتساب هذه السعادة لوعورة طريقها، ومرارة مباديها.

هذه السعادة…لا تنالُ إلا على جسر من التعب، فإنها لا تُحصَّلُ إلا بالجدَّ المحض.

لولا جهلُ الأكثرين بحلاوة هذه اللذة وعِظَم قدرها لتجالدوا عليها بالسيوف.

***********

أمراض القلوب أصعبُ من أمراض الأبدان.

غاية مرض البدن أن يُفضي بصاحبه إلى الموت، وأمَّا مرضُ القلب فيُفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي.

**************

حاجة القلب إلى العلم ليست كالحاجة إلى التنفُّس في الهواء، بل أعظم.

العلم للقلب مثلث الماء للسَّمك إذا فقده مات.

العلم طعام القلب وشرابه ودواؤه وحياته موقوفة على ذلك.

إذا فقد القلب العلم فهو ميت، ولكن لا يشعر بموته.

*************

فضل العلم على المال:

أحدها: أن العلم ميراثُ الأنبياء، والمال ميراثُ الملوك والأغنياء.

الثاني: أن العلم يحرسُ صاحبه، وصاحب المال يحرسُ ماله.

الثالث: أنَّ المال تُذهِبُه النفقات، والعلمُ يزكو على النفقة.

الرابع: أن صاحب المال إذا مات فارقه ماله، والعلمُ يدخلُ معه قبره.

الخامس: أن العلم يحكم على المال، والمال لا يحكم على العلم.

السادس: أن المال يحصل للمؤمن والكافر والبرِّ والفاجر والعلمُ النافع لا يحصل إلا للمؤمن.

السابع أن العالِمَ يحتاجُ إليه الملوكُ فمن دونهم وصاحب المالُ إنما يحتاج إليه أهلُ العُدم والفاقة.

الثامن: أن النفسَ تشرفُ وتزكو بجمع العلم وتحصيله والمالُ لا يزكيها ولا يكملها.

التاسع: أن المال يدعوها إلى الطغيان والفخر والخيلاء، والعلمُ يدعوها إلى التواضع.

العاشر: ما أطاع الله أحد قط إلا بالعلم، وعامة من يعصيه إنما يعصيه بالمال.

الحادي عشر أن العلم حاجب موصل لها إلى سعادتها التي خُلقت لها والمال حجاب عنها وبينها.

الثاني عشر: أن المال يستعبدُ مُحِبَّه فيجعلُه عبداً له، والعلم يستعبده لربه وخالقه.

الثالث عشر: أن الغني متقوم بماله فإذا عُدِمَ عُدمت قيمتُه والعالمُ لا تزولُ قيمته.

الرابع عشر: أن العالم يدعو الناس إلى الله بعلمه، وجامعُ المال يدعوهم إلى الدنيا.

الخامس عشر: غنى المال مقرون بالخوف والحزن، وغنى العلم مقرون بالأمن والفرح.

السابع عشر: أن الغنى بالمال هو عين فقر النفس، والغنى بالعلم هو غناها الحقيقي.

الثامن عشر: أن من أكرم لماله إذا زال ماله ذهب إكرامه، ومن أُكرِم لعلمه فإنه يزداد إكراماً.

التاسع عشر: أن غنى المال يبغضُ الموت ولقاء الله وأما العلم فإنه يحبِّبُ للعبد لقاء ربه.

العشرون: أن الأغنياء يموت ذكرهم بموتهم، والعلماءُ يموتون ويحيا ذكرُهم.

************

مراتب العلم:

أولها: حُسنُ السؤال.

الثانية: حُسنُ الإنصات والاستماع.

الثالثة: حُسنُ الفهم.

الرابعة: الحفظ.

الخامسة: التعليم.

السادسة: وهي ثمرته وهي العمل به ومراعاة حدوده.

*************

لا شيء أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتدبر فإنه…يورثُ المحبةَ والشوقَ والخوفَ…

فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كلِّ ما سواها.

قراءة آيةٍ بتفكرٍ وتفهم خير من قراءة ختمةٍ بغير تدبرٍ وتفهمٍ.

***********

لا بد لكل نعمةٍ من حاسد، ولكل حقٍّ من جاحد ومعاند.   

************

لا راحة للمؤمن دون لقاء ربه… والدنيا سجنُه حقاً.

تجدُ المؤمن بدنُه في الدنيا، وروحه في المحلِّ الأعلى.

**************

من عفا عفا الله عنه، ومن سامح أخاه في إساءته سامحه الله في إساءته، ومن تجاوز تجاوز الله عنه.

***************

طوبى لمن شغله عيبُه عن عيوب الناس…وهذا من علامة السعادة.

ويل لمن نسِي عيبه وتفرَّغ لعيوب الناس. هذا من علامة الشقاوة.

***************

الصبر…والنصر أخوان شقيقان.

النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، واليسر مع العسر.

*************

معنى الصبر: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي والتسخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب .

***************

ذكر الله الصبر في القرآن في تسعين موضعاً.

سبحانه جعل الصبر عوناً وعدة وأمر بالاستعانة به…فمن لا صبر له لا عون له.

سبحانه علّق النصر بالصبر والتقوى.

سبحانه جعل الصبر والتقوى جُنة عظيمة من كيد العدو ومكره.

سبحانه أخبر أن ملائكته تُسلم عليهم في الجنة بصبرهم

سبحانه أباح لهم أن يعاقبوا بمثل ما عُوقبوا به ثم أقسم قسماً مؤكداً غاية التوكيد أن صبرهم خير

سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر والعمل الصالح

سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور

سبحانه وعد المؤمنين بالنصر والظفر.

سبحانه علق محبته بالصبر، وجعلها لأهله.

أخبر عن خصال الخير أنه لا يلقاها إلا الصابرون.

سبحانه أخبر أنه إنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبار الشكور

***************

قرن الله سبحانه الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان كلها:

الصبر قرنه بالصلاة، كقوله: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ﴾ [البقرة:45]

الصبر قرنه بالأعمال الصالحة ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ [هود:11]

الصبر جعله قرين التقوى كقوله: ﴿إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ ﴾ [يوسف:90]

الصبر جعله قرين الشكر كقوله ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُور﴾ [إبراهيم:5]

الصبر جعله قرين الحق كقوله: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر:3]

الصبر جعله قرين الرحمة كقوله: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ﴾ [البلد:17]

الصبر جعله قرين اليقين كقوله ﴿لَمَّا صَبَرُواْۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ﴾[ السجدة:24]

الصبر جعله قرين الصدق كقوله ﴿وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ﴾  

الصبر جعله سبب محبته ومعيته وعونه ونصره وحسن جزائه، ويكفيه بعض ذلك شرفاً وفضلاً.

**************

فوائد الصدقة:

تقي مصارع السوء.

تدفع البلاء حتى أنها لتدفع عن الظالم.

تطفئ الخطيئة.

تحفظ المال.

تجلب الرزق.

تفرح القلب.

توجب الثقة بالله، وحسن الظن به.

ترغم الشيطان.

تزكى النفس وتنميها.

وتُحببُ العبد إلى الله وإلى خلقه، وتستُر عليه كل عيب.

تزيد في العمر.

تستجلب أدعية الناس ومحبتهم.

تدفع عن صاحبها عذاب القبر.

تكون عليه ظلاً يوم القيامة.

تشفع له عند الله.

تهون عليه شدائد الدنيا والآخرة.

تدعوه إلى سائر أعمال البر فلا تستعصي عليه.

**************

إنما أُكِلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض

يُروى أنَّ أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه قال: «إنما مثلي ومثلُ عثمان رضي الله عنه كمثلِ أثوارٍ ثلاثةٍ كُنَّ في أَجَمَةٍ: أبيضَ وأسودَ وأحمرَ، ومعهنَّ فيها أسدٌ، فكان لا يقدر منهنَّ على شيءٍ لاجتماعهنَّ عليه، فقال للثور الأسود والثور الأحمر: «لا يُدِلُّ علينا في أَجَمَتِنا إلَّا الثورُ الأبيضُ فإنَّ لونَه مشهورٌ ولوني على لونكما، فلو ترَكْتُماني آكُلُه صَفَتْ لنا الأَجَمَةُ»، فقالا: «دونك فكُلْه، فأكله»، ثمَّ قال للأحمر: لوني على لونك، فَدَعْني آكُلِ الأسودَ لتصفُوَ لنا الأَجَمَةُ»، فقال: «دونك فكُلْهُ»، فأكله، ثمَّ قال للأحمر: «إنِّي آكِلُك لا محالةَ»، فقال: «دَعْني أُنادي ثلاثًا»، فقال: «افعلْ»، فنادى: «ألا إنِّي أُكِلْتُ يوم أُكِل الثورُ الأبيضُ»، ثمَّ قال عليٌّ رضي الله عنه: «ألا إنِّي هُنْتُ ـ ويُروى: وَهَنْتُ ـ يومَ قُتل عثمانُ»، يرفع بها صوتَه.

وهذا المثلُ يُضرب للرجلِ يُرْزَأ بأخيه.

مجمع الأمثال للميداني (١/ ٤٠)

**************

قال سفيان الثوريُّ: «ما بقي لي مِن نعيمِ الدنيا إلَّا ثلاثٌ: أخٌ ثقةٌ في اللهِ أكتسب في صحبتِه خيرًا، إن رآني زائغًا قوَّمني، أو مستقيمًا رغَّبني، ورزقٌ واسعٌ حلالٌ ليست لله عليَّ فيه تَبِعةٌ ولا لمخلوقٍ عليَّ فيه منَّةٌ، وصلاةٌ في جماعةٍ أُكْفى سهوَها وأُرْزَق أجْرَها».

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ماجد دودين أن العلم الله عنه

إقرأ أيضاً:

الصين تخطط لرحلة نحو الثقب الأسود.. حلم العلم يقترب من الواقع

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

في لحظة يذوب فيها الفاصل بين الواقع والخيال تقترح دراسة حديثة نُشرت في دورية “آي ساينس” مهمة بين النجوم، لاكتشاف ومعاينة أحد أقرب الثقوب السوداء إلى كوكبنا.

قد يبدو الأمر مجرد فرضية من وحي باحث في نطاق الفيزياء الفلكية، لكن بحسب الدراسة -التي قادها علماء من جامعة فودان الصينية- فإن الأمر ممكن.

وتهدف هذه المهمة إلى إرسال مسبار فضائي صغير إلى ثقب أسود قريب، ربما يبعد عنا 20 إلى 25 سنة ضوئية فقط، لتحليل طبيعة الجاذبية في أقوى حالاتها، واختبار صحة تنبؤات النظرية النسبية العامة لأينشتاين في بيئة يصعب تكرارها أو فهمها من الأرض.

ويقول كوزيمو بامبي أستاذ الفيزياء النظرية بالجامعة في تصريحات حصرية للجزيرة نت “إذا وُجد ثقب أسود على هذا القرب فإن المسألة فقط مسألة وقت قبل أن نرسل مسبارا لدراسته، والمعلومات التي سنحصل عليها ستكون ثمينة للغاية، وقد يستحيل الحصول عليها بوسائل أخرى”.

أينشتاين وكرة الفراء
تخيل الكون نسيجا يجمع بين المكان والزمان كأنه ملاءة سرير مطاطية، إذا وضعت كرة بولينغ ثقيلة جدا على الملاءة فستغوص في المنتصف وتُحدث انحناء عميقا.

يرى أينشتاين أن الثقب الأسود هو بمثابة كرة البولينغ في هذه الملاءة، أو بالأحرى نقطة من شدة الثقل والجاذبية لا تستطيع أي كرة توضع على الملاءة الهروب منها وستسقط إليها بسبب انحناء حواف الملاءة للأسفل نحو كرة البولينغ أو نحو الثقب الأسود.

بما أننا نتحدث عن الكون فالملاءة إذن كبيرة جدا، وليس كل كوكب أو نجم أو كرة توضع على الملاءة الكونية قريبة بما يكفي من الانحناء الذي تسببه كرة البولينغ أو الثقب الأسود لتسقط.

هناك حد يُسمى أفق الحدث، وهو بمثابة “باب بلا عودة” إذا تخطاه أي شيء يسقط في الثقب الأسود ويختفي إلى الأبد ولا يمكن رؤيته أو تتبع أثره، وهذا هو ما يتصوره أينشتاين كتفسير للثقب الأسود.

ونظرية أينشتاين ليست النظرية الوحيدة لتفسير الثقوب السوداء، فهناك نظرية “كرة الفراء”، وهي جزء من نظرية الأوتار، وتقترح أن الثقب الأسود ليس “ثقبا” حقيقيا، بل هو جسم معقد جدا، هو نوع ما مثل كرة من الخيوط المتشابكة والمضغوطة بإحكام، وهذه الخيوط تمثل المعلومات والطاقة التي تكونت عندما انهارت النجوم.

وبدلا من وجود “أفق حدث” يخفي كل شيء إلى الأبد تقول نظرية “كرة الفراء” إن السطح الخارجي للثقب الأسود نفسه يتكون من هذه الخيوط، وكل ما يسقط عليه لا يختفي، بل يتفاعل مع هذا السطح.

نحن أمام نماذج نظرية يصعب الجزم بصحة أحدها، ويشير بامبي إلى أن القياسات عالية الجودة -سواء للموجات الثقالية أو الطيف الكهرومغناطيسي- تعتمد أيضا على نماذج نظرية لفك شفرتها، وهذه النماذج تصبح معقدة للغاية عندما يكون مصدر الإشارة محاطا ببيئة فلكية غير معروفة.

ولذلك، فإن إرسال مسبار إلى ثقب أسود معزول سيكون خطوة ثورية، ويقول “يمكننا حينها دراسة نظام أبسط بكثير، وتكون القياسات أقل تأثرا بالعوامل البيئية”.

كون فسيح
نظرية النسبية العامة لأينشتاين هي إطارنا الحالي (النظرية التي نستخدمها) لوصف التفاعلات التجاذبية وبنية الزمكان، وطُرحت هذه النظرية أواخر عام 1915، وخلال الـ110 سنوات الماضية اجتازت عددا كبيرا من الاختبارات الرصدية والتجريبية دون الحاجة إلى أي تعديل على نسختها الأصلية.

يقول بامبي “إن الاكتشاف المحتمل لثقب أسود فلكي ليس الجسم الذي تنبأت به نظرية أينشتاين، بل إنه على سبيل المثال مشابه للجسم الذي تنبأ به نموذج (كرة الفراء)، سيتطلب مراجعة فهمنا الحالي للجاذبية والزمكان، يرتبط هذان الأخيران ارتباطا وثيقا بأسئلة أساسية وفلسفية مثل أصل وطبيعة كوننا”.

وتعد التلسكوبات الأرضية ومراصد الموجات الثقالية من أكثر أدوات البشرية تقدما في استكشاف الكون، ومع ذلك يوضح بامبي أن هذه الوسائل تواجه حدودا جوهرية، فيقول “النقطة الجوهرية هي أن الأمر لا يتعلق فقط ببناء تلسكوبات قوية أو مراصد موجات ثقالية لمعرفة المزيد عن الثقوب السوداء، فبدون نماذج نظرية متقدمة تصبح البيانات التي نحصل عليها عديمة الجدوى تقريبا”.

إن أقرب ثقب أسود مكتشف حتى اللحظة هو “جايا بي إتش 1″، ويقع على بعد 1560 سنة ضوئية، ومع ذلك يعتقد الباحث أن احتمال وجود ثقب أسود قريب لا يتجاوز 25 سنة ضوئية هو احتمال حقيقي ويمكن البناء عليه.

ويشرح بامبي “النماذج الحالية لتطور النجوم في مجرتنا تتنبأ بوجود ما بين 100 مليون إلى مليار ثقب أسود ناتج عن انهيار النجوم”، مضيفا “وإذا كنا متفائلين يمكننا أن نستنتج أن أقرب ثقب أسود ربما يكون على بعد أقل من 20 سنة ضوئية منا”.

وعلى الرغم من أن هذه التقديرات ليست يقينية فإن بامبي يقول بتفاؤل “لا يمكنني الجزم بالطبع، لكنها استنتاجات معقولة، وأتوقع في غضون 10 سنوات تقريبا، إما أن نكتشف ثقبا أسود بهذا القرب أو نستنتج عدم وجوده، ونحن نعمل على هذا بالفعل”.

السفر بين النجوم
أحد التحديات الكبرى هو طريقة الوصول إلى هذا الثقب الأسود، إن التكنولوجيا التقليدية مثل الصواريخ الكيميائية أو الدفع النووي وغيرها من التقنيات المستخدمة غير مناسبة لمثل هذه الرحلة.

ويشير بامبي إلى تقنية واعدة، ويقول “اليوم، تعد المركبات النانوية المدفوعة بأشعة ليزر قوية من الأرض الخيار الواعد”، مضيفا “وهناك مجتمع كبير يعمل على تطوير هذه التقنية”.

تتكون هذه “المركبات النانوية” من شريحة بوزن غرام واحد مزودة بكافة المعدات العلمية مثبتة على شراع خفيف يعكس أشعة الليزر لتوفير الدفع، قد تصل سرعة مركبة مشابهة إلى ثلث سرعة الضوء، ثم تصل إلى ثقب أسود قريب في غضون 60-70 سنة.

ومن بين أهم أهداف المهمة هو التحقق من وجود “أفق الحدث”، وهو الحد الذي لا يمكن عنده لأي شيء الفكاك من جاذبية الثقب الأسود ولا حتى الضوء، ووفقا للنظرية النسبية فإن أي جسم يقترب من أفق الحدث سيظهر للمراقب الخارجي وكأنه يتباطأ تدريجيا حتى تختفي.

التجربة التي يقترحها الباحث مبنية على تلك الفكرة تحديدا، يشرح بامبي “إذا تلاشت إشارة المسبار تدريجيا كما تتنبأ نظرية أينشتاين فهذا يدعم صحة النظرية، أما إذا توقفت فجأة كما تقترح بعض النماذج البديلة كنموذج (كرة الفراء) فسيكون لذلك تأثير هائل على فهمنا للجاذبية والكون”.

لكنه تصور لا يخلو من التحديات التقنية، ورغم التحديات فإن بامبي يعتقد “لا شيء يبدو مستحيلا من الناحية التقنية، فقط نحتاج إلى أن يحالفنا الحظ بوجود ثقب أسود قريب بما فيه الكفاية”.

ثمن باهظ
قد يكلف بناء مصفوفة الليزر اللازمة لتسريع هذه المركبة النانوية نحو تريليون يورو بالتكنولوجيا الحالية، لكن بامبي يشير إلى أن تكلفة هذه التكنولوجيا تتناقص بسرعة، فخلال 30 عاما قد تصل إلى مليار يورو، وهو ما يعادل تكلفة بعثات فضائية كبيرة اليوم.

أما عن مدة المهمة الكاملة من الإطلاق وحتى تلقي البيانات أي بعض الوصول وإرسال البيانات للعودة فقد تمتد إلى 80 أو حتى 100 عام، أي أن معظم العاملين على المشروع لن يكونوا أحياء عند نهايته.

ويجيب بامبي “أعلم أن هذا قد يبدو محبطا، لكن هذه ليست المرة الأولى، مشروع (ليزا) لرصد الموجات الثقالية -على سبيل المثال- بدأ اقتراحه في السبعينيات ولن يطلق قبل عام 2035”.

ويضيف “نحن بحاجة لرؤية طويلة المدى، وعلينا أن نفكر فيما يجب فعله من أجل تقدم البشرية، لا في مصالحنا الشخصية فقط”.

إذا نجحت هذه المهمة فستكون الأولى التي تمكّن العلماء من إجراء قياسات مباشرة في أقوى حقل جاذبية معروف، مما يمكّنهم من اختبار النظرية النسبية بدقة غير مسبوقة، وربما يقود إلى اكتشاف فيزياء جديدة تتجاوز نظرية أينشتاين للمرة الأولى.

يقول بامبي “اكتشاف أن الثقب الأسود لا يتطابق مع تنبؤات أينشتاين وأنه ربما يشبه ما تنبأت به نماذج مثل (كرة الفراء) سيتطلب إعادة نظر شاملة في فهمنا للجاذبية والزمان والمكان”.

بين التوقعات النظرية والتحديات التقنية والرؤية المستقبلية تقف هذه المهمة كبوابة محتملة لفصل جديد في علم الفلك والفيزياء النظرية، وإذا كان الطريق طويلا فإن الفكرة بحد ذاتها تلهم أجيالا من العلماء لاستكشاف المجهول.

هل ستشهد العقود المقبلة انطلاق أول مركبة نحو أفق الحدث؟ هذا ما سيجيب عنه المستقبل، لكن الأكيد أن العلماء قد رسموا بالفعل أول خطوة في هذا الطريق المدهش.

المصدر: مواقع إلكترونية

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة جنوب غرب الامانه بالحجز التنفيذي على الأثاث التابع لكمال زهرة
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: سيظل ما نعلمه عن خلق الإنسان أقل بكثير مما هو موجود في القرآن
  • الصين تخطط لرحلة نحو الثقب الأسود.. حلم العلم يقترب من الواقع
  • فتاوى وأحكام| هل غسل المال الحرام يحوله إلى حلال؟.. حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود.. حكم من يخفى عيوب السلع عند البيع
  • هل غسل المال الحرام يحوله إلى حلال؟ .. على جمعة يجيب
  • وزير المال ياسين جابر يفتح باب النقاش حول سلاح حزب الله
  • إشكالية التخصص والإبداع
  • العلم يوضح كيفية هبوط القطط دائما على أقدامها
  • حين يتغير الحال
  • هل يوجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر 10 معاصي تغلق باب الرحمة