بعد ضربة “تل أبيب”.. “إسرائيل” تستعرض عضلاتها
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
سرب من طائرات الـ f35 « الإسرائيلية” يعتدي على اليمن، بشكل مباشر ومعلن لأول مرة، مستهدفًا محطة كهرباء الحديدة ومنشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة الذي يمثل شريان الحياة لثلثي سكان البلد المحاصر.
بالنظر إلى جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ في غزّة، والوحشية التي لا سابق لها في التاريخ المعاصر، فلم يكن مفاجئًا استهداف العدوّ “الإسرائيلي” المنشآت المدنية، والهدف واضح هو زيادة معاناة الشعب اليمني والضغط على قيادته لوقف العمليات المساندة لغزّة.
في الواقع إن استعراض القوّة في اليمن بهذا الشكل الدعائى والمعبر عن أزمة الكيان، هو وسيلة العاجز والفاشل، وأيًّا تكن النتائج ومهما تكبر المعاناة، فلا يمكن ردع ومنع القوات المسلحة اليمنية عن القيام بواجبها الديني والأخلاقي في مواجهة العدوّ “الإسرائيلي” ومخطّطاته التآمرية، وهذا ما تؤكده القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتصرح به القوات المسلحة.
اختيار المنشآت الاقتصادية لتكون البديل عن بنك الأهداف العسكري في اليمن، يؤكد قناعة “الإسرائيلي” بفشل الاستراتيجية الأمريكية في مواجهة اليمن على مدى عشر سنوات، وهذا الاختيار يتقاطع مع خطوات النظام السعودي الاقتصادية العدائية التي يحاول الضغط بها هو الآخر على الشعب اليمني كنقل البنوك ومنع التحويلات المالية وعرقلة الرحلات الإنسانية من مطار صنعاء الدولي رغم وجهتها الوحيدة إضافة إلى التلويح السعودي بفرض الحصار على ميناء الحديدة، ما يشير إلى وجود تنسيق وغرفة عمليات واحدة تجمع السعودي بمشغليه الأمريكيين والصهاينة.
وردًّا على استهداف منشآت اقتصادية مدنية، سيضع اليمن بنك أهداف جديدة داخل عمق الكيان وسيشمل بنك الأهداف المنشآت النفطية ومنصات الغاز وغيرها من الأهداف الحيوية الأمر الذي قد يدفع المنطقة إلى مستويات أكبر من التصعيد.
العدوان “الإسرائيلي” على الحديدة يظهر أيضًا حجم تأثير العمليات اليمنية التي حاصرت الكيان في البحر وأوصلت ميناء “إيلات” إلى حد الإفلاس وصولًا إلى اختراق دفاعات الأعداء الجوية وقصف “تل أبيب” بعملية نوعية هزت حكومة العدوّ وأحدثت صدمة كبيرة في مؤسساتها الدفاعية والأمنية.
تجربة عشرة أشهر من الوحشية في غزّة تؤكد لقطعان المستوطنين والعالم أجمع أن جيش العدوّ لن يفلح بعدوانه على اليمن في استعادة الردع أو ترميم هيبته وصورته المحطمة والتي تم تمريغها بفعل ضربات المقاومة في فلسطين ومحور الجهاد والمقاومة، هذا إذا ما أضفنا إليها أن اليمن يخوض معركة منذ عقد من الزمن ضدّ التحالف السعودي الأمريكي واستطاع أن يتحمل أكثر من مائتين وخمسين ألف غارة بأفتك أنواع الأسلحة والقنابل الغربية، وخلال هذه الفترة ورغم المعاناة والحصار بنى اليمن قدرات عسكرية تقلق واشنطن وترعب “تل أبيب”.
اليمن لن يعاني، في كلّ الأحوال، ودخول “إسرائيل” على خط النار، سيشكّل ضغطًا على أدوات وأبواق السعودية في الداخل الذين ظلوا طيلة عشرة أشهر وهم يشككون في موقف اليمن الداعم للمقاومة الفلسطينية، وبالتالي فهم مجبرون على إرسال ناقلات النفط إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى في حال اشتد الحصار على ميناء الحديدة، وهذا ما يمكن للأعداء فعله، لأن امتناعهم يعني اصطفافهم مع العدوّ “الإسرائيلي” على حساب معاناة الشعبين اليمني والفلسطيني.
الاعتداءات على اليمن لن توفر الأمن للمستوطنين أو تستعيد ثقتهم في جيشهم ومؤسستهم الأمنية، وحكومة نتنياهو التي تعيش حالة تخبط عليها أن تنتظر المزيد من الضربات اليمنية والردود المزلزلة على تغولها في فلسطين وإمعانها في سفك الدماء وتدمير المنشآت المدنية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مكتبة الملك عبدالعزيز تترجم “على خطى المتنبي” و “قانون الأعمال السعودي” إلى الصينية
جواهر الدهيم – الرياض
استهلت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مشروعها الثقافي للتواصل مع الثقافة الصينية والتفاعل معها، بترجمة كتابين من اللغة العربية واللغة الإنجليزية إلى اللغة الصينية حيث يشكلان باكورة الأعمال الجديدة التي تقدمها المكتبة للقارئ الصيني، هما: كتاب (على خطى المتنبي) للمؤلف الدكتور عبدالعزيز بن ناصر المانع، وكتاب (قانون الأعمال السعودي.. القوانين والأنظمة في التطبيق العملي- المحاكم واللجان القضائية السعودية) من تأليف فرانك فوجل .
ويشكل كتاب ( على خطى المتنبي) عملًا بحثيًا مهمًا يوضح فيه المؤلف طريق خروج الشاعر أبي الطيب المتنبي من الفسطاط في مصر إلى الكوفة بالعراق، حيث استغرقت رحلة المتنبي نحو 4 أشهر بدأت في 19 ذي الحجة 350 هـ / 19 يناير 962م، وانتهت في 25 ربيع الأول 1351هـ/ 3 مايو 962م، بعد إقامته بمصر ما يقرب من خمسة أعوام لمدح كافور الإخشيدي.
وقد حدد المؤلف طريق خروج المتنبي بدقة بعد 8 سنوات من العمل الميداني والمكتبي واستخدامه الوسائل الحديثة في التنقلات بالطائرة والمركبة وتقنية الخرائط والإحداثيات وتسميات المدن والقرى التي وردت في أشعار المتنبي، مضمنًا كتابه مجموعة من الخرائط والصور والدراسات.
أما كتاب فرانك فوجل أستاذ القانون المقارن بجامعة هارفارد الأمريكية، فهو عبارة عن محاضرة بعنوان (التنظيم القضائي بالمملكة العربية السعودية من وجهة نظر غربية) ألقاها بالقاعة الكبرى بقسم القانون بكليات الشرق العربي للدراسات العليا قبل نحو عشر سنوات، عرض فيها للنظام القانوني القائم في أمريكا والمملكة العربية السعودية وأوجه الشبه بينهما، ثم استعرض ما يميز النظام القانوني بالمملكة حيث أنه يعتمد على أحكام الشريعة الإسلامية مما يجعل النظام القضائي فيها مميزًا عن غيره في كافة الدول الأخرى، متحدثًا عن الأحكام الفقهية بالمملكة العربية السعودية، والثراء الفقهي للشريعة الإسلامية .
ويعمل هذا المشروع الثقافي على إصدار مجموعة من الكتب وترجمتها من اللغة الصينية وإليها، وسوف تصدر قريبًا مجموعة من الإصدارات الجديدة المترجمة دعما من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة لمبادرة العام الثقافي الصيني 2025م .
وتقدم المكتبة خدماتها القرائية والبحثية وإقامة المعارض واللقاءات الثقافية، والمشاركة بفاعلية في معارض الكتاب المحلية والدولية وإصدار الكتب وترجمتها، ومد جسور التعاون مع الثقافات والحضارات الأخرى، والثقافة الصينية من أهم الثقافات في العالم وأقدمها وتوليها المملكة العربية السعودية اهتمامًا وإعجابًا كبيرين لما لها من مشتركات كثيرة مع الثقافة العربية، وقدمت للعالم تجارب عميقة وقيمًا إنسانية تدعو إلى العمل والبناء واكتشاف العلوم الحديثة والفنون الجميلة.