الثورة نت:
2025-12-06@02:10:05 GMT

الإجرام الصهيوني الذي طال اليمن

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

 

 

في خطوة إجرامية يحسبها الآخرون غير متوقعة، ومتوقعة لدى قيادة الثورة والمسيرة القرآنية، ولذلك صدرت التحذيرات المتكررة إلى الحلف الصهيوني والصليبي بأن يكفوا عدوانهم ومؤامراتهم على بلادنا، وهو إجرام لم يتوقف عن استهداف اليمن بكل أساليبه ووسائله ابتداء من تدمير الثقافة الوطنية، ومسخ الهوية الإيمانية، وتدمير الاقتصاد والصناعة والأخلاق والمبادئ والقيم.


لقد وصل الأمر إلى مستوى من الخزي والعار، فقرارات اليمن كان يعتمدها السفير الأمريكي وكان هو الحاكم “الآمر الناهي” الذي يتدخل في كل شؤون اليمن صغيرها وكبيرها، مسيَّرات بلاده تجوب سماء اليمن وتقتل من تريد تحت مبرر مكافحة الإرهاب، والخبراء الأمريكان يجمعون الأسلحة من مختلف انحاء البلاد ويدمرونها، والجيش اليمني يتم تدميره تحت مبرر إعادة الهيكلة، ولما غادر السفير الأمريكي، ومعه سفراء المدد والسند، أوكل للعملاء والمرتزقة تدمير اليمن من خلال الحرب العدوانية على اليمن طوال السنوات العشر الماضية، أمريكا تخطط وهم ينفذون وتأمرهم فيطيعون، ولما بادرت اليمن باستهداف مصالحهم أوقفوا الحرب العدوانية التي استهلوها على بلادنا.
أمريكا ليست إمبراطورية الشر والطغيان فحسب، بل إنها الذراع المتحرك لتنفيذ سياسة الحلف الصهيوني الصليبي الذي غزا العراق ودمره، وغزا أفغانستان وحطمها، وهو حاضر في كل الجرائم التي تحدث والمذابح التي ترتكب حول العالم.
الأسلحة والقنابل والصواريخ هي ذاتها، لكن المختلف هو من يستخدمها، فمرة تستخدمها السعودية والإمارات تحت مسمى “العاصفة” وتارة بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وغيرها لتحرير العراق، وتارة الكيان الصهيوني للعدوان على سوريا ولبنان، أو إيران أو العراق، وهي أسلحة تصنعها أمريكا وبريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني وبقية أعضاء الحلف المذكور، وبينما تؤكد الأنباء وتنشر وسائل إعلام الصهاينة أن التدريبات المشتركة لجنودها بمشاركة جنود الإمارات والسعودية وأن هناك تنسيقا كاملا في العدوان على غزة، ويصل الأمر إلى أن يجتمع رؤساء وقادة جيوش (السعودية والإمارات والبحرين ومصر والصهاينة وأمريكا في المنامة) لمناقشة الرد على اليمن، ومحور المقاومة، ها هم الصهاينة اليوم يضيفون إلى إجرامهم وعدوانهم التطاول على اليمن من أجل منعه عن قيام بواجبه الديني والقومي في مساندة ودعم المستضعفين من الأشقاء على أرض غزة وفلسطين.
وإذا كان بالأمس يخفي مشاركته في العدوان على اليمن ويكتفي بالمشاركة تحت مظلة التحالف السعودي- الإماراتي والأمريكي- البريطاني، فإنه اليوم يكشف حقيقة نواياه وإجرامه وهي جرأة غير معتادة، لأن اليهود لا يقاتلون بشكل مباشر على الإطلاق قال الله تعالى وهو أصدق القائلين “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ” الحشر الآية (14).
فالجرأة والإقدام على ارتكاب حماقة العدوان على بلادنا هما ثمرة تنسيق جهود الامداد والتموين من العملاء والخونة، وصهاينة العرب، بفتح الأجواء وأيضا بالدعم والإمداد من الراعي الأساسي أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها، وقد سبقها ومهد لها الحلف الصليبي بشن الكثير من الضربات الجوية على صنعاء والحديدة وتعز وغيرها من محافظات الجمهورية اليمنية من أجل القضاء على الطيران المسيَّر والصواريخ الباليستية التي ترسلها اليمن إلى الأراضي المحتلة لرد عدوان الجيش الإجرامي الذي يحاول إبادة الأشقاء على أرض غزة، والذي يعمل على قتلهم بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، والعالم يقف متفرجا صامتا لا يحرك ساكنا، وسط مباركة من دول الإجرام والاستعمار القديم والحديث وتواطؤ وإسناد أنظمة العمالة والخيانة والتطبيع.
قبل سنوات مضت قدمت السعودية مبادرتها للسلام مع الكيان الصهيوني، ومن جملة ذلك إنهاء الاحتلال للأراضي العربية عقب عدوان 1967م وسرت مقولة الأرض مقابل السلام، فلهم الأرض مقابل أن لا يبادروا بالعدوان، وجاءت المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وتحولت أسس المفاوضات إلى السلام مقابل السلام، أما الأرض فلا وهي أساليب يهودية معلومة منذ الأزل بالكذب والتحريف والإفساد في الأرض وإيقاد الحروب وتدمير الأخلاق.
وبسبب التفاهمات الصهيونية- السعودية تم تغيير المناهج والسماح لليهود وسجن كل من يتحدث عنهم، وتقنين الفساد، مع الاعتراف الرسمي، لم يحدث حتى اللحظة حسبما أكد بايدن أن السعودية طلبت ضمانات أمريكية بحمايتها من جيرانها (اليمن) إن هي اعترفت بإسرائيل وهو ما يشبه الزواج الكاثوليكي، الذي ينجب الأطفال بدون عقد أو شبه عقد في بلد كان النظر إلى المرأة فيه شبهة، والخلوة معها تستوجب الحد، لكن الآن أصبح الاختلاء واجباً والاختلاط سنة.
الكيان الصهيوني استفاد من علاقاته مع الأنظمة المطبعة وشن عدوانه على اليمن لكنهم ينكرون العدوان، ويمدونه بالمؤن، ويجرمون من يدافع عن المعتدى عليهم من الأشقاء على أرض غزة وفلسطين، وهذا العدوان الإجرامي لن يثني عزائم أبناء اليمن عن الاستمرار في الدعم والإسناد للمظلومية، بل سيزيد من وتيرة المواجهة والاستهداف للمنشآت الحيوية والاستراتيجية لكيان العدو.
سقط الشهداء في البحر دفاعا وإسنادا لمظلومية غزة، وسقطوا في الحديدة وفي كل محافظات الجمهورية دفاعا عن الاستقلال وضد الخيانة والعمالة والتطبيع، وسيكون الرد على هذه الجريمة النكراء على قدر من التحدي والاقتدار حتى يتم إيقاف العدوان والسماح بدخول إمدادات الغذاء والدواء إلى المحاصرين في غزة الذين يشن عليهم الكيان الصهيوني حرب إبادة وحربا ضد الإنسانية لا هوادة فيها.
وإذا كان الكيان الصهيوني المحتل يريد أن يثبت من جريمته بأنه مازال قادرا على التحرك إلى مسافات بعيدة، فذلك لن يطيل في بقائه واستمراره، وسيكون المآل هو السقوط المدوي والهزيمة النكراء لأن القوة المجرمة مهما امتلكت من الإمكانيات المادية، واستخدمتها لحماية جبروتها وبطشها، فلا تساوي شيئا في مقابل قوة الله وتأييده للمؤمنين الصادقين، وإذا كان الإجرام والإفساد يقدم قرابينه للشيطان فإن المؤمنين يقدمون دماءهم رخيصة من أجل رضوان الله ونيل الشهادة، وإزالة المنكر والظلم والإجرام، والتدافع سنة من سنن الله في الأرض يبتلي المؤمنين ويمحق الكافرين ويميز الله به أيضا الخبيث من الطيب، والحق من الجور، والإيمان من النفاق قال تعالى “أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”. التوبة (16).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي

الكل يناقش

كل إنسان يناقَش فكره، والكمال لله، ولولا الوحي وما ينطق عن الهوى لنوقش خير البشر، ورغم ذلك نوقش ولم يضجر ممن يناقشه، لكن هذه الحماية ليست لشخصه وإنما محددة لمسار ومعايير فكره من أجل هذا نزه الله قوله ورفع ذكره، وإلا فلا يحمل القول الثقيل من لان ستار بنيانه وأضحى قوله كقول البشر في أمر الوحي. لذا ميز الرسول نفسه بين قولين له في أمر الدين والدنيا. ومن ثم علينا أن نميز بين الحضارة المحمية كفكر وعقيدة، وبين النشاط المدني فهو للناس.

نحن في امتحان القلوب

فالله وضعنا على الأرض ليمتحن تفكيرنا، فنحن لسنا مالكي الأرض وإنما هو الإنسان فيها كقاعة امتحان تمر فيها وعلى رحلتها أجيال من الممتحنين، فمنهم من يعبر إلى أعلى المراتب ومنهم من يرسب ويعيد وربما يطرد من القاعة. فالله يمتحن البشر وليس ليسيّر أمورهم بالحتمية أو رسم مسارهم بالتفصيل ويلغي كينونتهم. في علم الله كل أمر معروف لكن الله وضع المقادير ووضع السنن، فمن وافق سنن الكون بحسن إدارته فاز ومن خالفها خسر. وتمكين الرعاع ليس لمطابقتهم سنن الكون وإنما لانحسار الصالحين عن مطابقتها، فالشر من أنزل آدم لكن لإحساسه بذنبه أعطاه الله كلمات.. نقص عزمه، أي تفكيره وفهمه لعلم عنده ولأهميته، لكن نقص الفهم عليه عقاب والانتباه هو الخط الصواب.. أما أن نرجو الصلاح عصبية أو بدعم لتافه كي نرفع شانه وكأنه بفساده يمثل أمة نكاية بغيره، فهذا ليس لذي حجر.

فهم الرسالات

لم نفهم رسالة الإسلام، وهي التفكير ومعالجة المعطيات لبناء الأمم. والصبر صمود على أداء القيمة والمهمة وليس تحمل الظلم والألم، وإنما المطاولة من أجل مقاومة الظلم والظالمين حتى يعودوا إلى الرشاد، فهي تدبير وعمل وليس استسلاما وكسلا. فالله لم يخلق الكون عبثا ولم يجعلنا في الأرض إلا لاختبار منظومتنا العقلية. ولا يكافأ مسلم جاهل بدينه ومعانيه، مختل التفكير والسلوك، ولا مسيحي لأنه يظن أن الخلاص حاصل له بقبول المسيح، ولا ليهودي يظن أنه من شعب مختار، هذا العبث في التفكير يفقد الحياة معناها ويخلق التشظي بين البشر وهو ما نراه اليوم من فساد كبير، بينما لو ترك كل إنسان أخاه الإنسان إلى رأيه وما يحمل من معتقد، مكتفيا بإبلاغه دون التترس ضده، واتجه إلى المشتركات التي تنفع الناس عند الاثنين، لما وُجد هؤلاء الرعاع ولا المرضى بالنرجسية ولا المخبولون في إدارة العالم ودفعه نحو الفساد حتما عندما تختل المعايير وتنتشر الكراهية نتيجة الاستقطاب، فتنكرها الفطرة الآدمية فتذهب إلى الحيرة، وعندما لا تجد جوابا أو ليس لها قدرة على الجواب تذهب إلى الإلحاد والكفر بكل شيء قبل أن تتصالح مع آدميتها، لكنها لا تجد الطريق في المتاهات التي ولدتها الاستقطاب والمتاريس التي سدت الطرق.

طريق الضباب:

لو جئنا إلى المتدينين وهم يضعون أنفسهم وكلاء الله في الأرض وهذا ما لم يُمنح لنبي أو رسول، أو هم يقدمون قدسية مصطنعة لإنسان عالم أو فقيه اجتهد وربما جافاه الاجتهاد عن أصول الفكر السديد، ويقيمون بحجته حجة على الله وكتابه، فهذا أمر عجيب.. فآدم ميّزه الله بالمنظومة العقلية والكرامة الإنسانية والسعة في الاختيار والإبداع، كذلك علمت الملائكة وأعلمها الله أنها لم تعلم ميزات هذا المخلوق، فما السر في هذا النفور؟

إنه طريق الضباب والتعنت والتمسك بما عرفت وأنه الحق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، رغم أنه اجتهاد يقابله اجتهاد.. هو نوع من إيقاف المنظومة العقلية وتعطيلها، وبهذا لا تجد تفاهما منفتحا من الجميع على الجميع.

المشكلة عامة ولا تقتصر على دين أو متدين أو ملحد أو علماني، فالكل يتترس مكتفيا بما عنده، ولا يرى إلا أنه صواب ويحاكم الآخرين، ولو عاش -ولا أقول تعايش- هؤلاء الناس لكانت حياة سوية، أن من أمامك أخ لك وما يهمك منه أن يكون إيجابيا في المجتمع، وإن احتجتم لبعضكم تكونون حاضرين

طريق النور:

إن الله خلق الإنسان لاختبار منظومته العقلية، هو في الأرض لعمارتها، والعمارة لا تأتي بالفوضى وعدم الاستقرار، وانشغال الناس بمعتقدات بعضهم تجاوز على خالق الكون، فهو وحده من يحكم بين الناس فيما هم فيه الآن مختلفون، فلا بد أن ينظر إلى قابليات أي إنسان في تحقيق الهدف وهو التعارف والبناء، وأن الكرامة عند الله التقوى، وباب الوصول إلى التقوى هو صفاء الفؤاد من الأحاسيس السلبية ونقاء المنظومة العقلية من الأفكار السلبية.

مقالات مشابهة

  • امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي
  • وقفات في أمانة العاصمة تنديدا بجرائم العدو الصهيوني
  • وقفات في ذمار تأكيدا على الجهوزية وتنديدا بجرائم العدو الصهيوني
  • وقفات في حجة لتأكيد الثبات على الموقف وتنديدا بجرائم الكيان الصهيوني
  • أبناء الحديدة يجددون دعمهم لفلسطين ولبنان ويدعون للنفير لمواجهة مخططات تمزيق اليمن
  • وقفات في أمانة العاصمة تنديدا بجرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني
  • ما الدعاء الذي لا يرد يوم الجمعة؟.. آية تقيك المصائب وتنصرك
  • علم اليمن تحت الأقدام .. حقائق أخطر المؤامرات التي كشف تفاصيلها السيد القائد قبل سنوات
  • العامري: أمريكا وأدواتها تخرج الفصل الأخير من مسرحية تقسيم اليمن!
  • فتنة ديسمبر .. خنجر العدوان الذي رده اليمن بعناية الله وحكمة القيادة