ماذا بعد خفض التصعيد الاقتصادي بين الحوثيين والحكومة اليمنية؟
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
صنعاء- أزمة اقتصادية في اليمن كانت تتوقد نارها تحت الرماد لسنوات، بدأ شررها في الخروج مؤخرا وكاد يشعل نار حرب ضروس بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي. لكنّ تدخلات دولية وإقليمية أخمدت النار مؤقتا، وأعلنت عن "اتفاق لخفض التصعيد الاقتصادي"، واستمرار هدنة وقف إطلاق النار.
وأعلن مكتب مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانز غروندبرغ الثلاثاء الماضي عن الاتفاق بين الجانبين على النحو التالي:
إلغاء القرارات والإجراءات ضد البنوك من الجانبين، والتوقف عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة مستقبلا.استئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن، وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً، أو بحسب الحاجة. اتفاق الجانبين على أن تُعقد اجتماعات لمعالجة التحديات الإدارية والفنية والمالية، والبدء بعقد اجتماعات لمناقشة كافة القضايا الاقتصادية والإنسانية بناء على خارطة الطريق (خطة للتسوية السياسية الشاملة في اليمن). ما خلفيات حرب الاقتصاد بين الحكومة والحوثيين؟
يبدو أن الحرب بين الحكومة اليمنية -التي تتخذ من عدن عاصمة منذ 2015- وجماعة الحوثي -التي سيطرت على العاصمة صنعاء في عام 2014- تعتمد على النقاط للفوز بعد استبعاد الضربات القاضية عسكريا، حيث تحولت إلى حرب استنزاف طويلة أرهقت الشعب اليمني وقوضت الاقتصاد ومزقت جغرافية البلد وأباحت سيادته للخارج وتكاد تقضي على هويته وتدمر كيانه واستقلاله.
لم يكتف البنك المركزي في عدن بوقف تراخيص البنوك الستة، بل وجّه بوقف الكود العالمي "السويفت" عنها
في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 هاجم الحوثيون بطائرة مسيرة مفخخة ميناء الضبة في محافظة حضرموت، وهو ثاني هجوم خلال الشهر ذاته، وأعلنت الحكومة اليمنية توقف تصدير النفط الذي كانت عائداته تدعم خزينة الحكومة اليمنية، مما أدى إلى تدهور العملة اليمنية الريال نتيجة نضوب النقد الأجنبي من البنك المركزي في عدن وغياب أي دعم من التحالف. في 30 مارس/آذار 2024 أصدر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين عملة معدنية فئة 100 ريال بديلا عن العملة الورقية التالفة والممزقة وتعويض السيولة التي يعانيها، وهو ما دفع البنك المركزي في عدن المعترف به دوليا إلى اعتبارها عملة مزورة وغير قانونية وحذر من التعامل بها. في 30 مايو/أيار 2024 أصدر محافظ البنك المركزي اليمني في عدن أحمد غالب المعبقي قرارا بوقف التعامل مع 6 بنوك في صنعاء كان قد أمهلها شهرين لنقل مراكزها الرئيسية إلى عدن. وجه البنك المركزي في عدن بوقف الكود العالمي "السويفت" عن هذه البنوك، كما ألغى تراخيص عشرات محال الصرافة في مناطق الحكومة اليمنية والحوثيين، وألغى عشرات الخدمات البنكية الإلكترونية، وألزم الجميع بتحويل الأموال عبر الشبكة المالية الموحدة، وهي إجراءات قال إنها لحماية البنوك ومنع غسل الأموال ومكافحة الإرهاب.استفزت الإجراءاتُ الحوثيين الذين بدؤوا بالتلويح بإشعال حرب، خاصة مع إعلان جديد للبنك المركزي في عدن تمثل في توجهه لإلغاء العملة القديمة الريال في مناطق سيطرة الحوثيين، في سياق سعيه لتوحيد سعر صرف العملة اليمنية ووقف تدهورها.
الحكومة اليمنية ترحب باعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة
عدن ـ قناة اليمن
نظرا للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها أبناء الشعب اليمني خصوصا في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الحوثية الإرهابية، وعملا بمبدأ المرونة في إنفاذ الإصلاحات الاقتصادية والمصرفية الشاملة، واستجابة… pic.twitter.com/IoNnizq8Je
— قناة اليمن الفضائية | YemenTv (@yemen1tv) July 23, 2024
مَن المستفيد مِن الاتفاق؟جاء تدخل المبعوث الأممي هانز غروندبرغ على شكل رسالة لمجلس القيادة الرئاسي طالب فيه بتأجيل تنفيذ قرارات البنك المركزي بعدن إلى نهاية أغسطس/آب المقبل، وبدء مفاوضات مع الحوثيين للوصول إلى حل ينهي هذه الأزمة ويمنع إشعال فتيل الحرب، وتكللت جهوده بإعلان اتفاق خفض التصعيد في 23 يوليو/تموز الجاري.
ورحبت الحكومة اليمنية بالاتفاق، وذكرت في بيان لها أن تراجعها عن قرارات البنك المركزي جاء "عملا بمبدأ المرونة في إنفاذ الإصلاحات الاقتصادية والمصرفية الشاملة، واستجابة لالتماس مجتمع الأعمال الوطني، وجهود الوساطة الأممية والإقليمية والدولية".
أما القيادي الحوثي عبد الملك العجري عضو وفد الجماعة المفاوض، فاعتبر في تغريدة له على منصة إكس أن "اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي مكسب لعموم الشعب اليمني في شماله وجنوبه شرقه وغربه والخاسر الحقيقي هو أميركا وإسرائيل".
اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي ضد البنوك اليمينة مكسب لعموم الشعب اليمني في شماله وجنوبه شرقه وغربة والخاسر الحقيقي هو امريكا وإسرائيل.ونأمل أن يشكل الاتفاق حافزا نحو البدء في خطوات تنفيذ الشق الانساني والاقتصادي من خارطة الطريق – حسب الاتفاق-وعلى رأسها المرتبات وتجاوز أو عدم…
— عبدالملك العجريAbdulmalik Alejri (@alejri77) July 23, 2024
وفي حديث للجزيرة نت اعتبر البروفيسور عبد الوهاب العوج أستاذ التاريخ السياسي بجامعة تعز، أن ما جرى هو إملاءات خارجية على مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة اليمنية الضعيفة لتنفيذ أجندة من يريد لليمن ألا يستقر.
وقال إن "الحوثيين لا يقبلون بالسلام ولا ينفذون أي اتفاق، وكل ما في الأمر هو تمكين للحوثيين وإعطاؤهم المجال اقتصاديا، فيما لم يسمح للحكومة بتصدير النفط الخام أو الغاز المنزلي". وأضاف أن "هذا الاتفاق فاشل وسيصل بنا لنتيجة تحقق للأجنبي ما يريد، لكنه في الداخل اليمني ستزيد معاناة المواطنين وستتضاعف مأساتهم".
وتوقع البروفيسور العوج عدم حدوث أي انفراجة على المستوى الاقتصادي، وقال: "لا توجد مرجعيات لأي حل لا اقتصادي ولا عسكري ولا سياسي، طالما نذهب باتجاه عدم القبول بالمرجعيات السابقة وهي قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة القرار رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني".
يرى الصحفي وفيق صالح المختص بالشؤون الاقتصادية أن " الاتفاق مخل وليس اتفاقا بالمعنى المتعارف عليه حيث يتنازل عن خطوات معينة من الطرفين ويصل إلى صيغة تُرضي الجميع، بل العكس من ذلك لاحظنا في هذا الاتفاق تلبية مطالب طرف معين والتنازل عن كل القرارات والإجراءات من قبل الطرف الآخر المتمثل بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليا".
وقال وفيق صالح للجزيرة نت: "هذا الاتفاق يجرد البنك المركزي اليمني من سلطته النقدية وصلاحياته السيادية في تنظيم وإدارة القطاع المصرفي ويفتح الباب أمام تنازلات مصيرية أخرى تخص مستقبل الحكومة الشرعية ومؤسساتها" .
وأشار صالح إلى أن الاتفاق منح الحوثيين مكاسب كبيرة في المجال الاقتصادي، علاوة على أنه أفضى لانتزاع أهم ورقة سيادية لدى البنك المركزي اليمني كانت ستعيد الاعتبار للحكومة اليمنية وتمنحها نقاط قوة في التفاوض مع الحوثيين.
ويعتقد صالح أن "الجانب الأخطر في هذا الاتفاق المعلن عنه، أنه يزعزع ثقة الشارع بمؤسسة البنك المركزي والحكومة، ويعزز من سيطرة الحوثيين على القطاع المصرفي، الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام إعادة انتعاش السوق السوداء، وتوسعها على حساب الجهاز المصرفي الرسمي، وهو ما سيكون له تداعيات سلبية على استقرار سعر الصرف، وعلى علاقة البنوك اليمنية بالبنوك الإقليمية والدولية".
ما انعكاسات الاتفاق على الاقتصاد والمواطن؟يقول الخبير الاقتصادي والأستاذ المساعد بجامعة صنعاء وحيد الفودعي: إن اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي بين الحوثيين والحكومة اليمنية "من المتوقع أن يؤدي إلى تقليل التأثير السلبي للانقسامات الاقتصادية الحالية وتحسين الوصول إلى الخدمات المالية والبنكية في مناطق النزاع".
ويضيف الفودعي للجزيرة نت أن الانعكاسات المحتملة للاتفاق تشمل:
تحسين الاستقرار المالي وتقليل الضغوط على العملة الوطنية، مما قد يساعد في تخفيف حدة التضخم الذي يعاني منه المواطنون. تحسين قدرة المواطنين على الوصول إلى الخدمات المصرفية والنقل الجوي، مما يسهم في تخفيف بعض الصعوبات المعيشية، خاصة للمرضى الذين يحتاجون إلى السفر للعلاج. تهيئة بيئة أكثر استقرارا للمستثمرين المحليين والدوليين، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي على المدى البعيد.ويرى الفودعي أن الاتفاق سيمهد الطريق لمصالحة اقتصادية شاملة في اليمن، ويعتقد أن توحيد سعر الصرف قد يكون خطوة طبيعية تالية إذا استمر الالتزام بالاتفاق وبناء الثقة بين الأطراف.
ويذهب الفودعي إلى أن التعاون في القطاع المصرفي قد يسهم في إنشاء سياسة نقدية موحدة، مما يعزز استقرار الاقتصاد اليمني بشكل أكبر.
قال الصحفي المختص بالشؤون الاقتصادية محمد الجماعي: "إذا ما تم الاتفاق على توحيد العملة والوعاء الإيرادي وتصدير النفط والغاز، فلا أعتقد أن هناك مشكلة أخرى ستحول دون نفاذ الاتفاق بل خارطة الطريق نفسها. أما إذا كان العكس فبالتأكيد سيفشل الاتفاق".
وأضاف أن "الحكومة اليمنية عززت من مركزها القانوني دوليا، وأظهرت رغبتها في تقديم المصلحة الوطنية حسب بيانها المبارِك للاتفاق، كمسؤولة عن الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه".
ورأى الجماعي أن الحكومة "كسرت الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ أكثر من عامين ونصف بفعل قصف مسيّرات الحوثيين موانئ التصدير النفطي في كل من شبوة وحضرموت وحرمانها خزينة الحكومة من نحو ثلاثة مليارات دولار".
وتابع أنها "بإصدارها القرارات الاقتصادية جرّت الحوثيين ومعهم المبعوث الدولي والتحالف العربي للتفاوض الذي ستعقبه انفراجة ما في هذا الملف".
واعتبر الجماعي أن الحكومة اليمنية بمرونتها في القبول بالضغوط الدولية والأممية تسجل نقاطا إيجابية في ملفها التفاوضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خفض التصعید الاقتصادی البنک المرکزی فی عدن اتفاق خفض التصعید الحکومة الیمنیة المرکزی الیمنی العملة الیمنیة الشعب الیمنی هذا الاتفاق بین الحکومة
إقرأ أيضاً:
تنتج 80% من نفط البلاد | حضرموت.. ماذا وراء الصراع في أكبر المحافظات اليمنية؟
محافظة حضرموت، التي تمثل 36% من مساحة اليمن وتنتج نحو 80% من النفط، تمثل مع موانئها الحيوية «المكلا والشحر والضبة»، محور تنافس محلي بين الحكومة الشرعية، حلف قبائل حضرموت، والمجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى عناصر متطرفة، حيث يعكس الصراع على المنشآت النفطية والمطارات ملامح التوتر ومحاولات السيطرة، وسط جهود للحفاظ على وحدة الدولة والاستقرار في مواجهة التدخلات الإقليمية.
الأطراف اليمنية في حضرموت التي يهيمن عليها العامل القبلي والعشائري تشمل الحكومة الشرعية وحزب التجمع الوطني للإصلاح (فرع إخوان اليمن) المسيطرين على وادي حضرموت وسيئون، وحلف قبائل حضرموت (تأسس 2013) الساعي لإدارة ذاتية وتوزيع عادل للعوائد، والمجلس الانتقالي الجنوبي (تأسس 2017، يسيطر على الساحل والمكلا ويطالب بإعادة التقسيم السابق) ممثلاً بقوات حماية حضرموت، إضافة إلى عناصر تنظيم القاعدة بقيادة أبو عمر النهدي.
مؤخراً، حاول زعيم حلف قبائل حضرموت، عمرو بن حبريش، اقتحام منشأة نفط المسيلة والاعتداء على القوات المكلفة بحمايتها، حيث سيطر حبريش على المنشأة في إطار مطالب الحلف بالحصول على إدارة ذاتية خارج سلطة المجلس الانتقالي، وتوزيع عادل للعوائد، بعد تنظيم تحركات جماهيرية في إبريل للمطالبة بالحكم الذاتي، ما أشعل التوتر بين الأطراف المسيطرة على الموارد الحيوية بالمحافظة.
لم تستمر سيطرة حبريش على المنشأة طويلاً، حيث تدخل المجلس الانتقالي الجنوبي لتحريرها في عملية «المستقبل الواعد» بقيادة العميد صالح أبو بكر «أبو علي الحضرمي». دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ما دفع المملكة العربية السعودية للتدخل، وعقد هدنة برعاية محافظ حضرموت الجديد، سالم أحمد الخنبشي، لإيقاف العمليات المسلحة مؤقتًا، في محاولة لاحتواء التصعيد بين القوى المحلية.
إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي نقض الهدنة، وطرد قوات حبريش من المنشأة النفطية، واستولى على المطار والقصر الرئاسي في سيئون، وقيادة المنطقة العسكرية الأولى، ومدن سيئون والقطن وتريم وحورة الخشعة، وأزاح اللواء 135 مشاة المتهم بالتبعية لحزب الإصلاح، وسيطر على محافظة المهرة شرق اليمن بالكامل، مع تعزيز نفوذه على المنشآت النفطية والمرافق الحيوية، ما يعكس تمدد سيطرة المجلس على شرق البلاد.
وغادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، عدن متوجهاً للسعودية لمشاورات حول حضرموت، مؤكدًا التزام الدولة بالشراكة الوطنية ووحدة القرار السيادي ورفض الإجراءات الأحادية التي تقوض الشرعية. شدد على الالتزام بالهدنة برعاية سعودية، وأمر بتشكيل لجنة تحقيق لانتهاكات حقوق الإنسان، محذرًا من أن الانشغال بالصراعات الجانبية يخدم المشروع الإيراني، في وقت تواجه فيه اليمن لحظة فارقة لا تحتمل الصراع والمزايدات.
اليمن كان مقسماً لدولتين قبل الوحدة عام 1990، بين الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب. بعد الوحدة، لم تهدأ محاولات الانفصال الجنوبي، مع اشتعال حرب 1994 التي انتهت بسيطرة القوات الشمالية، ثم ثورة 2006 الفاشلة، وسيطرة الجنوب مجددًا عام 2015. هذه الخلفية التاريخية تعكس جذور التوترات والصراعات المتكررة في محافظات الجنوب.
المجلس الانتقالي الجنوبي حاول الانقلاب على الحكومة الشرعية وإعلان انفصال الجنوب كلما توافرت الظروف، ففي 25 إبريل 2020 أعلن الانقلاب حتى تطبيق اتفاق الرياض المبرم في نوفمبر 2019. سبق ذلك إعلان المجلس ما يسمى بـ«إعلان عدن» عام 2017، ثم الانقلاب على الحكومة في أغسطس 2019 والسيطرة على قصر معاشيق وعدن بالكامل، قبل الانقلاب الثاني في إبريل 2020.
بحسب المجلس، سبب الانقلاب على الشرعية هو سيطرة حزب الإصلاح (الإخواني) على مقدرات الجنوب في شبوه وأبين وعدن، إضافة إلى اتهامات الحكومة بتنفيذ حملات اعتقالات وخروقات في حضرموت والمهرة وسقطرى. كما اتهم المجلس السعودية بعدم الرد على خطاباته الرسمية بشأن منع عودة فريق المجلس للعدن لتنفيذ اتفاق الرياض، ما زاد من تفاقم الأزمة بين الأطراف المحلية والتحالف الإقليمي.
اتهم المجلس الحكومة الشرعية بسياسات العقاب الجماعي لأبناء الجنوب، وإيقاف الرواتب، وإغلاق الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب والصرف الصحي، مع تصاعد حدة الوضع بعد فيضانات 21 إبريل 2020. وطالب المجلس بإدراج المحافظات الجنوبية في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة للانخراط في تسوية تفاوضية، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من انقلاب إبريل الأخير هو تحريك المياه الراكدة في تنفيذ اتفاق الرياض.
يشير المجلس إلى أن أربع محافظات جنوبية كانت تُدار ذاتيًا سابقًا، وهي مأرب وشبوه والمهرة وسقطرى، ولم يتبق سوى أبين وعدن ولحج والضالع، ما يعكس سيطرة المجلس على عدن بعد الانقلاب الأول في أغسطس 2019، وتصاعد المواجهات في سقطرى مع الإدارة الشرعية. هذه التطورات تظهر مدى تمدد المجلس الانتقالي واستغلاله الهدنة لتوسيع نفوذه على الجنوب.
السعودية رعت في نوفمبر 2019 اتفاق «الرياض» بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي لإنهاء الانقسام والصراع على السلطة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن المجلس وقوى جنوبية أخرى، على أن تخضع جميع القوات العسكرية لسيطرة الحكومة الشرعية. رغم ذلك، استغل المجلس الظروف الصعبة والهدنة المقررة في إبريل 2020 ليعلن انقلابًا على الشرعية، ويسيطر على عدن رغم رفض غالبية محافظات الجنوب للانقلاب.
اقرأ أيضاً«العليمي» يؤكد رفض أي إجراءات أحادية من شأنها منازعة الحكومة اليمنية
الرئيس اليمني الأسبق على ناصر محمد يحتفي بالمثقفين بالقاهرة.. ويؤكد: الكلمة الصادقة وجه الوطن المشرق
«مأساة الطائرات الأربع».. العليمي: الحوثيون رفضوا إخراجها فدمرتها إسرائيل