الحزب الديمقراطي يقترب من ترشيح كامالا هاريس رسمياً
تاريخ النشر: 1st, August 2024 GMT
اقترب الحزب الديمقراطي من عملية اختيار نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس رسمياً، مرشحةً للانتخابات الرئاسية في البلاد، فيما وجد منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب نفسه في موقع دفاعي غداة تصريحاته الصدامية مع مجموعة من الصحافيين السود، وتشكيكه بالأصل العرقي لمنافسته، فضلاً عن اضطراره للتدخل شخصياً دفاعاً عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس.
وباشر المندوبون في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عملية تصويت «عن بعد»، انطلقت الخميس، وتختتم الاثنين. ويتضمن الاجتماع الافتراضي قراءة للائحة أسماء المرشّحين، علماً بأن هاريس لا تزال المرشحة الوحيدة المؤهلة للحصول على الأصوات، بعد أقل من أسبوعين من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق وتأييده لها.
وهيمنت هاريس بقوة على ديناميكيات السباق، بعدما بدا لفترة أنه يميل لمصلحة الرئيس السابق. وظهر الزخم الاستثنائي لدى هاريس بعدما جمعت أكثر من 200 مليون دولار، وجذبت أعداداً كبيرة من المتطوعين الجدد والآلاف من الناس إلى فعالياتها الانتخابية، لتصبح المنافسة متقاربة وعلى أوْجها ضد ترمب.
لكن الجمهوريين حذروا من أن «شهر العسل» بين هاريس والناخبين سينتهي قريباً.
في غضون ذلك، واجه ترمب عاصفة من الانتقادات بسبب تلميحه إلى أن هاريس ضلّلت الناخبين في شأن أصلها العرقي. ففي لقاء مع الجمعية الوطنية للصحافيين السود في شيكاغو تحول سريعاً إلى العدائية، ادعى ترمب أن هاريس، وهي أول امرأة سوداء وأميركية آسيوية تشغل منصب نائب الرئيس، كانت في الماضي تروج لتراثها الهندي فقط. وقال: «لم أكن أعرف أنها سوداء حتى قبل عدة سنوات عندما تحولت إلى سوداء، والآن تريد أن تُعرّف بأنها سوداء. لذا، لا أعرف، هل هي هندية أم سوداء؟»، متجاهلاً بذلك أنها ابنة لأب جامايكي وأم هندية هاجر كل منهما إلى الولايات المتحدة، وأنها بصفتها طالبة جامعية، التحقت بجامعة هوارد البارزة، وأنها انضمت إلى جمعية «ألفا كابا ألفا» النسائية السوداء التاريخية، وأنها كانت ضمن الكتلة السوداء خلال ولايتها سيناتورةً في مجلس الشيوخ الأميركي.
وتحول ظهور ترمب مع الصحافيين السود إلى ما يشبه الشجار مع المحاورة راشيل سكوت من شبكة «إيه بي سي» للتلفزيون، إذ اتهمها بتوجيه «مقدمة وقحة للغاية»؛ لأنها سألته عن انتقاداته السابقة للسود والصحافيين السود، وهجماته على المدعين العامين السود الذين تابعوا قضايا ضده، وعن تناوله العشاء في ناديه مارالاغو في فلوريدا مع عنصري أبيض. وقال ترمب: «أعتقد أنه أمر مخزٍ. أتيت إلى هنا بروح طيبة. أنا أحب السكان السود في هذا البلد. فعلت الكثير من أجل السكان السود في هذا البلد». كما وصف نبرتها وأسئلتها بأنها «بغيضة»، وهي الكلمة التي استخدمها في الماضي عند وصف النساء، وبينهن هيلاري كلينتون وميغان ماركل، مكرراً ادعاءه بأن المهاجرين في البلاد بشكل غير قانوني «يأخذون وظائف السود».
الوظيفة السوداءوعندما سألته سكوت عما يشكل «وظيفة سوداء»، رد ترمب: «الوظيفة السوداء هي أي شخص لديه وظيفة». ثم قال: «أنا أفضل رئيس للسكان السود منذ أبراهام لينكولن» واستجاب الجمهور بمزيج من الاستهجان والتصفيق.
وفي مرحلة ما، عندما كان يدافع عن أنصاره الذين دخلوا مبنى الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، قال: «لا يوجد شيء مثالي في الحياة». وقارن اقتحام الكونغرس بالاحتجاجات في مينيابوليس ومدن أخرى في عام 2020، بعد وفاة جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس، والاحتجاجات الأحدث في الكابيتول الأسبوع الماضي، من قبل المتظاهرين المعارضين للحرب في غزة.
رد هاريس
وفي رد على تصريحات ترمب هذه، تحدثت هاريس أمام جمعية نسائية سوداء في هيوستن، فقالت: «كان نفس العرض القديم. الانقسام وعدم الاحترام»، مضيفة: «دعوني أقول فقط إن الشعب الأميركي يستحق الأفضل».
وقال مدير الاتصالات لحملة المرشحة الديمقراطية، مايكل تايلر، في بيان، إن «العدوانية التي أظهرها دونالد ترمب على المسرح هي العدوانية نفسها التي أظهرها طوال حياته، وطوال فترة ولايته، وطوال حملته الرئاسية وهو يسعى لاستعادة السلطة».
وعندما سُئلت عن تصريحات ترمب، أبدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار تعجبها. ثم وصفت ما قاله ترمب بأنه «مثير للاشمئزاز. إنه مهين ولا يحق لأحد أن يخبر شخصاً ما من هو، وكيف يحدد هويته».
وبرز هذا النمط من التمييز عند بعض الساسة الأميركيين من خلال نشر نظريات كاذبة، مفادها أن الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو الرئيس الأسود الأول للبلاد، لم يولد في الولايات المتحدة. واستخدم ترمب ما سمي «البيرثرية» للتشكيك في مؤهلات السياسيين الأميركيين السود. وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري هذا العام، سخر ترمب من المندوبة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، من خلال تعمد ارتكاب أخطاء في ذكر اسمها الهندي «نيمراتا».
وخلال حملة لترمب في بنسلفانيا، عرض فريقه لعناوين إخبارية قديمة تصف هاريس بأنها «أول سيناتورة هندية أميركية» على الشاشة الكبيرة في المكان.
دفاعاً عن فانس
وفي موقف نادر، اضطر ترمب إلى الدفاع عن فانس بسبب اقتراح الأخير أن هاريس وغيرها من «سيدات بلا أطفال» يُردن جعل البلاد بائسة. وقال ترمب: «أنا أتحدث عن نفسي فقط. وأعتقد أنني أتحدث عنه أيضاً. تفسيري هو أنه ملتزم بقوة بالأسرة. لكن هذا لا يعني أنه إذا لم يكن لديك عائلة، فهناك خطأ في ذلك».
ودفعت تصريحات فانس السيناتور كيفن كرامر، وهو حليف لترمب، إلى القول: «أعتقد أنه إذا كان يفكر قبل عامين أو ثلاثة أعوام: قد أكون على تذكرة رئاسية في غضون عامين، فقد يختار كلمات مختلفة»، مقترحاً أيضاً أن فانس يمكن أن يعتذر عن تعليقاته حول الأميركيين الذين ليس لديهم أطفال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي يقترب ترشيح كامالا هاريس الرئيس الأميركي الرئيس جيمس ديفيد فانس أن هاریس
إقرأ أيضاً:
"البيجيدي" يثمن دعوة الملك فتح مشاورات مع الفاعلين ويدعو إلى بث نفس سياسي وحقوقي جديد يعيد الثقة في الاختيار الديمقراطي
ثمن حزب العدالة والتنمية دعوة الملك إلى فتح المشاورات السياسية بشكل مبكر مع مختلف الفاعلين لتوفير المنظومة العامة المؤطرة لانتخابات مجلس النواب، قبل نهاية السنة الحالية، والإعداد الجيد للانتخابات التشريعية المقبلة في موعدها الدستوري والقانوني العادي.
وقال الحزب في بيان لأمانته العامة، إن القرار الملكي سيمنح الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين مُتَّسَعاً من الوقت للاستعداد الجيد لهذا الاستحقاق الوطني الهام، ويهيئ الشروط السياسية والقانونية المسبقة التي تضمن مشاركة جميع المغاربة من الداخل والخارج، ونزاهة وشفافية العملية الانتخابية، باعتبارها مدخلاً أساسياًّ لتأهيل الحقل السياسي وتوطيد المسار الديمقراطي.
وجدد حزب المصباح في البيان الذي وقعه أمينه العام، عبد الإله ابن كيران، دعوته إلى إصلاح شامل للمنظومة العامة الانتخابية ومعالجة الاختلالات الكبيرة التي تعج بها القوانين والممارسة الانتخابية، وتوفير الشروط القانونية والإدارية والعملية والتقنية اللازمة، بما يحارب استعمال المال والفساد والإفساد الانتخابيين، ويكرس الحياد الحقيقي الإيجابي الواجب على السلطات العمومية، وبما يشجع انخراط المواطنين والمواطنات من الداخل والخارج في العملية الانتخابية ويعالج ظاهرة العزوف السياسي ولا سيما لدى الشباب، ويمكِّن من إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كما هي محددة دستوريا ومتعارف عليها كونيا، باعتبارها أساس مشروعية التمثيل الديمقراطي، والضامن لبروز مؤسسات منتخبة قوية ذات شرعية ومصداقية تعبر حقيقة عن الإرادة الشعبية.
ودعا الحزب بالمناسبة، إلى توفير الشروط السياسية المناسبة وبث نفس سياسي وحقوقي جديد يعيد الثقة في الاختيار الديمقراطي وفي جدوى الانخراط في العمل السياسي والحزبي ويقوي الشعور بالانتماء للوطن وينعش الأمل في المستقبل، ويحدث الرجة الضرورية لاستعادة الثقة في مخرجات العملية الانتخابية، ويعالج اللامبالاة والعزوف الذي يسهل المأمورية على المتاجرة في أصوات الناخبين وشراء الذمم لأغراض التكسب الشخصي والتربح من العمل السياسي على حساب المصالح الوطنية العليا.
وشدد البيجيدي في بلاغه، على الحاجة الماسة للبلاد إلى تصحيح الإفرازات السلبية والمخلفات الكارثية لانتخابات 08 شتنبر 2021 وإلى تخليق العمل السياسي والحزبي بما يُمَكِّنُ من إفراز نخب سياسية وحزبية نزيهة وبرلمان ذو مصداقية وفي مستوى وحجم التحديات والاستحقاقات الوطنية السياسية والتنموية الداخلية والخارجية الكبيرة التي تنتظر البلاد على مستوى الحسم في القضية الوطنية الأولى والاستجابة للطموحات الملحة والمشروعة للمواطنين والمواطنات وتعزيز التنمية الاجتماعية وتحقيق العدالة المجالية والاستفادة العادلة من ثمار النمو والثروة الوطنية.