عمال البناء في العراق.. قسوة الطبيعة تتحد مع ضعف القوانين التي تحفظ حقوقهم
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
8 أغسطس، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تحت درجة حرارة يمكن أن تتجاوز 50 مئوية، لطالما كانت مواقع البناء في العراق أماكن خطيرة للعمل في الصيف إذ يجد العمال صعوبات في التعامل مع القراميد والحجارة التي تكون شديدة الحرارة بحيث يستحيل لمسها ويمكن أن تتسبب في حروق.. ويصاب البعض بالإغماء ويسقطون من المباني.
وذكر تقرير لرويترز، ان المخاطر تتزايد في بلد وضعته الأمم المتحدة في المرتبة الخامسة بين أكثر البلدان عرضة للتأثر بتغير المناخ، مما أدى إلى انطلاق دعوات لإعادة التفكير في ممارسات العمل وضمانات أفضل في مجال البناء ومجالات العمل الأخرى على النطاق الأوسع.
قال سجاد الزاملي، وهو رجل في منتصف العمر يرتدي قبعة لحمايته من الشمس فيما كان يعمل في مجمع سكني مترامي الأطراف في مدينة البصرة الجنوبية: هذه مرمره (حجر تغليف من المرمر) لا تستطيع مسكها ساخنة.. يعني درجة الحرارة بعد الساعة التاسعة صباحا ترى العمال هذا يقع، الثاني يفقد الوعي، يحدث لديه هبوط بالضغط بسبب درجات الحرارة.
وأضاف متحدثا عن الواقع الاقتصادي في بلد يبلغ معدل البطالة الرسمي فيه 16 بالمئة هو إذا ما يعمل لا يستطيع العيش.
ويتمتع القطاع بازدهار بفضل موجة من الاستقرار النسبي بعد عقود من الصراع، فضلا عن الاستثمار الذي يحركه ارتفاع أسعار النفط. لكن حرارة الصيف المرتفعة تجعل العمل أكثر صعوبة بالنسبة لمئات الآلاف من العاملين في مجال البناء.
وفرضت دول أخرى في المنطقة، ولا سيما السعودية والإمارات، منذ فترة طويلة استراحة في منتصف النهار لتجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة من الظهيرة حتى الساعة الثالثة مساء.
وينتقد مراقبون مثل هذه الأوضاع في العراق ويقولون إن إجراءات الحماية من هذا القبيل محدودة، إن وجدت أصلا، وتُطبق بصورة فضفاضة. ويجري تشغيل العديد من العمال بشكل غير رسمي، مما لا يترك لهم سوى القليل من الضمانات القانونية.
وقال نصير علي حسين، معاون مدير قسم التفتيش في وزارة العمل، إن العراق ليس لديه لوائح خاصة تتعلق بحرارة الجو وإن من الممكن إعادة النظر في تحديث الأطر القانونية.. لكنه أشار إلى أن القانون يلزم أصحاب العمل بضمان سلامة العمال على نطاق واسع.
وقال إن الوزارة لم تتلق أي شكاوى رسمية من العمال تتعلق بارتفاع درجات الحرارة، مضيفا أن العراقيين ربما أصبحوا معتادين على درجات الحرارة المرتفعة في بلد تعتبر 45 درجة مئوية فيه طبيعية في الصيف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
المسند يوضح سبب اعتدال درجات الحرارة صيفًا في محافظة الوجه
الرياض
أوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ، الدكتور عبدالله المسند، سبب اعتدال درجات الحرارة صيفًا في محافظة الوجه وعدد من المدن الساحلية شمال غرب السعودية، مقارنة بمناطق أخرى على الساحل الغربي أو المناطق الداخلية الصحراوية.
وقال المسند عبر صفحته الرسمية في منصة “إكس”، إن كلاً من الوجه، ضبا، المويلح، شرما، الخريبة، وقيال، ومعظم مناطق الساحل الشمالي الغربي للمملكة على البحر الأحمر – باستثناء ساحل خليج العقبة – تتمتع بدرجات حرارة معتدلة نسبيًا في فصل الصيف. ويعود السبب إلى تأثير نسيم البحر الرطب والمعتدل الذي تهب رياحه من الغرب والشمال الغربي نهارًا، مما يُسهم في تخفيف الحرارة.
وأضاف أن المسطحات المائية تكون عادة أبرد من اليابسة خلال النهار، ما يدفع بالرياح من البحر إلى اليابسة، فتنخفض درجات الحرارة نهارًا فقط. وأشار إلى أن متوسط درجات الحرارة في هذه المناطق خلال عز الصيف لا يتجاوز عادة 37 درجة مئوية، بينما قد تصل في حالات نادرة مثل موجات الحر الشديدة = إلى 47 درجة مئوية.
إلا أن المسند نبّه إلى أن اعتدال درجات الحرارة لا يعني بالضرورة أن الأجواء أكثر راحة للإنسان، حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار مستوى الرطوبة الجوية. وأوضح أن الرطوبة العالية في المناطق الساحلية تؤثر على كفاءة عملية تبريد الجسم، لأن التعرّق لا يتبخر بسهولة، مما يعطل آلية التبريد الذاتي للجسم.
وذكر مثالاً على ذلك قائلاً: “لا يمكن مقارنة درجة حرارة 42 مئوية في الرياض مع 32 مئوية في الوجه، لأن الإنسان قد يشعر براحة أكبر في الرياض بسبب انخفاض الرطوبة، بينما في الوجه تكون الرطوبة مرتفعة، ما يجعل الإحساس بالحرارة أعلى”، مضيفًا أن هذا الإحساس يُعرف بـ”الحرارة الظاهرية” أو “الحرارة الحقيقية”، والتي تعكس التأثير الفعلي للحرارة مع الرطوبة على الجسم.
وعليه فلا تنظر إلى درجة الحرارة في المناطق الساحلية مجردة عن الرطوبة الجوية، ولا يعني كون الوجه في درجة الحرارة النهارية في مصاف المصائف السعودية كأبها والباحة والطائف أن أجواءها مناسبة ومشابهة لجبال السروات.
وختم كلامه قائلاً ، تجدر الإشارة إلى أن الوجه وغيرها من المحافظات الساحلية عند هبوب الرياح من الصحراء تكون جافة فتنخفض الرطوبة الجوية، وترتفع درجة الحرارة في النهار، وقد تسجل درجة الحرارة في الوجه إلى نحو 47م في مثل هذه الظروف وفي الليل تكون درجة الحرارة في المناطق الداخلية الجافة فضلاً عن المرتفعات الجبلية أقل من الوجه ومن الساحل بوجه عام، لكون البحر يرفع من درجة حرارة الساحل مساءً .. هذا والله أعلم.