بوابة الوفد:
2025-05-10@11:41:40 GMT

هل الغش أصبح منهجًا لحياتنا.؟!

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

موضوع جد مهم، يثير شجون كل من هو مهموم بقضايا وطنه ومستقبله أبنائه، بل قد يشعرهم بالقلق خاصة عندما يعقد مقارنة بين جيله والأجيال الحالية بل يظل يضرب أخماسًا فى أسداس، ما الذى حدث، ما الذى أصاب مجتمعنا، ما هذا الانهيار والتدنى القيمى، هل أصبحنا فى زمان اختلط فيه الحابل بالنابل، الباطل بات حقا والحق أصبح باطلا.


وقد لا يهتم اللامبالون أصحاب نزعة (ألونامالية)، وأقول لهؤلاء ومن شايعهم حتما سيأتى عليكم الدور وستتجرعون نتيجة لامبالاتكم كئوسا من العلقم.
الغش ظاهرة تفشت فى مجتمعنا بصورة فجة فى الآونة الأخيرة، فى مدارسنا، فى جامعاتنا، فى أعمالنا، فى كل أمور حياتنا.
ظنا من أن من يفعل ذلك يكون فهلويًا، مقطع السمكة وذيلها وشاطر، ضحك على المراقب فى اللجان، ضحك على المشترى وقت الشراء، إذا كان تاجرا والعكس.
ضحك على رئيسه فى العمل.
والأغرب من ذلك أننا نجد الغشاش الذى ينجح بالغش فى الامتحانات، تقام له الأفراح والاحتفالات، سبحان الله، أهله اشتروا له سماعة أذن ليغش بها فى الامتحان وينجح بالغش ويعلمون ذلك ويحتفلون بنجاحه، أى خداع للذات هذا، أما يعلمون هؤلاء أنهم سرقوا مجهود زملائهم وقد يأخذون أماكنهم فى الجامعات نتيجة مجموع كبير يحصلون عليه بالغش (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين) فماذا ستقولون لله تعالى وأنتم وقوف بين يديه وصحائفكم مكتوب فيها غشاشون، وقد يرد عليك متنطع من هؤلاء فيقول، ربنا غفور رحيم، نعم إلا فى ظلم العباد لبعضهم البعض، فدعوة المظلوم الذى ستأخذ مكانه فى الجامعة ليس بينها وبين الله حجاب، وبعدما تدخل كلية الطب أو الصيدلية أو الهندسة ماذا ستفعل، حتى وإن استطاعت التخرج بالغش فماذا ستقدم للمجتمع، طبيب فاشل أو مهندس مارق ستتفنون فى ابتكار الحيل للغش والسرقة أيضا.
والأدهى والأمر من ذلك من يساعد على الغش فقد رأينا بأم أعيننا من يغشش الطلاب من خارج اللجان، وأمسكنا بملاحظين من داخل اللجان يسهلون الغش للطلاب والحجة، (معلش زى ولادنا، عشان نلاقى من يسهل لأولادنا، هما هيتخرجوا هيعملوا إيه)، أقول لكل هؤلاء وأولئك، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، أنتم تشاركون فى جريمة عظمى مكتملة الأركان، تساهمون بقصد أو عن غير قصد فى تدمير أجيال كاملة، انظروا إلى قوارع الطرقات، انظروا إلى انتشار الرذيلة، انظروا إلى كل صنوف البلطجة، انظروا إلى تطاول الطلاب على أساتذتهم فى الجامعات.
والأدهى والأمر من ذلك أن تحدث هذه الأمور داخل اللجان على مرأى ومسمع من بعض المسؤولين، لماذا لأن فى اللجنة ابن الباشا فلان، وابنة سيادة (بارم ديله).
وأبناء الفقراء أين موقعهم من الإعراب، لا موقع لهم، لا مكان لهم، لا يوضعون فى جملة مفيدة، يأخذ مكانهم هؤلاء الغشاشون.
فبدلا من هذه الأمور اهتموا بأبنائكم وعلموهم وربوهم على الفضيلة، علموهم أن لا يأخذوا حقوق غيرهم، علموهم الشرف والأمانة والفضائل الأخلاقية، علموهم أن الشرائع جميعا نهت عن الغش والسرقة والتزوير، علموهم حديث النبى صل الله عليه وسلم، من غشنا فليس منا، علموهم حديث النبى والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها، ربوهم على كتاب الله (والسارق والسارقة قاطعوا أيديهما)، لماذا لأن الذى يغش فى صغره سيكون لصا فى كبره حتى لو اعتلى أرفع المناصب.
اجعلوا قدوتهم صحابة النبى صل الله عليه، فهل أتاكم نبأ الفاروق عمر بن الخطاب، عندما كان يتفقد الرعية بالليل فى شوارع المدينة المنورة، وسمع إمرأة تطلب من ابنتها أن تخلط اللبن بالماء، ماذا كان رد ابنتها، حتى إذا لم يكن يرانا أمير المؤمنين عمر، فرب أمير المؤمنين يرانا، من أنجبت هذه السيادة بعدما زوجها ابن الخطاب لابنه، أنجبت خليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز الخليفة الذى رعت الذئاب الأغنام فى عهده، كل هذا لماذا، لأنهم تربوا على محاسن الأخلاق، نشأوا على الفصائل ومكارم الأخلاق، درسوا فى مدرسة محمد صل الله عليه وسلم المكتوب على بابها، تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا، كتاب الله وسنتى. والمكتوب على أبوابها، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
فهل ستحقق مكارم الأخلاق بالغش والتزوير والسرقات، هل ستتحقق بالفهلوة وغش بعضنا البعض.
فمن وجد فى نفسه خصلة من هذه الخصال السيئة الرديئة فليدعها حسبة لله تعالى قبل فوات الأوان.
استوقفت طالبا فى الثانوية العامة، وسألته ماذا فعلت يا بنى فى الامتحانات، قال الحمدلله كانت اللجنة حلوة وخفيفة، ظننت أن الامتحان كان سهلا، قال المراقبون تركونا نغش بالسماعات.
فعلا بنى الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه.
فما فعلوه بكم وأهاليكم ومن عاونهم وشايعهم هو عين المنكر، بل رأس المناكير الموبقات المهلكات.
على الدولة بكآفة أجهزتها الرقابية التصدى لهذه الخروقات الرهيبة التى لا أقول تضرب العملية التعليمية فى صميمها بل تدمر كل المجتمع، فنحن نحاول أن نسعى إلى الأمام، لا أن نعود القهقرى إلى الخلف.

أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انظروا إلى

إقرأ أيضاً:

كفرالشيخ تستضيف رئيس جهاز حماية المستهلك لبحث سبل مواجهة الغش التجاري والاحتكار

استقبل اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفرالشيخ، اليوم الخميس، إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، والوفد المرافق له، وذلك بمقر ديوان عام المحافظة.

يهدف اللقاء إلى تعزيز أوجه التعاون المشترك وتكثيف الجهود الرقابية على الأسواق المحلية، بما يضمن توافر السلع الأساسية بأسعار عادلة ومناسبة للمواطنين، والتصدي لكافة أشكال الغش التجاري والممارسات الاحتكارية التي تضر بالمستهلك.

يأتي هذا اللقاء الهام تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة إيلاء الأولوية لحماية حقوق المستهلك وتحقيق التوازن المنشود في الأسواق، وهو ما ينعكس بشكل مباشر وإيجابي على الحياة اليومية للمواطنين في محافظة كفرالشيخ.

حضر اللقاء الدكتور عمرو البشبيشي، نائب محافظ كفرالشيخ، واللواء محمد شعير، السكرتير العام المساعد، والمهندس حاتم عبد الغفار، رئيس الغرفة التجارية بالمحافظة، بالإضافة إلى وفد رفيع المستوى من جهاز حماية المستهلك وعدد من أعضاء الغرفة التجارية.

وخلال اللقاء، رحب محافظ كفرالشيخ برئيس جهاز حماية المستهلك والوفد المرافق له، مؤكدًا على الأهمية القصوى للتعاون والتنسيق الفعال بين الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وجهاز حماية المستهلك في سبيل تحقيق انضباط الأسواق ومواجهة كافة الممارسات الاحتكارية التي تضر بمصلحة المواطن وتسهم في ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر.

من جانبه، أشاد إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، بالجهود الملموسة التي تبذلها محافظة كفرالشيخ في مجال الرقابة على الأسواق وضمان توفير السلع الأساسية للمواطنين.

وأكد رئيس جهاز حماية المستهلك أن المحافظة تعد نموذجًا يحتذى به في سرعة الاستجابة والتنسيق الفعال مع جهاز حماية المستهلك في سبيل حماية حقوق المستهلكين والتصدي للمخالفات التجارية.

وقد اتفق الطرفان خلال اللقاء على وضع آليات عمل مشتركة وتكثيف الحملات الرقابية المفاجئة على الأسواق والمحال التجارية لضمان التزام التجار بالأسعار المعلنة وجودة المنتجات، والتصدي لأي محاولات للتلاعب بالأسعار أو احتكار السلع، بما يضمن حصول المواطنين على حقوقهم كاملة ويساهم في استقرار الأسواق المحلية.

مقالات مشابهة

  • الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه
  • الغش الغذائي.. تأثيرات صحية واقتصادية ومخاوف أخلاقية
  • بين حائك السجاد والتاجر.. منهج إيران والأميركيين في التفاوض
  • المراهنة على قوة أمريكا و”إسرائيل” خسارة.. والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر
  • المراهنة على قوة أمريكا وإسرائيل خسارة..والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر
  • تأملات قرآنية
  • كفرالشيخ تستضيف رئيس جهاز حماية المستهلك لبحث سبل مواجهة الغش التجاري والاحتكار
  • دعاء زيادة الرزق .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل
  • هل يجوز دخول الحمام بخاتم عليه آية قرآنية؟.. الإفتاء توضح
  • بسبب الغش.. فيديو متداول يضع شركة سيارات عالمية في ورطة