«أطباء السودان»: 100 قتيل وجريح بالفاشر «أخطر وأسوأ مكان للعيش»
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
نقابة أطباء السودان، طالبت بالوقف الفوري غير المشروط للقتال في الفاشر والمدن الأخرى وفتح ممرات آمنة وحمايتها لدخول المساعدات الإنسانية.
الفاشر: التغيير
كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان- مهنية مستقلة- عن حصر 100 قتيل وجريح جراء التصعيد العسكري في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ووصفت المدينة بأنها أصبحت أخطر وأسوأ مكان للعيش على وجه البسيطة.
وقالت اللجنة في تقرير وسمته بـ(مدينة الجحيم المستعر)، إن شمال دارفور وتحديداً عاصمتها الفاشر شهدت الأيام الماضية وما زالت تشهد، أحداث عنيفة وتصعيداً خطيراً رغم المناشدات المحلية والدولية لوقف الصراع بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة وقوات الدعم السريع وحلفائها من جهة أخرى حول تخوم المدينة وبعض أحيائها ما أدى لسقوط أعداد كبيرة من المواطنين بين قتيل وجريح ومشرد.
وأضافت بأن مناطق الاشتباك شهدت حركة نزوح ضخمة إلى مناطق أخرى آمنة نسبيا، وزاد استخدام الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية الأمر سوءاً ما جعل من المدينة كلها منطقة عمليات.
واتهمت قوات الدعم السريع وحلفائها بتنفيذ عمليات قصف ممنهج ومقصود وبصورة مستمرة للأحياء والأماكن المدنية وخصوصا الصحية والطبية.
حصار ومعاناةوأشارت نقابة الأطباء إلى أن الفاشر تعرضت لحصار منذ أشهر من قبل قوات الدعم السريع وحلفائها ما منع وصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية والمستهلكات الطبية، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع الإستهلاكية وتردي الخدمات الطبية والصحية.
وأكدت أن عملية الخروج الأمن من المدينة في الأيام الاخيرة أصبحت تحدياً ومخاطرة عظيمة لما يتعرض له الفارون من اعتقالات تعسفية وتعذيب وسلب ونهب للمقتنيات.
وحذرت النقابة من أن جميع مواطني الفاشر قد يصبحون في عداد الموتى إما بالجوع أو العطش أو الرصاص أو غياب الخدمات الصحية والطبية وغيرها من إفرازات الصراع ما لم يكن هناك تدخل فوري وجاد لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية.
إحصائياتوأوضحت أنه خلال الفترة من السبت 27 يوليو حتى الاثنين 29 يوليو الماضي تم قصف “سوق الفاشر الكبير، سوق الفاشر الجنوبي (المواشي سابقاً)، المستشفى السعودي بالفاشر، وبعض من الأحياء الجنوبية والغربية والشمالية”.
وأكدت النقابة أن أعداد مقدرة من الضحايا المدنيين لم يتم حصرهم لصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية والطبية وغياب وسائل الحركة والأسباب الأمنية وغيرها.
وقالت إن العدد الذي تحصلت عليه حتى لحظة كتابة التقرير هو 100 ما بين قتيل وجريح، حوالي 30 منهم داخل المستشفى السعودي، ولم تسجل إصابات وسط الكوادر الطبية والصحية العاملة هناك.
وأضافت بأن مدينة الفاشر اليوم قد أصبحت أخطر وأسوأ مكان للعيش على وجه البسيطة.
مناشدات ومطالبوناشدت النقابة بالوقف الفوري ودون المشروط للقتال في الفاشر وبقية المدن الأخرى، وفتح ممرات آمنة وحمايتها من أجل دخول المساعدات الإنسانية والدوائية إلى الفاشر، وعدم استهداف المدنيين والمباني المدنية، وطالبت بحماية المدنيين حسب قانوني جنيف وروما لتنظيم قواعد الاشتباك في أوساط المدنيين.
وطالبت النقابة قوات الجيش السوداني والدعم السريع بالتفكير الجاد والإرادة الحقيقة من أجل وقف معاناة الشعب من خلال وقف الحرب، والبدء في حوار سوداني سوداني شامل وجامع يفضي إلى تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الملهمة.
الوسومالجيش الدعم السريع الفاشر اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان جنيف روما شمال دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع الفاشر اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان جنيف روما شمال دارفور المساعدات الإنسانیة الدعم السریع قتیل وجریح
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر
الفاشر- أفادت مصادر عسكرية للجزيرة نت بأن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تمكنوا اليوم الأحد من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور غرب السودان.
وفي ساعات الفجر الأولى، بدأت قوات الدعم السريع هجومها بقصف مدفعي مكثف، تلاه هجوم بري من الاتجاهين الشمالي والشمالي الشرقي للمدينة. كما حلقت طائرات مسيّرة بكثافة في أجواء المدينة خلال المعارك، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن المواجهات اندلعت في المحورين الشمالي والشمالي الشرقي، حيث استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة. ونجحت قوات الجيش والمجموعات الحليفة في السيطرة على عدد من الآليات العسكرية وتدمير أخرى، مما يعزز موقف الجيش الدفاعي داخل المدينة المحاصرة.
وقال العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث العسكري باسم القوة المشتركة، للجزيرة نت إن الهجوم أسفر عن مقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، بينما فرّ آخرون.
وأكد أن القوة المهاجمة، المعروفة باسم الكتيبة الإستراتيجية، تتمتع بتدريب عالٍ وكفاءة متميزة وجاءت بتوجيهات من القائد الثاني للدعم السريع عبد الرحيم دقلو حيث تم تدمير 6 مدرعات وحرق 10 سيارات قتالية، بالإضافة إلى الاستيلاء على عتاد عسكري وأسلحة كانت بحوزتهم.
وأضاف أن "المليشيات حاولت التسلل عبر دفاعات المدينة من الناحية الشمالية، لكن وحدات الاستطلاع والمشاة تصدت لهم بقوة، مما أجبرهم على التراجع بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات".
كارثة إنسانيةبينما تندلع المعارك، يعاني سكان الفاشر من كارثة إنسانية متزايدة، حيث يواجهون نقصا حادا في الماء والغذاء والدواء والمأوى، بالإضافة إلى انعدام الأمن نتيجة القصف المدفعي الذي يستهدف المناطق السكنية.
إعلانوبحسب الناشط الإغاثي محمد آدم، فإن الحصار المفروض على المدينة جعل الحصول على الغذاء مهمة شبه مستحيلة، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية، وجعل العديد من الأسر غير قادرة على تأمين احتياجاتها اليومية.
وأشار إلى أن "الوضع كارثي، حيث إن الفاشر ليست مجرد ساحة معركة، بل مدينة محاصرة تعاني من الجوع والمرض والخوف. يتطلب الوضع تحركا عاجلا لإنقاذ المدنيين وتخفيف معاناتهم".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسّعت قوات الدعم السريع عملياتها إلى 4 ولايات في دارفور، شملت الجنوب والشرق والغرب والوسط، ضمن محاولة للسيطرة على المنطقة، مما أدى إلى ارتكاب مجازر واسعة.
وفي أبريل/نيسان الماضي، تخلّت الحركات المسلحة في الفاشر عن حيادها، وأعلنت دعمها للجيش السوداني، مما دفع قوات الدعم السريع إلى محاصرة المدينة ومهاجمة مخيم زمزم المجاور.
إستراتيجية الإنهاكويرى المراقبون أن قوات الدعم السريع، بعد خسارتها العديد من قادتها، لجأت إلى إستراتيجية جديدة تعتمد على فرض حصار مشدد واستنزاف المدينة تدريجيا عبر القصف المدفعي، ومنع الإمدادات، وقطع الخدمات الأساسية.
وفي حديثه للجزيرة، قال العقيد أحمد حسين مصطفى إن الدعم السريع لم تعد تعتمد في الآونة الأخيرة كثيرا على الهجمات المباشرة، وبعد هزيمتها في معارك عند أسوار الفاشر، لجأت إلى إستراتيجية الإنهاك التدريجي عبر الحصار والتجويع، وقصف المدنيين من الخارج، في محاولة لإضعاف المقاومة وإجبار السكان على الاستسلام.
وأضاف "رغم هذه الظروف الصعبة، لا يزال سكان الفاشر والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح صامدين ومستعدين للتصدي لأي محاولات عدائية. هذه ليست مجرد حرب عسكرية، بل معركة وجودية".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
إعلان